أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - الذاكرة المثقوبة














المزيد.....

الذاكرة المثقوبة


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والمنعطفات التاريخية في حياة الشعب الفلسطيني
يبدو أن ذاكرتنا باتت مثقوبة لا تستطيع تذكر المناسبات الهامة في حياتنا ؛ فقد مرت الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة عام 1987 م دون أن يذكرها أو يتذكرها أحد، كما مرت ذكرى العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة دون أدنى اهتمام ، ومرت أحداث يوم السبت الثالث من نوفمبر في خان يونس ، وكذلك ذكرى وعد بلفور في الثاني من نوفمبر دون أدنى اهتمام كذلك ، حتى ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين الذي رفضته القيادات الإقطاعية في فلسطين مرت دون أن نتذكرها أو أن نفكر بالوقوف وقفة جادة مع النفس من أجل تقييم وتقويم أدائنا الوطني، ومن أجل أن نسأل أنفسنا فيم أصبنا وفيم أخطأنا ، وما أسباب ارتكابنا المتكرر للأخطاء ، ألا يجب أن نتعلم من أخطائنا وأن تستخلص منها العبر ، أم أن المكابرة باتت جزءاً من بنيتنا النفسية .
إننا شعب لا يعترف بأخطائه ، شعب يرى أنه دائما على صواب وأن غيره هو المخطئ دائما ، نبحث دائما عن مشجب نعلق عليه تقصيرنا وأخطاءنا ، ولعل من أسهل الأمور علينا أن نتهم الاحتلال والاستعمار بدلا من أن نعيد النظر في طريقة تربيتنا لأبنائنا وطريقة تعاملنا مع بعضنا البعض ، فنحن لا نحتمل النقد ولا نقبله ، نكره من ينتقدنا بدلا من أن نشكر من يهدي إلينا عيوبنا وأخطاءنا ويفتح عيوننا عليها .
كان من الواجب أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة وموضوعية ، نسأل : أنفسنا لماذا رفضت قيادتنا قرار التقسيم ؟ ولماذا لم نناقشها في ذلك ؟ ولماذا اتهمت قيادة الفلسطينيين في عام 1947 م الشيوعيين بالخيانة لأنهم طالبوا هذه القيادة بالقبول بقرار التقسيم الذي ينص على قيام دولتين في فلسطين ، وكانت النتيجة ضياع فلسطين بكاملها .
أضعنا الكثير من الجهود والثروات والشباب بسبب تخبط قياداتنا وعدم تسلحها بالرؤيا الواضحة وكذلك بسبب عدم قدرة هذه القيادات على قراءة الواقع قراءة موضوعية ، وما زالت بعض قيادات الشعب الفلسطيني تتخبط حتى الآن ، تخرج من متاهة لتدخل في متاهة أخرى وكأن قدر هذا الشعب أن يظل حبيس دوامة المتاهات .
كان من الأجدر بنا أن نراجع مواقفنا السابقة مراجعة علمية بعيدة عن التعصب للنفس أو التعصب ضد الغير ، لسنا معصومين عن الخطأ ، كل إنسان معرض للخطأ ، ولكن ليس كل إنسان على استعداد للاعتراف بالخطأ أو لتصحيح هذا الخطأ ، ففي انتفاضة عام 1987م ارتكبت أخطاء كثيرة بحق أنفسنا وبحق شعبنا ، قمنا بأفعال لو قام بها غيرنا لانتقدناه انتقدا لاذعا، ولكنا كنا نغض الطرف عن أخطائنا ولم نعر أدنى اهتمام لرأي الآخرين في تصرفاتنا، وما زلنا حتى الآن نستمرئ الخطأ وندافع عنه ، نتخلى عن إنسانيتنا إذا كرهنا ، ونغمض عيوننا إذا أحببنا فلا نرى أخطاء من نحبهم ، كنت ذات مرة في مركز للإنترنت ، وقد طلب أحد الحضور أن يشاهد شيئاً ما ، ولما اكتشفت أنه يريد أن يشاهد مناظر الذبح في العراق فكرت في أن أغادر المكان ، ولكي لا يسئ الحاضرون فهمي ظللت جالساً في مكاني، وشاهدت ويا لهول ما شاهدت ، شاهدت أشخاصاً يمارسون عملا بشعاً بكل معنى الكلمة ، يذبحون ضحيتهم من مقدم العنق ببطء شديد وكأنهم يستمتعون بتعذيب ضحيتهم ، استنكرت العمل أمام الحضور وقلت إن هؤلاء ليسوا من المسلمين وأن الإسلام برئ منهم ، لأن مثل هذا العمل يتنافى مع ما دعا إليه الإسلام الحقيقي ، نظر الحضور إلي باستغراب ، ربما أعمتهم كراهيتهم للأمريكان عن رؤية بشاعة هذا العمل ، كانت وجهة نظري أن مثل هذه الأعمال لن تعجل بزوال الاحتلال الأمريكي للعراق بل إنها ستطيل أمد هذا الاحتلال ، تماما كما حدث عندنا في بداية الاحتلال حين كانت توضع العبوات الناسفة في الباصات والشاحنات التي كانت تنقل العمال ، وكما حدث عندنا في الانتفاضة السابقة في عام 1987م حين كان الناس يقتلون بالفئوس والسكاكين لمجرد الاشتباه بهم ، وها نحن نحصد ما زرعته أيدينا ، وندفع ثمن سكوتنا عن مثل هذه الأعمال ، إن مقاومة الاحتلال أي احتلال لا تكون بأي حال من الأحوال عن طريق اختطاف الرهائن وذبحهم بهذه الطريقة البشعة ، ذلك أن من أبسط تعاليم الإسلام عدم قتل النساء أو الأسرى أو قطع الأشجار أو هدم البيوت ، الإسلام يدعوا إلى التسامح والعفو عند المقدرة بالقدر نفسه الذي يدعو فيه إلى الدفاع عن الوطن واعتبار هذا الدفاع فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا غزا العدو ديار المسلمين .
إننا بحاجة إلى مراجعة مواقفنا وتصرفاتنا مراجعة جادة ومخلصة حتى نجلو تلك الصورة المشوهة التي يحاول البعض تقديمها ظلما عن العرب عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص .



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الرئاسة في فلسطين والحملة الانتخابية
- الصعوبات التي تواجه المثقف الفلسطيني
- ورقة عمل حول الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
- الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية
- ما وراء النص في ديوان - البدء ... ظل الخاتمة - للشاعر توفيق ...
- الزمن في بعض الروايات المحلية
- الانتخابات الفلسطينية
- لديمقراطية الأمريكية والحرب النظيفة
- حول قضية العملاء
- ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة
- البنية الروائية عند بعض الروائيين في غزة
- جوم أريحا - دراسة نقدية
- إلى الجحيم أيها الليلك - دراسة نقدية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - الذاكرة المثقوبة