أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خضر محجز - صديقي محمد فكري الجزار














المزيد.....

صديقي محمد فكري الجزار


خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 18:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عرفته لأول مرة من خلال كتابه (العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي) الذي قرأته واستفدت منه كثيراً، واستشهدت بمقاطع منه مراراً عديدة في بحوثي العلمية ومقالاتي النقدية.
ثم أكرمني الله بالتواصل معه عن طريق البريد الألكتروني، وتحاورنا في كثير من المسائل العلمية. والحق أنني لم أجده واسع العلم فحسب، بل واسع الصدر والعقل والنفس كذلك، إذ هو بقدر اعتزازه بنفسه، معتز بقدرته على سماع الآخرين وهضم ما لديهم، وإعادة تمثله، بحيث يمكن القول إنه يملك عقلية العالم الذي لا يدين بشيء قدر دينونته للحقيقة. ولعل هذا هو ما جعله مرمى سهام الكثيرين من الأدعياء.
محمد فكري عبد الرحمن الجزار، هو من أقصد بكلامي هذا.
يحاورك بمنطق علمي نافذ وناقد، ويتعامل مع الخطاب الأدبي ـ شعرا ونثرا ـ كطبيب بشري ومحلل نفسي وخبير لغوي وشاعر وجداني، كل ذلك في آن واحد، حيث لا تحده اللغة المنطوقة عن الفحص فيما وراءها من لغة صامتة، ولا يمنعه طربه للقصيدة من أن يفحص منزلاقات خطابها. ولمن أراد أن يتأكد من أنني لست منحازاً، في هذا التوصيف، أن يقرأ كتابه (معجم الوأد) ليرى كيف يجتث جذر الكلمات، حتى تظن أنها باتت مقطوعة من شجرة، ثم يعيد بناء تاريخها اللساني، من منظور تاريخي، ليرى كيف صارت الكلمات إلى ما صارت إليه ـ كما لو كان يعلمنا الأسماء مرة أخرى من جديد ـ فيحررنا من سطوة صحراء الكلمات، ناقلاً إياها لترتوي من مياه الأنهار، التي عاشت وتطورت على ضفافها، قبل أن يسجنها تاريخ القهر البدوي، في معجم يدعي قدرته على التعالي على الزمن.
كيف كان يمكن للطلاب أن يقرأوا (أمل دنقل) أو (محمود درويش) دون التعلم على يد الخبير!. يقول الشاعر ما يقوله، ويظن أنه في مأمن؛ ليأتي الدكتور محمد فكري الجزار ليهتك ستر الكلمات، ويلقي الضوء على الدلالات الغنية. وهي دائما غنية، لأن الدكتور الجزار يحسن انتقاء نماذجه التي يدرسها لطلابه.
عروبي واقف على خط النار، ومصري يعرف مكانة مصر بين أخواتها، واحداً وحيداً في أغلب الأحيان. فلطالما رأينا مثقفين كباراً ينأون بأنفسهم عن إعلان انحيازهم إلى ما آمنت به أعماقهم، فيمدحون أميراً، أو يجملون قبيحاً من النصوص، التي يتمول بها من يكتب عنها، وهم يلعنون في ذوات أنفسهم كاتبيها. أما محمد الجزار فلا يكتب إلا ما يؤمن به، لمن يؤمن به، وأجره على الله.
إنه عابد متبتل في محراب الجمال.
لهذا كان على محمد الجزار أن يعاني. ولهذا كان على محمد الجزار أن يسافر. ويا ليت مصر (الرسمية) فتحت قلبها أكثر لابنها البار، وأغنته عن الذهاب إلى بلاد التيه.
تنجب مصر العظماء، ثم تتخلى عنهم!. أهذا هو قدرها، أم قدر الفساد الذي ينخر في عظام حكامها!. يسافر الدكتور الجزار إلى صحراء العطش، فيما يصب النيل مياهه في البحر؟.
تصوروا أيها الناس: الدكتور محمد الجزار، ابن الحاج محمد عبد الرحمن الجزار، المصري الفصيح، له كفيل سعودي، ينام متخماً بعد كل أكلة دسمة من الكبسة ولحم الضأن، ثم يقوم في الصباح، ليتجشأ فتخرج (الكبسه) من فمه مختلطة بالكلمات، فيسأل الدكتور الجزار ـ في متوالية تشبه متواليات شارلي شابلن ـ عن أهم نشاطاته، وماذا يقصد (بامتطاء العبيد)!. تصوروا الدكتور محمد فكري الجزار بين يدي هذا الكفيل، الذي ينظف أنفه بإبهامه، قبل الأكل وبعده، مع أنه يحمل على كتفيه ما يفيد أنه عميد!..
لقد أحسن صنعاً أمل دنقل إذ مات!.
ولقد أحسنت أنا إذ حججت صغيرا فلم أعد أحتاج إلى سفر..
الدكتور محمد فكري الجزار عميد، والكفيل صاحب الكفلين عميد!.. يتساوى الرجال في منطق السماء، لكنهم لا يتساوون في منطق البشر!. ولكم أن تتصوروا ما يعتقده الكفيل (ذي الكفلين) عن هذا المصري الضعيف المخشوشن!.. كما لكم أن تتصوروا ما يعتقده ابن حضارة عمرها سبعة آلاف عام، عن هذا (المخلوق) الذي يحمل على كتفيه نياشين الولاء، لقبيلة تدرس في مناهجها استيلاءها على مكة بأنه (فتح) فتسميه في كتبها الدراسية المقررة (فتح مكة)!.
يا للهول!..
لقد أحسن يوسف وهبي إذ مات!..
يا للهول!..
أفلا تستحق السماء أن تسقط كسفاً!.
هل كان على محمد فكري الجزار أن يعلم الطلاب (فتح مكة) لكي يمددوا له في الإعارة، ويزيدوا له في المرتب؟. ربما كان سيكون جواب غيره (نعم).. لكن الفلاح المصري الفصيح، ابن الفلاح المصري الفصيح، لا يستطيع ذلك، ويكتشف أنه مغبون. فماذا يفعل؟.
يعلم الطلاب قصيدة أمل دنقل (لا تصالح).
كيف يعلم محمد فكري الجزار الطلاب في الجامعة الوهابية التي تقول:
"لا تصالحْ،
ولو وقفت ضدَّ سيفِكَ كلُّ الشيوخْ،
والرجالُ التي ملأتها الشروخْ،
هؤلاء الذين يحبون طَعم الثريدْ، وامتطاء العبيدْ،
هؤلاء الذين تدلت عمائمُهم فوق أعينهم،
وسيوفُهم العربيةُ قد نسيتْ سنواتِ الشموخْ.
لا تصالحْ،
فليس سوى أن تريدْ..
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ،
وسواك.. المسوخْ!"
كيف يعلم محمد فكري الجزار للطلاب هذا ثم ينجو؟
من هنا جاءته الطامة ووقعت فوق رأسه.
لكن فجر النهار لا ينتظر الإذن من علق الماء وشجيرات النتش..
وصديق محمد الجزار يجب أن يخرج، حتى لو نامت عنه الحكومة المصرية أكثر من ذلك..
تحية لصديقي محمد فكري الجزار..
وعهد الولاء والصداقة..
ويا مصر، يا أم الأحرار،
سلمت لنا ولأبنائك..
وليخسأ كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
﴿ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار﴾



#خضر_محجز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثأر القبيلة: الأسباب الحقيقية لاحتجاز الدكتور محمد الجزار في ...
- تعليقاً على اعتقال الدكتور محمد الجزار: عندما تتحول الجامعات ...
- كتاب مفتوح إلى المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب
- زوووم 4
- رسائل قصيرة جداً تعرف عناوينها
- مخلوقات تحسن استخراء الشيطان
- استنوق الجمل: لا يشرفني أن يوضع اسمي في قائمة تدعم الطغيان
- صورة أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
- الحرب على غزة: الأيديولوجيا و خيارات الواقع
- زوووم 3
- جماليات الثورة المصرية من منظور فلسطيني
- زوووم 2
- في طفولة نظرية الحاكمية
- قراءة في قصيدة سليم النفار، في مديح أمير قطر
- زوووم 1
- الخطابة: التأثير، المتعة، الهيمنة
- المواجهة وشرط الميراث
- في الدراما التلفزيونية: عفاريت السيالة (المحتوى، التقنيات، ا ...
- فاروق القدومي واحتكار التسميات
- شجرة الكستناء الفصول الثلاثة الأولى


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خضر محجز - صديقي محمد فكري الجزار