البرلمان الثقافي العراقي في المهجر يدين استمرار الاعتداءات التركية وجرائمها داخل الأراضي الكوردستانية العراقية

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 15:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر يدين استمرار الاعتداءات التركية وجرائمها داخل الأراضي الكوردستانية العراقية
ويطالب بموقفين وطني وأممي للتصدي لها ووقفها فورا ونهائيا


منذ سنوات تواصل القوات المسلحة التركية بالتجاوز على السيادة العراقية سواء بالطلعات الجوية أم بالاجتياحات البرية التي أنشأت لها قواعد بمدرعاتها وقوات المشاة والمدفعية في منطقة كوردستان العراق؛ مقيمة شريطا عسكريا في المدن والقصبات والقرى التي جرت فيها جرائم تدمير الممتلكات وتخريب المشروعات الأهلية.. والجريمة الأنكى والأبشع همجية، تكمن في استمرار عملياتها التي أوقعت مزيدا من الضحايا من المدنيين بحجج وذرائع لا يمكن قبولها بأيّ من القوانين والاتفاقات الدولية أو اللوائح الحقوقية المعروفة..
لقد عادت القوات التركية بعنفها الذي استخدم في وقت سابق أسلحة محظورة دوليا؛ لتضرب مجددا بطيرانها ميادين وطرقات يفترض أن تكون آمنة بأهلها وسالكة بالحياة المدنية.. فأوقعت الضحايا الجدد من المدنيين بتدمير سيارتين بمن فيها من رجال ونساء ومن أطفال!
إننا ندرك طبيعة الصراع الداخلي الذي تخوضه القوات التركية ضد المقاتلين الثوار من الكورد بإقليم كوردستان تركيا.. وإذ نشعر والمجتمع الدولي بأهمية حل المشكلة الكوردية في تركيا على أسس الحوار الذي يكفل السلم والديموقراطية واحترام حق تقرير المصير في إطار تركيا ديموقراطية جديدة، لنأمل أن تحترم القيادة التركية طابع التعددية وأنْ تطمن المطالب القومية والإنسانية على وفق الشرعة الدولية والقوانين الأممية الضامنة بعيدا عن لغة العنف والشوفينية... ونحن نثق بأنّ الحل السلمي في الإطار التركي داخليا سيجنّب تركيا استمرار الصراع المسلح وحالات اللجوء للقمع والحلول الأمنية العسكرية ومضامينها العنفية..
وفي وقت نتضامن مع الشعب التركي بأطيافه ومكوناته القومية بخاصة هنا الكورد المطالبين بحقوقهم القومية والإنسانية العادلة؛ نؤمن بأن حل تلك المشكلات سيبقى شأنا داخليا يتعارض وأيّ تدخل خارجي.. إلا أننا من جهتنا في إطار الدولة العراقية ندافع عن حقنا السيادي في حماية الحدود العراقية من كل أشكال الاختراقات والاعتداءات ونعمل من أجل تطمين حقنا في رعاية أمن مواطنينا وممتلكاتهم وحماية مدننا وقرانا من الانتهاكات العسكرية ومن الهمجية الدموية للاعتداءات التي خربت وتخرب في تلك المنطقة وعبثت بأمنها وهددت حيوات أهلها ومصائرهم وأعمالهم اليومية..
وفي ضوء الجريمة الجديدة المرتكبة بالقصف الجوي، فإننا نطالب الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بمراجعة جملة السياسة العامة والعلاقات العراقية التركية؛ وعدم الاكتفاء بالإدانة والشجب واستدعاء السفير التركي وإبلاغه الموقف الصارم حسب بل ينبغي هنا [أيضا] اتخاذ موقف حازم على مستوى تفاصيل العلاقات البينية وتدريجا وفي باتجاه كل مستوياتها التي تحقق مطالبنا في حماية مواطنينا وسيادتنا.. وربما تطلب الأمر اللجوء إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية ومنها محكمة العدل مقاضاة لتركيا وما تسببت فيه من خسائر بشرية ومادية...
وفي مستوى المواطنين ومنظمات المجتمع المدني، نحث على تبني ثقافة الرد الشعبي بالتظاهرات في المناطق التي طاولها العدوان وبتضامن معهم من جميع المدن والمحافظات سواء في كوردستان أم في جميع أنحاء العراق الاتحادي... إذ لا يمكن للمنظمات الحزبية والنقابية الشعبية أن تمرر الجريمة بالسكوت أو بالردود السلبية الصامتة.. ولابد لها من موقف صارم يضغط على الحكومة الاتحادية لأداء دورها السيادي وطنيا ودوليا وتحديدا باستخدام أوراق الضغط السلمي المحلي والأممي وهي كثيرة وكبيرة الأثر إذا ما سلكت الدبلوماسية العراقية مهامها بمصداقية ومهنية دقيقة..
نجدد هنا شجبنا للجريمة النكراء التي راح ضحيتها مواطنين أبرياء لا يمكن تعويضهم ولا تعويضنا بعد جريمة القتل العمد في إطار تلك العمليات الحربية غير المبررة ونحن لا نقبل أن نقدم بنات إقليم كوردستان العراق وأبناءه أضاحي للسياسة العنفية التركية في تعاملها مع أزماتها ومشكلاتها الداخلية.. ونرفض بشدة نقل دائرة الصراع وعمليات قمع الكورد من ميادينها في كوردستان تركيا وتصديرها إلى دول الجوار باختراق الحدود والسيادة واجتياح المدن الآمنة وتقتيل أهلها المسالمين العزّل...
ونطالب هنا بحملة أممية رسمية من المنظمات المعنية للضغط على تركيا وقياداتها السياسية والعسكرية لوقف جرائم العدوان المتكررة المستمرة في حال من استغلالها مستجدات الظرف العراقي المعروف دوليا.. ونحن في الوقت ذاته نحمل تلك الجهات الدولية مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه عراق لم ينتهِ بعدُ من استكمال قدرات حماية مواطنيه للأسباب المعروفة، محملين القوات الدولية المعنية مسؤولياتها أيضا في إطار الوضع القائم..
إنّ مثقفينا وإطاراتهم التنظيمية ومجموع بنات جالياتنا وأبنائها في المهجر يعاضدون أخواتهم وأخوتهم في داخل الوطن بخاصة في المدن والقرى الكوردستانية التي تتعرض للاعتداءات المتكررة من تركيا من دون أن ننسى هنا تكررها أيضا من جانب القوات الإيرانية من الجبهة الأخرى.. مؤكدين أننا هنا سندفع بتطوير أشكال التضامن حتى تتوقف تلك الجرائم الهمجية البشعة على كل جبهات التهديد التي طاولت وتطاول مواطنينا بشكل شبه يومي..
النصر لمسيرة السلام والتقدم وإقرار الحقوق العادلة المشروعة لجميع شعوب المنطقة والهزيمة للغة العنف ولقعقعة السلاح وجرائمه...

الهيأة التنفيذية للبرلمان الثقافي العراقي في المهجر
لاهاي 21 آب أغسطس 2011

#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات