أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد بولس - معهن الحياة أفضل














المزيد.....

معهن الحياة أفضل


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 15:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كلّما أقرأ عن "عملية مسلّحة"، دارت رحاها في إحدى قرانا أو حاراتنا، أتمتم: هنيئًا لك يا نهر، ها هم الحفّارون يهيّئون لك جداول الدم الطاهر وطين هوية المستقبل!
كلّما أقرأ عن جريمة قتل يتيمة، سجّلت في حق "مجهول" أقول: هنيئًا لك يا أيها الموت العاهر! فلك ما لنا ولك الكتائب والمجاهدون، بناة العزة/الوهم وحماة الشرف المخبئ في شقوق أكعابهم/حوافرهم، أسياد التخلف والرياء، كهنة بابل والربع الخالي. أغرف حتى البطر أو، يا ليت، حتى التعب!.
وكلما ذبحت زهرة وبقر بطنها "مأمور الشرف" وسيّد العفة، لأنها خانت الرواية وما عادت تحتمل عتمة خوابي الزيت القديمة، أبكي على ماضٍ دفنوه حيّا في باحات بيوتهم وقصورهم وخيَمهم، وعلى حاضرٍ نسي المولّدون قطع حبل سرّته فبات طُرحًا مشوّهًا ناقص السمع أعشى البصر. حاضر برجالٍ عقولهم بين أرجلهم ورجولتهم "تتعنطز"على حافة شواربهم المنتصبة، علماء بالادّعاء وفقهاء بالتشاوف والدم عندهم أرخص من "عفطة عنز".
عشر نساء ذبحن في عام واحد. أضاف عليهن كهنة الموت واللعن ست نساء، حصاد هذا العام غير المنتهي. بعد كل عملية قتل ترتفع صرخات، بالعادة تجيء هذه من مؤسسات مدنية تعنى بشؤون النساء ومشاكلهن الحياتية والمعيشية. هكذا كان وهذا ما جرى في الأسبوع المنصرم بعد اكتشاف جثمان الضحية الأخيرة. مؤسسات وجمعيات اجتمعت وحررت بيان الغضب والتنديد وأطلقت نداءات الاستغاثة والمروءة والنجدة.
العنف المتفشي في مجتمعاتنا هو آفة، إهمال دراستها بشكل علمي ومنهجي ومسؤول هو جريمة بحد ذاتها. الدولة ومؤسساتها تبقى المسؤولة الأولى والأهم ولكنها ليست الوحيدة.
كتبت وكتب غيري في هذا المضمار، ولكنني أكتب اليوم عن جرائم الاعتداء والعنف بحق النساء وأكثر عن جرائم قتلهن بادعاءات واهية تتغلَّف بالشرف والعفة وهي من هذا براء.
الجرائم في حق النساء هي بمعظمها وليدة مجتمعاتنا وثقافتنا وقيمنا. لا أعتقد أننا نجيد خيارًا إذا أحلنا، كما نبرع دائمًا، مسؤولية هذه الظاهرة المأساوية وألحقناها بالدولة الصهيونية وسياساتها العنصرية الجهنمية للنيل من مجتمعنا وضربه!.
على الرجال أن يعلوا أصواتهم في حق هذه الجرائم. لا يعقل أن تبقى النساء ومؤسساتهن المدنية في صدارة الكفاح ومقاومة هذه الظاهرة/الآفة. بعض الأصوات الصادرة عن رجال ومؤسسات قيادية، حزبية وبلدية واجتماعية، لا تكفي من حيث أعدادها ومن حيث زخمها ومثابرتها ووضوح قولها وفصلها. الأهم، باعتقادي، أن هؤلاء يكتفون بالتنديد والشجب والاستنكار ولا يخوضون، أو يحاولون الخوض، في مسببات هذه الآفة. هنا، أعتقد، أن إمكانيات التوصل المدروس والعلمي، لأسباب وجذور هذه الظاهرة، أوفر من دراسة ظاهرة العنف وتفشيها بشكل عام وشامل.
القصة تبدأ في البيت. كيف نفرح لمولودنا الذكر ونندب حظ الأنثيين! القصة تبدأ في البيت. وكيف نضيء شموع الفخر والاعتزاز برجولة أطفالنا، فنحثّهم ليستعرضوا ذكاءهم الخارق ويدلوا على "حماماتهم"، موطئ الرجولة وضمان المستقبل. بينما لا نتوقف عن كيل التنبيهات والإرشاد والتعنيف إذا قفزت بنت وبان طرف فخذها أو إذا تحركت ولم تحافظ على التصاق الساق بالساق، هنا الطامة كبرى وهي، هذه المسكينة الغضة الطفلة، على حافة ارتكاب الرذيلة والسقوط في المعصية!. هكذا وهن في عمر براعم اللوز والفل، فلك أن تتصور، أيّها القارئ، ما حالهن إن تكعّب صدر أو نهد، وإن ماس قدّ وجاد عنق! إنهن عالات ومناجم قلق، زواجهن سترة وملاذ، يجب التحرز عليهن وسترهن فحتى إن أبلين بلاء الوطن وجب التعذر، فالحسناء رفعت حجابها لأن الرجال غابت وفرّت!.
إنه البيت. إنّها الحارة وأبوابها. إنّها المدرسة. إنّها العائلة. إنّها الكنيسة. إنّه المسجد. إنه نحن، المجتمع. إنّها تربية وثقافة وموروث.
معايير كثيرة تغيّرت وقيَم تبدلت. آفاق شُقّت وولجتها فتيات ونساء. لم تعد أحوال نساء اليوم كما أحوال نساء الماضي. ما تغيّر هام وضروري، لكنٌه غير كافٍ. المشكلة أن بعض مفاهيم الأساس ما زالت سائدة ومهيمنة في مجتمعاتنا. بعض من "مساطر" القياس والحكم والتفصيل البائدة ما زالت في أيدي بعض أقوياء المجتمع، رجاله/ذكوره.
على النساء أن يستمررن بكفاحهن وعلى مؤسسات المجتمع أن تنضم إليهن. على مؤسساتنا القيادية أن تقيم أيام نقاشات شاملة تخصص لهذه الظاهرة، مسبباتها وإمكانيات التصدي لها.
ما الذي يمنع لجنة المتابعة العليا من تبني مثل هذه المسألة ومتابعتها؟ على كل من يستطيع التأثير من خلال منصة متاحة له أو منبر يقف عليه أن يتبنى إثارة هذه المسألة بشكل مباشر واضح وحازم. في مدارسنا يجب أن تخصص ساعات وحصص ومربون أكفاء ومؤهلون للحديث عن هذه الآفة. كذلك أقترح أن يتبنى الكهنة والأئمة هذه القضية ويخصصوا لها عظات وعظات، فلهم يسمعون وإيّاهم يقتدون.
لن أفيَ، مهما أزيد وأكتب، حق هذا الموضوع ولكنني أضم صوتي لكل صراخ ضحية ذبحت على مذبح التخلف والقهر والهزيمة. أضم صرختي إلى كل من تصرخ ويصرخ في وجه هذه الأشباح الواهمة بأنّها تدافع عن شرف عائلة وقبيلة وقوم.
شرفنا بكرامتنا وحريتنا وتقدمنا وعلمنا واحترام ذواتنا واحترام الآخرين. لم يكن يومًا بين أرجل حرائرنا ولن يبقى على ما انتصب من شوارب أو ذيول أحلام مخفقة!.
فليفعل كل واحد منا ما يستطيع، علّنا نبني معًا مستقبلنا الآخر. وهذا لن يكون إلّا إذا قبلنا مشتهيات الفراش، عرائس الخيال الجامح، شريكات درب وحياة ونضال. معهن الحياة أجمل.

[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرمرة -الطيب-
- بين ظنٍّ ويقين
- التجاربُ كالمِسَنّ
- جنى المستقبل
- رويدك.. واحكم!
- إنها العاصفة
- نريد طلابًا يحبون
- مجاز كروي
- -عاش البلد مات البلد-
- أنوماليا
- الرؤيا أم الرؤية؟..
- للبدايات فرحٌ
- صوت من الجبل
- قوتُكَ لا قاتُهُم
- أمر مبكياتك
- ميداننا في صفد
- لا رأيَ لحاقن


المزيد.....




- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...
- المغرب.. حكم قضائي غير مسبوق لصالح امرأة أصيبت بمضاعفات بسبب ...
- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...
- بعد الكشف عن -عصابة لاغتصاب الأطفال-.. تحركات في لبنان بخصوص ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد بولس - معهن الحياة أفضل