أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية-ما قاله الفضل بن العبّاس بن أبي لهب في التاسع من يوليو 2011














المزيد.....

ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية-ما قاله الفضل بن العبّاس بن أبي لهب في التاسع من يوليو 2011


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية؟
ما قاله الفضل بن العبّاس بن أبي لهب* في التاسع من يوليو 2011 م
شعر: أُسامة الخوَّاض
خجلٌ باذخٌ،
فارهٌ،
وافرٌ،
يانعٌ،
ناضحٌ،
يغمر الأرضَ،
و النهْرَ،
و البحْرَ،
و السَّهْلَ،
و الجبَلَ المستحمّ بأرجاسهِ العلويِّةِ،
و الصحراءَ الكئيبةَ،
دمعٌ يقشِّر أجفاننا،
و الخطى تترنَّحُ من رهقٍ في الشوارعِ،
مليون ميلٍ تعدّ الجنازةَ للغرباءِ،
أقلِّب أمْري ،
أسافرُ،
أغرقُ في همهماتي المريبةِ،
ماذا سأفعل باللهِ،
" قد صار جلدا ،
و رجما،
وقطعا،
وسلبا،
و نهبا"؟
و ماذا أقول لأسلافي- المتصوِّفةِ الرائعينَ؟
و ماذا سأفعل باللغة العربيةِ-مهرِ رحيل|انفصال-ذهاب الجنوبِ؟
و ماذا سأفعل بالدينِ،
" قد صار انتيكةً من غبار القرون القديمةِ،
أصبح أضحوكةً خارج العصرِ،
أمسى مقيلا لمن كنزوا المالَ،
أضحى ملاذ طواغيتنا"؟
فرحٌ رصّع الأبنوسَ،
و دوْزنهُ الأناناسُ،
فأين أخبِّئ وجهي من العارِ،
و الهُوْنِ ،
و الذلِّ،
و الإنكسارِ؟
و ماذا سأصنع بالذكرياتِ ،
و أخوات "كانَ"،
و أخوات "إنّ"؟
و حفيداتِ "لوْ"؟
اختلفنا ،
اختصمنا،
اشتجرنا،
اقتتلنا،
على الغابة المطريّةِ ،
و الصحراء اللئيمةِ،
ثم كنزْنا حروبَ الهويَّةِ ،
أسألُ نفسي:
لماذا تنكَّرتِ للدم في سَمْتهِ الإفريقي؟
لماذا نسيتِ مناقبَ جدَّاتكِ المرويِّات و الحبشيِّات؟
خجلٌ شائنٌ في الشمالْ
فرحٌ بائنٌ في الجنوبْ
خجلٌ مورقٌ في مساجد شندي
فرحٌ غَدِقٌ في كنائس جوبا
هل سأحمل أكذوبةً من ضمير الجماعةِ،
في ليلها الهالك المتعثِّرِ،
أخرج مكتئبا،
هاتفا في الشوارعِ،
و الأنْفسِ الخائناتْ:
"و أنا الأخضر من يعرفني؟
أخضر الجلدة في بيت العربْ"؟؟(1)
هل سأهذي كما صاحبي الدارمي:
"أنا مسكينٌ لمن يعرفني
لوني|السْمرة ألوان العربْ"؟؟(2)
(فرحٌ للهوى،
فرحٌ للجنوبْ)
(فرحٌ من دماء المساكين يُصْنعُ)،
بالحربِ،
و الدمِّ،
و التضحيةْ
(خجلٌ نادمٌ في ضمير الشمالِ،
و مغفرةٌ في الجنوبْ)
(خجلٌ كاللآلي،
كالدمْعِ،
كالصّحْوِ)
كالإنفجار المدويِّ،
لماذا افترقنا،
و (أحلامنا بعْدُ جذْلى،
و موعودةٌ بالتوهُّجِ،
و الإنعتاقِ)؟
و ماذا أقول لتاج زماني المبجَّلِ:
جون قرنقْ؟
و ماذا سيفعل في قبرهِ حين يفشو الخبرْ؟
هل سيضحكُ؟
يبكي؟
يقهقهُ من دَهَشٍ سامقٍ؟
يترنَّحُ من شكَّةٍ في الفؤادْ؟
كيف كنَّا نقولُ؟
و هل كان حقَّا بأنَّا (بنو وطنٍ واحدٍ،
بَلْ و أبناء خالٍ)؟
و هل مرةً واحدةْ
(وقع السيف ما بيننا،
فغدونا عدوَّا بوجْهِ عدوٍ،
فقدنا براءتنا،
و استطاعتنا أنْ نفكِّر بالآخرين)؟؟
ألملمُ ما قد تبقَّى من الوطن المتشرْذم فينا،
أصكُّ له لقبا،
قد يليق بأولادنا القادمينَ،
سنستقتي| الوردَ عن خَطْرفات الفصولِ،
سنصنع أورادنا من حفيف النعاسِ،
و من شجرٍ طاعنٍ في الموسيقى،
و من غَمْغمات السكارى الحيارى،
أثرْثرُ –في آخر النفق العربيِّ الإفريقي-:
هل سنصنعُ وَحْيا يوافقُ أحلامنا بالحداثةِ و التّنميةْ؟
هل سننْحتُ ممَّا تبقَّى من الوطن المترنِّحِ أُعْجوبةً في أصيل الزمان المُعوْلَمِ؟
هلْ
...............
.....................
مونتري-كاليفورنيا-يناير-السابع من يوليو 2011.
*الهوامش
*هو شاعر عربي،و يُقال بأنَّ جدَّته حبشية.
1-بيت شعر للفضل بن العبَّاس بن أبي لهب.
2-بيت شعر للدارمي،و هو شاعر عربي كانت تعيِّره العرب بسمرة لونه.
3-الأبيات بين قوسين من قصيدة محمد المكي ابراهيم (فرح في حديقة شوك قديم).



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوميديا العاشقة
- بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي ...
- صورة انتفاضات الشودان في الكتابات العربية
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية-ما قاله الفضل بن العبّاس بن أبي لهب في التاسع من يوليو 2011