أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - محنة ديدمونة وأحلام دولة العسكر!














المزيد.....

محنة ديدمونة وأحلام دولة العسكر!


محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المدهش فعلا أن سياسة العسكر في حكم مصر المؤقت لم تستطع قراءة حجم التحولات التي استيقظ عليها العالم فيما يخص جوهر الشعب المصري، ولو أنهم قرؤوا القراءة الصحيحة لانحازوا فعلا إلى الشعب ومشيئته وغاية ثورته التي انتفض من أجلها، ولأن العسكر لم يحسنوا تلك القراءة فإنهم يطلون علينا باختراع أكثر غرابة من سابقه، ولو كانوا يحترمون النخب السياسية التي خربها مبارك لما أمعنوا في استغلالها على ذلك النحو السيئ في خطوتهم الأخيرة بشأن المبادئ الدستورية وتقويض سياسة الدولة.
يا أيها العسكر المحترمون نحن وأنتم كالزيت والماء لا سبيل إلى تفاعلنا، نحن مختلفان جدا في الرأي والنظرة والطموح والقرار النهائي حول مسألة ما، فلتنسحبوا من ميدان الداخل ولتتركوا الشعب المعلم يمهد طريقه، لترحلوا إلى ثكناتكم ومناطق الحدود التي انتهكت من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب في عهد حكمكم لمصر، ولتجمعوا ثانية ما تم تسريبه من أسلحة ملأت الداخل المصري بعلمكم أو لغفلة منكم، لتكفوا عن تمزيق ما تبقى من قواعد سياسية لعلها تنبت في المستقبل القريب من هو أصلح لقيادة مصر.
إن إعلان المبادئ الدستورية الذي تبناه علي السلمي نائب رئيس وزراء مصر نيابة عن العسكر جاء ليعمق الفجوة الماثلة سلفا بين الجيش والشعب، ولأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة حتمية ومصيرية في الوقت الراهن ؛ فإن العرض الذي قدمه السلمي للنخب السياسية المفككة في مصر جاء ليعكس مدى اتساع مساحة المناورة في جراب المجلس العسكري، ومع كل قرار يتخذ تنكشف معه محنة أخرى على طريق الشفافية المعدومة في مصر الجديدة، ولا أدري لماذا يذكرني موقف العسكر من الشعب المصري بالمفارقة الدرامية الشهيرة التي أودت بحياة ديدمونة على يد محبوبها عطيل، ففي لحظة فاصلة غابت فيها المكاشفة بينهما كان القرار الدموي بقتلها، فمن منا سيقتل الآخر أمام إصرار العسكر على لي عنق مصر وجرها إلى حيث يتصورون؟
ولكي لا ننفق وقتا طويلا في التفاصيل أقول: نحن نتفهم تخوفات المجلس العسكري الحاكم في مصر من ملاحقات قانونية محتملة في حال قيام دولة القانون، ومن ثم نتفهم محاولاته المستميتة في خطف مصر باتجاهه وتحت بصره وسيطرته، ولأن الأمور المصيرية في حياة الشعوب لا يجب أن تسير على هذا النحو الضيق من التصورات؛ فإننا يجب أن نتكاشف، ومن جانبنا سنصدق أن الجيش قد حمى الثورة فعلا وأن رجاله المخلصين يجب أن ينالوا منا كل التقدير والامتنان ، وأننا ومن مبدأ الوفاء بالعهد يجب أن نكرمهم التكريم الذي يستحقونه، وأؤيد اقتراح عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط بشأن ضرورة طي صفحة الملاحقات القانونية لأعضاء المجلس العسكري بعد قيام الدولة المدنية الجديدة في مصر، وأؤيد أيضا فكرة أن يكون ذلك من خلال قانون صادر عن مجلس الشعب القادم.
ولأن المجلس العسكري الحاكم في مصر محكوم بتوازنات داخلية وخارجية المخفي منها أكبر بكثير من المكرر المعلن، فإننا نختصر الطريق بضرورة المكاشفة والقفز على كل أشكال المناورات السياسية التي تهدد مصر، وعندما يحدث ذلك فإن مصر ستكون هي الفائزة الكبرى بلا شك، أما إذا أصر المجلس العسكري على مواصلة الغيّ الذي بدأه بجعل نفسه دولة فوق الدولة؛ فإن النتائج ستكون وخيمة على الجميع، فالمصريون على اختلاف تحزباتهم الماثلة الآن سيجتمعون على الحقائق المفزعة التي خلفها النظام السابق، وسيستحضرون بغضب بالغ سنوات التغييب والتجريف والتهميش الماضية، سيتساءلون عن الميزانية الخرافية التي خصصت للجيش على مدار أربعين عاما مضت على حساب الشلل الذي أصاب مصر على كل المستويات، سيتساءلون عن تقويض المحاصيل الزراعية وسرطنتها وقائمة الأمراض المستعصية التي توطنت في الجسد البشري المصري، سيتساءلون عن سياسة النهب والاحتكار والتجويع التي أبدعها النظام السابق لحساب حفنة من الفسدة من دماء وأموال ومستقبل شعب مصر، سيسأل المصريون أيضا عن الفساد الذي استشرى في كل ركن من أركان الإدارة المصرية من السفح إلى القمة، وعندما يتساءل المصريون عن كل ذلك لن يكون المجلس العسكري الحاكم في مصر بمنأى عن الحساب وطلب الثأر والانتقام.



#محمد_عليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم
- ما كان.. ما سيكون
- وأكثر من ذلك.. في مصر!!
- ماذا يحدث في مصر؟!


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - محنة ديدمونة وأحلام دولة العسكر!