أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - الشاعرالمسالم والأمة














المزيد.....

الشاعرالمسالم والأمة


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1041 - 2004 / 12 / 8 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


في أيام الحرب على العراق كتبت في الصحافة العربية مقالاتٍ حول الموقف الشعري من الحرب لأعارض دعاتها.
لست هنا بصدد إعادة أجواء تلك الكتابة ، إنما بصدد التذكير بأن الشعر والحرب نقيضان يعادي أحدهما الآخر فلا يتقاربان .
قد لا ينفع مثل هذا التذكير أمةً عربيةً وشرقاً بأكمله تعودا أن يتغنيا بالحروب وكتابة قصائد المقاومة التي تتغنى بقتل الآخر وتسميته عدواً.
الغرب كتب شعراً عنيفاً. أعرف هذا ، لكن أستاذ الأدب في الكلية مرَّرَ شيئاً منه أمامي ذات مرة -يومَ كنتُ طالباً – باستحياء ، على الرغم من أن الدرس كان يتطلب ذكر ذلك النوع من الشعر.
وقام أبرز شاعر مقاومة عندنا باختيار قصائد له بعناية من أجل أن تُتَرجَمَ إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية ، ولم يختر من شعره ما قد يبدو عنيفاً للغربيين..
أستاذ أوروبي يستحي من ذكر شعر بلده السياسي المقاوم والحربيّ أمام طالب عربي ، وشاعر عربي يستحي من تقديم شعره العنيف إلى قارئ أوروبي.
مثلان دالان ، كثيراً ، على صحة الموقف الشعري المعادي للعنف ، على الرغم من أن الحياة فيها العديد والعديد من الأمثلة الأخرى ، المعادية للعنف.
والموقف المسالم المعادي للحرب قد يكون ( بل هو كذلك) أشدّ قسوة على أبطال العنف من أفعال غرماء عنف.
لم تستطع الولايات المتحدة أن تمحو من ذاكرة العالم هيروشيما ولن تستطيع أن تمحو من ذاكرتنا قصفها السافل للجيش المنسحب من الكويت في طريق البصرة – بغداد والذي سُمِّيَ في التاريخ: طريق الموت.
حاول بوش الأب أن يبرر جريمته تلك في كتابه (عالم متحول) الذي ألفه مع مستشاره للأمن القومي سكاوكروفت بالقول إن شغلهم الشاغل كان معاقبة صدام بتدمير الآليات العسكرية التي دخلت الكويت!
كم قُتِلَ منا في تلك الجريمة ؟
لا أحد يعرف.
لم يقل لنا صدام شيئاً لأن إعلامه الغبي كان يتستر على الخسائر ، حتى إن كانت خسائرنا. الدبابات والعربات العسكرية وأرواحنا كانت ممتلكاته!
خيال الناس قد يخطىء في العد لكنه لا يخطىء في رسم إشارة الاتهام وقد رسمها.
وعلى الرغم من موقفي المعارض للحرب..أية حرب ، وللعنف..أي عنف ، فقد شنَّ أتباع للزرقاوي هجوماً عنيفاً عليّ في مواقعهم الألكترونية.
لأن الموقف الشعري الذي يقول : لا للحرب هو الموقف الشعري ذاته الذي يقول : لا لقتل الأبرياء العزَّل من الناس في أي مكان وفي أي زمان.
وفي الوقت الذي تتمنى الأمم فيه أن يكثر بين مواطنيها أبناء مسالمون فإن الأمر يبدو في أمتنا الآن أشبه بالورطة.
فكيف تكون شاعراً مسالماً وشعراء المقاومة في لغتك هم سلطة قائمة بمؤسسات تروّج العنف طريقة للتنفس والتفكير ؟
وكيف تكون شاعراً مسالماً وشعراء الحداثة في لغتك يتحاورون مع جماجم المنتحرين محيين موتهم الذين يُميتون به "إضافةً إلى أنفسهم" الأبرياءَ في الباصات ومطاعم البيتزا والمراقص الشبابية ؟
إن الأمر كله ورطة ما بعدها ورطة.
فكيف لشاعر مسالم أن يُفهِمَ أمة بأنَّ تجميع الآلاف من البشر في ملعب كرة قدم ببيروت من أجل أن يستمعوا إلى نشيد " الموت لإسرائيل " تعزفه فرقة موسيقية وسطَ ساحة الملعب هو فعل أكثر همجية من الاحتلال نفسه ، لأنه فعل يؤذي الموسيقى نفسها قبل أن يؤذي الاحتلال ؟
وكيف لشاعر مسالم أن يفهِمَ أمة بأنَّ ارسالها مجاهدينَ إلى بغداد من أجل أن يقطعوا الرؤوس أمام كاميرات الفيديو هو فعل أكثر همجية من الاحتلال نفسه ، لأنه يلغي براءةَ شعبٍ وشاعريته ؟
أأبدو بَطِراً في أقوالي هذه ؟
أليس فينا من يخرج من السائد الحاكم الناسَ قليلاً ؟
إن لم يخرج شعراء الأمة من السائد الحاكم الناسَ فمن يخرج إذن ؟
أيبقى الخوف من ضياع الحظوة عند سياسي مّا هو محرك أفعال الشعراء ؟
أيبقى الخوف من ضياع جماهيريةٍ مّا بائسةٍ هو محرك أفعال الشعراء ؟
لم أعرف أنّ أكبر تظاهرة في تاريخ اسرائيل قد خرجت غاضبةً ضد الجيش الإسرائيلي بعد عرض وسائل الإعلام صورَ ضحايا مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 ، حتى هربتُ من عراق القائد القومي..
ولم أعرف أنّ كاتباً اسرائيلياً كبيراً قد رفض جائزة الدولة الإسرائيلية للأدب محتجاً على احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية ، حتى تسلَّمها كاتب فلسطيني..
ويوم قرأت لقاءً صحافياً مع شاعرة إسرائيلية اسمها سارة فلاومنر عام 1982 ، تعلن فيه مغادرتها إسرائيلَ إلى أوروبا محتجة على حرق بيغن بيروتَ عرفت أنَّ تعريفَنا العدوَّ هو تعريف ملتبس.
وانتظرتُ أحداً منا يفعل شيئاً مماثلاً ضد أفعالنا.. ولم أره ولم أسمعه.
أليس فينا من يخرج إلى " العدو! " قائلاً أنا شاعر مسالم ؟
*(ثلاثاء الكتابة) زاوية الشاعر الأسبوعية في جريدة النهضة البغدادية ليوم 7-12-2004.



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً
- الآباء الثلاثة والشغل اللغوي المحض
- توضيح من الشاعر كمال سبتي
- موقع لجماعة الزرقاوي يسميني ابنَ علقمي وعميلاً صهيونياً
- نسباءُ أصوليون
- سِنْخ وطبيعة
- جنود مقتولون
- الآخر ، العدو عند إدوارد سعيد والشعراء العرب..
- الشاعر والذنبُ القديم
- صخر
- أبناء المطلق
- لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد
- المأموم
- أنعتبُ على أدوارد سعيد وهو غائب عنا ؟
- الخمرياتُ الأربع
- تعليقات سياسية
- ذكرى الهرب من البلاد
- عن الثقافة
- رسالة إلى الأستاذ أحمد الجلبي
- أين فقهاء العراق ؟


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - الشاعرالمسالم والأمة