الفكر المناسب في المكان المناسب

ميثم هادي أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 15:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

في قلب أي إنسان مكان لله سبحانه وتعــــــالى . يكبر هذا المكان أو يصغر حسب فهم الإنسان لربه ، رغم أن الله ( العزيز القدير ) أقرب إلينا من حبل الوريد . وعليه فإن كبر أو صغر المكان في القلب يتحكم به الإنسان ولا علاقة بكبر القلب أو صغر حجمه بالموضوع فالقضية نسبية .
من الممكن أن يزداد حبنا لله بصورة طردية مع عمرنا ، حيث أن الإنسان في الأربعين من عمره يصل إلى قمة البلوغ العقلي والقلبي وهذا مــــــــــــــــــــــــــا جاء في القرآن الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) صدق الله العلي العظيم . وطبعا لكل قاعدة شواذ .
وما نراه يحدث اليوم ( حسب رأيي ) من قتل الإنســــــــــــــان لنفسه هي حالة متطورة جدا من الإنحراف ( أو الإنغلاق ) العقلي والقلبي للإنسان , وهو ما يعرف بالإرهاب , فالإرهاب فكر ثم فعل وأي فعل فيه ضرر مادي أو معنوي لبني البشر يعتبر عمل إرهابي .
إن للتخصص العملي ( في كل مرافق الحياة ) دور مهم في مكافحة الإرهاب فالفكر المناسب في المكان المناسب . هل من المعقول أن نفكر في نجاح عملية جراحية لمريض يجريها مهندس إتصالات مثلا ؟ في الحديث الشريف ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) ولا عيب أو غبار في من أقر بعدم إمكانيته العقلية في إتخاذ قرار علمي أو شرعي . وعليه فإن لللأفكار الصحيحة أهمية كبيره في تنظيم حياتنا وجعلها تتمتع بصفة قانونية لا همجية بربرية . أي أن التخصص والأفكار المدروسة هي ما تضمن لنا نجاح العملية الجراحية .
وللتطور الديني والأدبي و العلمي ثمن فلا وجود لهذا الإنحراف في سبعينيات القرن الماضي بما يحمل ألان من تشدد وتعصب وبالمقابل ومع الأسف الشديد هناك تطور سلبي لإنغلاق عقل الإنسان وتحجره إلا وهو الفكر الإرهابي , إن هذا الموضوع عميق وله جذور ويحتاج إلى وقت لعلاجه مثال ذلك إن سألنا مسلما " شيعيـــــــــــا " هل من الممكن أن تتحول إلى مسلم في المذهب السني ؟ وكذلك العكس , سيعتبر البعض هذا السؤال هو بمثابة كفر أو من المعاصي الإلهية التي لا تغفر وهذا الفكر هو الإرهاب بعينه . لا يوجد من لا يخطأ ولا وجود للعصمة في زمننــا هذا فهل القتل هو الاستحقاق الفعلي للخطأ ؟ الإعتدال في الأفكار والتصرفات هو الحل الوحيد لهذة الأزمة العالمية , ما كان من أحداث في الماضي لم ولن نعشهـــا ، الله وحده هو الحكم الفصل فيها المهم أن نتعلم منها ما هو المفيد لنـــــــــــــا كبشر . وهبنا الله عقلا لنفكر به ونطوره وقلبا للرحمة والمودة فيما بيننا فلنعمل ليكبر مكان الله سبحانه وتعالى في قلبنا وعقلنا وبذلك يصغر مكان الإرهاب . مع فائق الإحترام والتقدير .

#ميثم_هادي_أبو_المعالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات