أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج














المزيد.....

جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 23:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صعق العالم اجمع واوربا بشكل خاص، يوم الجمعة 22تموز، بارتكاب اكبر مجزرة دموية في النروج بلد الامان والسلام والديمقراطية. فبعد تفجير هز وسط العاصمة اوسلوا فتح المجرم القاتل اندرسن برييفيك النار على المئات من الشباب في جزيرة اوتاي ليحصد بدم بارد ارواح 92 من الابرياء.
وتشير المعلومات وتقارير الشرطة النرويجية اضافة الى مئات الصفحات من كتابات المجرم اندرسن ذات 32 عاما، الى انه متعصب يميني ومتطرف خطط لتنفيذ مجزرته المروعة منذ عدة سنوات، هادفا بتنفيذ هكذا عمل وحشي ان يكون "أكبر وحشي نازي منذ الحرب العالمية الثانية". وكما يبدو واضحا، فأن أفكاره وتعصبه اليميني المتطرف هي التي قادته الى اختيار العنف والارهاب للتعبير عن نفسه ومواجهة الاخر، فهو يؤكد في كتاباته انه يختار " استخدام الارهاب وسيلة لايقاظ الجماهير".
ولقد وقفت اوربا، حكومات ومؤسسات وشعوب، مع الشعب النرويجي وحكومته، وعبرت بمختلف الاشكال عن عميق حزنها، واعلنت ادانتها لتنفيذ هذه المجزرة البشعة ولكل الافكار والقيم التي تثير على كل اشكال التعصب والكراهية وتبرر استخدام العنف والارهاب لتحقيق اهدافها الاجرامية. كما وأكدت جماهير واسعة في الساحات والتجمعات، وقادة سياسيين ومثقفين ومفكرين في وسائل الاعلام المختلفة، تأييدها الكامل وتضامنها مع رئيس وزراء النروج ينس شتولينبرغ عندما تحث لشعبه قائلا: "لن يجعلنا احد نصمت من خلال تفجيرنا، ولن يجعلنا احد نصمت من خلال اطلاق النار" واضاف ان الجواب على هذه الجريمة ومن يقف ورائها وكل الافكار العنصرية والتعصب الاعمى هو " المزيد من التمسك بقيمنا، المزيد من الانفتاح، المزيد من الديمقراطية والمزيد من الانسانية"
وحقا يقول شتولينبرغ، فان امام البشرية المزيد من العمل لمواجهة كل الافكار والايديولوجيات التي تفرق بين البشر وتدمر انسانيتهم، والتي تضع المجموعات بانتماءاتها المختلفة في مواجهة بعضها البعض. وحقا فان امام البشرية المزيد من العمل لنشر قيم التسامح والحوار والعيش المشترك واحترام حقوق الانسان والتضامن ونبذ العنف والارهاب. ففي بلد مثل النروج، حيث قطع شوطا كبيرا في بناء نظام ديمقراطي مستقر وترسيخ قيم انسانية عالية، ولعب دورا مشهودا رغم صغر حجمه في حل النزاعات الدولية وصيانة الامن والسلام ومساعدة الشعوب المدافعة عن حقوقها، تنشط اليوم مجموعات عنصرية متطرفة تقدم على ارتكاب مجازر فظيعة. ان لهذه الحقيقة طبعا دلالات كبيرة وهامة، وثمة مؤشرات ودلائل على توسع دائرة النشاطات العنصرية وتنوع المجموعات المتعصبة في اوربا. ومن متابعة تداعيات هذه المجزرة يستنتج المرء، ان النروج ودول الشمال معا واوربا باجمعها تضطر الى مراجعة وتقييم الكثير من السياسات والمسارات والقوانين، وتواجه مسؤولية البحث عن المنابع والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعنصرية والتطرف والعنف بغية وضع السياسات والحلول الصائبة لترسيخ القيم الديمقراطية والسلام الاجتماعي والاستقرار.
يقينا ان العنصرية البغيضة والتعصب والعنف والارهاب لا مستقبل لها، ولايمكنها مهما نفذت من حروب ومجازر ومهما كبرت التضحيات، ان تنتصر على ارادة الملايين التواقة الى السلم والامان والعيش بحرية وكرامة ومساواة. ومن الشرف ان يكون المرء مع كل الاحرار في العالم في تضامنهم ووقوفهم مع النروج اليوم، الذي هو وقوف بوجه الارهاب والعنصرية وكل اشكال التعصب والتطرف، وهو وقوف من اجل السير قدما الى المزيد من القيم الانسانية، والمزيد من الحوار والانفتاح وقبول الاخر، والمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والمزيد من السلام والامن.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج