أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - عارف دليلة ... والإشكالية المعرفية















المزيد.....

عارف دليلة ... والإشكالية المعرفية


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 17:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المؤكد إن بعض الذين أجتمعوا في دمشق ، يوم الأثنين المصادف في 27 حزيران سوف يندمون أشد الندم على هذا الخطأ التاريخي المشؤوم الفادح الذي لم يستقرىء الأبعاد المعرفية الفعلية لمفهوم السلطة السورية سواء على الصعيد البنيوي ، أو على الصعيد الدستوري ، أو على الصعيد العملي التنفيذي .
كما أنه قد أمسى واضحاُ جلياُ إن هؤلاء البعض قد جنح جنوحاُ سياسياُ في تأويل فرضيات التاريخ ، وتغافى غفوة أرتجالية جزافية عن الميكانيزم العلمي لفحوى التاريخ ، وأنغمس أإنغماساُ في تراكيبية الأحداث السورية كأحداث متواترة متفارقة ، كأحداث حدثية لا تاريخانية لا بنيوية لا تماثلية لا تناظرية ، وكأنها أوراق مبعثرة ممزقة تقتات من بيادر قرية تعصف بها الرياح دون ضابط ، دون قوانين ، دون أن تكون للتجربة البشرية أي قيمة موضوعية ، لا من زاوية المفاهيم ، ولا من زاوية الزمن .
وكيلا نقع ، نحن، بدورنا في هذا التعارض المعرفي بشكل تعسفي أعتباطي ، ننأى بأنفسنا عن تحليل الأبعاد السياسية كجوهر ما ورائي لأدراكنا للأحداث ، والرؤيا التأملية الصرفة ، والأطروحات التكتيكية ، والعلاقة ما بينها والإرادة المزاجية التقريرية ، ونلوذ فقط بالخطوات التي تعتمد المنطق والعلم في أمتلاء معناها ومفادها .
الخطوة الأولى : ألم يتساءل الدكتور عارف دليلة عن طبيعة النظام السوري ، هل هو – على سبيل المثال – ديمقراطي ، أم دكتاتوري شمولي ، وهل هو دستوري أم لادستوري ، ألم يتساءل عارف دليلة عن التصنيف الممكن دستورياُ للنظام السوري ، وعلى ضوء ما يدركه الدكتورعارف دليلة نفسه ونحن لانطلب منه أكثر من ذلك ، هل من الممكن الأنتقال من الوضعية الخاصة لهذا النظام إلى وضعية أخرى إلا بتحطيم هيكليته ؟!! وهل يمكن لهذا النظام أن يتبرع – لله يا محسنين – ويهشم أسسه وقواعده ومقومات وجوده ، ويدعو الدكتور عارف دليلة إلى أستلام مقاليد السلطات ؟ !! .
الخطوة الثانية : ألم يتساءل الدكتور عارف دليلة عن كيفية تطبيق السلطة السورية لما يقوله الدكتور نفسه من مطاليب تنصب في ألغاء مظاهر العنف ، وسحب الدبابات ، وحل عصابات الشبيحة ، ولجم الحركات الوحشية للأجهزة الأمنية ، والبدء بتنفيذ محتوى الأصلاحات ، والبدء بصياغة دستور جديد . لو كانت السلطة السورية قادرة ( ونحن لانقصد أبداُ وبالمطلق محتوى الإرادة الحرة لأنها تباع فقط وبأرخص الأسعار في أسواق النخاسة ولدى الأسلام السياسي ، و المفكرون المثاليون والسلطة السورية وأحزابها الشيوعية ) من الزاوية البنيوية على أنجاز هذه – المعطيات – أو تدارك خلفيات هكذا أمور ، فما هي الآليات الفعلية لتنفيذها ، وأرجو الأنتباه إلى التمايز المعياري ؟!! فهل هذه الآليات إجرائية ؟ أم إنها موضوعية بنيوية ؟ فإذا أنتمت إلى الصنف الأول ، أفلا يدل ذلك وكأن التاريخ لاقيمة له ، ولا قدر معرفي لصيرورته و سيرورته ، بل كأننا نتحدث عن الطاحونة والزمن ، وبالتالي فلا مفدى لأي خطاب كان ولا حتى لنقاشنا هذا ، ولا للنظريات وملاحقها ، ولا للمنطق ومبادئه . وإذا كانت تلك الآليات من الصنف الثاني ، فليدلنا الدكتور على تساوقاتها ودالاتها لدى النظام ؟!!
الخطوة الثالثة :ألم يتساءل الدكتور عارف دليلة عن وجود أزمة أم عدم وجودها في المعضلة السورية الحالية ؟!! وإذا كانت موجودة فمن هي الجهة المسببة فيها ؟!! لو تناولنا هذا الموضوع من خلال طرح الصيغة التالية : إن الشعب السوري يطرح بموضوعية ودقة متناهية مطاليبه وآماليه من خلال مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومبدأ التعددية ، فهل هذا الطرح هوسبب لخلق أي أزمة مهما كان نوعها ، الجواب هو النفي بالقطع . وفي الحقيقة ، لاتوجد أزمة فيما يخص الوضع السوري ، لأنه لايوجد تناحر وتصارع ما بين مشروعين سياسيين ، إنما ثمة إرادة أستبدادية تعسفية تصادر القرار السيادي التاريخي للشعب السوري . فالسلطة السورية هي المسؤولة عن كل الجرائم و سفك وإهراق الدماء ، وهي التي تمتنع بكل صلافة وجلف عن القيام بالإصلاحات . و دعونا نوضح المعضلة للدكتور عارف دليلة ، ونؤكد له إن لا وجود للأزمة ، إنما المصيبة كامنة لدى النظام ، وذلك من خلال طرح السؤال التالي : ماالذي يمنع السلطة من القيام بالأصلاحات ، وإذا قامت السلطة بالأصلاحات الفعلية الحقيقية ، ولبت مطالب وآماني الشعب ، أفلا تنتهي أسباب المعضلة ؟!!
الخطوة الرابعة : ألم يتساءل الدكتور عارف دليلة عن محتوى الحوار ونوعيته - ونحن لانتحدث عن جدواه - فهل الحوار يدور حول أقناع السلطة بعدم أقتراف المزيد من الجرائم ؟!! وهل هو حوار مع السلطة الحقيقية ؟!! وهل يستطيع الدكتور التحاور مع هذه السلطة على قواعد الحوار المعهودة ؟!! وأتمنى أن يكشف الدكتور النقاب عن تلك القواعد كي تكون معياراُ تحليلياُ وأخلاقياُ – على الأقل – فيما بيننا ، وشرطاُ معرفياُ لنتحاور عليه .
الخطوة الخامسة : ألم يتساءل الدكتور عارف دليلة عن نوعية الجرائم والكيفية التي أرتكبت بها منذ 15 آذار عام 2011 ؟!! أم إنه تغافل عن دور السلطة السورية في قتل الشهيد رفيق الحريري ؟!! أم إنه تناسى عن من نحر غازي كنعان وكيف ؟!! وهل يستطيع أن يتذكر من قتل جبران التويني ، وجورج حاوي ، والقائمة مصيبة ؟!! والسؤال هو من كان هذا ماضيه ، فهل هو مستعد للحوار مع الدكتور عارف دليلة ؟!! هل هو مستعد للقيام بالأصلاحات ، ناهيك عن مناحي الحرية وجوانح الديمقراطية ؟!! إذا قال الدكتور دليلة ، نعم ، فلا حول ولا قوة إلا بالأستخبارات السورية ...
الخطوة السادسة : ألا يحس الدكتور عارف دليلة ، إن الأعتماد على الرهان الخاسر لتمرير مشروع سياسي ، أو رؤيا سياسية ، هو خاسر بالضرورة ، لسبب بسيط هو إن كافة الأجندات – الخاصة ، والمؤدلجة ، والعائدة للسلطة نفسها ، والمتعلقة بالأسلام السياسي لتصدير التجربة الأردوغانية ، والقومية ، والطائفية ، والأقليمية – قد سقطت بالمعنى السياسي والمعنى الأخلاقي ، وتكسرت دعائمها وإلى الأبد ، لأن الشعب السوري أسترد وجوده وسيطرته ووحدته وكل ما لا يخطر على بال الدكتور دليلة .....
الخطوة السابعة : أما إذا أصر الدكتور عارف دليلة على أنه يتوجس خشية من – جماعة الأخوان المسلمين بصريح العبارة – فنقول له إن هذا حديث في السياسة ، ونحن قد نأنى بأنفسنا عنه في المقدمة ، لكن هذا لايمنعنا البته ، ومن الزاوية الأخلاقية ، دحض هذه القولة المهترئة ، فإنتفاضة وثورة الشعب السوري هو ضد كل من لايقف إلى جانب حقوقه ، كائناُ كان هذا الكائن ، وإنه في ثورة مستمرة حتى الرمق الأخير ، حتى أن تسطع الشمس بثوب سوري ..
الخطوة الثامنة : وإذا أكد الدكتور عارف دليلة ، إنه يغامر بمستقبله السياسي والشخصي ، لأنه يخشى العواقب الوخيمة لتصرفات السلطة السورية ، وما يروعه هو بطشها ، وإنه مدرك تمام الإدراك لكل هذه الحيثيات ، لكنها محاولة أخيرة ليتفادى الشعب السوري المذابح والمجازر ، فنؤكد له ، ولكل من وقع على تلك الوثيقة ، أنكم تضيفون سبباُ جديداُ على الأسباب والعلل المفبركة للسلطة السورية لأقتراف المزيد من الجرائم ....



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكان مخيم أشرف ... مابين العراق وأيران
- الثورة .. وقانون الأحزاب والعفو العام في سوريا
- مبروك ل( الشيوعيين ) السوريين الخزي والعار
- النداء الأخير إلى الأحزاب الكردية ( في سوريا )
- أدونيس ... ومنطق البؤس
- الثورة ... وإشكالية المثقف
- رسالة إلى مؤتمرأنطاليا
- الثورة ... ومفهوم الشباب ( الحالة السورية )
- الثورة ... ومفهوم المصالحة الفلسطينية
- الثورة .. ومفاهيم أولية مابعد الثورة
- الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها
- الثورة ...ومضمون التغيير ( النظام لا السلطة )
- الثورة ... رؤية أبستمولوجية ( النقطة البنيوية )
- سوريا ... مابين الإنتفاضة والثورة البنيوية
- الثورة ... ما بين الإدراك والتدارك
- رؤية معرفية في واقع لامعرفي ( سياسة الطفل )
- برهان غليون والخطاب المتهافت
- الكورد والعرب وجدلية الزمن ( مفهوم الثورة )
- لعبة الأمم الجديدة ( صناعة أيران )
- الشيخ سعد الحريري ما بين العملية السياسية والدهنية الديمقراط ...


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - عارف دليلة ... والإشكالية المعرفية