أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد مسعد محمد السبع - متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟















المزيد.....

متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 04:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشهد الصعود السياسى المستمر لتيار ( السلفية الوهابية ) - الذى يختزن مواقف مناهضة لمفردات النظم السياسية والدستورية الوضعية الحديثة ولأفكارالحزبية والديموقراطية الليبرالية – يستوجب وقفة للرصد .

ثمة أسباب تقف وراء ذلك , فتجربة الثورة القائمة التى تضطلع شرائح شبابية متحررة من جهة هويته الدينية , ومنخرطة فى أستهلاك المنتج العولمى بقيمه وأفقه تشكل خطرآ متزايدآ على نفوذ هذا التيار وبيئته السوسيولوجية. ومن ثمة فهو يظل حريصآ على مصالحه الدهرية وعلى سلطته المعنوية وأمتلاكه لوعى قطاع عريض من الجمهور حيث نشط لسنوات طويلة فى الفضاء الأهلى والدعوى وراكم مكاسب مؤثرة على قاعدة التفاهم والتعاون مع نظامى حكم مبارك وأبن على .

هذه الدعوة السلفية التى ترتبط بمجموعة المبادىء والتخريجات الدينية والسياسية المنسوبة لمحمد بن عبد الوهاب والتى ترسمها محمد وعبد العزيزآل سعود لإقامة عرش ( آل سعود ) بمنطقة شبه الجزيرة العربية - مكنت لنفسها فى الواقع الإجتماعى العربى منذ سبعينيات القرن الفائت وبأثرمن معطيات سياسية وأقتصادية محددة .

فقد مثلت حرب يونيو 1967 ضربة قاصمة للمشروع القومى الناصرى , وخلقت حالة انكسار نفسى وأجتماعى رافد للهزيمة الأمر الذى منح أفكار العودة " الدين " شرعية الحضوركجبر وتعويض بديل عن واقع سياسى وأجتماعى أدى لنكسة مريرة .

فالهزيمة دفعت نحو أنماط أدراكية للدين ولأدواره وأنساقه وصراطه المستقيم سرعان ما أحتضنها الإتجاه السلفى بنزعته الماضوية / الطقوسية وشرع فى توظيفها للتأكيد على أن الأسلوب الأمثل للحياة يعتمد على النقل من السلف ( عصر النبوة و الصحابة و التابعين ) والتزام وتطبيق ما خطوه من تعاليم وأحكام .

ثم كانت حرب أكتوبر 1973 التى أدت لإرتفاع أسعار النفط العربى وبروز أهميته على ساحة الإقتصاد العالمى وبما وفر للسعودية والخليج عوائد وأموال طائلة خصص بعضها لتعزيز دعوة السلفية الوهابية والإنفاق على أدواتها والدعاية والدفاع عنها.

كما ساهمت هجرة أعداد كبيرة من العرب للعمل بأقليم النفط فى أنتشار نمط التدين الخليجى الشكلانى داخل المحيط العربى , ودعم ذلك تقاعد المؤسسات الدينية التقليدية ( كالأزهروالزيتونة وأم القرويين ) عن القيام بدورها لمقاومة هذا المد الوهابى .

وهكذا أستفادت دعوة السلفية الوهابية من هزيمة يونيو وأنتصارأكتوبرمعآ , فى حين أخفق نموذج دولة الإستقلال – بأفكاره القومية والإشتراكية المؤسسية والوضعية و الحقوقية - عن تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية وأنجازعملية تطورديموقراطى حقيقى.

خطورة هذا التيارأنه يحاول أستعادة نماذج فقهية عتيدة بحرفيتها وتماميتها وبمعزل عن سياقها التاريخى المعين ثم يقدمها كأجابات يمكن أن نواجه بها أسئلة وأشكاليات وظواهرالحياة المعاشة المعاصرة .

ومن هنا فأننا نصبح أمام طوفان من صور الماضى – أمثاله ومعاييره ومعاملاته ورموزه وزيه وطبه ومهنه وحرفه .. - التى أندثرت وانزوت منذ قرون بعيدة وقد أعيد أنتاجها فقهيآ ومعرفيآ باعتبارها ترجمة " لصحيح الإسلام ".

هذا التصوريعكس سوء فهم لحركة الواقع وجدل التاريخ الإنسانى , فحتى فترات التاريخ الإسلامى التى يتمترس خلفها الإتجاه السلفى بحسب كونها مرحلة سيادة وتفوق وأزدهار الإسلام – لم تكن الإ رد فعل لحقائق ومعطيات العصور الوسطى , والدليل أن تجربتها أخذت فى الإنحساروالإنهيارعندما أفرزت داخلها عملية نقلية تكرارية لم تعد قادرة على مجاراة جديد العقل والإبداع والإبتكار.

خطيئة هذا التيار تتلخص فى النظر لقيمة ( التقدم ) باعتبارها مستحداث وبدع حصرية لفسطاط الكفرالغربى النصرانى , فى حين أن محركات وفعاليات ومحفزات الحضارة ( أنسانية ) وليست ( أوروبية مسيحية ) وسندها هوأعمال العقل النقدى Critical Mind وأنسانية المعرفة والعلم .

الآن , وفى مرحلة مابعد ثورتى مصروتونس يسعى هذا التيارللحفاظ على مصالحه الإقتصادية والسياسية المحددة على أرض الواقع , ومن خلال تسويغ شرعى يعتمد ترسانة السلف المهيأة دومآ لإطلاق صواريخه.

فهناك قواعد مالية ومصالح أقتصادية لهذا التيار تتأكد عبرمؤسسة الملكية الخاصة وسيادة قوى السوق وجهاز الأثمان , وهو يخشى عليها ويروم صونها فى ظل تحولات ثورية تطالب بالعدالة الإجتماعية والمساواة الطبقية ورأب الفجوات التوزيعية بين الأغنياء والفقراء .

ومن هنا ينشط لأجهاض محاولات التمكين لسياسات ومرجعيات الدولة المدنية الحديثة التى تعتمد مبادىء المواطنة والمساواة والديموقراطية . ففى الإستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة بمصر خاض هذا التيارحربآ أسماها ( بغزوة الصناديق الكبرى ) لأجل الموافقة عليها , وغلف رموزهذا التيار رأيهم " السياسى والدستورى الصرف " بفتاوى دينية منها أن أستخارة السماء أنتهت بالموافقة ( بنعم ) على هذه التعديلات ! .

لايمكن للثورتين المصرية والتونسية أن تستكملا مهام بناء المجتمع الجديد فى ظل حضور هذه السلفية المغرقة فى الرجعية والتخلف و التى صعدت فجأة لإستلاب الثورة وقطف ثمارها , وتقوم على تقليد أسلاف وضعوا منظومة معرفية منذ أكثر من ألف عام .

تحرير الجمهور من سطوة هذه القوى التى تتمسح بالدين وتدفع نحو غيبوبة العقل وتمتلك الوجدان العام لا يقل أهمية عن أسقاط أنظمة القمع السلطوى والأمنى.

ومن أسف فأن هناك أصوات تعلو فى مصر وتونس بنغمة مهادنة ومخاتلة ومغازلة هذا التيار – تحت ضغط شعبيته -وتتجاوز فى ذلك حقيقة أن السلفية الوهابية تجسد ( الماضوية ) بمعنى الكلمة , وأننا لا يمكن أن نحيا حاضرنا فى ماضينا وثورتنا فى جلباب هذا الكهنوت .

مبدأ عدم جواز الإقصاء السياسى وأحقية أي فصيل فى أختيار مرجعيته لا يشفع لوجود هذا التيارفى المشهد الثورى , لأنه فى الأساس ضد قواعد اللعبة السياسية و الديموقراطية - لا يعترف بها ولا يقيم وزنآ لمفرداتها .

على القوى الوطنية والتقدمية أن تسارع للإصطفاف لإنقاذ الثورة ولمواجهة هذا التيار المدعوم بالفقروالجهل وغياب الوعى فى الداخل , وبالمال والتأييد السعودى من من شبه الجزيرة العربية .. والإ فأن هذه السلفية الوهابية ستحصد ثمارالإنتفاضات الشعبية وستعود بالجماهير قرونآ للوراء ولمجاهل التاريخ والتخلف .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتفاضات العربية بين طابع السلمية وحتمية العنف الثورى
- الأردن .. هل ينجو من طوفان الثورة العربية ؟
- الخيال والمفاجآت الإدراكية لشباب الثورة العربية
- الوعى الزائف بالتاريخ .. مصر تمحو حقبة مبارك !
- الميدان .. خاطرة حول طوبوغرافيا الثورة
- الصين والكونفوشيوسية وربيع الثورة العربية
- موقع الموسيقى على خريطة الثورة العربية
- الثورة العربية فى عيون الإستراتيجية الإسرائيلية .
- فوبيا الشعر و الثورة العربية
- ملاحظات حول الموقف الإيرانى من الثورة العربية
- العلافات العاطفية فى زمن التحول الثورى
- دلالات ودوافع التوجه الخليجى نحوالمملكة المغربية.
- الصراع حول الدولة المدنية فى مصروتونس
- الثورة العربية ومملكة الصمت السعودى
- دورعنصرالأرض ورأسمالية المقاولات فى سقوط نظام مبارك .
- الإسلام الراديكالى هل سيحصد ثمارالثورات العربية ؟
- فجر القومية العربية الجديد .. هل سيولد من رحم الثورة ؟
- حول موقف الثورتين التونسية والمصرية من قضية تحريرالمرأة
- دورالسياسات والعلاقات الزراعية المصرية فى قيام ثورة 25 يناير
- لماذا غاب العمال عن مشهد الثورة المصرية ؟ .


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد مسعد محمد السبع - متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟