أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - ثورات الربيع العربي















المزيد.....

ثورات الربيع العربي


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورات الربيع العربي

هناك صعوبة في معرفة الدوافع الكامنة وراء الثورات العربية, وبالتحديد الثورة التونسية, التي كانت مفاجأة للعالم, وصدمة للإدارة الأمريكية والغرب الأوروبي, وتعتبر هذه الثورات ابرز حدث في أوائل الألفية الثالثة, وقد بدأت في تونس بإحراق التونسي البوعزيزي نفسه احتجاجا على منعه البيع الذي كان يعتبر مصدر رزقه الوحيد, وهناك العديد من الدوافع التي انطلقت منها الثورات العربية, أبرزها تسلط الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية, ورفضها الإصلاحات السياسية والاقتصادية, وتردي الأوضاع المعيشية للكثير من الناس, وهي نتاج المعاناة والاستبداد السياسي والظلم, بالإضافة إلى انعدام الحريات الديمقراطية, وانتشار الفساد, وإهانة الكرامة الإنسانية, وهناك أسباب أخرى تتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008-2009 ونتائجها الكارثية على الشعب الفلسطيني في القطاع, وعجز الموقف العربي على اخذ موقف موحد في المحافل الدولية, بالإضافة إلى تخلي النظام الرسمي العربي عن القضية المركزية للعرب (قضية فلسطين) وقد كان للتطور التكنولوجي في الاتصالات الحديثة دورا كبير وهاما في عملية التواصل السريعة بين الشباب العربي الثائر, وتعتبر هذه الثورات هي نقطة تحول إستراتيجية في حياة الشعوب العربية.
تتميز الثورات العربية بقياداتها الشابة الواعية والمتحمسة, وبالتحديد شباب الطبقة الوسطى الجديدة, ورفعت الثورات العربية شعار سلمية, حرية وكرامة وطنية, وفيما بعد تطور الشعار إلى الشعب يريد إسقاط النظام, وذلك عندما يرفض النظام الاستجابة لمتطلبات الإصلاح, وسرعان ما يلجأ النظام للتعامل مع المتظاهرين باستخدام العنف والرصاص والاعتقال, وبالرغم من ذلك نجد من يستخف بالعقلية العربية وينكر على الشباب ثورتهم, ويعتبر هؤلاء أن ما يجري هو مؤامرة وترسيخ للمشروع الأمريكي الإسرائيلي (الشرق الأوسط الجديد).
لقد بحثت ثورة تونس ومصر عن هوية النظام السياسي الجديد من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة دولة كل المواطنين. إن الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر قد حققتا انتصارا أولي على النظام السابق, إلا أنهما لم يسقطا النظام بشكل كامل, وما زال العديد من أزلام النظام السابق في مصر وتونس يتآمرون على الثورة بارتكاب جرائم قتل وسرقات لترويع المواطنين, لقد حاول هؤلاء الانقضاض على الثورة وسرقتها من الداخل لكنهم فشلوا.
تجاوزت ثورتي تونس ومصر المرحلة الأولى, وحققتا النجاح الأولي بإسقاط رأس النظام, والمهمات اللاحقة هي الأصعب, وهي الاختبار النهائي لتحقيق كامل أهداف الثورة.
في العقود السابقة كانت الدول الكبرى هي التي تحدد مسار الثورات, وما يجري الآن في ليبيا يعيدنا لتلك المرحلة من خلال السماح للنيتو بالتدخل في الشؤون الليبية, تحت يافطة ما يسمى بحماية المدنيين من بطش كتائب القذافي, فالخسائر المادية والمعنوية التي لحقت في ليبيا أكبر بكثير عندما تدخل النيتو, والمتتبع للأحداث اليومية في ليبيا يلاحظ تواطئ قوات النيتو في عملية الحسم النهائي, ومن المؤكد أن كل عملية تغيير تجري يكون هناك متضررين ومستفيدين من هذه العملية.
إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية, يعتبر صراعهما صراع مصالح, وليس صراع مبادئ, ونستنتج أن هذه الدول لا يمكن أن تقف إلى جانب الثورات العربية إلا إذا وجدت مصالح لها.
أفاقت أوروبا في القرن الثامن عشر على الثورة الفرنسية التي كانت الشرارة الأولى في تغيير وجه أوروبا, وقد رحبت الشعوب الأوروبية بالثورة بالرغم من أنها كانت دموية ضد النظام الملكي والإقطاعي. أما أنظمة الحكم فقد ناصبت العداء للثورة, وعندما وصل نابليون إلى الحكم حارب في أوروبا ثم هاجم مصر وفلسطين, وهزم على أسوار عكا, وسقط حكمه عندما هاجم روسيا عام 1814, ومن نتائج الثورة الفرنسية, انتشار الحرية والمساواة والعدالة داخل فرنسا وأوروبا.
من كان يتوقع سقوط جدار برلين في التاسع من تشرين الثاني عام 1989 الذي دام لأكثر من 28 عاما, وكان من أهم أحداث القرن الماضي, ومع انهيار جدار برلين سقط رمز تقسيم العالم, وبعد عام تم إعادة توحيد ألمانيا, ومن ثم انتهت الحرب الباردة.
لم يتوقع أحدا انهيار الاتحاد السوفيتي, وتفكك المنظومة الاشتراكية في كانون الأول عام 1991, وانضمت دول المنظومة الاشتراكية (دول أوروبا الشرقية) إلى الاتحاد الأوروبي , وكثيرا ما يكون التغيير كالبركان الذي تتجمع فيه الحمم لتنطلق في الفضاء. لقد تفجرت الثورات العربية على الأنظمة الاستبدادية وعلى الطغيان من أجل تغيير العلاقات القائمة في المجتمع على كافة الأصعدة, وأبرز مطالب الثورات العربية, التعددية الحزبية, والحريات الديمقراطية, والعدالة الاجتماعية.
وجد الشباب الفلسطيني في ظل الثورات العربية فرصة لرفع صوته من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية, وتمت المصالحة بين فتح وحماس بحضور الفصائل الفلسطينية وبرعاية مصرية, والذي دفع القيادات الفلسطينية للإسراع في المصالحة هو انعدام قنوات الاتصال التي كانت تساهم في إطالة مرحلة الانقسام لمصلحة إسرائيل, ولكن للأسف يبدو أن هناك مؤشرات حول عرقلة إتمام تنفيذ بنود الاتفاق من خلال الضغوط الإسرائيلية والأمريكية, والمراهنة على ما يسمى بالمفاوضات, وتابع الشباب الفلسطيني مهمته في ذكرى إحياء النكبة من خلال طرح المسيرة المليونية إلى فلسطين, وكانت هناك المسيرات التي انطلقت من سوريا ولبنان والضفة الفلسطينية وغزة, وأكدوا أن حق العودة في مقدمة الأولويات الفلسطينية. لقد فوجئت إسرائيل في الخامس عشر من أيار (الذكرى الثالثة والستين للنكبة) بمسيرات الزحف الشبابي على الجبهات (الفلسطينية واللبنانية والسورية والأردنية).
لقد شارك عشرات الآلاف في المهرجان من أبناء فلسطين 48 في يوم النكبة التي أقيمت على ارض ملعب كفر كنا شمالي فلسطين, وقد تفاجئ جيش الاحتلال باقتحام الفلسطينيين السياج الحدودي في مجدل شمس بالجولان المحتل, واستشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي 13 شهيد, وقد أبطلت الادعاءات القائلة والمروجة لعدم واقعية التمسك بحق العودة.
إن حق العودة هو حق تاريخي وقانوني مقدس, وهو حق فردي لكل لاجئ فلسطيني, يكفله القانون الدولي بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الصادر في 11- 12- 1948 ويتحمل المجتمع الدولي بكل منظماته ومؤسساته, وفي المقدمة مجلس الأمن لإلزام إسرائيل من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ترفض إسرائيل الحقوق الفلسطينية, وتشترط الاعتراف بيهودية الدولة من قبل الفلسطينيين حتى يتم الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة من السلاح وبدون القدس.
لقد فشلت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ومعها عملية السلام, وطرحت إسرائيل مبدأ تبادل السكان إلى جانب مبدأ تبادل الأراضي, وذلك من أجل التخلص من فلسطينيي 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية, وقد أقرت دولة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من القوانين العنصرية خلال العامين السابقين (قانون النكبة, وقانون المواطنة) قانون يحظر إحياء ذكرى النكبة, مستهدفة بذلك فلسطينيي الداخل, أما قانون المواطنة يلزم كل من يطلب المواطنة من غير اليهود (أي الفلسطينيين) إعلان الولاء للدولة العبرية (كدولة يهودية ديمقراطية) وصوت لمصلحة القرار من الحكومة الإسرائيلية 22 عضوا فيما عارضه 8 أعضاء, ويعتبر هذا القانون (قانون عنصري) ويعني ذلك أن فلسطينيي 48 معرضين لسحب الجنسية منهم ومنعهم من مواصلة حياتهم على أراضيهم.
يولد من الربيع العربي واقع جديد من خلال عملية التغيير في المنطقة العربية, حيث تتجذر قضية العودة إلى الديار الفلسطينية, وتؤدي هذه التغيرات إلى تقوية النظام السياسي العربي الجديد, وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
تقوم إسرائيل على بيع أملاك الغائبين الفلسطينيين بالمزادات العلنية لاعتبار أن (قضية اللاجئين الفلسطينيين تؤرقهم) وقد قال ليفي اشكول في عام 1954 يجب تصفية ما يسمى بأملاك الغائبين ليتسنى لإسرائيل البقاء في هذه الأرض.
لقد كان ما يقدمه الرئيس المخلوع حسني مبارك لإسرائيل أكثر بكثير مما يتصوره العقل, صفقة الغاز المصري من خلال حسين سالم الذي أعطى لإسرائيل ما لم تحصل عليه غزة المحاصرة, ومساهمة نظام مبارك السابق في محاصرة الشعب الفلسطيني في غزة, وقيامه بإنشاء الجدار الفولاذي مع غزة, وبذلك ينظم هذا الجدار إلى الجدران الحصينة العالمية, مضافا لدوره في تعريب كامب ديفيد, بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبها نظامه بحق المتظاهرين في ميدان التحرير, وسرقة أموال الشعب المصري...الخ.
إن الثورات العربية قادرة على تغيير العالم العربي من عالم متخلف إلى عالم ينبض بالحياة الكريمة لكل أبناء المجتمع, عندها يتحول إلى قوى إقليمية لها دورها في توجيه سياسات المنطقة, وإنهاء التبعية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية, واسترجاع الحقوق العربية المغتصبة, ودعم ومساندة الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه, ويتوقع في ذكرى النكبة للعام القادم زحف الملايين من الشباب الفلسطيني والعربي إلى فلسطين المحتلة, ليصحى ضمير العالم الأمريكي والأوروبي الغربي .
إن المفاوضات مع إسرائيل هي مفاوضات عبثية, لا يمكن أن ينتج عنها إلا مزيدا من التنازلات من الجانب الفلسطيني, وبالتحديد في هذه المرحلة التي تتصدر فيها أمريكا العالم, ولو عدنا إلى خطاب أوباما السنوي للأمريكيين والعالم ، نجد أنه يختلف عن خطابه في اللوبي اليهودي إيباك, فقد تراجع في خطابه الأول عن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 ورضخ تماما لكل المطالب الصهيونية من ناحية رفضه إعلان دولة فلسطينية في سبتمبر المقبل, وحول إلغاء حق العودة ووضع القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
على الصعيد الفلسطيني :- هناك صعوبة في حل الدولتين أو حل الدولة, والحل الواقعي هو أن يعود اليهود إلى مساقط رؤوسهم في أوروبا والعالم.
تقول السيدة البريطانية ميشيل رينوف (ليدي) ترى أن هناك حلا لم يحظ بالاهتمام الواجب, ويتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول (جمهورية اليهود) التي تقع جنوب شرق روسيا, واسمها أوبلاست ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها (بايروبدجان) وأن يتركوا فلسطين لسكانها الأصليين, وتقول ليدي أن هذه الدولة تمثل الوطن الأول لليهود في العالم, وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت فكرة توطين اليهود في فلسطين.
أما حول الثورات العربية, هناك غفوة في أوساط بعض الكتاب والمثقفين العرب, فمنهم من يستبعد أن تقوم ثورة في البلاد العربية, ويعتبر هؤلاء ما يجري في بعض الدول العربية ما هو إلا احتجاجات على الأنظمة بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي لا أكثر, وهنا يقع الظلم إذا اعتبرنا ذلك حقيقة, ولكن الواقع غير ذلك, لاعتبار أن الشعارات وأهدف الثورات تتمحور حول الحريات الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية, وهناك من يعتبر أن أمريكا وراء ما يحدث في الدول العربية.
إن الثورات العربية ستؤدي إلى التغيير السياسي والاقتصادي في العالم العربي, وعلى المدى المنظور ستقيم هذه الثورات أنظمة ديمقراطية مع تحقيق الحياة الحرة الكريمة لشعوبها.




#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنزانة أرحم
- الفلسطينيون يحيون الذكرى الثالثة والستين للنكبة
- الجذور
- الأقنعة المحروقة
- رياح التغيير
- الانتصار الكبير
- ثورة الشعب المصري
- ستون عامآ على النكبة
- يوم الأسير الفلسطيني
- يوم الأرض
- شرعية الذات
- اليوم العالمي للمرأة
- آه...غزة هاشم


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - ثورات الربيع العربي