أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الأماميون الثوريون - الإستراتيجية و التاكتيك من منظور المنظمة الثورية الماركسية اللينينية -إلى الأمام-















المزيد.....


الإستراتيجية و التاكتيك من منظور المنظمة الثورية الماركسية اللينينية -إلى الأمام-


الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)


الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 13:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعتبر المناضل الثوري " فؤاد الهلالي" أحد أبرز مؤسسي منظمة "إلى الأمام" في 30 غشت 1970 بعد انسحاب مجمون من المناضلين الماركسيين اللينينيين من "حزب التحرر و الإشتراكية" ، حيث كان آنذاك أحد قياديي شبيبة هذا الحزب و أحد نشطائها في الحركة الطلابية المغربية بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، و تعرف على أحد الطلاب النشيطين في الحركة و هو الشهيد " عبد اللطيف زروال" ، الذي التحق بالمنظمة و أصبح من قادتها البارزين قبل استشهاده في 1974 . و قاد المناضل الثوري " فؤاد الهلالي" منظمة "إلى الأمام" بعد اغتيال القائد الشهيد " عبد اللطيف زروال" إلى أن تم اعتقاله في 1976 ، ليلتحق بباقي معتقلي المنظمة و يعيش أطوار محاكمة 1977 و الإضراب عن الطعام الذي استشهدت في المناضل الثورية "سعيدة المنبهي" في 11 دجنبر 1977 ، و قاد نضالا مرير ضد التحريفية بالسجن منذ 1979.

يتناول في هذا المقال مسألة الإستراتيجية و التكتيك من منظور الماركسية اللينينية و الذي بلورته منظمة "إلى الأمام" على المستوى الأيديولوجي و السياسي و النضالي و التنظيمي .

الأماميون الثوريون

تعنى هاته الحلقة بقضايا الإستراتيجية الثورية لدى منظمة "إلى الأمام" ولذلك انطلاقا من كونها كانت تنهل من الفكر الإستراتيجي الماركسي-اللينيني ومن تجارب وإسهامات الثورات البلشفية والصينية والفيتنامية وحركات التحرر الوطني في ألبانيا وأمريكا اللاتينية إضافة إلى نضال الشعب المغربي ضد الاستعمار وضد النظام الكمبرادوري (الثورة الريفية، تجربة جيش التحرير والمقاومة المسلحة في المدن وغيرها). بناء عليه ارتأينا وضع تقديم نظري يساهم في إدراك الكيفية التي كانت المنظمة تبني بها استراتيجيتها اعتمادا على خطها الإيديولوجي والفكري وتجربتها الخاصة واستيعابها لدروس الثورات عبر العالم.

-الماركسية اللينينية والاستراتيجية والتاكتيك:

قوانين الحرب ككل القوانين المتحكمة في الأشياء الأخرى كما يقول ماو هي انعكاسات في عقولنا لحقائق موضوعية وجميع الأشياء باستثناء عقولنا هي حقائق موضوعية. العقل (خاصة التفكير)، وحده هو الذات التي تقوم بالدراسة نستطيع القول نفس الشيء عن الثورة والسياسة وغيرهما في الفكر الماركسي –اللينيني هناك تأكيد مستمر لوحده الموضوع والذات (المفكرة). وتنطبق قوانين الديالكتيك على هذه العلاقة التي تتحدد بظروف ملموسة تخضع لبعدي الزمن والمكان. من هذا المنطلق لا يقبل الفكر الماركسي اللينيني بالنماذج الجاهزة. فباعتماده المنهج الديالكتيكي والتصور المادي الجدلي لنظرية المعرفة يقوم الماركسي اللينيني بنهج طريقة دراسة وتحليل تقوم على الانطلاق من العام (مثال السياسة أو الحرب بشكل عام) وبعد التحديد الأولي ينطلق نحو الوحيد (هنا تصبح السياسة أو الحرب تعني نوعا منهما مثلا السياسة الثورية أو الحرب الثورية وعند اكتمال الصورة يباشر دراسة الخاص أو الحالة الخاصة أي السياسة الثورية في المغرب او الحرب الثورية في هذا البلد.
إذن نحن أمام منهجية ديالكتيكية تجمع ثلاث مستويات من الدراسة والتفكير وهي بالتالي تنتج مفاهيم ومقولات وتصورات مختلفة العلاقة بالواقع ولكن مرتبطة جدليا تجمعها دائما وحدة الموضوع والذات، وحدة الممارسة والنظرية. (لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية) لينين

1- الاستراتيجية والتاكتيك الثوريين في الفكر الماركسي اللينيني:

ترتقي الاستراتيجية والتاكتيك في الفكر الماركسي اللينيني على مستوى علم وفن قيادة النضال الطبقي للبروليتاريا وجميع الكادحين.
والعلم الثوري هنا يقف على قاعدة منهجية قوامها المادية الجدلية وبالارتكاز إلى مبدأي السيرورة (Processus) والصيرورة (Devenir) أي الاعتماد على المادية التاريخية.

بذلك يفرض العلم على السياسة أن تأخذ بالحسبان:

- التجارب الثورية وغير الثورية والتعلم منها والتعميم.
- تناسب القوى الطبقية داخل بلد ما وفي الدول المحيطة وعلى مستوى العالم. (انظر لينين م 27 ص 11).

أحيانا تتشابك عدد من العوامل الموضوعية والذاتية بحيث تصبح معارفنا النظرية وحدها غير كافية مما يتطلب تجربة سياسية خاصة، حسا ثوريا، القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة وإجادة تنظيم الجماهير ومن همنا تكتسي مدرسة النضال أهمية خاصة لأنها تمنحنا كل هذا.

2- الاستراتيجية والتاكتيك في المجال السياسي:

بشكل إجمالي الاستراتيجية والتاكتيك في المجال السياسي هما عبارة عن سلوك سياسي له علاقة ب:

1 – الطابع الطبقي لحزب ما كمعبر عن مصالح طبقية وموقف الطبقة أو الطبقات التي يمثلها من الطبقات الأخرى.
2 – علاقة الاستراتيجية والتاكتيك بالماركسية اللينينية هي علاقة الجزء بالكل أي انتماءها إلى علم الثورة الماركسي اللينيني التي تشكل إحدى اجزائه.
3 – علم الاستراتيجية والتاكتيك هو علم له علاقة بالسياسي (Le politique) مما يعني تحديد القواعد الأساسية لقيادة النضال الطبقي للبروليتاريا وجميع الكادحين.

وقد قام ماركس وانجلس في البيان الشيوعي بطرح تلك القواعد التي وجب اتباعها لإنجاح العمل الثوري للطبقة العاملة وحزبها الثوري ويمكن التأكيد هنا على مبدأين أساسيين هما:

أ‌- مبدأ الأممية: ويعني أن على الثوريين الماركسيين اللينينيين دراسة الخصائص الرئيسية للوضع التاريخي في المرحلة التاريخية المحددة أي المرحلة المزامنة للثورة.
ب‌- مبدأ الخصوصية: ويعني تبني الخط السياسي العام لوضع خط الدفاع عن الطبقة العاملة الوطنية أي استراتيجية وتاكتيك وطنيين.

إن الجمع بين المبدأين (الأممية والخصوصية) يقيان من العديد من المنزلقات والانحرافات على المستوى التاكتيكي والاستراتيجي.
من هذا القول بأن مبدأ الأممية يقف ضد المحدودية الوطنية في الاستراتيجية والتاكتيك ومن هنا كذلك إدراك علاقته الجدلية بمبدأ الخصوصية مما يحصن الثوريين ضد السقوط في انحرافات منها:

1.استصغارهم للظروف المحلية.
2. السقوط في نزعة تريث حدوث ثورة في بلدان أخرى.
3.العمل على دفع الثورة بصورة مصطنعة من الخارج أي العمل بمبدأ تصدير الثورة.

ج- إن اعتماد المبدأين أعلاه يجعل الثوريين يدركون في تحديدهم لمراحل الثورة أن الهدف النهائي هو استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية، علما أن ذلك يضع الماركسيين اللينينيين ضد نزعتين:

1- ضد نزعة القفز فوق المراحل "كل شيء أو لا شيء".
2- ضد نزعة فقدان الأفق وإضاعة الأهداف النهائية "الحركة هي كل شيء والهدف لا شيء" مما يعني إخضاع النضال من أجل الإصلاحات للثورة وذلك من أجل الوصول إلى الاشتراكية.

ت-الاستراتيجية والتاكتيك الثوريان علمين كبيرين من علم الثورة الماركسي اللينيني:

سواء تعلق الامر بالسياسة أو الحرب فالاستراتيجية أو علم الاستراتيجية يعنى بدراسة القوانين الموجهة لإحداهما أو هما معا نعني تلك القوانين التي تتحكم في وضع الحرب أو الثورة الكلي. بينما علم التاكتيك يعني بدراسة القوانين الموجهة في الحرب أو السياسة أو الثورة والمتعلقة بأوضاعها الجزئية.
عموما علاقة الاستراتيجية والتاكتيك هي علاقة الكل بالجزء. ففهم الكل يساعد على معالجة الجزء على وجه اكمل. فكما يقال "إن حركة طائشة واحدة تتسبب في خسارة المبادرة كلها". كل حركة تؤثر على الوضع الكلي كما هو الحال في الشطرنج. عن الكل متكون من الأجزاء لذلك لا توثر الهزائم التاكتيكية على الوضع الكلي إن كانت الرؤيا العامة واضحة.
من الناحية المنهجية، عند بلورة قوانين الوضع الكلي، يتضح لنا أن الوضع الكلي شيء غير مرئي لكن نتوصل إليه بنهج أسلوب التفكير المرتبط بخبرات الأوضاع الجزئية وتقوم بتركيب جدلي للوضع العام أو الوضع الكلي وذلك عن طريق التجريد والتعميم والبلورة.

من هذه المنطلقات جميعها فالاستراتيجية الثورية في الفكر الماركسي اللينيني هي:

1- علم معرفة العدو الطبقي او تحالف الأعداء الطبقيين.
2- معرفة القوى الاجتماعية المحركة للتغيير الثوري.
3- تحديد خط فاصل بين قوى الثورة وأعداءها ومن ثمة تحديد حلفاء الطبقة العاملة في كل مرحلة استراتيجية أو في فترة ذات طابع استراتيجي من مرحلة.
وتخدم الاستراتيجية الثورية الأهداف التالية:

1- تحديد العدو الرئيسي للثورة للإطاحة به والقضاء عليه.
2- خدمة لهذا الهدف (الإطاحة بالعدو الرئيسي) تجميع القوى الثورية وتمييز حلفاء الطبقة العاملة في كل مرحلة، وكسب الحلفاء والعمل على عزل العدو الرئيسي وتركيز القوى ضده أي ما يسمى "توجيه الضربة الرئيسية له".
3- بلورة خطط لوضع القوى الثورية واستعمال الاحتياطي المباشر والغير المباشر لعزل العدو الطبقي وتوجيه الضربة الرئيسية ضده.
4- تعلم التجربة التاريخية للثورات أنه لابد من التمييز بين العدو الملموس والمباشر والعدو بشكل عام عند أي تحديد ملموس.
5- تعلم التجربة كذلك ضرورة التمييز بين العدو الأساسي والأعداء الثانويين.
6- العمل على عزل العدو الأساسي المباشر من أجل القضاء عليه واستغلال التناقضات داخل الأعداء وتركيز القوى ضد الجوهري والمباشر.

3-القيادة الاستراتيجية والقيادة التاكتيكية:

1- القيادة الاستراتيجية: تتأسس القيادة الاستراتيجية على قاعدة الدراسة والتحديد الدقيق لمجموعة من العناصر البالغة التأثير على مسار الثورة وآفاقها وذلك بغية استعمالها استعمالا سليما لإنجاح هاته الأخيرة.

2- مكونات القيادة الاستراتيجية:

1- احتياطي الثورة:

هناك نوعان من الاحتياطي للثورة:

أ- الاحتياطي المباشر:

يضم هذا النوع من الاحتياطي كل الطبقات أو الفئات أو الحركات التي تعتبر مساندة أو داعمة للثورة ويمكن الاعتماد عليها من أجل ذلك مثال ذلك:

- الفلاحون والفئات الوسطية.
- البروليتاريا في الدول المجاورة.
- حركة التحرر الوطني.

يمكن للبروليتاريا وحزبها الثوري مع احتفاظها بتفوقها – مؤقتا- أن تتخلى عن جزء من احتياطها لتحييد عدو قوي أو من اجل هدنة.

ب- الاحتياطي الغير المباشر:

يسمح الفهم الصحيح لهذا النوع من الاحتياطي بالاستفادة من تناقضات بين فئات غير بروليتارية (خير مثال على ذلك استفادة البلاشفة من الصراع بين أطراف الديمقراطية البرجوازية الصغيرة: الاشتراكيون الثوريون والبورجوازية الليبرالية الملكية: حزب الكاديت.
وقد ساهم هذا التناقض بينهما في سحب الفلاحين من تأثير البورجوازية.
مثال آخر على هذا النوع من الاحتياطي الغير المباشر هو وجود تناقضات ما بين الامبرياليات. ويستطيع الثوريون الاستفادة منها وهناك امثلة كثيرة على هذا النوع مثال تناقضات ألمانيا، فرنسا، بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى واستفادة البلاشفة من ذلك.
لقد قلنا أن القيادة الاستراتيجية تتطلب دراسة نوعين من الاحتياطي (مباشر وغير مباشر) يمكن الاستفادة منهما لتطوير المسار الثوري وضمان نجاحه. ولأجل ذلك لابد من تحقيق معنى القيادة الاستراتيجية.

ج- معنى القيادة الاستراتيجية:

القيادة الاستراتيجية هي ذلك الاستعمال المعقلن لكل هذا الاحتياطي لتحقيق الهدف الرئيسي للثورة خلال كل مرحلة استراتيجية معينة. لكن كيف يمكن استعمال هذا الاحتياطي بشطل سليم ومعقلن؟
1- العمل باستمرار على تركيز القوى الأساسية نحو نقطة الضعف الاكثر قابلية للعطب لدى العدو الطبقي.
وعند نضج الظرف الثوري أو اللحظة الحاسمة تطوير الهجوم حتى مداه لتحقيق الانتصار.
مثال على ذلك: النموذج السوفياتي:

مثال الحزب البلشفي واستراتيجيته قبل أكتوبر 1917.

2- نقط الضعف الأكثر قابلية للعطب لدى العدو: الحرب ضد ألمانيا كانت الاستراتيجية البلشفية في هذه اللحظة الحاسمة تقوم على تكوين وتدريب الطليعة عن طريق استعراضات للقوى، مظاهرات، تحركات في الشوارع، السوفيتات في المؤخرة ولجان الجنود في الجبهة.
كانت هناك محاولة كسب الاحتياطي إلى جانب الطليعة البروليتارية بقيادة الحزب البلشفي.
3- العمل على اختيار اللحظة لتوجيه الضربة الرئيسية (في المثال الروسي وسياقه التاريخي يعني ذلك تطوير الهجوم عن طريق الانتفاضة. وللمزيد من التدقيق بالإمكان الإطلاع على كتابات لينين حول الأزمة واللحظة الثورية (انظر "المرض الطفولي للشيوعية" لينين).
4- إتباع وفرض احترام التوجيه المفروض إتباعه مما يتطلب انضباطا حديديا وقيادة تحظى بالاحترام التام من طرف الطلائع والقواعد الحزبية.
5- ربط مبدأ الهجوم بمبدأ التراجع:

ويعني ذلك عدم قبول خوض المعركة من أجل الحفاظ على القوى عندما يكون العدو متفوقا وذلك يني العمل على ربح الوقت والقوى وتحصين التحالفات الاستراتيجية (التحالف العمالي-الفلاحي مثلا) واستغلال التناقضات البينية للامبرياليات (صلح برسيت لتوفسك Brest litovsk).
عمل البلاشفة في التجربة الروسية على كل التناقضات وذلك باحتفاظهم على الفلاحين وعملهم على إعداد وتهييء الهجوم على القوات المعادية للثورة بقيادة كولتشاك (koltchak) ودينيكين (Dénikine).

د-معنى القيادة التاكتيكية:

كما سبق ذكره التاكتيك جزء من الاستراتيجية وعليه فالقيادة التاكتيكية هي كذلك جزء من القيادة الاستراتيجية. فماذا تعني القيادة التاكتيكية؟

ببساطة القيادة التاكتيكية تعني ضمان الاستعمال العقلاني لكل أشكال النضال والتنظيم للبروليتاريا وللحركة الثورية جماهيريا. والهدف من ذلك هو الحصول على الحد الأقصى الضروري من النتائج وذلك استعدادا للانتصار الاستراتيجي وليست العقلانية هنا سوى:

1- إعطاء الأشكال النضالية والتنظيمية الأكثر ملائمة للحركة الجماهيرية والعمل على رفع مستوى الوعي الجماهيري وذلك بتربيتها انطلاقا من تجاربها.
تنوع وتعدد أساليب النضال الثوري لدى الحزب البلشفي سمح باستمرار للطليعة بعدم الانفصال عن الطبقة العاملة وهاته الأخيرة عن الجماهير. كان للاساليب البلشفية المفهومة في سياقها التاريخي أثر كبير على مسار الثورة لأنها سمحت للجماهير بإدراك عدم جدوى الدوما (البرلمان الروسي) وإدراك كذلك كذب الكاديت (حزب البرجوازية الليبرالي البرلماني) وكذا استجابة الاتفاق مع القيصرية كما بين للجماهير العمالية وطلائعها ضرورة التحالف العمالي –الفلاحي لنجاح الثورة. ومن اجل كل هذا خاض لينين الصراع ضد كل الانحرافات اليمينية واليسراوية داخل الحزب وخارجه من أمثال التياران الأوتزوفية (Otzovisme) والأولتوماتسيت اللذان أدينا من طرف ندوة الحزب سنة 1909. والنضال ضد التصفويين وبناءوا الله (تيار Gorki) والشيوعيون اليساريون الداعون إلى الانتفاضة في أبريل 1917 في ظروف كانت شعارات المناشفة والاشتراكية حول السلم، الأرض والحرية لم تنفضح بعد. لقد كان التاكتيك اللينيني هو الاستمرار في فضحهم وكان لينين على علم بأن التحريض والدعاية لا يكفيان لابد من التجربة السياسية للجماهير.
2- ضرورة الإمساك ضمن سلسلة كل سيرورة الحلقة التي يسمح الإمساك بها في لحظة محددة بأخذ وشد كل السلسلة من أجل تهييء الانتصار الاستراتيجي.
ويعني هذا عمليا أنه في كل فترة تنطرح على الحزب الثوري مهاما كثيرا يحتار المناضلون امامها ويرتكبون ولا يدرون أيها الاولى لذلك يكون من اللازم التأكيد على ضرورة اختيار من بين المهام المطروحة في لحظة محددة او مرحلة محددة، تلك التي هي الأكثر استعجالية واهمية حيث إنجازها يمكن من تنفيذ الأخريات.

مثال: - كانت روسيا قبل 1900 وإلى حدود المؤتمر الثاني للحزب أي في رحلة تكون الحزب تعيش في تشتت تام للمجموعات الاشتراكية الديمقراطية التي كانت غير مرتبطة فيما بينها وتسود داخلها الحلقية والغموض الإيديولوجي والنزعة الحرفية في العمل الثوري...
كان إيجاد الحلقة الأساسية يعني خلق جريدة سرية لعامة روسيا وخلق نواة صلبة تجمع حولها الماقين. وهذا العمل التاريخي الجبار كان وراءه القائد البلشفي العظيم لينين.

4-الاستراتيجية والتاكتيك والخط السياسي:

أ-مكونات الخط السياسي:

يقوم الحزب الثوري للطبقة العاملة ببلورة خطه السياسي في علاقة جدلية مع الجماهير ضمن ما يسميه الماركسيون اللينينيون بخط الجماهير. ويعمل الخط السياسي على تحديد ما يلي:

أ- الاتجاه العام للنشاط السياسي للحزب.
ب- الهدف المرحلي للحزب.
ج- الوسائل الأساسية للوصول إلى الهدف (نظام التحالفات) الطبقية.
د- خطة سياسية أو استراتيجية تقوم على:

- تحديد العدو الطبقي الرئيسي.
- اتجاه الضربة الرئيسية.
- حلفاء البروليتاريا الأساسيين.
- الموقف من القوى الوسطية.
- الاحتياطيات الغير المباشرة للثورة.

ه – اعتماد مفهوم القيادة السياسية للجماهير ضمن ضبط سليم لعناصرها المكونة وهي:

- القيام بالتعرف على واقعهاومتابعة حالة الجماهير ومزاجها والاندماج بها لكن دون السير في مؤخرة الحركة الجماهيرية.
- القدرة على إيصال موقف سياسي جديد عن طريق تعليمها من تجربتها الخاصة: تجربة الأخطاء والهزائم أي طريق ملموس أو انعطاف خاص للأحداث يسمح لها بالتعلم.
- عدم الاقتصار على طرح شعارات سلبية فقط موجهة ضد النظام القائم أو شعارات تصوغ فقط الأهداف العامة أو النهائية للحركة العمالية أو الجماهيرية بما يعني:
- إعطاء برنامج إيجابي لكل لحظة سياسية.
- إبراز المهمة الجديدة وإبراز الوسيلة الرئيسية لتحقيقها.

و – إتقان فن المناورة السياسية:

- ويعني هذا أن على القيادة الثورية ان تجيد وتتقن فن توجيه حركة الجماهير توجيها صحيحا تبعا للوضع الملموس أي تحديد التاكتيك المناسب. وعموما يشتمل فن المناورة السياسية على أنواع مختلفة من التصرفات يقودها الحزب وتتعلق بقضايا الهجموم السياسي والتراجع والدفاع وتجميع القوى (حسب حالات المد والجزر).
ويقوم الهجوم عموما على افتراضين فإما:

-القيام بحصار طويل الأمد للعدو بما يعني تزايدا تدريجيا للضغط عليه المحسوب لفترة طويلة.
-أو الاقتحام الحاسم لموقع العدو الطبقي (حالة الانتفاضة الثورية أو معركة حاسمة استراتيجيا مثال الحرب الشعبية.
- بينما يقوم تاكتيك التراجع على مبدأ الحفاظ على القوى الأساسية من أجل الهجوم الجديد. في حين يعني التاكتيك تجميع القوى التربية التدريجية للجماهير وإعدادها بشكل منظم للمعارك المقبلة.

ز – أشكال النضال:

تمثل أشكال النضال أهمية قصوى بالنسبة للخط السياسي ولذلك يكون من واجب القيادة السياسية الإلمام بها وبمختلف أشكالها أي بجميع أشكال النضال وأوجه النشاط الاجتماعي بلا استثناء.

أما استخدامها فيقوم على المبادئ التالية:

1- ربط الأشكال النضالية بمبادئ فكرية وتنظيمية محددة بشكل صارم.
2- الفدرة الدائمة على استبدالها بأخرى بسرعة فائقة وغير متوقعة إطلاقا حين تتغير الظروف.
3- لا يتم اختراع أشكال النضال من طرف الحزب بل يقوم هذا الأخير بتعميم وتنظيم ما ينشأ منها إبان مسيرة الحركة الجماهيرية فهناك تعلم دائم من الجماهير. عموما

تنقسم أشكال النضال إلى علنية وغير علنية، برلمانية وخارج برلمانية، سلمية ومسلحة. ويتم اختيار الأشكال النضالية إلى معيار أساسي وهو الاتصال الدائم بالجماهير وخدمة أهداف النظام الثوري.



#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)       Alamamyoun_Thaoiryoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشروط الموضوعية المساهمة في تأسيس منظمة -إلى الأمام-
- لائحة أولية لوثائق منظمة إلى الأمام - المرحلة الثورية ما بين ...
- الورقة الأطروحة لمنظمة -إلى الأمام-
- الصراع مع التحريفية الإنتهازية تناقض أساسي
- الوثائق الأساسية للخط الثوري لمنظمة -إلى الأمام-
- لنرفع راية النضال الثوري عاليا ضد الكومبرادور و التحريفية ال ...
- حلول الذكرى الأربعين لمنظمة -إلى الأمام-
- مواقف الأماميين الثوريين
- حول الخط الأممي /الماركسية اللينينية لمنظمة -إلى الأمام-
- الخط العام لإعادة البناء التنظيمي لمنظمة -إلى الأمام- (1972 ...
- إعلان الأماميين الثوريين


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الأماميون الثوريون - الإستراتيجية و التاكتيك من منظور المنظمة الثورية الماركسية اللينينية -إلى الأمام-