أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خلف الجعافره - لماذا تفاجأ الاخوان في مصر من تصريحات اوردغان؟















المزيد.....

لماذا تفاجأ الاخوان في مصر من تصريحات اوردغان؟


احمد خلف الجعافره

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تفاجأ الاخوان في مصر من تصريحات اوردغان؟
في التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والتي تحدث بها بصراحه عن ضرورة تطبيق النهج العلماني في مصر اقتداءا بالدوله التركيه جيث انها كما نعلم وضعت نص صريح وواضح في دستورها يقول بان الدوله تقف على مسافه واحده من جميع الاديان ؛وهذه هي العلمانيه كما يفهمها اوردغان.
الا ان هذه التصريحات اثارة غضب بعض رجال السياسة في مصر وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين الذين لا زالوا يعتقدون بان العلمانيه ضد الاديان رغم تاكيد اوردغان ان العلمانيه ليست ضد الاديان حيث تحدث الرجل عن علمانية الدوله وليست علمانية الافراد فالفرد له الحق ان يومن بماشاء اما الدوله فهي بالتأكيد يجب ان تكون علمانيه من اجل ان تكون عادله من جميع ابنائها ؛ ومن ردود الفعل المضللة ما قاله احد قيادي الاخوان المسلمين تعليقا على تصريح اوردغان حيث قال ان هذه الرساله موجهه للشعب التركي من اجل طمأنته بان تركيا سائره في طريق العلمانيه ؛ وهذا كلام على طريقة لفت الانظار من قبل هذا القيادي الاخواني عن الاجابه على سؤال مهم جدا حول مستقبل الدوله المصريه ؛ فنحن نلاحظ بروز الكثير من الاصوات التي بدأت تظهر بعد انتصار الثوره تطالب بدوله دينيه وعندما تم الاستفهام عن شكل هذه الدوله كان ردهم دوله مدنيه بمرجعيه اسلاميه؛ اذن هذا اكثر ما يمكن ان يقدمه الاخوان المسلمين في مصر من اجل تعريف نهج الدوله المصريه القادم؛
لكن كيف نستطيع ان نميز بين دوله مدنيه خالصه وبين دول مدنيه بمرجعيه اسلاميه ؟
الدوله المدنيه كما نعلم تبنى على اسس حقوقيه سياسيه واجتماعيه واقتصاديه تلك الحقوق الطبيعيه والانسانيه التي تم تثبيتها على شكل نصوص اقرتها جميع الدول بما فيها الدوله المصريه هذه المواثيق تعتني بشان كل فرد داخل المنظومه الانسانيه وليس داخل مصر فقط؛ وعليه فان الدوله الحديثه هي بالضروره دوله مدنيه دون ان تتعرض للدين من قريب او بعيد الا ان ال(كن) هذه التي يكررها الاخوان المسلمين في كثير من المواقف التي تحتاج لاجابه قاطعه لذالك نلاحظ انهم يسايرون الحدث ويقرون بخطأه الا انهم وخوفا من قواعدهم التي تم تربيتهم على منهج احادي النظره يعاودون القول ب(لكن ) هذه من اجل حفظ الخط عندما يرجعون الى قواعدهم تلك القواعد التي تحفظ لهم ديمومتهم في البروز كاكبر حزب داخل المجتمع المصري لقد كنا نلاحظهم يتكلمون منتقدين سياسة ابن لادن مثلا الا انهم يلحقونها بهذه (الكن) بالقول لكن امريكا هي السبب في جعل ابن لادن يتحول الى ارهابي ؛ الكن هنا نلحظها في هذ ه اللاحقه – مرجعية دينيه—يعني هم يقرون بدوله مدنيه اولا الا انهم يردفونها بكلمة لكن دينيه ؛ اذن لايوجد دوله مدنيه بالاساس لان المرجعيه الدستوريه هي الاساس فان تم وضع نص في الدستور يؤكد مثلا على ان دين الدوله الاسلام هذا يعني بكل بساطه خضوع جميع من هو داخل الدوله للنهج الاسلامي والمرجعيه الاسلاميه وبالتحديد الاسلام الاخواني فهل هذا الكلام سياسه ام دين ؛
اما الدوله المدنيه الحديثه كما يعرفها الجميع فهي
تغوص في عمق المجتمع والدوله لتضع قوانين جامعه لكل افراد المجتمع وليس لفئه معينه ترى نفسها تشكل اغلبيه عدديه تلك القوانين تسعى لتغير مفاهيم درجت عليها الشعوب في عصور الظلام والتخلف وما الثورات الا انقلاب على تلك المفاهيم وليس من اجل تثبيتها ؛ فالشباب المصري عندما قام بثورته كان اهم هدف من اهدافهم هو تغير المنظومه القيميه والمفاهميه عن الحريه التي هي ام القيم الانسانيه فان جاء الان من يرجعهم الى عصر الدكتاتوريه وسلطة الحزب الواحد فان مصير الثوره سيكون في مهب الريح ونبشر الاخوان في مصر ان حكمهم لن يستمر طويلا. وهي نفس مباديء الثوره التي خطها شباب الثوره المصريه وعلى راس تلك المباديء هي الحريه والديمقراطيه والعقلانيه والحقوق المدنيه لكافة ابناء المجتمع المصري ؛ الدوله المدنيه تضع المواثيق الدوليه فوق دساتيرها وتسموا عليه؛ لان جميع المواثيق الدوليه تتحدث عن ضرورة تغير كل القوانين التي تتعارض مع هذه الاتفاقات والمواثيق الدوليه خصوصا الاعلان العالمي لحقوق الانسان ؛ الذي يتحدث عن حرية الانسان وكرامته كمرجعيه لاي دستور ؛ لذالك فان جميع دساتير الدول المتقدمه يكون لها ديباجه تتحدث عن قواعد واسس وثوابت الدستور وهي تلك الثوابت التي توافق عليها جميع افراد المجتمع في تلك الدول بحيث لم تترك مجالا لاية جهه بان تعتبر ان حقها منقوص في هذه القواعد وفي نفس الوقت فان هذه القواعد يتم صياغتها في الدستور بحيث لاتقبل الجدل او التصويت في اروقة مجالس الشعب ؛
فلو وضعنا مثال الحريه كقيمه انسانيه رفع شعارها الشباب المصري منذ اليوم الاول ؛ هذه القيمه هي قيمه طبيعيه واصيله لدى كل فرد من افراد المجتمع وليس من حق جهه مهما كانت عددها ان تفسر هذه الحريه وفقا لمرجعيتها كمجموعه سياسيه تستمد نهجها من نصوص دينيه ؛ لان المنهج الديني قد يخدم مجموعه معينه ولا يخدم المجموعات الاخرى هذا من جانب ومن جانب آخر قد يكون مفهوم الحريه ناقص التعريف في منهج معين وليس من العدل اجبار الاقليه على اتباعه بقوة الدستور الذي يصر الاخوان على ان مرجعيته دينيه؛
نعود الى ردود افعال الاخوان المسلمين على تصريحات اوردغان تلك الردود التي يفوح منها رائحة التمترس حول نهج سياسي وليس ديني لان من يدخل معترك السياسيه هو بالتأكيد يلعب سياسه وليس دين وما ردة فعلهم على تصريحات اوردغان الا من اجل اخضاع الشعب المصري لنهج محدد وبالتالي لحزب محدد واخيرا لمرشد محدد لا يأتيه الباطل نهائيا فهل الثوره المصريه اخرجت الشعب المصري من تحت الدلف المباركي لتضعه تحت المزراب الاخواني .
ان تحشيد الناس ضد تصريح اوردغان في مصر من قبل الاخوان هناك له دلاله واحده وهي ان الاخوان في مصر يسعون بكل ما اوتيوا من جهد من اجل الانقلاب على مباديء الثوره المصريه وما اصرارهم على تشويه حديث اوردغان بان كلامه موجه الى الشعب التركي وليس الى الشعب المصري الا رأس الجبل الجليدي القادم الذي يجب ان تتنبه له كل القوى السياسيه في المنطقه ومنها القوى السياسيه الاردنيه التي عليها ان تضع قواعد واسس مافوق الدستور الاردني لضمان عدم تكرار ما يحدث في مصر الآن من استهداف للدوله المدنيه وتشويه صورتها باصرار الاخوان هناك على وضع منهج خارج مباديء الدوله العصريه المدنيه .



#احمد_خلف_الجعافره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان اللجنه الوطنيه لنقابة المعلمين
- هل فعلا العشائر الاردنيه مستهدفه؟
- بيان صادر عن جمعية المواطنه والفكر المدني حول الثوره السوريه
- بيان صادر عن جمعية المواطنه والفكر المدني وحركة دستور1952
- رسالة الى مجلس نواب الشعب الاردني في دورته الاستثنائية
- رساله الى احرار الاردن
- ملاحظات على مشروع نقابة المعلمين الاردنيين
- رساله الى رئيس الوزراء الاردني


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خلف الجعافره - لماذا تفاجأ الاخوان في مصر من تصريحات اوردغان؟