أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - المثقف العربي وازمة الثقافة














المزيد.....

المثقف العربي وازمة الثقافة


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 22:28
المحور: المجتمع المدني
    



صفات المثقف العربي عموما ساذج وعاطفي وسطحي وسلبي ويلجا دائما للافكار المعلبة الجاهزة والافكار المطبوخة وياخذها كما هي
طريقة تفكيره عشوائية غير منظمة وانتقائية ومزاجية خاضعة لمستوى فهمه هو وزاوية نظره هو وغايته وحاجاته وتطلعاته هو على فرض ان العالم يمر عبر شخصيته هو
المثقف العربي يريد من اي موضوع ان يكون مفصلا على مقاس فهمه واستيعابه وقدراته الذهنية وحاجاته ورغباته وان وجد ان الموضوع مخالف لهذا يجري له عملية قص وتحريف وتعديل وحذف لاجزاء منه وتركيب لاجزاء مستوردة الى درجة تحقيق الرضى الشخصي عن الموضوع ويعود يخرجه باسم مصدره بنسخته الجديدة ويتحمل المصدر حينها كل ماجرى من سلبيات او ايجابيات للموضوع الاصلي
المثقف العربي يتصف بالانانية الشديدة والنرجسية وحب الظهور والشهرة على حساب قيمة الموضوع واخلاقيات الثقافة
يلجا المثقف العربي بالنظر والتعرف على الفكرة او الموضوع من شكله وزخرفه وظاهره ولا يهتم بالفحوى والجوهر وفي الحوار يقف عند حدود الكلمات وصياغة الخطاب وشكلية الالقاء دون الاهتمام لمادة الحوار وقيمتها الثقافية
يهتم المثقف العربي بالصورة على حساب المادة الداخلية ويهاب او لا يرغب في معظم الاحيان للدخول في التفاصيل بل يكتفي بصورة اجمالية فوقية خالية من الدلائل الادراكية الحسية وملامسة افكار الموضوع الداخلية
يركز المثقف العربي على محتويات الذاكرة وياخذ الافكار بشكلها الخام وقلما يعالجها وينقيها وينظمها ويصنفها ويربطها ويوفر لها المكان المناسب والاسلوب المناسب لنقلها الى ذهنه او اذهان الاخرين
لا يفرق المثقف العربي ما بين الحقيقة والخيال وما بين التصور والواقع وما بين الكينونة الوجودية والكينونة الفرضية وما بين الصيرورة الحتمية والصيرورة التخيلية ولا يفرق ما بين التوازي والتطابق والتقاطع والتلاقي والتجانس والتماثل والاسقاط والتصوير
لا يوجد منهج ثابت ذو اطار واضح محدد وفلسفة خاصة وهيئة شخصية ذات هيكل له مواصفاته الثابتة المعروفة المميزة كهوية ثقافية خاصة بالمثقف العربي
الافكار اللتي يطرحها المثقف العربي كبائع الخضار اللذي يضع كل ما لديه من انواع وكميات في كومة واحدة دون فصل بالعناصر ودون تنظيم ودون عرض واضح فاذا ما اردت ان اشتري كيلو من البطاطا علي ان انبش الكوم كله كي اصل الى الكيلو بعد عناء وجهد ووقت عبثي واذا ما وصلت لغرضي افاجا بان البطاطا يوجد لها اسم آخر بمفهومه ربما يكون كوسا ويقع المستهلك في حيرة من امره فلا يشتري منه بعدما اصرف وقتا وجهدا عبثا ويخسر البائع خضاره لتخرب دون ان يشتريها احد
مادة المثقف العربي في معظمها مستقاة من الفكر الغيبي والمتمثل بالدين الاسلامي بشكل عام وهذه المادة تشبه التبن مقابل الشعير اللذي يمثل الفكر المادي الطبيعي كالعلوم الطبيعية الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها
وشتان ما بين التبن والشعير بالقيمة الغذائية
المثقف العربي يبحث عن الثقافة من اجل الثقافة ولا يضع امامه هدفا محددا ونمطا وطريقا واستراتيجية لثقافته ولذا تجد ثقافته عشوائية فوضوية مبعثرة غير مركزة وغير هادفة وغير مثمرة ومفيدة ولا تسعفه في مواقف حياته اللتي تتطلب القرار المناسب في المكان والوقت المناسبين
المثقف العربي يكتفي بحفظ المعلومة وتناقلها ولا يلجا لممارستها وتطبيقها كي يخلق منها معلومة جديدة لتصبح جزءا من شخصيته وتجربته الحياتية وبذرة مثمرة له ولغيره وبهذا فان المثقف العربي يكون كمن يجمع البذور في بيته ولا يزرعها بالحقل كي تنمو وتثمر فتبقى كمية محصوله ثابتة محدودة بل ويصيبها العطب في كثير من الاحيان وهذا عكس المثقف الاجنبي اللذي اذا ما حصل على بذرة واحدة ذهب الى حقل حياته وزرعها ورعاها حتى تنمو وتثمر ويقطف ثمرها ليستفيد منه ويفيد غيره
المثقف العربي يخاف من كل شيء غريب ويخاف التجديد ويخاف التغيير والتحديث فتجده نمطي تقليدي ثابت متقوقع جامد متردد يفتقد للجراة والنشاط الفكري والمبادرة الذهنية والحضور الذهني الدائم ويفتقد للذكاء الاجتماعي والذكاء الحواري ويخاف من اعتلاء منصة القيادة فيلجا دائما للمؤخرة بطبعه تبعي امعي ملحق ذيلي خلف الجماعة والاكثرية جبان في حالة التفرد وغير قادر على اتخاذ قرار انفرادي طليعي مبادر

على المثقف العربي بعد توضيح وشرح بعض من صفاته السلبية ان يقوم بالتالي للخروج من ازمة المجتمع العربي الثقافية المتمثلة بالتخلف الشامل في كل جوانب الحياة :
اعادة صياغة وطريقة الحصول على الثقافة وتحديد مصادرها بما يلزم طبيعة المرحلة وحيثيات الواقع
اعادة تنظيم التراث الثقافي بطريقة تنسيقية وفرز علمي ومنطق حضاري تقدمي
تغيير طريقة التفكير وتحويلها من خيالية وعاطفية الى واقعية وعقلانية وتغيير مصادر الثقافة من غيبية الى مادية طبيعية
انشاء مراكز ثقافية ذات تخصصات في مختلف مجالات الحياة وانشاء نوادي ومدارس ثقافية واعتماد الثقافة على انها دستور حياة واساس منهجي للمجتمع في كل جوانب حياته
احترام الثقافة وتقديرها واحترام المثقفين ومنحهم اعتبار اجتماعي عالي كي يصلو بثقافتهم الى مستوى الابداع والاثمار
التحول بالثقافة من معلومة مخزنة بالذاكرة او ديكور شخصي للشهرة والظهور الاجتماعي ومادة تستعمل للاغراض السياسية والشخصية الى ثروة شعبية وطنية تستعمل في ميادين الانتاج والتفاعل الحياتي وفي بناء الفرد والمجتمع وتحقيق الحياة المطلوبة من رقي ورخاء وتطور وتقدم وحضارة



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سخافة العلمانية الاسلامية
- الدين هدفه السلطة والثروة والمال
- حجاب المراة دليل خنوع واستسلام والغاء لكيانها
- ظاهرة المفرقعات النارية في فلسطين
- دفاع العلمانية عن نفسها
- اياكم والصوم في رمضان
- هي الحياة
- الايمان بالدين مجرد غريزة
- التدخين جريمة بحق الانسان والطبيعة
- فكر الانسان المعاصر
- كيفية التخلص من ظاهرة التدين
- سر السعادة
- ماهو الوجدان وكيف يكون سليما؟
- سبب العدوانية والسادية والتسلط في المجتمع العربي
- ضريبة الوطن
- نحن العلمانيون
- كيف نصنع الحرية والديمقراطية والعدالة
- مفهوم الحرية والديمقراطية في الاسلام
- الثورة هي تغيير في الفكر والمنهج والشخصية
- درجات الفكر الانساني ومراحل التطور


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - المثقف العربي وازمة الثقافة