رد على مقالة . احمد عفيفي ..الله ..وفي رواية الشيطان

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الكاتب...


َفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، تلك الغرانيق العلى ، وان شفاعتهن ترتجى.
إذا كان الشيطان ألقى على لسانه ذلك، فأين " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إن هو إلا وحى يوحى "
كيف يتسلل الشيطان إلى الوحى ويلقيه، وكيف يثبت ذلك الوحى الشيطانى خمسة عشرة قرنا، إلا إذا كان مصداقا لقوله " إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون " الظاهر أنه حقا وحى، ولكن وحى شيطانى، بالكلية

تعليق...


لماذا تنتقد الشيطان وأنت تتبع سبيله من اين اتيت وان شفاعتهن لترجى ... ثم لو وضعنا آيتك وان شفاعتهن لترجى مع الآيات سنجدها لا تتكلم عن الشيطان أنما تتكلم عن ازدواجية عقائديه كان يحملها الفكر الوثني لأهل مكة عندما نسبوا لله ما يكرهون من الإناث ويفتخرون بالذكور .. فهذه قسمة غير عادله.. فالأسماء هي من أكاذيبهم وفتراتهم.. والدليل على زيفك هم عدم وجود آيتك مع آيات سورة النجم

قال الله...

أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{20} أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى{21} تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى{22} إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى{23} أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى{24} فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى{25}


*******************************

الكاتب...
.
الشيطان يمكن اعتباره أشهر خرافة دينية على الإطلاق، ولا يمكن الجمع بينها وبين المنطق بنسبة واحد بالمائة، وقد حاول عتقاء الدين على مر التاريخ محاولة تفسير خلق الشيطان، تلك الأسطورة التى ابتكرها مجموعة من اليهود الحمقى المخرفين بدورهم فى طليعة ثالوث الديانات الإبراهيمية، فى حقبة زمنية بدائية كانت تسمح بابتكار ونمو ونشر الخرافات، أو اقتباسها من حضارات وثنية أخرى،

تعليق....


من الأخطاء التاريخية الخرافية التي وقع بها الكاتب ..هي رجوعه بالتاريخ اليهودي إلى عهد ما قبل نزول التوراة .. أي إلى عهد إبراهيم .. ولكن بالحقيقية التاريخ اليهودي يبدأ من القران الثالث الميلادي بعد الانشقاق الذي حصل في الدعوة الإنجيلية .. وفيه رجع اليهود بتاريخهم إلى العهد القديم التوراة واخذ أهل الإنجيل العهد الجديد بقيادة يسوع مصارعة العهد القديم بعد أن مرر المؤلف إلهه يسوع المسيحية على جميع مقدسات اليهود وتراثهم ..

أما حقيقية الشيطان فهي منذ خلق أدم وليس من عهد إبراهيم كما قال الكاتب
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27

*********************************

الكاتب....

..
وكعادة الدين، لا يشرح للمؤمن التفاصيل ولا يفسر له كيف ولماذا " وربما فى أخرف أوصافه النبوية التى لا تنطق عن هوى انه كلب اسود " ولا ما هو مصدر قوة الشيطان الخارقة، وهل وهبها الله له بعد مرحلة السخط لكى يساعده فى القيام بمهمته الشريرة فى الأرض على أكمل وجه؟ أم أن الشيطان كانت له تلك القوى الشريرة قبل مرحلة السخط؟ وهل يعنى هذا ان كل معشر الملائكة ممن كان ينتمى لهم كان لهم نفس كيانه وقدراته الخارقة أم لا؟ وإذا كان الشيطان مختلف عن الملائكة فماذا كان يفعل بينهم؟ وإذا كانت الملائكة لا تتناسل فكيف هو يتناسل؟ أم أن الله جعله قادرا على التناسل بعد أن سخط عليه؟

تعليق....

من الأخطاء التعبيرية التي وقع بها الكاتب هي عدم قدرته على التميز بين الشيطان وإبليس .. طبعا لم يطلق الله سبحانه تسمية الشيطان على إبليس إلا بعد إغواءه لأدم .. بينما ذكر الكاتب الملائكة مع الشيطان.. وطبعا هذا خطا بالنسبة للمفاهيم ألقرانيه .. أطلق الله اسم إبليس في حديثه مع الملائكة .. وأطلق واسم الشيطان في حديثه مع ادم .. انتبه إلى مابين قوسين
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ(( إِبْلِيسَ)) أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34} وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ{35} فَأَزَلَّهُمَا(( الشَّيْطَانُ)) عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36}

***********************************

الكاتب...


والشيطان، فى الاجتهاد المحمديى أو فى خرافة النص المقدس، المنزل من عند الله، على حسب الروايات المتواترة المصدقة والمسلم بها، سفيرا رسميا للنوايا الخبيثة على الأرض، وكأن الإنسان المسكين تخلو حياته من المشكلات والمنغصات والآلام والابتلاءات، حتى يقرر الله إرسال سفيرا شريرا له، تماما كما خلق من يفسد فيها ويسفك الدماء! حقا إنه إله حكيم ورحيم! فحقق الله للشيطان أمنيته بغواية البشر، هكذا! بكل بساطة، بعد أن عصاه، وبعد أن سخط عليه، يحقق له طلبه! فى إغواء أكبر عدد ممكن من البشر أجمعين، لكى يخلدوا معه فى النار، فأبوهم الضعيف الغبى، كان سبب سخط الله عليه، وعليه فيجب غوايتهم وعقابهم وخلودهم فى النار، بمباركة الرب الإله وموافقته، أى إله هذا؟؟ أى إله هذا، الذى يرضخ لطلب الشيطان وهو ساخط عليه،

تعليق....

المفروض بالكاتب أن يستخدم عقله قليلا قبل كتابة هذه العبارة.. حقا إنه إله حكيم ورحيم! فحقق الله للشيطان أمنيته بغواية البشر.. ولا يعلم أن أول من وقع في إغواء رب العالمين هو إبليس قبل إغوائه لأدم .. قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17}


قصة ادم وزوجه في الجنة مع الشيطان لها بعاد فكريه تكشف لنا عن رغبة الإنسان طموحه الغير محدود في الوصول إلى شيء يمنحه الخلود .. .. ففي الوقت الذي كان ادم وزوجته في الجنة يأتي الشيطان ويقول له ياادم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (أين يضعه الله فهل هناك طموح أسمى من الجنة )..نعم هناك فرصه في النفس البشرية لمغريات الشيطان .. ولكن بالمقابل هناك تحذير ..فمن وصله التحذير رفع عنه العذر ..أم يريد الكاتب من الله أن يجعل مع كل إنسان ملك يمنع عنه مغريات الشيطان ..لو حصل لذلك لانتهى الجدل ولاستقامة البشرية ولتخذت الحياة طابع الاستقامة ..طبعا هذا غير ممكن ...نجد في الآيات تحذير لأدم وزوجه فلا عذر لهما إمام مغريات الشيطان

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى{116} فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى{117} إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى{118} وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى{119} فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى{120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{121}

****************************

الكاتب...

يبدو أن الله يتمنى أن يدخل أكثر الناس النار، وإلا فكيف يرضخ لأمنية الشيطان الشريرة على حساب مصائر البشر، وكيف يشارك الله فى مؤامرة للشر، ألا يكفى الله الشهوات والغرائز والهوى والنقص والضعف، حتى يرسل الشيطان وذريته وغوايته ووسوسته.
طبقا لكل تلك التخاريف المحمدية الميتافيزيقية، وكل تلك الميثولوجيات الدينية الشريرة، وخرافات النص المعروف تواترا بالمقدس والمليء بكل ذلك الضعف والنقص والشر والهوى. فـ الله ... هو الشيطان

تعليق...


يحتاج الكاتب إلى أدراك في فهم الآيات ألقرانيه ... جعل الله الاشاءة في النفس البشرية فوق أشاته ..فالهدية والضلالة هي من أشاءة الإنسان نفسه... نفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها .. فالإنسان يحمل في ذاته التقوى والشرور في آن واحد .. كما يمكنه التحكم بها حسب أشاته فمن أخضعها لأهوائه ورغباته اتبع سبل الشيطان هذا في المفهوم الديني أما في المفاهيم الأخرى تسمى الحريات شخصيه .. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى أي أخضعها الاشاءة الله سبحانه فقد اتبع سبيله .. لم نسمع يوما بشيطان امسك بإنسان ثم أوثقه وسكب في فمه خمرا كي يغويه في معصية... فمن يذهب إلى المعاصي هو الإنسان بقدميه

قال الله....

{قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }الأنعام104

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46


{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }الجاثية15

تعليق


دلس الكاتب كلمة الشيطان في العقيدة اليهودية والإسلامية ..ليبعده عن عقيدته المسيحية.. ولا يعلم أن من صلب يسوع وجسده في روح ابن الله هو الشيطان كما جسدت قريش الأوثان وقالت الملائكة بنات الله... فلا فرق بين يسوع و اللَّاتَ وَالْعُزَّى ومناة

قال الله
~§§ الزمر(مكية)75 §§~
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ{1} إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ{2} أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ{3} لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات