أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في العام الهجري الجديد: أطيب التهاني مقرونة بآمال التغيير وتلبية تطلعات الشعوب في الانعتاق من أشكال معاناتهم















المزيد.....

في العام الهجري الجديد: أطيب التهاني مقرونة بآمال التغيير وتلبية تطلعات الشعوب في الانعتاق من أشكال معاناتهم


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة 1433 هـ
أطيب التهاني مقرونة بآمال التغيير وتلبية تطلعات الشعوب في الانعتاق من أشكال معاناتهم
بدءا آمل أن تصل كلمات التهاني إليكم، فعلا مؤثرا يدعو للفرح والمسرّة ولِـعامر القلوب المؤمنة بالغد الأفضل، المتفائلة بنتائج مثابرة عام من العمل المتصل، تدورُ عجلتُه من أجل إعلاء صروح الخير والمودة بين بني آدم بأجناسه وأعراقه ومجموعاته القومية والدينية..
إنَّ تهنئتي هذه تتجدّدُ في هذا العام متطلعة لمزيد من الاستقرار وعميق الوئام وتفاعلات الإيجاب بيننا جميعا بلا استثناء...
لقد مرّت سنة هجرية بما حملته من متناقضات من الشدائد والأوصاب ومن مسرات انتصارات إرادة شعوبنا في الانتفاض من أجل بناء عالم جديد يسوده السلم وتتسامى فيه رايات الحرية والانعتاق من سطوة جناة قتلة من الطغاة ومن قوى الإرهاب بأشكالهم وتمظهراتهم..
إنّ سنتنا الفارطة أكدت تقدم وعي الإنسان وإعلانه، بوضوح وبهاء، توجهه لبناء بيته، وطنه بدولة مؤسسات وقانون واحترام حقوق الناس ومطالبهم وتلبية تطلعاتهم.. وأصبح اليوم، ببشائر عام خير، هدف الدولة المدنية واضحا ساطعا في عالمنا. وما عاد لقوى الظلام أن تخادع الناس وتضللهم بشعاراتها التي تغطي وتستر نظم الطغاة بكل مراوغاتها..
إنّ مجتمعاتنا باتت من النضج وإدراك صواب قيمها ووسائل عيشها ما يكفي للردّ على خزعبلات ظلامية وأخرى تحمل خطاب الخرافة والتخلف، وآليته المخادعة المجسدة بالتفكير الأسطوري ومنطقه.. وشعوبنا أوعى من أنْ يستغفلها بعض أميين يشيعون تكفيرها لينصِّبوا أنفسهم أئمة فتاوى تستغل جمهور الناس وتضعهم طوع توجيهها الظلامي. وتلكم َّ الشعوب المتفتحة النيِّرة بفكرها وسلوكياتها وقيمها تعرف أنَّ إدعاءات الظلاميين هي الضلال الذي ما أنزل الله به من سلطان..
ومن هنا فإنّ المجموعات المذهبية بتعدديتها في ديانة، لن تخضع لما يُثار بينها من احتكاكات وخلافات وأشكال عزلة وانفصام، بغاية التفرقة والتمزيق واختلاق العداوات ومن ثمّ بغاية إضعاف شعوب الأمة وجعلها أسهل على الاختراق وعلى الخضوع لمآرب عناصر مرضية...
إنّنا اليوم نشهد بوادر تحرك الأغلبية الصامتة من المسلمين، متطلعين معا وسويا للتحول بمثل هذه المناسبات الحولية كرأس السنة الهجرية إلى الأوجه المشرقة لها، الملأى بآمال العمل من أجل تحقيق مسيرة بناء الأرض وإعمارها وإعمار الروح الإنساني ورفع معنويات أبنائها وبناتها وتلبية مطالبهم في الحياة الحرة الكريمة التي لا يكتنفها ظلم أو جور أو ضيم..
وإنّنا إذ نتبادل اليوم التهنئة بميلاد عام هجري جديد، لنتطلع إلى تعزيز وعي المسلمين التنويري بحيواتهم بعيدا عن الخطاب البياني التخديري وعميقا في إطار الخطاب البرهاني الفاعل في جهود البناء والتقدم والتحديث. ونتطلع إلى مغادرة الأغلبية الصامتة حالها السلبي لإنهاء أوضاع الاستغلال والآلام واتخاذ القرار الحازم والحاسم في تبني التنوير الفكري ومنطق العقل العلمي..
ذلكم أن شعوب الأمة المسلمة التي ثارت من أجل التغيير لا يمكن أن تعاود تسليم قيادها بأيدي أدعياء. لأن الدول والمؤسسات وهياكل البناء وقوى التعمير والإصلاح في يومنا وعصرنا لا تقوم إلا بالمتخصصين والعلماء وذوي العقول وحكمتها من حملة المعارف والعلوم ممن صرفت الشعوب عليهم ليكونوا بناة المرحلة.. أما ملتحفي العباءات والأعمة فمنهم الصادق الذي تعرف الشعوب مكانه وفيهم كثير من الأدعياء المضللين الذين سبق أن فضحهم فلاسفة المسلمين المتنورين كما ابن رشد وفلسفته التنويرية المشهودة إنسانيا..
إنّ شعوبنا اليوم مع مطلع عام هجري جديد في مفترق طرق بين زمن أكثر سوداوية وبشاعة وآخر أكثر أمنا وسلاما ووأوضح تحررا من قيود الجمود والتخلف.. ووعي الشعوب هو من سيحسم الأمر نهائيا برفض قوى الظلام والمخادعة والتزييف واختيار قوى الشعب الحية الحرة القادرة على البناء..
إن تهنئتنا بعام هجري جديد لَـ تستوحي قيمها من قيم الهجرة الأولى في خلـْـقِها التلاحم بين أبناء الديانات الإبراهيمية وتعميده بأفضل العلاقات الإنسانية الصادقة القائمة على احترام الجوار والتعايش السلمي الإيجابي المشترك؛ وهذا ما يُنتظر أن نجسده بوعينا وممارساتنا الفعلية تأمينا لعيشنا الآمن وتطمينا لما ينهي العنف وخراب خلّفه لنا الإرهاب في سنتنا المنصرمة...
نهنئ جميع مسلمي الأرض بعام 1433 الهجري وتباشير ولادته.. ونتشارك وإياهم تطلعات عام جديد يتقدم بنا نوعيا، لنُعلي فيه قيم التسامح والإخاء والسلام.. كما نُعلي فلسفة احترام الآخر وتفاعل شعوبنا وفئاتها ومكوناتها إيجابا في إطار احترام التعددية والتنوع بجميع المجالات سواء في الرؤى والمعالجات والاجتهادات أم في الوجود الإنساني..
وليكن فعل الشعوب المسلمة مما يتصدى لحالات الفرقة والتشرذم ورفض انغلاق الطوائف على نفسها ودرء أية فرصة لاحترابها وليكن دينها الوسط والاعتدال لا التشدد ولا التطرف ولا المغالاة ؛ بلى ليكن تبني القيم السمحاء لرسالة المهاجرين الأوائل في دين التسامح والسلام وإكرام الإنسان المستخلف على الأرض ليعمرها ولينهي الخراب ويعزل القوى الساعية في دروب الإرهاب وشروره...
أيها الأحبة من مسلمي جميع الشعوب
تبادلوا التهاني لأن الهجرة الأولى كانت إيذانا ببشائر الخير وما زال التغني والترنم بأناشيد استقبال المهاجرين تصدح به حناجر الإيمان الصادقة.. فأعْلِنوا تمسككم بقيم دينية صحية صحيحة تتمثل في تحقيق أفضل عمار في وجودكم ولا تقبلوا بوصاية تمرر مستغلين جدد وطغاة يستبيحونكم جورا وظلما..
أنتم في مختلف بلدانكم؛ ليكن عامكم هذا عام قرار شجاع برفض التبعية لكائن من كان ممن قد يودي بكم إلى الاحتقانات والاحتراب ومن أولئك الذين يصورون الدين طقوسا تمتلئ آلاما واستعبادا للنفس وجلدا لها في ذنوب لم ترتكبها وفي بكائيات ونواح حرّمه الدين نفسه فلقد أُمِر الإنسان أن يحيا حياته سعيدا فلا حزن فوق ثلاث "الحديث النبوي الشريف الذي يوصي بألا يبقى عزاء أكثر من ثلاث ليال"فيما يريد لنا بعضهم أن نحيا العمر أحزانا وأن نوقع بأنفسنا الألم ليل نهار وسنة بعد أخرى.. والحق أنّ العمر لبارئه أُمِر الإنسان أن يملأه خيرا ومسرة ويريد أولئك أن يجعلوا من أيام السنة شدائد قاسية حزينة سوداء.. فكل فرد منكم يملك عقله وحنكته عبر تجاريبه وهو يرى ما يحل به يوميا ويمكنه أن يحزم أمره في التمسك بطريق الصواب والرشاد والفطنة..
توجهوا إلى صلاح الأنفس والبيئة وتذكروا أنّ [عاملا يعمل خير من ألف عابد"حديث نبوي شريف"] ففي العمل والبناء دينكم وفيه إحياء قيم السلف الصالح وليس في طقوسيات مدّعاة يحاول أن يضللنا بها بعضهم.. فلقد أُنْهِكت الأنفس من أجواء ترقب الواقعة السوداء تعقب الأخرى الكأداء؛ وتاقت اليوم إلى مصالحة مع الذات الإنسانية الصحيحة السليمة وبناء جسور المحبة بين الإنسان وأخيه وتبادل أعمق مشاعر الثقة..
إنَّ الدين لله وكلُُ يعرف طريقه إلى ربه الذي لا يقبل وساطة في الوصول إليه ولا نيابة عن المقدس ولا جبرية في كلام مرجع.. وليكن الأمر المقدس الذي نتمسك به أنْ" قل اعملوا" وعملنا حيث إعمار الأنفس والأرواح وبيوتنا، أوطاننا، فهي ميدان وجودنا وعملنا وهي الأرض التي اُسْتُخلِف الإنسان عليها ليعمرها فيجني ما يزرع وزرعنا الثقة والتسامح والمصالحة والوعي بصواب القرار هو أول أضواء عامكم الواعد خيرا..
أطيب التهاني وأروع الأماني بعام هجري جديد
وليكن عامكم الجديد عام إعمار الإنسان وبيته بسواعد سمر قوية وعقول نيِّرة متفتحة ..
مبارك عامكم هذا. عاد عليكم باليُمن والخير والبركات

*رئيس جامعة ابن رشد في هولندا - رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للتسامح.. من أجل الاستقرار والسلم الأهليين ...
- الأقاليم والنظام الفديرالي في العراق الجديد؟
- الدوريات العلمية المحكَّمة، المفهوم والمهمة.. مجلة ابن رشد ا ...
- كوردستان والحداثة في البناء ومسيرة التقدم.. تحديث التعليم ال ...
- حكومة التكنوقراط ماذا تعني وهل تشكل حلا للأزمة العراقية؟
- الربيع العربي وبعض مرجعيات محاولات الاختراق والالتفاف
- تحية إلى الشعب التونسي عشية الانتخابات وخيار الديموقراطية وا ...
- وفد التحالف الكوردستاني في بغداد؟
- (الربيع العربي) وتطلعات جدية في نهج احترام التنوع القومي وال ...
- إشكالات الثقافة العراقية بين خصوصيتها وآليات معالجتها وضغوط ...
- التعليم الألكتروني بين أنصاره وخصومه: دعوة لتفهم طبيعته وتبن ...
- في ضوء خطاب رئيس إقليم كوردستان: مستقبل العراق الاتحادي ودور ...
- التحالف الاستراتيجي بين العرب والكورد والتطورات في كوردستان
- الثقافة العراقية حية لا تموت كما أبدية وطن النخيل
- المشاغلة والتعمية آلية للتعتيم على سياسة الانفراد بالسلطة وا ...
- تضامنا مع مطالب المظاهرات الشعبية في العراق
- يا ضحايا الفساد والإرهاب والطائفية، موعدنا في ساحة التحرير!
- رسائل العيد وتهانيه: تواصل أمنياتها لوقف سطوة الوحشية وعدوان ...
- مدنية المؤسسات والنظام العام في كوردستان وقضية المرأة في خطا ...
- البرلمان الثقافي العراقي في المهجر يدين استمرار الاعتداءات ا ...


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في العام الهجري الجديد: أطيب التهاني مقرونة بآمال التغيير وتلبية تطلعات الشعوب في الانعتاق من أشكال معاناتهم