أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - قتلوك يا رحيم الغالبي ..!














المزيد.....

قتلوك يا رحيم الغالبي ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 08:13
المحور: سيرة ذاتية
    


بالأمس القريب فقد الأدب العراقي والثقافة الانسانية التقدمية الشاعر والمبدع العراقي المعطاء رحيم الغالبي ، اثر حريق شب في منزله. ورحيم ليس أول وآخر عاشق تقتله أعين أرضه النجلاء ـ على حد تعبير الشاعر الفلسطيني احمد حسين ،الذي قال عندما مات شقيقه الشاعر الفلسطيني راشد حسين احتراقاً في غرفته بمنفاه القسري في نيويورك سنة 1977: " نم في ثراك فلست أول عاشق / قتلته أعين أرضه النجلاء".
ومأساة رحيم الغالبي تختصر مأساة كل المثقفين الأنقياء وأصحاب الأقلام الشريفة والنظيفة الملتزمة ، الذين يتضورون جوعاً ويعيشون حياتهم فقراء بالمال ،لكن أغنياء بالفكر والنفس والروح المتوقدة . فلم يجد المؤسسة الثقافية والجهة المسؤولة لتحتضنه وترعاه وتقدم له المساعدة والمعونة المالية والوقوف الى جانبه خلال مصابه ومحنته، ولم تتجاوب مع نبضات قلبه ونداء الاستغاثة الاخير وهو على فراش الموت يحتضر في أيامه الاخيرة.
رحيم الغالبي مناضل ومكافح ويساري عراقي ، عانى الفقر والاستلاب والتهميش ، لم يرضخ ولم يساوم ، ولم يبع قلمه وفكره وضميره الانساني وموقفه السياسي في سوق النخاسة وبالمزاد العلني مقابل حفنة من أموال النفط و"البترودولار" أو مقابل منصب اداري كما فعل ويفعل العديد من أدعياء الثقافة ومرتزقة الفكر المزيفين والمأجورين داخل العراق وخارجه وعلى طول وعرض الوطن العربي الكبير.
لم أعرف رحيم الغالبي شخصياً ولم احتس القهوة معه ، فهو من العراق وأنا من فلسطين ، لكنني عرفته جيداً من خلال متابعتي وقراءتي لنصوصه وكتاباته الشعرية الشفافة كقلبه ، الرقيقة الواضحة كروحه ، التي يظهر من خلالها انساناً أصيلاً صاحب قيم ومبادئ ، في زمن اختلت فيه القيم واندثرت ، وشاعراً شعبياً حداثوياً معاصراً من طراز فريد ،مرتبطاً وملتصقاً بالجرح العراقي النازف وبهموم وقضايا الفقراء والمسحوقين الباحثين عن مملكة العدل والحرية والفرح ، ويحمل فكرهم اليساري الطبقي الثوري ومسلحاً به.
ومن خلال قراءتي لكتاباته وأشعاره لمست فيها روحاً قلقة ومعذبة وروحاً انسانية تفيض رقة ورهافة وملأى بالعاطفة الجياشة والحس الوطني والطبقي الشعبي ، ووجدت فيها قصائد مكثفة وتعابير جميلة وعفوية وصافية كالماء ، واوصاف دقيقة ، وصور مبتكرة تغني الخيال .
رحيم الغالبي هو شاعر الغضب والثورة الطبقية ، ورجل المواقف ، لم تغره المناصب والألقاب ، ولم يعترف بالتقسيمات والتجزئات الاقليمية والطائفية المصطنعة والولاءات الممزقة والشعارات المتلونة .وقف ضد الزعامات والملوك والسلاطين والحكام الطغاة ، وضد القهر والظلم والبطش والاستبداد والاستغلال ، ومع الشعب والناس والكادحين البسطاء ، وكان في متراس ومعسكر القوى الثورية والطبقية اليسارية المدافعة والمقاتلة عن حرية الشعوب المضطهدة والمناضلة من أجل تحررها وانعتاقها من ربقة الاحتلال والاستعمار والظلم والكبت والفقر والجوع والاضطهاد القومي والطبقي. وظل طوال حياته عراقي الروح ، عربي الانتماء والقلب واللسان ، كبير بغربته واغترابه وفقره وكدحه وكده ، شامخاً بقوميته وطبقيته وفكره والتزامه العقائدي ومذهبه الفكري ، عزيزاً في ذاته ، رائداً وثابتاً أمام الرياح العاتية ورنين الأصفر الرنان .
ولسوف يخلدك التاريخ يا رحيم الغالبي في أروع وأجمل ما سطرت من حروف وكلمات ومواقف مضيئة ، يا أنضر عشب في أنضر تراب ببلاد الرافدين ، لأنضر مستقبل لجميع المظلومين والمقهورين والمهمشين .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي العلوي .. صوت العقل وتوهج الكتابة
- خليل حاوي ينهض من قبره..!
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي... مجلة -الأفق-
- العدد الرابع من مجلة -بواكير-
- من ذاكرة الأيام : الشاعرة فدوى طوقان في عبلين الجليلية ..!
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي... شهرية -صوت الوطن-
- النشاط الثقافي والأدبي الفلسطيني تحت الاحتلال
- من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي / مجلة -فلسطين الثورة ...
- القصيدة الأخيرة لمعين بسيسو
- صفحة من التاريخ: المهرجان الوطني للأدب الفلسطيني في المناطق ...
- بضع كلمات على قبر مجنون فلسطين الشاعر يوسف الخطيب
- من وحي الذاكرة مهرجان الثقافة الفلسطينية الاول في اسرائيل
- عن شعر الحب وغزل سليمان جبران في شبوبيته..!
- تجربة صحيفة -الطليعة - المقدسية ودورها السياسي والثقافي
- الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة
- صورة من الماضي
- صدور عدد حزيران من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الكاتب العراقي مصطفى عبود .. مسيرة مضيئة
- سعود الأسدي وفدوى طوقان وسلة الزهر ..!
- حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - قتلوك يا رحيم الغالبي ..!