أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح عوض - الاخوان المسلمون والتحولات الاستراتيجية















المزيد.....

الاخوان المسلمون والتحولات الاستراتيجية


صالح عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في‭ ‬مصر‭ ‬الثورة
الاخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التحول‭ ‬الاستراتيجي

صالح‭ ‬عوض
ما يجري في مصر الآن وبالذات داخل جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم وكذهنيات يعني اننا ازاء واقع جديد له مابعده..
• ورغم صعوبة المحاولة الا انه يمكن للاخوان في مصر أن يقدموا الطرح الحضاري الاسلامي الذي يتجاوز حالات التشتت والتطرف ويرفع الحرج عن المسلمين ويشكل قاعدة ارتكاز لمشروع حضاري في الامة، ولكن ذلك كله مرهون بمدى التطورات التي ستحصل على العقلية الاخوانية، وعلى مستقبل الحركة على مستوى تماسك التنظيم والتعامل مع القوى السياسية الداخلية وعلى مستوى الحوار مع الادارة الامريكية.. في هذا المقال محاولة لاستبطان التحول الحاصل داخل الاخوان. ولكن منذ بداية ايام الثورة كانت السمة الاصيلة في الاخوان المسلمين هي التردد لحسابات كان للتجربة المرة دورا بالغا فيها.. وكاد ترددهم يصبح في لحظة من اللحظات خنجرا في نحر الثورة.. ولا يغيب عن المتابع ان ذلك من حركة علق قادتها على أعواد المشانق وطُورد مفكروها وقياداتها وزج بأبنائها في غياهب السجون.. وعاشت عشرات السنين في السر والملاحقة من قبل انظمة مستبدة فاصابها ما اصاب‭ ‬من‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬عتمة‭ ‬طويلة‭ ‬نحو‭ ‬‮"‬النورانة‮"‬‭ ‬حينذاك‭ ‬يحتاج‭ ‬وقتا‭ ‬اضافيا‭ ‬لفتح‭ ‬عينيه‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬ولرؤية‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقي‭ ‬كما‭ ‬هو‭..‬
• وكان الاول من الامتحانين الأكثر صعوبة اللذيْن مرا بالحالة الثورية عندما دخل الاخوان مفاوضات مع النظام السابق وخرجوا بوعود طربت لها سياساتهم، حيث وعدوا باعتراف بهم سياسيا والافراج عن المعتقلين واجراء انتخابات نزيهة.. كاد الاخوان أن يقعوا في الفخ وينسحبوا من الثورة وحينذاك ما كان لينتظرهم بعد فشل الثورة الا المشانق نفسها التي اعدمت عبدالقادر عودة وسيد قطب ومحمد فرغلي.. ولكن تحسسهم للروح الجديدة في مصر هز المتكلس في افهامهم ودفع بهم الى التراجع عما اتفقوا عليه مع اركان النظام السابق لينخرطوا في ثورة الشعب بكل قوة‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لوجودهم‭ ‬اثر‭ ‬واضح‭ ‬وفاعل‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬الجولة‭ ‬مع‭ ‬النظام‭..‬
• أما الامتحان الثاني الصعب فيتمثل في انه قد استقر في اعتقادهم انهم انجزوا انجازهم الكبير بالتعديلات الدستورية والغاء بنود خاصة بالانتخابات والرئاسة والحريات ووضع بنود جديدة.. وغرهم ان الاغلبية اعطت الدستور المعدل موافقتها فاتجهوا لتصعيد خطابهم ازاء القوى السياسية الاخرى سيما شباب الثورة الذين راوا في الاستفتاء الذي تم على التعديل الدستوري محاولة لتوجيه الثورة بعيدا عن غاياتها السياسية والاجتماعية والثقافية.. وبعد اخذ ورد في الساحة تجلى الامر على عدم جدوى الاستفتاء على الدستور قبل الانتخابات ومن ثم انتخاب مجلس دستوري يقدم صياغة لدستور جديد جدة كاملة يطرح للاستفتاء الشعبي مؤذنا بميلاد نظام سياسي جديد تمام الجدة لاعلاقة به بالنظام السابق واصبح الشارع السياسي بما فيه من حراك في حالة توافق على ضرورة اجراء الانتخابات قبل كل شيء.. ورغم ترددهم فترة طويلة الا ان الاخوان لم يتخلفوا وهاهم يعلنون عن عزمهم بدخول ميدان التحرير مرة اخرى مع بقية فعاليات الثورة لاكمال الطريق نحو انهاء مظاهر ومراكز القوى المضادة وللتاكيد على ضرورة اجراء الانتخابات ومن ثم وضع دستور للبلاد.
• لعل جماعة الاخوان المسلمين هي الاقوى شكيمة واصلب عودا واوسع انتشارا واصلب تنظيما من بين كل القوى السياسية المصرية، الامر الذي يجعل لموقفها الاثر البارز على مجمل مجريات الامور في مصر وهذا ما تدركه الادارة الامريكية التي سبق وان فتحت قنوات للاتصال بالمنتخبين من الاخوان لمجلس الشعب ولم ينقطع الاتصال بين الاخوان في مصر تحت هذا الغطاء بالسفارة الامريكية او بجهات امريكية في الخارج.. ولم يسبق للاخوان ان دخلوا صراعا مع الادارة الامريكية بل لعل واقعيتهم السياسية ذهبت بهم الى تقاطعات ما هنا او هناك كما حصل في الحرب على الاتحاد السوفيتي في افغانستان وكما حصل في دخول مجلس الحكم الذي قاده الامريكي بريمر في العراق عقيب احتلاله.. لكن الآن الامر حساس وخطير ويبدو ان اعلان السيدة هيلاري كلينتون وزيرة خارجية امريكا عن بدء حوار مع جماعة الاخوان المسلمين يعني ان هناك حقبة سياسية‭ ‬معلنة‭ ‬بين‭ ‬الامريكان‭ ‬والاخوان‭..‬‮ ‬رحب‭ ‬الاخوان‭ ‬بالدعوة‭ ‬الامريكية‭ ‬مؤكدين‭ ‬استعدادهم‭ ‬ان‭ ‬يشرحوا‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬لاية‭ ‬جهة‭ ‬كانت‭.‬
• هنا لاينبغي اغفال تطورات الموقف السياسي الذي يتبناه الاخوان علنيا من الموضوع الفلسطيني الذي هو صلب العملية السياسية في البلاد العربية وكذلك تنبغي الإشارة بوضوح الى طبيعة النظام الذي يتبناه الاخوان او يطمحون اليه.
• على صعيد الموقف الفلسطيني اعلن الاخوان انهم ليسوا بصدد الغاء اتفاقيات كامب ديفد مع اسرائيل.. وهذا مربط الفرس فلئن حققت امريكا في مصر اجماعا حول كامب ديفد وعدم الاقتراب منه بالغاء او التفاف فانه يكون قد تحقق ثابت سياسي كبير وثم الحفاظ عليه مما سيسهل التواصل‭ ‬والحوار‭..‬‮ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬الاخوان‭ ‬في‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يريدون‭ ‬والنظام‭ ‬الذي‭ ‬يسعون‭ ‬اليه‭ ‬انها‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬بما‭ ‬تشمل‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المواطنة‭ ‬والتداول‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭.‬
• من الواضح ان الاخوان لن يتبنوا نظاما اقتصاديا يتصادم مع النظام الراسمالي وشروطه، كما انهم لن يشكلوا حالة ازعاج كبيرة للسياسات الامريكية في المنطقة، وهذه ضمانات مهمة لمرورهم بهدوء نحو الانتخابات بشتى عناوينها، كما انه ضمانة تجنيب مصر الحصار والحرب الامريكية‭ ‬المسبقة‭.‬
• ولكن لاتجري الامور حسب الرغبات والنوايا، وبالمناسبة ينبغي القطع بان لا امكانية لصداقة دائمة مع الامريكان، ولعل الساسة العرب تاكدوا ان الاستعماريين الامريكان ليسوا كسواهم من الاستعماريين السابقين، فلئن حافظت الامبراطورية البريطانية على عملائها في مشرق العرب والمسلمين ومنحت العديد منهم بطاقات النبلاء و بوأتهم مراكزا ذات قيمة ويسرت لهم سبل العيش، كما فعل الاستعماريون الفرنسيون الذين فتحوا ابواب مؤسساتهم امام كبار العملاء ليكونوا جزءا من الادارة وبوؤوهم مكانا معتبرا في بلدانهم، الا ان السابقة تقول ان امريكا اعتقلت صديقها نوريقا رئيس بنما وانقلبت على صدام حسين الذي توافق معها على حرب ايران 8 سنوات، وكانت له صداقات عميقة مع قيادات عليا في امريكا وانقلبت على السادات الذي حقق لها كامب ديفد، وانقلبت على ياسر عرفات الذي وقع اتفاقية اوسلو في البيت الابيض الامريكي والسلسلة‭ ‬طويلة‭..‬‮ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬علاقة‭ ‬الاخوان‭ ‬مع‭ ‬امريكا‭ ‬ليست‭ ‬حسنة‭ ‬دوما،‭ ‬ففي‭ ‬العراق‭ ‬رغم‭ ‬انهم‭ ‬دخلوا‭ ‬مجلس‭ ‬الحكم‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الجنود‭ ‬الامريكان‭ ‬اهانوا‭ ‬محسن‭ ‬عبدالحميد‭ ‬مراقب‭ ‬الاخوان‭ ‬هناك‭ ‬اهانة‭ ‬شخصية‭ ‬امام‭ ‬اولاده‭..‬
• لاصداقة مع الامريكان وجرت العادة انهم يطلقوا النار على صديقهم بمجرد انتهاء خدماته.. ويمكن ان يفضحوا عملاءهم او يسلموهم الى خصومهم، ذلك لان العنصرية الامريكية لا حد لها فضلا عن بشاعة الاساليب اللاانسانية في العمل السري للاجهزة الامريكية التي لا يقف حاجز امامها‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬او‭ ‬دين‭..‬
• هل يكون هذا الدرس ماثلا امام الإخوان وهم يسيرون نحو حوار مع الأمريكان..!؟ المسالة لاتحل بالفهلوة مع الأمريكان ولا بالخديعة، فالأمريكان حريصون على قوة إسرائيل وأمنها وتمددها ودورها الإقليمي، فإلى أي مدى يستطيع الإخوان المسلمون في مصر التعاطي مع هذا الموقف؟ الأمريكان لا يقبلون بحل سياسي يحفظ حق اقامة دولة للفلسطينيين بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، فالى أي مدى يتعايش الإخوان مع هذا الموقف؟ الأمريكان لا يقبلون الا بالرواية الإسرائيلية للملف الفلسطيني الى أي مدى سيصبر الاخوان على الموقف الأمريكي؟ ثم عربيا الى مدى يمكن ايجاد توافق بين الإخوان المسلمين والموقف الأمريكي تجاه العراق وايران وحزب الله والثورات العربية والسودان وإفريقيا؟ بمعنى اكثر وضوحا ان الحوار بين الإخوان والإدارة الامريكية سيشمل كل الملفات السابقة ولن تقبل الإدارة الأمريكية خطابا إخوانيا مزدوجا.. فالى‭ ‬اين‭ ‬سينتهي‭ ‬الحوار؟
• انه التحدي الكبير امام الحركة الاسلامية السياسية المتمثلة بالاخوان المسلمين في مصر وسيترتب عن نتائجه واقع كبير، اما في اتجاه مصلحة الامة وقضاياها المقدسة، واما الى مزيد من الضياع.. غير مطلوب التصادم العنيف مع الامريكان ولكن غير مطلوب التماهي في سياساتهم في المنطقة.. وان كان من الممكن التحاور مع الامريكان والوصول معهم الى نقاط في منتصف الطريق او ربعه او اكثر او اقل في بعض الملفات، فان هناك ملفات لاينبغي ان تقبل مساومة او التقاء في منتصف الطريق.. ففي مثل الملفات المقدسة يكون هناك حوار لكن دونما نية في تنازلات‭ ‬مخلة‭ ‬تضيع‭ ‬الحقوق‭ ‬وتمكن‭ ‬للعدو‭.‬



#صالح_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طال أسر القدس..فمن ينقذها؟
- مرة أخرى يكتشف الفلسطينيون من هو العدو؟!!
- عندما تتكلم الجزائر عن فلسطين
- إسرائيل تروج مزاعم عن تنامي القوة العسكرية للجزائر!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح عوض - الاخوان المسلمون والتحولات الاستراتيجية