أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبلي شمايل - مشروعان من أجل سورية















المزيد.....

مشروعان من أجل سورية


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحاول الديماغوجية الإعلامية الحمدو-قرضاوية أن تفرض على الشعب السوري صورة سورية الغد من الألف إلى الياء. ويظن الحمدان (عازل أبيه وشيخ التطبيع) أن بإمكان شبه الجزيرة القطرية أن توجه الثورات العربية لبر الأمان الأمريكي-التركي، خاصة بعد أن سخر مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية جهوده لتلميع أوغلو والعثمانية الجديدة، وتحولت الجزيرة إلى بوق ناعق للإسلام السياسي الأمريكي الميول. يظن هذان التابعان أن بإمكانهما إنتاج توابع على نمط فيلم (سيريانا)، أي صناعة المعارضة السورية بتنقيط وبدون تنقيط، بزعامة أو بدون زعامة، بتلميع القذارات وتحقير النضالات. لأن الثورة كما هو معروف حالة هيجان يمكن لأي منبر إعلامي مركز أن يؤثر في عواطف وانفعالات قسم منها، وتصبح هذه الإنفعالات جياشة ومرتبة ومهندسة حسب الطلب عندما يصل مرتبا شهريا لجماعات سحقتها السلطة البعثية الأمنية وحولتها لمجرد كائنات مسموح لها بالتواجد الجغرافي غير البشري. مشروع جان فوستر دالاس لاستعمال الدين وسيلة للاندماج في الهيمنة الأمريكية يسير على قدم وساق.. يجب أسلمة الثورات العربية وأمركتها لضمان المصالح الإستراتيجية الأساس للولايات المتحدة الأمريكية في العقود القادمة.
في وقت يدعي فيه حمد بن جاسم أنه يتوسط للمبادرة العربية، تعبئة لا سابق لها في الجزيرة ضد التهدئة، يعطى عراب العدوان الثلاثي برهان غليون خطبة عصماء لم تعطها الجزيرة حتى لتسيفي ليفني. لم تقبل جميلة حمد بن ثامر أن تعلّق على الخبر وترك الأمر إلى صحفية من الدرجة الطائعة (ليلى الشايبة). ويعلن غليون وجه مجلسه البشع: نعم لكل الإحتمالات دون استثناء، نعم للإنشقاقات في الجيش، نعم للتدويل والتدخل، عاشت سورية حرة وأبية ..
أخيرا كشف برهان غليون عن المستور، وليس كما قال لكل من كان يسأله إلى أين أنت ذاهب (الجواب طبعا حتى لا يذهب المجلس لاستقدام الأجنبي أنا الضمانة الوحيدة!!!)...
صدق من قال هناك مشروعان ومن الصعب أن يلتقيا لأنهما في لحظة قادمة سيصطدمان بالضرورة: مشروع وطني ديمقراطي يعتمد على قدرات الشعب وعلى النضال الشعبي الثوري لإسقاط الدكتاتورية وبناء نظام وطني ديمقراطي مدني تعددي وتداولي. ومشروع أسميه بكل أريحية (جماعة العراق) ليس فقط لأنه يقتبس من المثل العراقي أمثولته منذ النصف الثاني لعام 2003. بل لأنه تاريخيا بدأ مع عراق صدام وانتهى بعراق بريمر.
في 1978 التقى رياض الترك مبعوثا من قبل طه ياسين رمضان لتكوين جبهة واسعة لإسقاط الدكتاتور حافظ الأسد. على أثر ذلك جرى تكليف أحمد محفل من قيادة ما يسمى الحزب الشيوعي-المكتب السياسي بالتنسيق مع النظام العراقي من باريس. في هذا الوقت، شعر الزعيم الوطني الكبير أكرم الحوراني بأن السلطات العراقية تدخل شحنات السلاح والمال بكثافة إلى سورية ويمكن أن يؤدي ذلك لهدم مدينته حماه لأن الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين كانت تعتبر حماه عاصمتها، فطلب الذهاب إلى باريس بحجة العلاج. حركة الأخوان المسلمين كانت مكروهة في الغرب، فطلب مكتب ياسر عرفات من مثقف شاب اسمه برهان غليون تلميع صورة الإخوان والعراق في الإعلام مقابل راتب شهري (من المعروف أن برهان غليون عاش في فرنسا 15 عاما بدون عمل أو مرتب إلى حين توظف في السوربون وأن مرتبه الشهري كان من مصاريف أبو عمار ولدى أبو اللطف في ملفات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس ما يثبت ما نقول). فكتب برهان غليون عدة مقالات للدفاع عن الطليعة المقاتلة والهجوم على التظام الطائفي السوري معظمها باسماء مستعارة (منها مقالته الشهيرة الموقعة باسم أ. حموي التي يعتبر فيها الطليعة المقاتلة أحسن ما أنجبت سورية منذ عقود. والمنشورة بالفرنسي وأعيدت بالعربي في مجلة المنبر الموالية للعراق). كانت الحرب المسعورة على أشدها خاصة وأن السادات أعطى للإخوان ما يريدون في القاهرة لإصدار كتب ومجلات مثل الاعتصام والدعوة لكي يخوضوا حربا طائفية مفضوحة ضد دكتاتورية الأسد (كتاب النصيرية حركة هدامة، النصيريون القتلة، رأي علماء الأمة في النصيرية...)
تشكل وقتذاك هيكلان: التجمع الوطني الديمقراطي، كقوة داخلية تعتمد على الشعب وترفض التحالف مع دكتاتورية صدام حسين لإسقاط حافظ الأسد (أهم شخصيات هذا التوجه الفقيد جمال الأتاسي) والتحالف من أجل تحرير سورية في بغداد (أهم عناصره حركة الإخوان المسلمين وحزب البعث العراقي).
في فرنسا انقسم السوريون بين مؤيد للتجمع الوطني الديمقراطي (منذر إسبر، فاروق سبع الليل، هيثم مناع) ومؤيد للتحالف (عدنان بدر، بشار العيسى، برهان غليون). (كل هذه المعلومات مأخوذة من موقع الرأي في عامه الأول في نقاشات حدثت بين سوريي فرنسا)..
مات مشروع التدخل الخارجي مع سحق الإخوان واعتقال الحركة الوطنية السياسية بالمعية. 20 ألف معتقل سياسي عشية مجزرة حماه طبعا بعد مجازر في جسر الشغور وإدلب وحلي وتدمر إلخ. انتصرت الدكتاتورية عسكريا على الطليعة المقاتلة ودفع الشعب السوري الثمن 30 عاما عدا ونقدا.
اليوم الصورة تتكرر، رياض الشقفة من قيادة الطليعة المقاتلة المتبقية على قيد الحياة، 15 من أعضاء المجلس الوطني أبناء طليعة مقاتلة أو أبناء أعضاء أخوان مسلمين، عدنان العرعور من ضحايا حماه، برهان غليون من الذين خسروا الرهان على العراق...
منذ عادت فكرة التدخل الأجنبي تبناها أشخاص يجمع قسم كبير منهم صفة أساسية: تحطيم دكتاتورية آل الأسد عمرهم وحياتهم وعائلاتهم: أصلان عبد الكريم: 17 سنة سجن، 5 سنين ملاحقة، بدون عمل، بدون عائلة... رياض الترك: 18 سنة سجن، ثم سنة بشارية، عزلة تامة عن العالم، ملاحقة ثلاث سنوات، اعتقال في عدة عهود.. صاحب نظرية الصفر الاستعماري، البيانوني: ملاحقة وسجن ومنفى أربعين سنة، زعيم تنظيم في المنفى، صافح الغادري وخدام وصدام والشيطان للخلاص من آل الأسد...
هذه العينة الأولى، لكن هناك أشخاص لم يناضلوا يوما، ويعيشون بمرتبات خيالية من المؤسسات الأمريكية، حديثي العهد بالثورة والنعمة، ومقبلي أيادي الشيوخ والأمراء. صعدوا للسطح بقدرة الحرة والجزيرة والعربية بدون أي رصيد نضالي. هناك أيضا أبناء الإخوان المسلمين من الجيل الثاني الذين يعتبرون أن فشل الأهل لأنهم راهنوا على الخارج العربي (صدام حسين) ولم يراهنوا على من يملك 90% من الأوراق في عالم اليوم (الحكومة الأمريكية!).
كل هؤلاء يجتمعون اليوم، في المجلس الوطني السوري. وكما قلت في مقالة سابقة، العائلات التي دفع بعضها 48 شهيدا (مثل عشيرة الحريري في حوران) أو عائلات أساسية دفعت لوحدها 300 شهيد (الأبازيد والأكراد والمسالمة والزعبي والعودات والدواعلة) لا يوجد أثر لها في المجلس "غير" الوطني لأن هذا المجلس كما قال أحدهم ليس لتمثيل الشعب بل للتمثيل على الشعب. وما هو صحيح في درعا صحيح في دير الزور وحماه وريف دمشق إلخ.
في الطرف الآخر، أسماء أمضت عمرها في السجن، تحطم مستقبلها وحياتها، لكنها ترفض أن تجعل من مأساتها الشخصية برنامج انتقام من الوطن يتغلف بثوب الإنتقام من السلطة. لهذا فهي تعض على الجرح وتشد أزر النضال السلمي وتتمسك بوحدة الشعب ووحدة الجيش ووحدة الوطن في سورية ديمقراطية مدنية تعددية قوية. هؤلاء يجري اليوم محاولة تشويه صورتهم عبر الإعلام الحمدي والأحمدي والسعودي لأنهم يرفضوا أن يكون الوطن مطية لحرب إقليمية أو طائفية ويرفضون أن تأتي طائرات الناتو لتحطم الجيش السوري والبنية التحتية في سورية كما فعلت في ليبيا والعراق.. هؤلاء أسماء مطلوب رأسها للحرق والعمالة للسلطة وتهم إلحاد هنا وتخاذل هناك..
دفعوا الفاتورة عاليا، لكنهم يريدون سورية كريمة ومواطن كريم وديمقراطية حقيقية لا ديمقراطية خليجية تواجه عبادة بغل بعبادة بغل آخر واستبدال التحالف مع الإيراني بالتحالف مع الخليجي التركي وشبيحة السلطة بشبيحة المال الذي يقتل على الهوية: إحفظوا الأسماء حتى لا تصبح ممثلة فورد فاونديشن ممثلة للشعب السوري: عبد المجيد منجونة، فاتح جاموس، هيثم مناع، عبد العزيز الخير، حسن عبد العظيم، رجاء الناصر، محمود المرعي، عارف دليلة، ميشيل كيلو وقيادة الحركة الكردية السورية في الداخل..
تابعوا الجزيرة والعبرية والوصاليات.. لن تروا الخير وجاموس ومناع... لن تروا من الجمل إلا أذنه.. لأن برنامج هؤلاء الوطني الديمقراطي سيزعزع عروش الخليج وليس فقط عرش الأسد.



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغال السلطة وسلطة البغال
- العدوان الثلاثي
- قضم الثورة وقسم الثوار
- المقاولون العرب والثورة (3من 3)
- المقاولون السوريون والثورة (2من3)
- المقاولون السوريون والثورة
- قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
- ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
- يريدون اغتيال الثورة
- الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
- السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية
- من أجل إنقاذ الانتفاضة
- أيها القتلة.. اتركوا لنا الحق في الحياة
- سورية في الإعلام ليست سورية في الواقع
- رأفة بالشهداء يا إعلام الكذب وأدعياء الدور الوهمي
- انتفاضة الكرامة في درعا : سلمية تقدمية
- تحقق وكن أعمق يا كريشان
- الإسلام الأمريكي في المهجر السوري
- الثورة التونسية والإسلاميون العرب
- تقليعة العثمانية الجديدة


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبلي شمايل - مشروعان من أجل سورية