أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - لماذا نكذب؟















المزيد.....

لماذا نكذب؟


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 00:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكذب; هو أن يخبر الإنسان عن شيء بخلاف الحقيقة، ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسي واجتماعي وهو عكس الصدق، والكذب فعل محرم في جميع الأديان. الكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي. وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة. وقد يقترن ببعض المهن أو الادوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الاعلامية.
القدرة على الكذب لوحظ في وقت مبكر وبشكل يكاد يكون عالميا في مجال النمو البشري.علم النفس الاجتماعي وعلم النفس النمو تفسر الكذب من خلال العملية العقلية التي تعتمد بان الناس تفحص محاكاة رد فعل الآخرين لقصة وتحديد ما إذا كان سيتم تصديق كذبة. من الجدير ذكره ان الطفل عندما يبلغ من العمر نحو أربع سنوات ونصف، يبدأ الأطفال القدرة على الكذب المقنع. قبل هذا، يبدو أنهم ببساطة غير قادرين على إنشاء الأحداث ويبدو أن هناك سوى وجهة نظر واحدة، وهي الخاصة بهم. الأطفال الصغار يتعلمون من التجربة أن الكذب يمكنهم تجنب عقوبة الأخطاء. ويقول الاطفال اكاذيب لاتصدق لانهم يفتقرون اليى مرجعية تقرر منطقية الأحداث, فالكذب سلوك متعلم تحدده البيئة .
اياك والكذب ، فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس ، فإن الكاذب يصور المعدوم موجودا ، والموجود معدوما ، والحق باطلا ، والباطل حقا ، والخير شرا ، والشر خيرا فيفسد عليه تصورها وعلمه عقوبة له ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه ،فيفسد عليه تتصوره وعلمه , ومنظموته التربويه والاخلاقيه التي تربى عليها الفرد فيقذف الكذب بالضحيه الى طرق شائكه وصعبه يفقد فيها السيطره على نفسه وافكاره.
الكذب خصلة ذميمة وصفة قبيحة وعمل مرذول وظاهرة إجتماعية انتشرت مع الأسف في أوساط الكثيرين، في المنتديات والمجالس والعلاقات والمعاملات الكذب آفه خطيرة وكبيرة من الكبائر، ومعناه اصطلاحاً: عدم مطابقته للواقع، و الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه , الكذب إما أن يكون اختلاقاً من البداية، يعني قصه لا أساس لها من الصحة، أو تكون زيادة في قصة معينة يعني القصة لا تحتمل جملتين أو ثلاثة يجعل منها هو كتاباً، أو ينقص من القصة الحقيقية شيئاً تضيع معناها أو تضيع حقيقتها.
ومن أهم هذه الأسباب التي تدفع الناس إلى الكذب هي;
1. الخوف من العواقب
2. اكتساب فوائد
3. ليتجنب ذكريات مؤلمة
4. الخيال الخصب
5. الحفاظ على المكانة الإجتماعية وحب الظهور
6. العداء للآخرين فيتهمونهم أو يقذفونهم أو يصفوهم بصفات كاذبة
7. الاعتياد على الكذب والتربية عليه

لماذا نكذب؟
لكي يكذب الإنسان يحتاج لقدرات ذهنية , تفكير جيد وذاكرة قوية ومنطقم تطور وخيال واسع وتبريرات جاهزة، وقدرات نفسية وانفعالية، مثلا لتحكم بمشاعره وتعابير وجهه وتصرفاته وتكييفها حسب الوضع الذي يخلقه عندما يكذب، وهذه القدرات اللازمة للكذب يجب أن ترافقها استعداد الشخص أخلاقياً وتربوياً للكذب. وبشكل عام الضعيف والذي قدراته محدودة يكون لديه دوافع أكثر للكذب، بعكس القوي والذي يملك الكثير من القدرات تكون دوافعه للكذب أقل، وهذا ليس صحيح دوماً. والكذب صفة لدى غالبية الأطفال، وإن كانت طبيعية في صغار السن نتيجة الغموض القائم في ذهنه وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال. وفي كيفية تطور الكذب عند الطفل يقول الخبراء: في عمر الثلاث أو أربع سنوات، يكتشف الولد أن هناك خياراً جديداً في الحياة، وهو أنه يستطيع أن لا يقول كل شيء! بعدها يكتشف أنه بإمكانه أن يقول أشياء غير موجودة مثل اختراع القصة. إن الانتقال من الاكتشاف الأول إلى الاكتشاف الثاني مرتبط بشكل وثيق جداً بتطور النطق، فالكذب عند الطفل هو تأكيد له أن عالمه الخياليالداخلي يبقى له هو وملكه الشخصي، من هنا تأتي رغبته بأن لا يقول كل شيءوأن يخفي بعض الأشياء عن الآخرين، وبما أن الطفل في هذه المرحلة، لا يملك القدرة الذهنية لتمييز العالم الحقيقي من العالم الخيالي، آخذين بعين الاعتبار النمط السريع لتطور النطق المرافق لهذه المرحلة، نفهم لماذا يستمتع الطفل باختراع وتأليف القصص أمام الآخرين. لكن في عمر الست والسبع سنوات، يبدأ الولد بالتمييز بوضوح بين الصح والخطأ في محيطه ،وهذا أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسان، ففي مثل هذا العمر تترسخ الأخلاق والقيم الاجتماعية الصالحة بشكل وطيد، وهكذا يتعلم الطفلمن ناحية أن قول الحقيقة شيء مرغوب فيه اجتماعياً، ومن ناحية أخرى يتعلمأن الكذب قد يساعده في الدفاع عن نفسه في ظروف معينة. والطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، والطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك أنه يتعلمه بسهولة ،خصوصاً إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية واللباقة وخصوبة الخيال ؛ لأن الطفل يقلد من حوله، فيتعود منذ طفولته علي الكذب وعادتا عندما تقال الكذبة يكون هناك نتيجتين : اما ان تكتشف أو تظل غير مكتشفة. واكتشاف الكذبة يشكك في المعلومات الأخرى التي أدلى بها الكاذب .ويمكن أن يؤدي إلى عقوبات قانونية أو اجتماعية ، مثل النبذ أو الإدانة لشهادة الزور. يمكن التنبؤ بسلوك الكاذب وتنميطه بعدها . وتعتبر أهم النتائج الأجتماعية للكذب فقدان ثقة الأخرين في الشخص الكذاب، والتشكيك في جميع أقواله وأفعاله, الكذب باختصار هو عكس الصدق , ويعد الكذب من أخطر الأمراض الخُلُقية التي تصيب الفرد عامة، فهو يختلف عن باقي الأمراض في أنه يفقد صاحبه المناعة من كل الأمراض الخُلُقية الآخرى، فمن يكذب يسرق ويخون ويمارس كافة الأعمال القبيحة، والكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، أيضاروى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم : أنه قيل لمحمد صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا.
الكذب صفه غير اخلاقيه، ولكننا هنا أمام اضطراب نفسي، والكذب فيه كذب خيالي غير قابل للتصديق والشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب يعرف أنه يعاني من مشكلة لا يستطيع السيطرة عليها , والشخص الذي يعاني من الكذب يجب ان يعرف انه يعاني من مشكلة نفسية وهي الكذب المرضي , والناس المصابون بحالات الكذب غالبا مايوجهون صعوبه في العلاج إذ لايوجد ادويه لعلاجهم لذلك قد يستفيدون من بعض الجلسات بالعلاج النفسي المعروف بالعلاج المعرفي السلوكي أو حتى العلاج النفسي بالدعم والإرشاد.
علامات تظهر على الكاذب.
زيغ البصر: يتعمد الكاذب دائماً ازاغت بصرة أثناء الحديث
استخدام كلمات قليلة: يستخدم الكاذب أقل عدد ممكن من الكلمات وهو في الحقيقة يفكر فيما يقول من اكاذيب وهنـــاك أيضاً كاذبون ينهجون العكس ليربكوا المستمع ويثبتوا أنهم صادقين.
التكلف العصبي: يميل الكذاب إلى تكلف منظر الجاد لاسيما في وجهه، إلا أنه يكشف نفسه ببعض الحركات اللاإرادية كمسح النظارة ولمس الوجه...إلخ.
التكرار: الكذاب يميل عادةً إلى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات.
التعميم: يحاول الكاذب تجنب مسؤلية أفعاله ،باستخدام أسلوب التعميم كأن يسأل المدير الموظف عن سبب التاخر فيرد الموظف كل الموظفين يتأخرون........حركة المرور سيئة.
تجنب الإشارة إلى الذات: يتجنب الكذاب عادةً استخدام كلمة (انا) ويقول بدلاً منها نحن، الناس، معظم.
إطلاق كلمات الاستخفاف بالأخرىن:يميل الكذاب إلى أن ينسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة خصوصاً رذيلة الكذب التي هو مصــاب بها كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التي عاشها وتناقضها أحياناً.
وقداكتشف باحثون أميركيون ان الحاجة إلى تنظيف الفم الكاذب أو اليدين القذرتين هي أمر حقيقي فعلاً لهما علاقه بالكذب, وقال سبايك لي من جامعة ميتشيغن في آن أربور ان الأم كانت محقة عندما كانت تقول لطفلها انه لا بد من غسل الفم بعد الكذب بالصابون.
وأصدر لي بياناً قال فيه ان الإشارة إلى اليدين القذرتين أو الفم القذر في الكلام اليومي تعني ان الناس يفكرون بمسائل غير ملموسة بشأن الطهارة الأخلاقية بطريقة ملموسة مرتبطة بالنظافة الجسدية", ووجد لي وعالم النفس نوربرت شوارز من معهد الأبحاث الاجتماعي في كلية روس لأعمال في الجامعة ان الذين يكذبون عند الحديث عبر الهاتف يشعرون برغبة قوية بغسل فمهم أكثر من الذين يكذبون عبر البريد الإلكتروني، في حين ان من يكذبون في الرسائل الإلكترونية هم الأكثر ميلاً لاستخدام منظفات الأيدي, وشملت الدراسة 87 طالباً طلب منهم الكذب على شخص عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني ومن ثم تحديد رغبتهم باستخدام عدة منتجات من بينها غسول الفم أو مطهر اليدين.






.








#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن و الفيس بوك
- مصادرالقانون الدولي العام
- اجمل حلم
- لكِ شكري وحنيني
- القانون الدستوري
- احبك في كل الفصول
- القانون الدولي والعلاقات الدوليه
- نعم انا اغير عليكِ
- احبك حتى دمع العين
- اريدك وجها مبتسما
- الحوار الاخير
- كم انا مشتاق لكِ
- إنها حكمه الهيه
- السلوك الانساني و علم النفس
- مجنوني
- ارجوك لاتسألني من اكون
- اصعب بشر
- انا لا اؤمن باالاحزان
- القتل على الطريقه الإسلاميه في اليمن
- احبها بصدق


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - لماذا نكذب؟