أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطي - رسالة مفتوحة الي شباب وشابات حزب الامة السوداني














المزيد.....

رسالة مفتوحة الي شباب وشابات حزب الامة السوداني


عادل عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الاخوة والاخوات شباب وشابات حزب الامة ..
تحية طيبة ..

لا يخفي عليكم موقفي الناقد تجاه حزب الامة وقيادته الاسرية الطائفية؛ ولا يخفي عليكم قرائتي الناقدة لدور هذا الحزب علي طول التاريخ السوداني؛ وخصوصا دوره في خلال ربع القرن الاخير في بلادنا؛ تحت قيادة السيد الصادق المهدي.

ان هذا الموقف كما تعلمون؛ لا ينبع من كراهية وحقد لايا من قيادات حزب الامة او الانصار؛ كما يحاول البعض ان يصور؛ بل ينطلق من موقف مبدئي تجاه عدم خلط السياسة بالقداسة؛ وضرورة فصل الطائفة عن الحزب؛ وحتمية بناء المؤسسات السياسية علي اسس الشفافية والمؤسسية وعلي قاعدة الكسب والنضال والتضحيات؛ وليس الانتماء الاسري وادعاءات السيادة؛ وكذلك ضرورة بناء الحياة السياسية علي قاعدة المبادئ والبرامج والمصالح العامة للمواطتين؛ وليس المصالح الشخصية والاسرية والرغبات الزعامية والتقلبات المزاجية الفطيرة لطالبي الرئاسة والقداسة.

رغما عن هذا الموقف المبدئي؛ فانني اكون مغرضا وغير منصف؛ اذا ما تجاهلت التضحيات الجسيمة التي قدمها اغلب شباب وشابات حزب الامة في معركة الحريات في السودان؛ وانخراطهم في العمل السياسي والمدني والعسكري من اجل الاطاحة بهذا النظام؛ ومواقفهم الممتازة وسط الحركة الطلابية؛ وموقفهم الثابت من هذا النظام؛ والتي تكررت عبر خمسة عشر عاما من عمر النظام؛ ولم تتوقف حتي اليوم.

ان هذه المواقف سيسجلها التاريخ باحرف من نور لمن اضطلعوا بها؛ والتاريخ يسجل مقامات الشرف للمناضلين؛ وانحدارات السقوط للمخذلين .. كما ان الواجب يفترض علينا الا يعمينا الاختلاف السياسي؛ عن ان نعطي ذي حق حقه؛ ولا ان يصرفنا شنان قوم الا نعدل؛ لان العدل خير لنا قبل ان يكون خيرا لهم ..

الا ان اغلب هذه التضحيات مع ذلك؛ تهدر وتضيع هباءا منثورا؛ من جراء المواقف المترددة والمتذبذبة لقيادة حزب الامة الاسرية؛ ولقيادة السيد الصادق المهدي شخصيا .. والتي ادت الي اخراج قوي شعبية عظيمة؛هي جماهير الامة والانصار؛من ساحة النضال الشعبي والمبدئي؛ الذي مثله يوما الامام الصديق المهدي؛ الي حالة السلبية والاحتراب المتبادل؛ كما يتم في دارفور؛وحكمت علي الكوادر بالعجز والركض وراء الاحداث بدل صنعها؛او التململ الصامت؛ اوهجر السياسة كلها.

ان تقلب موقف قيادة حزب الامة من ضرورات مواجهة النظام؛ قد تبدي في اعتقال النضال طويلا قبل خروج السيد الصادق المهدي نهاية عام 1996؛ بل ادانة المناضلين علي شاشة التلفاز؛ ثم اعقب ذلك افساد القيادة العسكرية بتعيين ابن السيد الصادق قائدا اعلي لها؛ دون مؤهلات سوي النسب؛ والدور التدميري الهائل الذي لعبه مبارك الفاضل المهدي علي الساحة السياسية؛ والدور المتذبذب الذي لعبه السيد الصادق المهدي طوال هذه السنين ؛ الامور التي افرزت جنيف وجيبوتي وغيرها؛ تستمر في الموقف غير الواضح والمائع الذي تقفه قيادة حزبكم اليوم؛ والتي تشكل في مجموعها شواهدا عظيمة علي ضياع تضحياتكم واضاعتها من قبل قيادة حزبكم .

ان انضمام مبارك الفاضل للحكم؛ لم يكن الا استمرارا للنهج المتقلب واللامبدئي وللصراعات الاسرية في قيادة حزب الامة ؛ كما ان اسقاط هدف اسقاط النظام من اجندة الحزب ورئيسه؛ وذلك في الوقت الذي بان ضعفه؛ وانكشفت عورته؛ انما يدل علي تراجع سياسي لقيادة حزبكم عن مطامح الجماهير وعن متطلبات الساعة؛ وهو امر ليس مقبولا من القوي الوطنية الجذرية؛ ولا يفترض ان يكون مقبولا من طرفكم.

انني لن اتحدث هنا عن قضايا تهمكم في المقام الاول؛ من الديمقراطية الحزبية والمؤسسية وضرورتهما في الاحزاب السياسية؛ وكيف ان هذه الاهداف الغالية التي تلهج بها قيادة حزبكم؛ تذبح قربانا علي مذبح المجد الشحصي والعائلي؛ فنجدافراداسرة واحدة يحتلوا قمة الهرم الحزبي؛ لانهم ولانهن ابناء وبنات رئيس الحزب؛ وتهمل نضالات الكثيرين والكثيرات من الشباب المناضل؛ ممن دفع الدم والعرق والمال؛ وقدم الغالي والرخيص؛ من اجل قضية الشعب والاهل والحزب .

هذه قضايا جوهرية؛ ولكننا نتركها لكم؛ لانها شانكم؛ ولكن الاكثر اهمية هو الموقف من النظام الحالي؛ والذي لا يغيب عليكم شراسته وارهابه ونكثه بالعهود؛ ولا يغيب عليكم انه لا يمكن التفاوض معه بنية حسنة؛ لا في مفاوضات ثنائية ولا مؤتمر شامل؛ لانه يفتقد هذه النية الحسنة؛ وما ارهابه للابرياء في دارفور ومماطلته في نيفاشا وابوجا ومطاردته للمعارضين عبر الانتربول واعتقاله للشريفات والشرفاء الا شواهد بسيطة علي طبيعته التسلطية الاصيلة غير المتغيرة.

اننا نطالبكم هنا باسم التضحيات التي قدمتموها؛ وباسم الشعب السوداني الذي يرجوم منكم ومنا الكثير؛ ان تتقدموا الصفوف وتعلنوا موقفكم واضحا؛ في وقف كل تفاوض مع هذا النظام المخادع المرائي؛ وطرح هدف اسقاطه كواجب الساعة؛ والضغط علي قيادة حزبكم لتبني هذه المطالب؛ وفي حالة العدم ان تتبنوها انتم وتخرجوا بها الي ساحة العمل السياسي الواسعة؛ وتلجوا بها بين الجماهير السودانية المتعطشة الي البديل .

في النهاية فانني أتقدم اليكم بالشكر والتقدير؛ لما سجلتوه من نضالات؛ واقدم الشكر لما افترضه من تعامل ايجابي مع هذا الرسالة المفتوحة؛ والتي لم تفرض كتابتها الا روح الواجب والحرص علي العمل العام؛ واتمني ان اراكم اليوم وليس غدا؛ في ساحة القوي التي تتجمع لاسقاط النظام؛ وتتأهب لاصلاح الحياة السياسية السودانية؛ وتبني البديل الديمقراطي الذي طال انتظاره وضيعته القيادات.

اخوكم
عادل عبدالعاطي
5 ديسمبر 2004



#عادل_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد العزيز خالد الشاهد والشهيد- مهام الحركة الجماهيرية علي خ ...
- ثلاثية الهزيمة والمؤامرة والصمود:في اسباب وخلفيات اعتقال الع ...
- مطالبة السلطات الاماراتية باطلاق سراح قائد سياسي سوداني
- لماذا ندعو للفيدرالية وكيف نراها؟ مساهمة في تطوير برنامج ال ...
- جهاز الامن يحجب موقع سودانيز اونلاين بالسودان
- نوره عبد الله إدريس امرأة من السودان
- جدل المركز والهامش مآلات الصراع السياسي في السودان - مقاربة ...
- من المحلي الخاص الي الوطني العام المعارضة المسلحة في دارفور ...
- جيش تحرير دارفور ومآلات الصراع المسلح في السودان
- فى مزبلة التاريخ - موضوع حول الحزب الشيوعي السودانى
- قراءة فى تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى - السودان فىالعمل ال ...
- تأملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة واستشهاد محمود محمد ...
- سلاح الوعي ووعي السلاح عرض كتاب - الجيش السوداني والسياسة
- اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني
- اللعب الكلمات أو فرويد على الطريقة الشيوعية
- دور الحزب الشيوعي في تخريب التجربة الديمقراطية والنظام الدست ...


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطي - رسالة مفتوحة الي شباب وشابات حزب الامة السوداني