أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف















المزيد.....

نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتب الفلسطينى يحيى يخلف فى نجران تحت الصفر
تحذيرمتقدم من الأصولية الدينية ومن أسامة بن لادن
طلعت رضوان
صدرتْ رواية (نجران تحت الصفر) للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف فى طبعتها الرابعة عام 1988عن دارالآداب – بيروت ، وأثارت جدلا قويًا بعد صدروها ، وقرّرتْ عدة دول عربية حظرتداولها ، خاصة السعودية ، لأنّ الكاتب تعرّض لخطورة تغلغل أفكارالأصولية الإسلامية على المجتمعات العربية ، بل وذكر اسم أسامة بن لادن الذى قاد الارهاب باسم الدين .
فى هذه الرواية صوّرالكاتب المجتمع البدوى الذى يُغالى فى التدين ، وفى نفس الوقت يُعادى قيم العدالة والتحرر. والمبدع يلتقط لحظة تاريخية محددة ، هى لحظة الصراع فى اليمن بين قيم التخلف ، ممثلة فى نظام حكم الإمامة الذى هو إمتداد لحكم العصور الوسطى ، وبين التقدم الذى تبناه الجمهوريون . وبين هذيْن النقيضيْن وقف ذلك المجتمع البدوى الذى ناصر قيم التخلف .
بدأ المبدع روايته بلحظة توتر درامى منذ السطورالأولى : فالمطوعون وطلبة المعهد الدينى ، وأعضاء جمعية الأمر بالمعروف وحرس الأمير والأهالى ، حتى الصبية انطلقوا جميعًا حيث الساحة التى سيتم فيها قطع رأس إنسان اسمه (اليامى) لأنه يتصل بالجمهوريين .
كان المستر(ستيفن) الأمريكى الذى جاء ومعه الخبراء العسكريون الأمريكيون لحماية الإمام ، يلتقط بعض الصور بكاميرته المتحركة . وعندما اعترضتْ (سميه) على التصوير قال لها المطوع ((اسكتى يا عبدة السوء.. هذا معه أمر تصوير من الأمير طال عمره)) ولكن (أبوشنان) أراد أنْ يسخر منه فقال له ((اسمع يا مطوع.. الشيخ يقول إنّ التصوير حرام.. كيف يسمح الأمير كيف ؟)) فردّ المطوع ((إيش تقول ياكافر. والله لولا الحد الذى سيقام على اليامى لفرشتك على الأرض وجلدتك مائة جلدة)) .
فى هذا المجتمع الذى يتم فيه ملاحقة الناس فى الشوارع وضربهم بالسياط لإجبارهم على الصلاة ، فى هذا المجتمع فإنّ الفقراء لاحقّ لهم فى الحياة . وإذا جاع إنسان و(سرق) رغيفا أو قطعة لحم ، فإنهم يقطعون يده من الرسغ ، كما فعلوا مع ابن أمينه الذى كاد يهلك من الجوع (ص 60) وفى سخرية تقطر مرارة قدّم المبدع مشهدًا لشاب يتم جلده وهومٌمدّد على بطنه ، والسبب أنّ أحد المطوعين وجد معه زجاجة كونياك ، رغم أنه اشتراها من خادم سرقها من قصر الأمير (ص101)
وعن العبودية فى ذلك المجتمع الذى يرفع رايات التدين عاليًا ، فإنّ واحدًا من هؤلاء العبيد يٌقرّر: (لقد صدر قانون عتق العبيد ، لكنهم ظلوا فقراء ومواطنين من الدرجة العاشرة) (ص50)
أما (سميه) التى تُمثل الأم الحانية للمسحوقين فى أحداث الرواية ، فقد أحبّتْ شابًا كان أبوه عبدًا من عبيد السديرى . كان حبهما قويًا . حكاية جميلة من حكايا حارة العبيد . ولكنه كان حبًا قصيرًا وداميًا ، فذات يوم وقع اختيار السديرى على الشاب القوى ليُقدّمه هدية للأمير. وجاء أحد العطارين ، وأمام جميع الناس فى حارة العبيد تم خصى الشاب القوى)) لماذا ؟ ((لينضم إلى قافلة الخصيان فى قصر نساء الأمير)) (ص34)
فى خضم هذه الأحداث قدّم المبدع بطلا تراجيديًا هو(أبوشنان) الذى يتعاطف مع الجمهوريين والفقراء ، ومع ذلك يقبل العمل مع الخبير الأمريكى كجاسوس ضد الجمهوريين . وشخصية سميه أيضًا من الشخصيات المهمة التى قدّمها الكاتب على أنها الأم الروحية لكل من (اليامى) الذى قطع المتعصبون رأسه . والأم الروحية ل (أبوشنان) المتأرجح بين التعامل مع الأمريكان والتعاطف مع الجمهوريين . الأول (اليامى) ذبحه المطوعون والثانى (أبوشنان)أجبره (أبوطالب) على العمل مع الخبير الأمريكى ، لذلك فإنّ (أبوشنان) فى لحظة من لحظات الصراع النفسى بين مبادئه وحبه لأهله ، وبين العمل ضد الجمهوريين (فى لحظة من تلك اللحظات) بعد أنْ رفض رأفت صاحب دكان الفلافل أنْ يستقبله ، ورفض أنْ يُقدّم له الطعام ، فى تلك اللحظة خاطب أبوشنان نفسه قائلا ((نظراته تُدينك وتزدريك.. فكيف إذن ستجرؤ على أنْ تضع عينيك بعينىْ سميه ؟))
وفى إشارة دالة وموحية ، فإنّ يحيى يخلف يُضيىء مصباحًا فى وجه التوجه الأصولى المعادى لقيم المجتمع العصرى ولقيم العدالة والتعددية الثقافية للشعوب ، وذلك عندما ذكر الاسم الحقيقى لواحد من هؤلاء الأصوليين هو(أسامه بن لادن) (ص36، 121) وذلك فى بداية الثمانينات من القرن العشرين ، تاريخ صدور الطبعة الأولى . ومعنى ذلك أنّ يحيى يخلف تنبّه ونبّه إلى هذا الأصولى ، قبل أنْ يقوم هو وأتباعه الأصوليون فى تنظيم القاعدة بارتكاب العديد من الجرائم ضد البشرية فى أكثر من مكان فى العالم ، الأمر الذى مكن الولايات المتحدة الأمريكية من وجود المبرر للتدخل العسكرى فى بعض الدول . ومع ملاحظة أنّ المخابرات الأمريكية هى التى درّبتْ أسامه بن لادن ، ليتولى تجنيد الشباب وتدريبهم واقناعهم بضرورة التخلص من الكفار فى كل مكان . وأنّ الشهيد مصيره الجنة ، خاصة من يقوم بالعمليات الانتحارية ، وهم الشباب الذين (بعد أنْ ذهبوا إلى أفغانستان وعاشوا فيها وتدرّبوا على القتل) تم تصديرهم إلى أوطانهم الأصلية ، ليقتلوا السياح والمواطنين المسالمين ، أى اهدارالأرواح وسلب المال العام وتدمير الاقتصاد الوطنى . باختصار التخلص من كل إنسان يختلف مع رؤيتهم للحياة السعيدة فى كهوف الماضى .
وفى إشارة دالة أخرى فإنّ الكاتب ذكرأنّ ذلك المجتمع البدوى فى النصف الثانى من القرن العشرين ، كان يسمع القرآن بصوت الشيخ الحصرى (ص42) ذلك الصوت العذب الذى لايقل جمالاعن صوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت . ولكن تدورالأيام ويُغلق المصريون وجدانهم عن أصوات المقرئين المصريين ، ليسمعوا القرآن بترتيل غريب عن ذلك الوجدان العاشق للطرب والتنغيم ، ليسمعوا الأصوات (الآلية) المشحونة برمال الصحراء .
وفى ملحق الرواية ذكر الكاتب أنه عمل مُدرسًا فى تلك المدينة التى تنتمى للعصورالوسطى . وأنّ جنود الإمام يمضغون القات ويشربون الويسكى دون أنْ يُعاقبهم أحد . وأنّ التجار والأمراء يتزوّجون من أربع ، ومع ذلك فإنّ أحلامهم فى اقتناص الغلمان ليس لها حدود . أما صديقه كمال الغزاوى الذى يُشبّهه ب (طرفه بن العبد الفلسطينى) المقتول فى أراضى تلك المدينة ، والذى كان صديقا للجمهوريين ، ومع ذلك قتل برصاص أحدهم (ولكن بطريق الخطأ) ويختتم يحيى يخلف ذلك المشهد المأساوى قائلا ((فى أحلك اللحظات التى واجهتُها فيما بعد ، أثناء عملى بالمقاومة ، ظللتُ أتذكر كمال وآخرين . وأحيانًا كنتُ أحسده . لقد مات بطريق الخطأ . وفيما بعد صار القتل عمدًا وإصرارًا . وأستشهد عشرات الرفاق فوق ساحات المدن العربية)) (من ص 113- 127) .
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدعة الليبنانية هدى بركات وجدل العلاقة بين الحياة والموت
- عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة
- أجيال جديدة ومرجعية قديمة
- علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف