أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر الفضل - مخاطر عودة نظام الاستبداد















المزيد.....

مخاطر عودة نظام الاستبداد


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير تجارب التاريخ الى ان انظمة الحكم في الشرق مر عليها حكام طغاة كثيرون , ورغم المآىسي التي تعرضت لها هذه الشعوب بسبب حكم الاستبداد والمصير المذل لكثير من المستبدين الا ان الطغيان ما يزال يطل برأسه أحيانا كلما سنحت الظروف -وهي كثيرا ما تسنح - لاسيما في بلاد الشرق ومنها العراق الذي تعرض الى خسائر بليغة من سياسة التفرد بالسلطة .
واذا كان حكم الطغيان قد مر على العراق تحت ثوب القومية العربية ووحدة الامة من خلال شعارات وهمية لا قيمة لها واثبتت فشلها , فهل يمكن عودة الطغيان تحت عباءة دينية او مذهبية ؟ وكيف يمكن تجنب التفرد في السلطة وترسيخ القيم الديمقراطية واحترام المرجعية المدنية وهي الدستور ومؤسساته الشرعية ؟ وهل ان العراق يتحمل إعادة إنتاج الماضي ؟
-1-
المستبد ..هو كمن يقطع الشجرة لكي يقطف ثمرة ..!
منذ ان أصبح المالكي رئيسا للوزراء في الفترة الثانية بعد صراع سياسي وجدل دستوري وقانوني , لاحظ الكثيرون من المهتمين بالشأن العراقي ان بوصلة الحكم للسيد رئيس الوزراء تتجه نحو تجميع السلطات وتمركزها بيده وحده تحت ذرائع متعددة . فهو يجمع بيده الان خمسة مناصب سيادية حساسة تعكس حالة من حالات الفساد السياسي , وهذه المناصب هي ( رئيس الوزراء,القائد العام للقوات المسلحة ,وزير الدفاع , وزير الداخلية ,مدير المخابرات وربما غيرها من المسؤوليات الحكومية والحزبية ! ). وهذا التمركز في السلطات بيد شخص واحد يثير تساؤلات كبيرة وخطيرة عن حقيقة وجود الديمقراطية والاشتراك في توزيع المسؤوليات في العراق , لا بل حتى الوزراء الذين اختارهم السيد المالكي من الكتل السياسية في ضوء نظام المحاصصة الفاشل فهم في اغلبهم ليسوا من ذوي الخبرة ولا من اصحاب الاختصاص وليسوا من الكفاءات المتخصصة في ميدان عملهم ولدينا شواهد كثيرة.
ولعل اخطر مظاهر التفرد بالسلطة هو حماية المتهمين بالفساد المالي والاداري والسياسي سواء ممن تورط بالفساد من اتباع حزب الدعوة ام من غيرهم من الكتل السياسية الاخرى بسبب صفقات سياسية , وهو انتهاك للدستور وخرق فاضح للقوانين النافذة في حماية المزورين والفاسدين والمجرمين الذين وصل بعضهم الى مرتبة صنع القرارات , وهذا هو ذات الخلل الذي وقع به السيد اياد علاوي والسيد الجعفري ايضا , والشواهد كثيرة على ذلك .
إن من يتابع تصريحات السيد المالكي يجد التناقض والارتباك واضح في خطاباته للرأي العام وهذا دليل اخر على وجود التفرد في الرأي والموقف والاتجاه نحو مركزة السلطة وعدم الاستعانة بخبراء او مستشارين من ذوي الخبرة والكفاءة والشجاعة في قول الحق , ويكفي للدلالة على مانقول ما جاء في تصريحات السيد المالكي بخصوص الدستور الذي كان عضوا في لجنة كتابته عام 2005 فهو تارة يقول عن الدستور عام 2006 لمناسبة الذكرى السنوية الاولى للتصويت عليه بأنه (( أرقى الدساتير في العالم لأنه يكرس مفاهيم الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وبناء مؤسسات الدولة وسيادة القانون )) , إلا أنه يعود فيتراجع عن رأيه هذا في كلمته يوم 8 -11 -2008 أمام المشاركين في مؤتمر النخب والكفاءات العراقية قائلا بأن (( الدستور كتب في ظل أجواء الاستعجال والخوف من الماضي ووضعت فيه قيود على سلطات المركز ويخشى ان تصادر الفدرالية الدولة ... الخ , مما يوجب تعديله واعادة السلطة المركزية للحكم وتقييد صلاحيات الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم لتقوية حكم المركز لانها تمارس دورا دكتاتوريا وتجاوزات يجب وقفها )).
ومما يعزز ذلك ما قاله في اجتماع مع العشائر العراقية قبل فترة باللهجة العامية :( ليش هو يكدر واحد يأخذها حتى نعطيها ..!) اي لا احد يستطيع نزع السلطة مني وهو كلام واضح ضد مبدأ التداول السلمي للسلطة .
لسنا ضد السيد المالكي ولا ضد حزب الدعوة الذي نحترم تاريخه النضالي , ولكننا ضد المنهج السياسي الخاطئ وضد عودة الاستبداد للعراق وضد نشر الخرافات وضد الاستعانة بجيش من المستشارين لا مشورة لهم , ولهذا نحن ندعم احترام الدستور ونقف ضد أي انتهاكات لنصوصه التي صارت عرفا يؤسف له لاسيما وان كل طغاة الارض لا يريدون سماع الرأي الاخر ويحبون سماع ما تطرب عليه اذانهم من اقول , وهذه مفسدة كبيرة .

-2-
مبادرة الرئيس البارزاني الوطنية
في ضوء هذا الصراع السياسي بين الفرقاء وبخاصة بين السيد المالكي والدكتور اياد علاوي , بادر السيد رئيس اقليم كوردستان الرئيس البارزاني الى جمع الفرقاء والسياسين العراقيين في اربيل وفقا لمبادرة من سيادته لحل المشكلات العالقة التي تضر بالعراق وبالعملية السياسية ومسيرة الديمقراطية ولمنع خرق الدستور من هذا الطرف او ذاك , غير ان هذه المبادرة لم يلتزم ببعض بنودها السيد رئيس الوزراء مما جعل الاوضاع العامة تتوتر ثانية وتتجه الى التأزيم واحتمال فشل العملية السياسية وهذا خطر كبير .
ومن المعلوم ان السيد رئيس الاقليم بما يتمتع به من حنكة سياسية ودراية بالوضع السياسي العراقي يتجه دائما الى حل الازمات بين الفرقاء السياسين والى التاكيد على احترام الدستور ونشر التسامح والحوار ومكافحة الفساد والى ترسيخ اسس الديمقراطية ومنها مبدأ التداول السلمي للسلطة واشراك الجميع لان الديمقراطية لا تعني حكم الاغلبية وانما تعني مشاركة كل القوميات واتباع الديانات والمذاهب في صنع القرارات ووفقا للدستور .
ولهذا نعتقد بأهمية تدخل الرئيس مسعود البارزاني في حل الصعوبات الباقية من مبادرته بحيث يكون هو الراعي لحل الازمات المتكررة في الحكومة الاتحادية لمنع عودة حكم الفرد ولما يتمتع به من خبرة وحيادية واحترام وتقدير من جميع الاطراف السياسية .


-3-
رؤيتنا الدستورية والقانونية لبناء دولة القانون
لا يمكن بناء دولة القانون دون الحرص على الاحترام الطوعي لبنود الدستور والقوانين ومنها احترام مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , وضرورة اعتماد مرجعيات الدولة المدنية في حل الازمات دون غيرها وفي محاربة الفساد بكل اشكاله ومعاقبة الفاسدين والمزورين ونبذ مبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية , اذ لا يمكن بناء الدولة المتحضرة بدون احترام اسس الديمقراطية من النخب السياسية الذين يجب ان يكونوا قدوة للاخرين وفي اهمية اشراك التكنوقراط واصحاب الكفاءات في مواقع الدولة من المستقلين الذين لا ينفذون اجندات سياسية حزبية او اقليمية , ولكن ما يلاحظ الان هو وجود مئات الاشخاص في مفاصل الدولة غير مؤهلين لشغل مناصبهم الوظيفية وبعضهم من المتهمين بالفساد من وزراء ومسؤولين كبار دون ان يمثلوا للقضاء .
نأمل احترام استقلال القضاء وعدم التدخل في شؤونه وضرورة تنفيذ احكام القضاء وعدم تعطيلها واهمية تفعيل دور النزاهة ومحاسبة الفاسدين وتطهير المؤسسات من المتسللين من بقايا النظام السابق وبخاصة من الاجهزة الامنية وعدم تسيس الدين او توظيف المناسبات الدينية والمذهبية لتحقيق اغراض سياسية.
وبدون ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وضمان حقوق المواطنين في توفير الخدمات الاساسية والحقوق التقاعدية ونشر ثقافة الحوار والتسامح وبناء قيم المواطنة ومنها تغيير المناهج الدراسية بما يعزز السلام والامن والاستقرار لا يمكن للعراق الاتحادي ان ينهض من واقعه المؤلم .
هناك مقولة بليغة للفيلسوف الانكليزي جون لوك لطالما ارددها , وقد ذكرتها في كلمتي يوم 14-12-2002 في مؤتمر المعارضة العراقية الذي انعقد في لندن وهي : (( يبدأ الطغيان عندما تنتهي سلطة القانون , أي عند انتهاك القانون , والحاق الاذى بالاخرين )) . وهذا ما صرنا نلمسه على ارض الواقع , وما نخشاه هو عودة الدكتاتورية بثوب جديد , وهذه كارثة ستقود البلاد لمستقبل مجهول .



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل زالت الافكار العنصرية بزوال حكم البعث؟
- هل يجوز العفو عن المحكومين بجرائم الابادة ؟
- وداعا كاك جوهر ..
- مشكلات الدستور العراقي
- المشهد السياسي والكفاءات العراقية
- منظمات الارهاب في المفهوم الامريكي
- حقوق العراق الضائعة في مياه دجلة والفرات
- المسؤولية القانونية للشركات الاجنبية عن جرائم الإبادة في حلب ...
- العدوان الايراني على إقليم كوردستان – العراق
- تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
- إنتهاكات حقوق الانسان في إيران
- تأثير إنسحاب القوات الامريكية على العراق
- دلالات إفتتاح القنصلية التركية في كوردستان
- متى أصبح الدستور العراقي لعام 2005 نافذا ؟
- جرائم الأنفال والإعتذار للكورد
- المحكمة الاتحادية وتفسير النصوص
- جريمة الكراهية
- النهج العنصري خطر يهدد الديمقراطية
- حكم تولي المرأة لمنصب القضاء
- إجتثاث البعث والبعثيين وفقا للدستور


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر الفضل - مخاطر عودة نظام الاستبداد