أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الأماميون الثوريون - الإستراتيجية الثورية لمنظمة -إلى الأمام-















المزيد.....


الإستراتيجية الثورية لمنظمة -إلى الأمام-


الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)


الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 19:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ننشر اليوم مقالا للمناضل الثوري " فؤاد الهيلالي" أحد أبرز المؤسسين لمنظمة "إلى الأمام" في 1970 و من الوفيين إلى الخط الثوري للمنظمة (1970 ـ 1980) ، لما له من أهمية في فضح الخط التحريفي الإنتهازي ب"حزب النهج الديمقراطي" الذي يدعي استمرارية الحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منظمة "إلى الأمام" ، في إطار نضالنا ضد التحريفية الإنتهازية في الحركة العمالية محليا و إقليميا و عالميا في سعينا إلى وحدة الماركسيين اللينينيين الثوريين ، من أجل المساهمة في بناء المنظمة الثورية الماركسية ـ اللينينية المغربية التي باستطاعتها قادة الثورة المغربية.

الأماميون الثوريون

منظمة "إلى الأمام" وإستراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة"

تقديم عام:

تشكل وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" إحدى الوثائق الإستراتيجية الثلاث ("سقطت الأقنعة، لنفتح الطريق الثوري"، "مسودة حول الإستراتيجية الثورية"، "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية" – النص الكامل -) لمنظمة "إلى الأمام" في المرحلة الممتدة من 1970 إلى 1980، بل إنها أهم وثيقة إستراتيجية أنتجتها تلك المرحلة (الوثائق السابقة عليها مهدت لها مثال: "إستراتيجية الثورة وإستراتيجية التنظيم"، "الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية لاندحار الإمبريالية"، أما الوثائق اللاحقة فجلها إما اقتبس منها أو قام بتطوير بعض جوانبها مثال: "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية"، "ومن أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي"، واهتمت وثائق أخرى بجوانب فرعية مختلفة "بناء الحزب البروليتاري، بناء التحالف العمالي الفلاحي مسيرة واحدة"، "لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو" وغيرها.

تعرف الوثيقة اختصارا باسم "المسودة" وهي من الوثائق التي اطلع عليها القليلون لأسباب تتعلق بظروف القمع والأوضاع الأمنية والنتائج التي سببها للمنظمة إثر حملات القمع المتتالية خلال سنة 72 (انظر تقييم الاعتقالات في وثيقة "عشرة أشهر من كفاح التنظيم: نقد ونقد ذاتي (تقرير 20 نونبر الصادر عن اللجنة الوطنية- 20 نونبر 1972)". ولم تظهر الوثيقة بعد ذلك إلا نادرا. لذلك يجهلها الكثيرون.

كثيرا ما توجه الانتقادات للوثيقة باعتبارها نقلا حرفيا للتجربة الصينية كوصفة جاهزة للتجربة المغربية. والحال ذوو تلك الانتقادات إما عن جهل وإما أنهم تجاهلوا لأسباب سياسية وإيديولوجية تلك الحقائق المتعلقة بإنجاز الوثيقة والتي تشكل هاته الأخيرة عصارة خلاصاتها.

قبل صدور الوثيقة كانت "الأطروحة" (سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري) هي المرجع الأساسي فيما يخص قضايا الإستراتيجية والحال أن هاته الأخيرة كانت عبارة عن: "الأرضية الموحدة الأولى للتفكير المشترك حول معضلة الإستراتيجية".

فالانفصال عن "حزب التحرر والاشتراكية" كان على مبدأ واحد: "هو ضرورة الكفاح المسلح كطريق للثورة". لم تكن الأرضية كافية وواضحة بما يكفي مما نتج عنه بروز ثلاث مواقف متباينة حول قضية الإستراتيجية.

1- الإستراتيجية الغيفارية وكان أبرز ممثليها الرفيق بلخضر جمال.
2- إستراتيجية الانتفاضة (خاصة النموذج البلشفي) من أبرز ممثليها الرفيق ريموند بن نعيم، أصحاب هذه الإستراتيجية كانوا يراهنون أساسا على انتفاضة مدينية وكانوا يهملون أي دور للفلاحين.

3- إستراتيجية حرب التحرير الشعبية: وهي تصور عام تطور من طرح ضبابي إلى طرح واضح مع بروز "إستراتيجية القواعد الحمراء المتحركة"، ومن أبرز منظريها الشهيد عبد اللطيف زروال والرفيق أبراهام السرفاتي آنذاك وكانت تحظى على الأقل في مبادئها العامة بانتشار واسع وسط الشبيبة الثورية الطلابية والتلاميذية للمنظمة. وأبرز الكتابات المنتشرة آنذاك وسط المناضلين والرفاق: "الكتابات العسكرية لماو تسي تونغ"، "كتابات الثورة الفيتنامية" وخاصة مقالات "جياب"...

I- "المسودة" و"نقد مفهوم الانطلاقة الثورية":

اعتبرت "المسودة" أن إنجاز الثورة يتطلب بناء إستراتيجية ثورية لحسم مسألة السلطة "المهمة المركزية للثورة وشكلها الأسمى" وربطت ذلك ببناء التنظيم الثوري وتقدم الممارسة الجماعية والتفكير الجماعي داخل الحركة الثورية للجماهير.

1- من الندوة الوطنية 1972 إلى اجتماع اللجنة الوطنية يناير 1972 انتهاء باجتماع اللجنة الوطنية ماي 1972 ستحقق "إستراتيجية القواعد الحمراء المتحركة" انتصارها على باقي الإستراتيجيات الأخرى.

2- كانت "إلى الأمام" أو تنظيم "أ" في البداية لا تتوفر على إستراتيجية متكاملة ذلك أن الوضع داخل "حزب التحرر والاشتراكية" لم يكن يوفر أية إمكانية للنقاش وذلك تحت مبرر انتظار "نضج الظروف" في الوقت الذي كان فيه الحزب في العمق متبنيا إستراتيجية برلمانية بورجوازية من طبيعة الخط الإصلاحي الانتظاري لأحزاب البورجوازية. ولذلك كما قلنا كان الانفصال على مبدإ واحد: "هو ضرورة الكفاح المسلح كطريق للثورة"، وجاءت وثيقة "سقطت الأقنعة" كأرضية موحدة أولى للتفكير المشترك في معضلة الإستراتيجية.

3- خلاصات مايو 1972:

عقدت اللجنة الوطنية للمنظمة أحد أهم اجتماعاتها وحسمت في عدة قضايا منها قضية الإستراتيجية الثورية حيث تم تبني "إستراتيجية القواعد الحمراء المتحركة".
فبعد استحضار مفهوم "الانطلاقة الثورية" التي تستند على التقدم الهائل لكفاحات الجماهير، ذلك التقدم الذي سيزيد من تفكك وتفسخ الجهاز الحاكم، ويؤدي بالتالي إلى تدخل الإمبريالية لإنقاذ نظام عملائها الملاكين الكبار والأوليغارشيا الكمبرادورية، وستدخل حينئذ الجماهير في حرب شعبية طويلة الأمد لدحر العدوان الإمبريالي وانتصار الثورة. هذه "الانطلاقة الثورية" التي لابد أن تدخل ضمن تقدم كفاحات شعوب غرب البحر المتوسط حيث ستقوم المنطقة بفتح جبهة واسعة تمكن من ضرب الإمبريالية في المنطقة التي تشكل إحدى المناطق الرئيسية لتمركزها".

كان مفهوم "الانطلاقة الثورية" يشكو من غياب جواب حول كيفية نمو هاته الانطلاقة. فجاءت وثيقة "إستراتيجية الثورة وإستراتيجية التنظيم" كمحاولة للإجابة عن سؤال الكيف « le comment » كشفت هاته الوثيقة الصادرة في مايو 1971 عن الإمكانيات التي تسمح بهذه "الانطلاقة الثورية" فارتأت أن تلك الانطلاقة يجب ان تتخذ شكل انتفاضة 1905 الروسية، أي انتفاضة لا تؤدي إلى السلطة وتؤدي إلى تفسخ الجهاز الحاكم وتفككه ويتم حينئذ شن حرب شعبية في جدلية متواصلة بين كفاح المدينة وكفاح البادية.

ساهمت الانتقادات الصائبة للوثيقة "إستراتيجية الثورة وإستراتيجية التنظيم" من طرف الرفاق داخل التنظيم ومن طرف التنظيمات الماركسية اللينينية، وفي سياق تطور النضالات الجماهيرية وأحداث 10 يوليوز 1971 (الانقلاب العسكري ضد الحسن الثاني) وما أعقبها من مراجعة نقدية لممارستنا وإستراتيجيتنا، ساهم كل هذا في بناء نقد صحيح لمفهوم "الانطلاقة الثورية". وهكذا اعتمد التصور الاستراتيجي الجديد على نقد مفهوم "الانطلاقة الثورية" حيث تم توجيه الانتقادات التالية له:

أ‌- كونه يستند على عفوية الجماهير المطلقة، فالجماهير بتقدم نضالاتها العفوية ستزيد من تفسخ الحكم وتفككه وتؤدي إلى الكفاح المسلح في مرحلة عليا.

ب‌- حمله لتصور ميكانيكي لمراحل الثورة: فالدفع بكفاحات الجماهير في المرحلة الأولى إلى انتفاضة فاشلة تؤدي إلى الحرب الشعبية في المرحلة التالية.

ج‌- لحمله العفوية والميكانيكية يغفل دور عامل التهييء العسكري من قبل الحزب الثوري للحرب الشعبية.

إن الجماهير الشعبية بعفويتها، لا تصل إلى تنظيم نفسها عسكريا، بل لابد من تهييء الأطر العسكرية القيادية.

د- اعتبار الخطأ الأساسي للمفهوم تغييبه لجدلية العمل السياسي والعمل المسلح "فالانطلاقة الثورية" تستند على تقدم النضالات السياسية للجماهير في مرحلة أولى، ثم تتوج هذه النضالات السياسية في مرحلة أعلى بالنضال المسلح.

إن جدلية العمل السياسي والعمل المسلح تفرض نفسها في ممارسة الجماهير الثورية ذاتها.

هـ- إن كفاح الجماهير يستلزم بطبيعة المرحلة الأولى للثورة، قيام جبهة ثورية عريضة تضم كل قوى الشعب من أجل النضال ضد الإمبريالية وعملائها المحليين.
هكذا سمحت النقاشات التي دارت في الندوة الوطنية سنة 1972، بعدما وضعت حدا فاصلا في تطور منظمة "إلى الأمام" بحكم الممارسة النقدية الشاملة للتجربة، باستخلاص آفاق إستراتيجية جديدة.

وانتهى اجتماع اللجنة الوطنية للمنظمة في يناير 1972 إلى التخلي النهائي عن مفهوم "الانطلاقة الثورية" كطرح استراتيجي. فإذا كانت الندوة الوطنية قد أوصت بفتح نقاش حول "إستراتيجية القواعد الحمراء المتحركة" وتعميق هذا النقاش داخل كل الفصائل الماركسية اللينينية. وترجم اجتماع اللجنة الوطنية (يناير 1972) توصية فتح نقاش حول الموضوع بعدما تخلى نهائيا عن مفهوم "الانطلاقة الثورية". وهكذا وفي ظروف تزايد ممارسة التنظيم داخل نضالات الجماهير تم التوصل إلى رؤية أوضح للشكل الاستراتيجي فتم التبني الكامل "لإستراتيجية القواعد الحمراء المتحركة" باعتبارها المرحلة الأولى من الكفاح الثوري للشعب نحو حرب التحرير الشعبية. فكانت توصيات اجتماع اللجنة الوطنية للمنظمة المنعقدة في مايو 1972 بمثابة القرار النهائي المتبني لهاته الإستراتيجية الجديدة.

II- الطريق إلى إستراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة":

1- تذكير:

إن المبادئ العامة التي ارتكزت عليها هاته الإستراتيجية هي نفسها التي تبنتها المنظمة بعد معارك إيديولوجية ضد تيارات بورجوازية صغيرة وسط الحركة الماركسية اللينينية المغربية وداخل المنظمة، معارك أرخت لها مجموعة من الوثائق الشيء الذي أدى إلى تبني الماركسية اللينينية –إسهامات ماو. كان مجال الإستراتيجية هو أحد ميادين الصراع نظرا لراهنيتها آنذاك وإلحاحيتها.

لم تتوصل المنظمة إلى تبني هاته الإستراتيجية إلا بعدما تم التمهيد لها بكتابات مختلفة نذكر منها:

- "دور العنف في التحول الثوري" (سنة 1972).
- "مختلف أشكال العنف الثوري" (سنة 1972).

كانت الوثيقة الأولى تأسيسا نظريا لمسألة العنف الثوري بينما كانت الثانية دراسة للأشكال المختلفة للعنف الثوري وخاصة نماذج أمريكا اللاتينية التي قام ريجيس ديبري في كتابه "الثورة في الثورة" بالتنظير لها وتعميمها. وقد قامت هاته الوثيقتين بإبراز الطابع البورجوازي الصغير والمثقفي المحتقر لدور الجماهير وحزبها الثوري في صنع الثورة.

أما الوثيقة الثالثة المساهمة في هذا التوضيح هي "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري والتنظيم الثوري للجماهير" (29 مايو 1972) وقد شكلت وثائق أخرى منها: "إستراتيجية الثورة وإستراتيجية التنظيم" (مايو1971) و"الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية لاندحار الإمبريالية" (4 مايو 1971) حلقات في نقاش قضايا إستراتيجية قبل صدور وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" (30 يونيو 1972).

كثيرا ما يقدم مؤرخوا منظمة "إلى الأمام تاريخا مشوها حين ينعتونها "بالمونوليتزمية" « monolithisme » والحال أن هاته الفترة كانت تكذب هذا الادعاء فقد عرفت صراعا بين عدة خطوط داخل المنظمة مما يكذب كل أقاويل بعض المؤرخين غير ذي معرفة وإلمام بتاريخ المنظمة ولنا عودة في الموضوع فيما بعد.

إن الخلاف حول قضايا استراتيجية كان يعكس الى حد كبير راهنية حل معضلتها ولأن تطور الخط السياسي لم يكن يسير في خط مستقيم بل عبر تعرجات مختلفة بارتباط بالوضع السياسي العام بالبلاد،وبالوضع الذاتي للمنظمة ،فان حقيقة الصراع حول الإستراتيجية كان يخفي خلافا عميقا حول التصور التنظيمي وحول علاقة ذلك بمهمة التجدر وسط الطبقة العاملة والجماهير الكادحة من فلاحين وغيرها وحول اشكالية بناء الحزب الثوري والجبهة الثورية الشعبية.وبعد حسم اجتماع اللجنة الوطنية في مايو 1972 لإستراتيجية المنظمة عادت المسألة التنظيمية لتحتل الأولوية في خط المنظمة كما سيظهر ذلك ابتداء من نهاية سبتمبر 1972 وكما حسمها اجتماع اللجنة الوطنية الذي اصدر تقرير عشرين نونبر تحت عنوان"عشرة أشهر من كفاح التنظيم نقد ونقد ذاتي.

2- الندوة الوطنية الأولى لمنظمة "إلى الأمام" وأهميتها التاريخية:

تقرر عقد هاته الندوة في سبتمبر 1971 من طرف اللجنة الوطنية للتنسيق في أحد اجتماعاتها آنذاك.وكانت الندوة ذات طبيعة تقريرية بل شبيهة بمِؤتمر اول للمنظمة.قبل ذلك وفي اطار تهييئها انعقدت ندوات تهييئية على مستوى القطاعات والنواحي(الناحية بالمفهوم التنظيمي آنذاك هي الفرع المحلي تقريبا بالمعنى المتعارف عليه الآن).قامت هاته الندوات بتعميق النقاش حول الخط السياسي ومعضلة بناء تنظيم ثوري.وقد ساهمت هاته النقاشات في انبثاق وفرز مناضلين بروليتاريين منحدرين فعلا من الجماهير الكادحة مما دعم الصراع حول الخط في اتجاه ثوري حيث اصبح التعارض ينمو بين مثقفين من اصول بورجوازية وبورجوازية صغيرة ومناضلين ذوي جذور بروليتارية او كادحة مما ساهم في تغيير البنية السائدة داخل المنظمة.قبل الندوة وفي منتصف 1971 انسحب ممثل التيار الغيفاري من لجنة التنسيق الوطنية على ان يحتفظ بافكاره ويدافع عنها بينما سبق ان تقدم الإتجاه الإصلاحي بتحليل سياسي (نونبر 1971) الى لجنة التنسيق الوطنية.كان الإصلاحيون يقودهم ريموند بن نعيم لا يرون اية امكانية لإنبثاق مد ثوري في الشروط الراهنة وقد كان ممثلوا هذا التيار يدعون الى تحالف فوقي مع القوى الإصلاحية كما ظهر ذلك في النقاشات التي جرت في سبتمبر 1971 على اثر انقلاب يوليوز 1971.كان التيار الإصلاحي. كان التيار الإصلاحي متمركزا في مدينة الرباط مستغلا البنية التنظيمية اللاممركزة وانعدام المراقبة المركزية مما سمح له بايجاد بعض المرتكزات التنظيمية كانت قوتها بارزة داخل اللجنة المحلية للناحية أي ناحية الرباط. لكن مقابل هذا التيار نما تيار ثوري معارض داخل الناحية من داخل خلايا الأحياء الشعبية ومن داخل الثانويات اساسا وهو التيار الذي شكل السند الرئيسي في انتصار الخط الثوري عموما وعلى مستوى الناحية خصوصا(منهم فؤاد الهيلالي وإدريس بن زكري وحميد بن زكري وزهير عبد الرحيم وآخرون) إضافة إلى القواعد الطلابية (ومن أبرزها الشهيد عبد اللطيف زروال وعبد العزيز المنبهي وآخرون) إضافة إلى أبراهام السرفاتي الذي كان فعلا قائدا ثوريا ومهندسا حقيقيا للخط الثوري ورفاق آخرون من امثال عبد الحميد أمين نذكرهم على سبيل المثال.(سنعود للمزيد من التفاصيل والتدقيقات حول حقيقة الصراع في الحلقة المخصصة للتنظيم). قبل انعقاد الندوة الوطنية الأولى التي جرت على يومين (31 دجنبر 71 و1يناير 1972) والتي حضرها العديد من الرفاق (أبرهام السرفاتي، عبد اللطيف اللعبي، عبد الله المنصوري، زعزاع عبد الله، محمد الموساوي، عبد الفتاح الفاكهاني، عبد اللطيف زروال، فؤاد الهيلالي، المشتري بلعباس، عبد الحميد أمين، ريموند بنعيم، ايت غنو المحجوب، العربي، الحاج ناصر، بناصر(فلاح مقاوم سابق)، رفيق من ازرو، (بينما تغيب إدريس بن زكري عن اللقاء لخطأ في الموعد...).

ناقشت الندوة الوطنية التقرير السياسي المقدم إليها من طرف لجنة التنسيق الوطني ومجموعة من الملتمسات تقدمت بها اللجان وكان النقاش حادا وقويا انتهى باندحار الخط الإصلاحي ومفاهيمه وتدعم الخط الثوري الجماهيري على حساب المفاهيم العفوية للتنظيم التي كانت سائدة والتي روجت لها وثيقة "استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم" التي كانت تعتمد في جوابها على إشكالية بلترة التنظيم بالدعوة إلى اللامركزية وتشتيت التنظيم عبر قطاعات الجماهير في محاولة إلى قلب البنية البورجوازية الصغيرة للتنظيم والتجدر وسط الجماهير. كانت الأطروحات الغيفارية بدورها تكرس فكرة التنظيم الشبكي الإرهابي ولا ترى الاعتماد على الجماهير في فتح الطريق الثوري. عموما الطرح الغيفاري للرفيق بلخضر جمال الذي كان يعمل من داخل المنظمة وخارجها في سياق مشروع بناء تنظيم شبكي مسلح، ينهل من تجارب مختلفة ومتأثرة أساسا بتجربة وكتابات "اليسار البروليتاري" (La gauche prolétarienne) التنظيم الثوري الفرنسي وكتابات كارلوس ماريغيلا (قائد حركة التحرير الوطني البرازيلية) وخاصة كراسه "موجز حرب العصابات المدينية "، إضافة إلى التأثر بتجربة "حركة التحرير الوطني توباماروس" بأوروغواي وكتابات إرنيستو تشي غيفارا. كان تصور بلخضر جمال أقرب إلى استراتيجية مدينية لحرب العصابات ولذلك تميز مناضلوا التيار بمجموعة من عمليات إحراق أماكن وتجهيزات مثل إحراق أقواس النصر خلال مناسبات أعياد العرش.

كان التياران الإصلاحي والغيفاري يستفيدان من غياب مركزية تنظيمية وممارسة لامركزية مفرطة كان التنظيم ينهجها وذلك لخلق قواعد تنظيمية سرية من داخل التنظيم وخاصة بالنسبة للتيار الغيفاري الذي كان يعمل في الخفاء مستغلا استقلالية الجهاز التقني وكذلك غياب صراع إيديولوجي وسياسي واضح ضد هذا التيار الذي كان يمجد دور العمل التقني في العملية الثورية ودور النخبة الثورية بدل الدور الخلاق للجماهير في صنع الثورة.

في ظل هذه الشروط التاريخية، التي ستعمل فيما بعد على فضح التيارين من خلال تسلسل الاعتقالات التي ستتعرض لها المنظمة سنة 1972، حيث ستكشف ممارساتهما عن طابعهما البورجوازي الصغير (بالنسبة للتيار الغيفاري سيكون وراء جزء من الاعتقالات التي تعرضت لها المنظمة (انظر تقرير 20 نونبر 1972) بينما سيقوم زعيم التيار الإصلاحي في ظروف القمع المسلط على المنظمة في مايو – يونيو 1972 بابتزاز المنظمة عن طريق دعوتها إلى إخراجه إلى الخارج أو سيقوم بإفشاء أسرارها إذا ما تعرض للاعتقال. وكانت بالفعل ضربة قوية للتيار الإصلاحي الذي ما لبث أن انسحب تدريجيا أغلب عناصره)، انعقدت الندوة الوطنية وكان من خلاصاتها وقراراتها:

1. تبني مفهوم جديد للقيادة باعتبارها قيادة سياسية للتنظيم والدعوة إلى تجاوز مفهوم التنسيق كتصور تنظيمي.
2. الدعوة إلى فتح نقاش حول استراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة".
3. خلق جريدة مركزية للتنظيم.

4. انتخاب أول لجنة وطنية كقيادة سياسية تنتخب بدورها كتابة وطنية. (لائحة أعضاء اللجنة الوطنية المنتخبة من أول ندوة تقريرية لمنظمة إلى "الأمام": عبد اللطيف اللعبي، عبد الله زعزاع، عبد الفتاح الفاكهاني، أبراهام السرفاتي، عبد اللطيف زروال، فؤاد الهيلالي، عباس المشتري، أيت غنو المحجوب، محمد الموساوي، عبد الحميد أمين، الحاج ناصر، العربي،...).

بعد الندوة الوطنية اجتمعت اللجنة الوطنية في يناير 1972 بمدينة الرباط التي كانت آنذاك مركز ثقل عمل المنظمة واعتمادا على خلاصات الندوة الوطنية التي ستشكل حدا فاصلا في تطور التنظيم سيتم التخلي نهائيا عن الطروحات السابقة ليبدأ نقاش حول استراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة". هكذا إذن الندوة الوطنية توصي واللجنة الوطنية تقرر فتح نقاش حول استراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة" وتعميق هذا النقاش داخل كل الفصائل الماركسية اللينينية.

هكذا في ظروف تزايد ممارسة التنظيم داخل نضالات الجماهير وبعد نقاشات طويلة تم التوصل إلى رؤية أوضح للشكل الاستراتيجي والتبني الكامل لاستراتيجية "القواعد الحمراء المتحركة" باعتبارها المرحلة الأولى من الكفاح الثوري للشعب نحو حرب التحرير الشعبية.

وفي ظل شروط قمعية قاسية وبعد اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، عقدت اللجنة الوطنية اجتماعا في شهر مايو 1972 بمدينة الرباط وتداولت فيه مجموعة من القضايا تنظيمية وأمنية وحسم الاستراتيجية الثورية للمنظمة.

وحضر هذا الاجتماع الرفاق: أبراهام السرفاتي، عبد اللطيف زروال، فؤاد الهيلالي، عباس المشتري، عبد الله زعزاع. باقي أعضاء اللجنة الوطنية مستهم حملات الاعتقال على امتداد سنة 1972.

هكذا ستصدر عن هذا الاجتماع وثيقة "مسودة حول الاستراتيجية الثورية" التي ستظهر بتاريخ 30 يونيو 1972 التي شكلت لبنة أساسية على طريق توضيح الخط السياسي والاستراتيجي لمنظمة" إلى الأمام" من خلال نقدها لمفهوم الانطلاقة الثورية كطرح استراتيجي والقائم على مرتكزين:

- عفوية حركة الجماهير في بناء تنظيمها الثوري.
- عفوية الجماهير في بناء استراتيجيتها الثورية.

هذان المرتكزان هما الأساس السياسي والإيديولوجي لمبدأ اللامركزية التنظيمية ومفهوم القيادة كتنسيق اللذان سادا خلال الحقبة السابقة على الندوة. وبذلك تكون الوثيقة قد قدمت جوابا أساسيا عن جدلية الثورة وجدلية التنظيم سيتم اعتمادها في تقرير 20 نونبر 1972 الذي أسس لمرحلة تنظيمية جديدة في تاريخ منظمة "إلى الأمام". لم يسبق أن نشرت هاته الوثيقة ويسرنا أن نقدمها لكل المناضلين الثوريين والثوريات ببلادنا ولكل القراء والقارئات.

بقلم فؤاد الهيلالي



#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)       Alamamyoun_Thaoiryoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة المسودة لمنظمة -إلى الأمام-
- الثورة هي الاختيار الوحيد ضد النظام الفاشي التبعي
- دحض أسس التحريفية الإنتهازية - أيديولوجيا و سياسيا و استراتي ...
- دحض أسس التحريفية الإنتهازية - أيديولوجيا و سياسيا و استراتي ...
- نقد الفكر التحريفي الإنتهازي ل-حزب النهج الديمقراطي- الجزء ا ...
- لنرفع عاليا راية الماركسية اللينينية
- من أجل فضح أفيون القوى التحريفية المضادة للثورة في المغرب !! ...
- مساهمات بعض المناضلين الثوريين في الذكرى 41 لتأسيس المنظمة ا ...
- في الذكرى 41 لتأسيس المنظمة الثورية الماركسية اللينينية الم ...
- الإستراتيجية و التاكتيك من منظور المنظمة الثورية الماركسية ...
- الشروط الموضوعية المساهمة في تأسيس منظمة -إلى الأمام-
- لائحة أولية لوثائق منظمة إلى الأمام - المرحلة الثورية ما بين ...
- الورقة الأطروحة لمنظمة -إلى الأمام-
- الصراع مع التحريفية الإنتهازية تناقض أساسي
- الوثائق الأساسية للخط الثوري لمنظمة -إلى الأمام-
- لنرفع راية النضال الثوري عاليا ضد الكومبرادور و التحريفية ال ...
- حلول الذكرى الأربعين لمنظمة -إلى الأمام-
- مواقف الأماميين الثوريين
- حول الخط الأممي /الماركسية اللينينية لمنظمة -إلى الأمام-
- الخط العام لإعادة البناء التنظيمي لمنظمة -إلى الأمام- (1972 ...


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الأماميون الثوريون - الإستراتيجية الثورية لمنظمة -إلى الأمام-