أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الغني سلامه - فلسطين بين الرواية التاريخية والرواية الدينية - الصراع على التاريخ 1 - 2















المزيد.....



فلسطين بين الرواية التاريخية والرواية الدينية - الصراع على التاريخ 1 - 2


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 13:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقـديم :

دأبت الحركة الصهيونية ومنذ نشأتها على تصوير الصراع العربي الصهيوني على أنه صراع ديني، مستندةً في حربها المعلنة على الأمة العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص على إدعاءات دينية تاريخية معينة، وضعتها ضمن قوالب دينية غيبية، تجد ما يدعمها في نصوص التوراة وتفسيراتها المغلوطة، وهي بهذا الطرح تحقق جملة من الفوائد دفعة واحدة: فهي أولا تصور الصراع بحيث يفهمه العالم على أنه صراع ديني طائفي، كغيره من الصراعات الطائفية الإثنية التي تحدث في مختلف أنحاء العالم، والتي عادة ما تنتهي بتقاسم الأرض وتثبيت حدود سياسية بين الطوائف المتنازعة، ومن ناحية ثانية فإن المشروع الصهيوني سيتوقع أن يجد الدعم من العالم الغربي المسيحي، فضلا على أنها ستدخلنا في متاهة الجدل الديني والتاريخي أمام العالم بحيث تضيف مزيدا من الغموض والأكاذيب على حيثيات الرواية، وبالتالي ستزعزع ثقة العالم بعدالة القضية الفلسطينية، وحيث أن العالم المتحضر بات يرفض فكرة الحرب الدينية وينبذها على الأقل على المستوى العلني، فإن إسرائيل ستبدو بمظهر الضحية المغلوب على أمرها، أي دولة الأقلية اليهودية التي يتربص بها العالم الإسلامي ويريد أن يرميها في البحر، وبالطبع ستعيد للأذهان قصة الهولوكوست، والمحرقة، ومذابح النازية، وتبتز العالم وتحصل على المزيد من الدعم والتأييد.

هذا الغلاف الديني / الغيبي الذي أحاطت به الحركة الصهيونية روايتها التاريخية - بالرغم من وهنه وزيـفه - كان ضرورياً بل وشرطا أساسيا لا يمكننا تصور نجاح هذا المشروع بدونه، فهو يوفر قوة دفع له، ويشكّل مثلاً أعلى للقيم المجتمعية الإسرائيلية، تُربي عليها الأجيال الجديدة بشكل خاص، وهاديا ومرشدا وناظما لعلاقاته الاجتماعية والسياسية، ومن خلاله يرى المجتمع الحالي صورته في الماضي السحيق، ويعبّر عن امتداده وتواصله التاريخي، وبالتالي فهـو رابط يجمع بين شتات اليهود في العالم، ودافعا ومبررا للهجرة إلى ما أسـموها " أرض الميعاد " ومسوّغا تاريخيا لاحتلال أرض الغير، وحجة يرفعها السياسيون لإقناع الرأي العام العالمي، وأداةً تستخدم في المحافل الدولية كلما اقتضت الحاجة.

وفي المقابل سنجد أن بعض الأحزاب الإسلاموية تتلاقى مع هذا الطرح بشكل أو بآخر، وذلك انطلاقا من رؤيتها الأيديولوجية للصراع، إذ تعتبر أن الصراع العربي الصهيوني هو صراع ديني بين المسلمين واليهود ... وتعتبر أيضاً أن التواجد الصهيوني على أرض فلسطين هو تجسيد لأحلام التوراة، ومخططات كُهّانها منذ ألفي عام.
ولا شك أن إضفاء البعد الديني على الصراع سيؤدي إلى تثبيت الرواية الصهيونية بشأن تاريخ اليهود وعلاقتهم المزعومة بفلسطين، وسيلغي البُعد الإمبريالي للكيان الصهيوني، وسيموِّه على حقيقة وطبيعة هذا الكيان وعلاقته بالمشروع الإمبريالي العالمي، مما يعني تقويض الأركان الحقيقية التي يقوم عليها الصراع، وتفريغه من محتواه السياسي، وتعطيل لكافة أدوات العمل العسكري والسياسي والدبلوماسي التي لا تنسجم مع هذه الرؤية، وهو أيضاً تهديد للوحدة الوطنية ونسيج المجتمع الاجتماعي، لأنه طرح يستثني المسـيحيين، وأحيانا أخـرى يعاديهم، ويصنف المجتمع بين مسلم وكافر، ويذكي فيه النـزعة الطائفية / المذهبية، كما أن هذا الطرح يرفض التفريق بين اليهودية والصهيونية ويرفض اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية أو قومية.

كما أن وضع الغرب كله في سلة واحدة سيؤدي إلى زيادة عدد الأعداء، وتكتيل العالم ضد الفلسطينيين، ويفقدهم قدرتهم على بناء تحالفات دولية، في حين أن عدم التمييز بين اليهودية والصهيونية سيؤدي إلى الفصل بين المشروع الإمبريالي المعادي للعرب وبين إسرائيل كقاعدة ارتكازية لهذا المشروع.

وهذا لا يعني بحال من الأحوال استثناء العالم الإسلامي من الصراع، أو أن المسلمين غير مطالبَين بالانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر بالصراع، ومد يد العون للفلسطينيين في معركتهم العادلة، أو أن المقدسات الإسلامية والمسيحية لا تعني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل يعني أن من حق الفلسطينيين استنهاض القيم الدينية وروح التضحية وحث المسلمين وكل أحرار العالم على الكفاح ضد الصهيونية (وليس ضد اليهود) بصفتها حركة عنصرية معادية للإنسانية، وتنتهك حقوق الإنسان، وتعتدي على الغير .

وبالرغم من أن الكفاح المسلح كان هو النهج السائد للثورة الفلسطينية، وقد ظل محورا من محاور الفكر السياسي الفلسطيني، إلا أن ممارسته كانت أخلاقية تستهدف إحداث التغييرات السياسية على الأرض، التي من شأنها تحقيق الأهداف الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ولم يكن قتالا طائفيا في يوم من الأيام، ومن هذا المنطلق فقد جرى التعامل مع مصير اليهود المقيمين في فلسطين بروح إنسانية تقدمية ديمقراطية، كجزء من تصورها للحل النهائي للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال حل الدولة الديمقراطية الواحدة على كامل أرض فلسطين، التي يتعايش فيها الكل ( عربا ويهودا ) بروح المواطنة وتحت القانون ودون تمييز.

هذا الحل الإنساني العادل الذي يطرحه الفلسطينيين، ويتعالون فيه على جراحهم وآلامهم، التي ابتدأت مع المشروع الصهيوني ولم تتوقف لحظة واحدة، لا تجد له مثيل في الفكر السياسي لدى حركات التحرر في العالم سوى في أدبيات حزب المؤتمر الوطني لجنوب إفريقيا، وتجد مقابل هذا الحل برنامجا إسرائيليا ينطوي على أعمال التشريد والإبادة الجماعية التي تصل أحيانا إلى مستوى التطهير العرقي، وكذلك الاستيلاء على أراضي الغير والاعتقال والحصار والتجويع، والذي يمثل جوهر الفكر السياسي للحركة الصهيونية، الذي يتسم بالشوفينية والاستعلاء والعنصرية، والذي لا يرى أي إمكانية لنجاح مشروعه إلا بتصفية نقيضه المركزي المتمثل بالوجود الفلسطيني.

ومن الطبيعي أن الاعتماد على الرواية التوارتية للتاريخ سيعني بالضرورة نفي الطرف الآخر، ومصادرة حقه بالوجود، بل وإنكار وجوده أساساً، وفي الحالات التي تضطر فيها إلى الاعتراف بهم فهم مجرد سكان محليين غير جديرين بالحياة، وهم عبارة عن برابرة وبدائيون ومتخلفون، وبالتالي لا يجب أن تؤخذ مطالبهم على محمل الجد.

التاريخ كخلفية للصراع

تُعد جبهة التاريخ واحدة من أشد الجبهات خطورة وأكثرها سخونة من بين جبهات الصراع العربي الصهيوني، وقد أدركت الحركة الصهيونية هذه الحقيقة منذ أن كانت مجرد حلم يعشعش في رؤوس مؤسسيها أواخر القرن التاسع عشر، وأدركت أن الصراع حول تفسير الماضي والإدعاء بامتلاكه إنما هو صراع من أجل الهيمنة والسيطرة على الحاضر، وبالتالي فإن إعادة قراءة التاريخ ليست مجرد إعادة بناء نزيهة للماضي، أو عبارة عن جدال أكاديمي بين مثقفين حول مفاهيم تاريخية معينة، بل هو في صميمه ما يكتبه المنتصرون وحسب، وكما جرت العادة لدى كل الغزاة فقد جرى توظيف التاريخ لخدمة الأهداف السياسية التي تسعى لتحقيقها، وهنا أي في إعادة صياغة تاريخ فلسطين، لم يكن مجرد توظيف للتاريخ فحسب، بل ابـتداع لتاريخ جديد بكل معنى الكلمة.

ومع صعود الحركات القومية بعد الثورة الصناعية في أوروبا وبداية العصر الكولونيالي الإستعماري ومحاولة القوى المهيمنة فرض تصورها الخاص بها للنظام العالمي الجديد، حاولت كل حركة من هذه الحركات أن تجد لنفسها التبرير والتأييد لإعادة كتابة التاريخ وفق رؤيتها الخاصة، وبالشكل الذي يُكسبها الشرعية، ويدعم مزاعمها، فإذا كانت أوروبا الاستعمارية توفد المبشرين إلى المناطق الجديدة قبل أن ترسل الجيوش، لتهيئ سكانها الأصليين لتقبل الفاتحين الجدد، فإن ما حدث مع فلسطين أمر مختلف تماما .. أي إعادة نبش الماضي وكتابته من جديد، بما يدعم فكرة احتلالها واقتلاع شعبها من التاريخ قبل اقتلاعهم من الجغرافيا.
ولعـل أكبر كذبتين عرفتهما الإنسانية ليس في هذا السياق فحسب بل عبر تاريخها الطويل، كانتا وليس من قبيل الصدفة على أيدي أحبار اليهود وغلاة الحركة الصهيونية، ويتعـلقان بالطبع بما سيعرف لاحقاً بالمسألة اليهودية وبالتاريخ اليهودي نفسه.

كانت المرة الأولى عندما ابتدع الأحبار العائدين من السبي البابلي قصة أصول اليهود، ووحدة الشعب اليهودي، وربطها بشخصيات اعتبارية مثل "النبي إبراهيم ويعقوب وموسى وغيرهما" ومن ثم إدماج هذه القصة في سياق التاريخ القديم لمنطقة الشرق الأدنى، أما المرة الثانية فكانت عندما اختلق دعاة الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر ما سمي حينها "بالمسألة اليهودية واضطهاد اليهود" بحيث يكون الحل متمثلاً بالعودة إلى " أرض الميعاد " كمقدمة لخلق الكيان الإسرائيلي لاحقاً .
ومن اللافت للنظر أنه في المرتين قد صدق العالم تلك الكذبتين، بل وأن أول من صدق هذه القصة وروّج لها أولئك الذين يصنفون أنفسهم بأنهم أكثر الناس عداوةً لليهود ولا يخفون نيتهم في إبادتهم عن بكرة أبيهم (2).

ليس هذا وحسب فالمناهج المدرسية في معظم الدول الإسلامية أيضا تربي الأجيال الطالعة على فهم التاريخ اليهودي كما تصوره خرافات التوراة قبل ألفين وخمسمائة سنة، وكما تشتهي قلوب غلاة الحركة الصهيونية: على أنه تاريخ متصل، لشعب متميز، يحمل خصائص معينة، ويجد مبرراته في كل حقبة من حقب تاريخ هذه المنطقة، وبالتالي فهو يضرب جذوره عميقا في تراب هذا الوطن .

وهذه المناهج لم تأتي من فراغ ولم يكتبها لنا أحبار اليهود، بل كتبها مؤرخون عرب ومسلمين، فهموا تاريخ المنطقة استنادا للرواية الدينية التي تناقلتها الأجيال كقصة مؤكدة لا تحتاج إثبات ولا تعوزها مراجعة، ومن أجل ديمومة هذه القصة وحتى لا يأتي من يشكك بها، فقد حرصت الحركة الصهيونية على إحاطتها بجدار إيماني سميك، يأخذ السمات الغيبية ويستمد قوته من الكتب المقدسة، ويحارب بكل ضراوة كل محاولات اختراق هذا الجدار، أو إخضاع هذا التاريخ للدراسات النقدية العلمية.
وهكذا مع مرور الزمن، وغياب البديل العقلي والموضوعي، تمكنت الرؤية الصهيونية للتاريخ من فرض نفسها على الأوساط الأكاديمية وهيمنت بالتالي على معظم الدراسات والنظريات التاريخية (3)، حتى غدت وللأسف ومن صلب الخطاب الديني سواء الإسلامي أم المسيحي، وليس من قبيل المبالغة القول بأن هذا الخطاب الديني قد شكّل الغلاف الصلب، الذي وفر على الدوام الحماية الكافية لهذه القصة من التهاوي والانهيار أمام حقائق العلم، وهو الذي حال دون اختراق الجدار التي طالما اختبأت خلفه.

فدخول المفاهيم اليهودية في صميم البنى الإيمانية للإسلام والمسيحية على حد سواء أصبح الخط الدفاعي الأمامي لجبهة القتال اليهودية، وهكذا صار رجال الدين مسلمين ومسيحيين هم المدافعين بحماس عن الرواية اليهودية، والمسوقين لقصة التاريخ اليهودي في المنطقة، مع يقيننا بأن ذلك كان يتم عن غير قصد وبصورة غير مباشرة، إلا أنه في النهاية قد ساعد دعاة الحركة الصهيونية في تثبيت تصورهم لتاريخ المنطقة، وهيأ الأجيال على تقبلها كحقيقة دينية، وليس هذا فحسب فقد أصبح عمل الباحثين والأكاديميين مجرد نقل لنصوص التوراة واستخدامها كمرجع علمي لتأريخ المنطقة، ومع علمهم بأن هذه النصوص يشوبها الكثير من الظنون والمبالغات إلا أنهم كانوا يفرضونها على المناهج التعليمية كمسلّمات.

ومن منطلق إدراك الحركة الصهيونية لخطورة علم الآثار والتنقيبات الأركيولوجية وقدرته على زعزعة المنهج التوراتي الأسطوري بل وهدم الرواية من أساسها، فقد جرت المحاولات للإلتفاف حول هذا العلم وتطويعه، لدعم وجهات النظر اليهودية، من خلال السيطرة على مراكز الأبحاث والدراسات في الغرب، وكذلك السيطرة على صناعة الإعلام ومراكز صنع القرار، من أجل تشـويه صورة أي باحث يتوصل لحقائق تاريخية لا تروق لهم، ومن ثم الاسـتغلال البشـع لكذبة " معاداة السامية " كما فعلت على سبيل المثال مع المفكر روجيه جارودي مؤلف كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" حين نجحت بتقديمه للمحاكمة بتهمة النيل من الجنس اليهودي عام 1995، وذات الشيء حدث مع العالم البروفيسور توماس طومسون عالم الآثار في جامعة ماركويت الأمريكية الذي طرد من الجامعة عام 1992 بسبب آرائه المعارضة للرواية التوراتية (4)، حيث أوضح في كتابه " التاريخ المبكر للشعب الإسرائيلي من الكتابة والتنقيبات الآثارية " : أن مجمل التاريخ اليهودي يستند إلى قصص من صنع الخيال، وأخيرا وليس آخرا فقد تمكنت الدوائر الصهيونية في فرنسا من استصدار قانون جيسو عام 1990 والذي يعتبر أن إعادة النظر في تاريخ اليهود يعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية !!!! (5).

وقد أوضح هؤلاء العلماء بأن العوامل السياسية هي التي لعبت دورا حاسما في إعادة بناء الماضي المتخيل لإسرائيل القديمة، كما أكدوا على تورط الدراسات التوراتية اللاهوتية في عملية كتابة التاريخ وتزويره منذ القدم، وأنها هي التي اختلقت جغرافيتها الخاصة، وقصتها الخاصة، وذلك في سياق محاولتها بناء رواية معينة للماضي، هذه الرواية بالطبع متأثرة بالعامل السياسي الذي حدد دوافعها بدايةً، وشكلت بالتالي نظرة المؤرخ للماضي والحاضر.
وحاجة المؤرخين التوراتيين في البحث عن "إسرائيل القديمة" ومن ثم تأكيد وجودها، هو اعتبارها منبع الحضارة الغربية ومعينها الديني، ذلك كاستجابة لمطلب اللاهوت المسيحي اليميني المتطرف في سياق بحثه عن جذور خصوصيته في المجتمع الذي أنتج التوراة العبرية نفسها، وقد تعزز هذا الاتجاه مع تأسيس دولة إسرائيل الحديثة، مما ولد حاجتها في البحث عن هويتها الوطنية في الماضي السحيق،(6) واليوم مع صعود محافظين جدد من اليمين المسيحي سدة الرئاسة الأمريكية من مدرسة بوش – تشيني – رامسفيلد والتي هي امتداد لمدرسة ريغان فقد تعززت روابط إضافية غير تلك السياسية الاقتصادية الأمنية التقليدية التي طالما ربطت إسرائيل بأمريكا.

وقد أدرك المشروع الإمبريالي الإستيطاني الإسرائيلي ومنذ البدايات الأولى أهمية البعد التاريخي لإنجاح هذا المشروع، فتضمنت المادة 21 من صك الإنتداب البريطاني إصدار " قانون الآثار " وما أن استلم المندوب السامي هربرت صموئيل "اليهودي الصهيوني" مهامه في فلسطين، حتى شرع بتوفير التسهيلات اللازمة لعمليات التنقيب، على أمل أن يجد ما يدعم مزاعم الحركة الصهيونية، أو يسد الثغرات الفاضحة في الرواية اليهودية، أو يجد ما يشير إلى صلة ما واستمرارية تاريخية بين مملكة إسرائيل القديمة إبان مطلع العصر الحديدي وبين دولة إسرائيل الحديثة، وكذلك فقد سارعت إسرائيل وخلال شهرين من تأسيسها إلى إنشاء دائرة الآثار الإسرائيلية، بهدف فرض الرقابة على عمليات التنقيب.

لا شك أن هذه القراءة السياسية للتاريخ وحتى يكتب لها النجاح لا بد لها من مصادرة تاريخ الطرف الآخر، أي بعبارة أخرى "تزييف الحقائق التاريخية"، وقد تولى فريق من المنقّبين وعلماء التاريخ مهمة كتابة التاريخ وفق الرؤية الصهيونية، وهم يمثلون العلماء التوراتيون الذين يستندون فقط إلى التوراة، ويتعاملون معها كمصدر تاريخي، وبالتالي سيعمدون إلى تحليل البيانات الأركيولوجية بما يتناسب مع الأحكام المسبقة التي يريدونها، أي ليّ ذراع الحقيقة بأدوات علمية زائفة، ومن هنا فقد اختلق هؤلاء الباحثون التوراتيون كيانا يدعى "إسرائيل القديمة" وصوّروها على أنها كانت إمبراطورية في حين أنها لم تكن أكثر من ضرب من الخيال تجد له دوافع سياسية واضحة في الوقت الحاضر (7) .

وعليه فإن الأخذ بآراء مثل هؤلاء الباحثين دون تدقيق وتمحيص هو تسليم بظلامية التاريخ ودكتاتورية الأفكار الغيبية التي عادة ما تطمس الحقائق، وتثقل العقل بالنقل، بل وتلغيه تماما، وتجعله عاجزا عن التفكير وتفسير ديناميكية الأشياء، فالتناقض في تسلسل الأحداث ووجود كثير من الشخوص التوراتية جعل الكثيرون يتخبطون في مغالطات وتبريرات تخرجهم عن سمات البحث العلمي، وتزج بهم في دائرة التبرير الضيقة، وبالتالي سيدورون حول الحقيقة بدلا من رؤيتها، وسيختبئون وراء تسعة وثلاثين سفراً من " الكتاب المقدس " حتى لا يروا أمامهم إلا الوهم والخيال (8).

فالتاريخ لا يُفهم بالعقلية الغيبية التي لا تعرف سوى حفظ النصوص وترديدها، ونقل الأخبار والمرويات وتوريثها من جيل إلى آخر، دون أن تكلف نفسها عناء التفكير الجدي بها، بل هو عملية تدوين أمينة لحركة المجتمعات والشعوب في صراعها وتصالحها، ونموها وتطورها، كانعكاس للتناقضات الموضوعية والتفاعلات التي تعصف بها، وتعبيرا عن نضوج عواملها الذاتية التي تنقلها من مرحلة إلى أخرى، أي أن عملية التأريخ لم تكن في يوم من الأيام عبارة عن سرد حكاية بطل أسطوري معين، أو مجرد إسقاطات فكرية جاهزة وفقا لأحكام مسبقة.

وقد توهم هؤلاء الصهاينة أنه بمجرد إعادة رسم الخرائط وإطلاق الأسماء التوراتية على الأماكن سيعطيهم ذلك الحق بملكيتها، واليوم نرى بوضوح كيف أن الإسرائيليين يحاولون إضفاء شرعية دينية تاريخية لإحتلالهم فلسطين، وذلك عن طريق تغيير أسماء القرى العربية وإعطائها أسماء توراتية في محاولة مكشوفة لإثبات أن لهم حق تاريخي بها، ولكن الحقيقة التي يجهلها الكثير أن هذه الأسماء هي أصلا أسماء فلسطينية كنعانية كانت سائدة قبل وأثناء وبعد الوجود الإسرائيلي في فلسطين القديمة .

وإذا كانت خرافات وأوهام الرواية اليهودية قد انطلت على الكثيرين ولمدة طويلة، حين كان المؤرخون يستمدون معلوماتهم من قصص التوراة، التي كان تدوينها لا يعتمد المنهج العلمي في التدقيق والتمحيص وتقصي الحقائق، كما هو شأن علم التاريخ الحديث، بل اعتمد الأخبار المنقولة والقصص المتداولة والمشاهدات الشخصية العابرة التي تتداخل فيها الأهواء الشخصية للمؤلفين والرواة، فإن التنقيبات الاركيولوجية التي تلت حملة نابليون على الشرق وما نتج عنها من فك رموز الكتابات الشرقية القديمة قد نقلتنا مباشرة إلى العصور الموغلة في القدم لنفهم التاريخ كما هو بالضبط لا كما يصوره خيال الحالمين(9)، ولتمدّنا بحقائق لا يرقى إليها الشك، ولتتضح تلك الصورة الغامضة والمشوهة التي طالما دأبت الحركة الصهيونية على ترسيخها في الذاكرة البشرية، وعملت على إحاطتها بهالة من القداسة والسحر، ليصعب على العالم فهم الحقيقة التاريخية المجردة عن تاريخ بني إسرائيل.

والآن بعد أكثر من قرنين من عمليات التنقيب والجمع والتحليل التي بذلها علماء كبار في علوم التاريخ والآثار واللغات القديمة، وبشكل خاص في تفسير الوثائق التاريخية التي دونتها تلك الشعوب التي صنعت أحداث وتاريخ المنطقة، تكون قد تكونت لدينا صورة واضحة عن تاريخ المنطقة التي يدعي اليهود أن لهم أصول فيها، وعليه فقد بدأت تتهاوى شيئا فشيئا تلك الإدعاءات الكاذبة عن وحدة الشعب اليهودي وأصوله وتاريخه المتسلسل ونقاء عرقه وحقوقه الدينية والقومية ....
وسيتضح لنا عبر هذه الدراسة المختصرة بصورة جلية أن الديانة اليهودية قد نشأت إبان السبي البابلي، وليس في زمن (موسى)، وأن تاريخ هذه الطائفة قد بدأ للمرة الأولى في التاريخ فقط بعد عودة المسبيين من بابل في زمن كورش الفارسي، وليس قبل ذلك بأي حال، وأن قصة وجود بني إسرائيل على أرض مصر 430 سنة ما هي إلا أخيولة تجاهلتها حتى التوراة نفسها، ولم تفلح بسرد حكاية واحدة صحيحة عنها، وأن أسطورة الخروج من مصر لم تجد أي سند تاريخي مادي يدعمها من خارج التوراة، وأن المملكة الموحدة (أي مملكة داوود وسليمان) لم تكن موجودة في يوم من الأيام على أرض فلسطين، وأن جميع الأنبياء والشخصيات التاريخية بدء ًمن إبراهيم مرورا بإسحاق ويعقوب ويوسف وسليمان وداوود وانتهاءً بموسى نفسه ليس لهم أي علاقة بالتاريخ اليهودي، بل أن مملكتي يهوذا وإسرائيل التي تدعي الحركة الصهيونية أنهما جزء من التاريخ اليهودي لم تشكلان يوما قوة سياسية يعتد بها، ولم تقدما إسهاما حضاريا يمكن وصفه بالإسهام الإسرائيلي المتميز بخصائص واضحة، بل كان وجودهما طيلة تاريخهما القصير كجزء من التاريخ الكنعاني، وقد انتهتا تماما وصارتا إرثا وملكا للذاكرة الإنسانية جمعاء، وذلك بعد تدميرهما وسبي سكانهما تباعا على يد سرجون الثاني الأشوري ونبوخذ نصر البابلي في النصف الأول من القـرن الخامس قبل الميلاد .

وسنعرف كيف أن الوجود السياسي للإسرائيليين على أرض كنعان لم يزد عن كونه خيطا رفيعا في نسيج التاريخ الفلسطيني الغني، (10) وهو لم يدم أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، في حين أن تاريخ كنعان يضرب في مطالع التاريخ إبان الألف الرابع قبل الميلاد، ومأثرة الإسرائيليين الثقافية الوحيدة كانت هي التوراة التي بدأ أحبار اليهود بتحريرها نقلا عن وثائق متفرقة وروايات متناقلة، بدئوا بها في فترة السبي البابلي، وأنهـوا عملهم بعد العودة من السبي بأمر من الحاكم الفارسي نفسه، ولأغراض سياسية استعمارية، وهذه المأثرة الوحيدة هي في الواقع ظاهرة ثقافية، لا يمكن فهمها ودراستها إلا في السياق العام للحضارة الكنعانية إجمالاً، واعتبارها انجازا من انجازاتها، تم على يد فئة لم تكن أكثر من فئة كنعانية بالمعنى الثقافي والعرقي.

واللغة العبرية ذاتها لم تكن سوى لهجة آرامية أدخلت إليها مفردات من اللغات الأخرى، ولم تصبح لغة مكتوبة أو محكية إلا في فترة المكابيين في القرن الثاني ق.م ، وأول نص عبري تم اكتشافه هو وثائق قمران قرب البحر الميت والتي تعود للقرن الثاني ق.م، ولم يعثر على أي نص عبري قبل هذا التاريخ، وقد جرى تطوير هذه اللغة في القرن الرابع ق.م ولكنها لم تصبح لغة كاملة إلا بعد القرن السادس الميلادي، وقد ظلت لغة دينية حكرا على رجال الدين، وتستعمل في الصلوات والطقوس الدينية فقط، حتى جرى إنعاشها وبعث الحياة فيها من جديد في القرن العشرين (11) .

إذاً فقد نشأت اليهودية كطائفة دينية حين جاء الفرس على أنقاض الدولة البابلية وأعادوا المسبيين إلى أورشالم، وبنوا لهم فيها معبداً، وجعلوا منهم كيانا سياسيا، هو في حقيقته أداة ورأس حربة لحراسة حدود الإمبراطورية الفارسية، ولتنفيذ سياستها بأدوات محلية، وقد وظف هذا الكيان نفسه كليا لخدمة الحاكم الجديد، إلى درجة اعتبرت التوراة أن كورش الفارسي هو المسيح المنتظر، ولما قضى اليونان على الدولة الفارسية أصبح هذا الكيان فيلقا متقدما في الجيش اليوناني، بل أن المكابيين الذين يفتخر بهم اليهود على أساس أنهم أنشئوا دولة يهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، لم يكونوا سوى ممثلين لليونان ثم للرومان في فلسطين .

وللوصول إلى الحقيقة التاريخية لا بد لنا أن نتناول تاريخ فلسطين القديم كموضوع مستقل، وقائم بذاته، ومتحرر من سطوة الدراسات التوراتية، وليس كخلفية لتاريخ هذه الفئة التي لم تمثل أكثر من لحظة عابرة من التاريخ الطويل لفلسطين القديمة (12) ، والتي مر عليها عشرات الأقوام والشعوب والغزاة والطامعين، كان لبعضهم آثارا أكثر وضوحا وأهمية من آثار الوجود الإسرائيلي، أي بعبارة أخرى ليس من العدالة ولا من الموضوعية استمرار النهج التوراتي / الغربي في قراءة تاريخ هذه المنطقة، واستمرار تلك الدراسات التي أسكتت التاريخ الفلسطيني القديم، ومنعته من التعبير عن نفسه بل وشوهته وصادرته .

وكتابة التاريخ الفلسطيني من منظار فلسطيني ستؤدي إلى تقويض دعامة أساسية من دعائم الصهيونية، وهي إدعاء امتلاك التاريخ القديم، وتفنيد مزاعمها وادعاءاتها الباطلة بحق احتلال الغير، وهي أيضا تعني إعادة الاعتبار لجزء مهم وأساسي من التاريخ العربي القديم.
كما أن رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني من شأنه أن يقوض الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدعاية الصهيونية، وبالتالي ستحرمها من استغلال البعدين التاريخي والديني " اللذان يمثلان دعامتا المشروع الصهيوني " والتي لولاهما لبقي المشروع الصهيوني يزحف على بطنه، فضلاً على أن وضوح رؤية التاريخ الفلسطيني ستؤدي إلى إنشاء أرضية صلبة تبنى عليها الحقائق التاريخية، لتكون منصة انطلاق للمطالبة بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، فمن دون فهمنا لتاريخنا، ومن دون إيماننا بعدالة قضيتنا، لن نتمكن من إيصال رسالتنا للعالم، ولن ننتصر في معركتنا الحضارية، على الرغم من نزاهتها وعدالة مطالبها .

هذه القراءة التاريخية لا تعني بالضرورة نفي التاريخ اليهودي، ومصادرة حق أي كان بإتباع هذه الديانة، ولا ينبغي لها أن تكون كذلك، إذ أنها ليست مجرد رؤية طائفية ضيقة، ولا هي فلسفة فقهية / مذهبية، ولم يكن الهدف منها بأي حال وضع مقارنة من أي نوع بين الديانات السماوية، ولا تعني أيضاً مصادرة الحق الطبيعي لأي كان بالحق بالعيش بحرية وكرامة ( بما فيهم اليهود)، بل هي محاولة لتصحيح الفهم الخاطئ للتاريخ التي ارتكزت عليه الحركة الصهيونية في إقامة دعاويها، وتفنيد لكل مزاعمها بإيجاد الصلة التاريخية بين دولة إسرائيل الحالية وبين التاريخ القديم للمنطقة، وبين التجمع البشري الذي يحكم إسرائيل، وبين المؤمنين الذي اتبعوا الأنبياء من إبراهيم إلى موسى ومن بعده، لتتضح الصورة ونعلن بعدها بكل ثقة :

أن التجمع البشري الذي يسكن ويحكم ويشكّل دولة إسرائيل حاليا، لا صلة له بما عرف تاريخيا بالموسويين، وإن كل إدعاءاتهم بالحق التاريخي إنما هي باطلة، وهم مجرد أداة استعمارية وُجدت ونمت على هامش المشروع الإمبريالي / الكولونيالي العالمي ليكونوا رأس حربة له، وموقع متقدم يحمي مصالحه وينفذ سياساته، ويؤدي دوره الوظيفي كما رسم له بالضبط، وقد تم تغليف هذا المشروع بمزاعم دينية / تاريخية واهية، ولذلك ومن منطلق وعينا بحقوقنا الطبيعية والتاريخية، وقناعتنا بزيف وبطلان المزاعم الصهيونية، فإننا نرى نهاية هذا المشروع وانهياره الحتمي، تماما كما انهارت كل التجمعات المصطنعة، والدول الكرتونية في التاريخ، لأنه ببساطة في النهاية لا يصح إلا الصحيح. (يتبع)

المصادر

1. اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999
2. أوهام التاريخ اليهودي، جودت السعد ، الأهلية للتوزيع ، عمان 1998 ط 1 ص 8 + ص 26
3. اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 11
4. الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، روجيه جارودي دار الغد العربي 1996 ص6
5. اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 194
6. اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ص 9
7. أوهام التاريخ اليهودي ، جودت السعد الأهلية للتوزيع ، عمان 1998 ط1 ص 90
8. الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم، فراس السواح ، دار علاء الدين، دمشق 1993 ط 2
9. اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ص 7
10. اللغة والهوية في إسرائيل، تحرير د. محمد أمارة، مدار للدراسات الإسرائيلية ، ط1 ، رام الله، 2002.

11. تم نشر هذه الدراسة باسمي (عبد الغني سلامه) على مجلة فلسطينيات العدد 5، مركز القدس للإعلام والاتصال رام الله- كانون2- 2008.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1 مقابل 1000 - من المنتصر في صفقة شاليط ؟!
- لمن نكتب !؟؟ وعن ماذا !؟
- عن جدوى صفقة شاليط، وأسئلة أخرى
- كيف كبرت أحزاب الإسلام السياسي ؟! ولماذا تعاظم دورها ؟!
- الإسلام السياسي والإرهاب
- ثقافة الموت وعوامل إزكاء العنف والتطرف
- كيف انفجر مرجل الإرهاب في مصر؟ وكيف انتشر لبقية العالم؟
- الإخوان المسلمون العباءة التي خرجت منها التنظيمات الأصولية
- الحرب المزعومة على الإرهاب
- حديث في العنف والإرهاب والتطرف
- الخطاب المغلق - من أنماط التفكير لدى العقل السياسي العربي
- المجتمعات العربية في عيون الآخرين
- ما المميز في خطوة أبو مازن وخطابه في الأمم المتحدة ؟!
- هل تسهم مدارسنا في تكريس التخلف ؟؟ الرياضة والفن والموسيقا م ...
- نماذج من القهر الاجتماعي - النساء والأطفال ضحايا تخلفنا
- الأب البطريرك - جرائم تربوية بحق أطفالنا
- جرائم تربوية بحق الأطفال
- وأد البنات بالزواج المبكر
- المرأة المستلبة في المجتمع العربي
- المرأة بين العصر الجاهلي والعصر الإسلامي


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الغني سلامه - فلسطين بين الرواية التاريخية والرواية الدينية - الصراع على التاريخ 1 - 2