أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايدة توما سليمان - الخيار الثالث وارد، وان بهظ الثمن















المزيد.....

الخيار الثالث وارد، وان بهظ الثمن


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* لماذا يجب أن يكون خيار الشعب السوري في هذه المعادلة واحد من أمرين : اما نظام قمعي متسلط، ودكتاتورية بائسة لعائلة تتوارث الرئاسة وقيادة الجيش وراس المال ، واما الانضواء تحت لواء الامبريالية والتساوق مع مخططاتها الاستعمارية والاقتصادية في المنطقة والاحتكام الى الهيمنة الامريكية*
* نحن ضد التدخل الامبريالي الاجنبي في أي بلد عربي . ونحن ضد أخضاع الشعوب العربية للهيمنة الامريكية الامبريالية ولكننا وفي الوقت ذاته ضد قتل المدنيين ، وضد تهجير العائلات والاطفال ، وضد تجويع الطبقة الكادحة ، تحت أي مسمى كان ، ممانعة أو مقاومة أو ...*

* أن الخيار الثالث وارد، خيار الديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والحريات وحقوق الانسان مجتمعة مع نظام ممانعة يتصدى للمؤامرات الامبريالية والصهيونية، هذا هو الخيار الوحيد والمارد الشعبي العربي كفيل بالوصول اليه وان تضاعفت الاثمان وان امتد الزمان .*

من الواضح للجميع أن المارد العربي الذي خرج من القمقم، في الاشهر الاخيرة، لن يعود اليه ولن يتراجع عن مطالبه الشرعية في حق الشعوب العربية كافة بالحياة الكريمة، بدون قمع واذلال، حقها في كسب لقمة العيش وتقاسم خيرات بلادها بشكل عادل، وحق هذه الشعوب بالديموقراطية التي تعيد للشعب ذاته حق تقرير مصيرها وانتخاب حكوماتها وشكل انظمتها . لقد خطت الثورات العربية الخطوط الاولى في رسم هذا الواقع العربي الجديد، ورغم الميل الشعبي الى الرومانسية الثورية في التعامل مع مجمل التحركات الشعبية في العالم العربي بالطريقة ذاتها ورسم حدود هذه التحركات بالمثالية المطلقة المتمثلة بالمقولات العامة والتي نؤيدها تماما " اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " وأن " الشعوب اذا هبت فستنتصر". الا أن الواقعية السياسية والتحليل الماركسي العلمي يحتم علينا الخروج من خانة الاوتوبيا أو الرومانسية واستقراء الوضع السياسي المختلف في كل قطر عربي وتعامل القوى الأجنبية وتحديدا، قوى الامبريالية وأذنابها في المنطقة وتعاطيها مع هذه التحركات الشعبية أو الثورات وفقا لمصالحها واحتياجاتها في المنطقة . كما يتحتم علينا التعاطي وبشكل واقعي مع عامل أخر مهم وهو طبيعة القوى المنضوية تحت لواء هذه الثورات ، الشعبية منها والحزبية أو الحركات السياسية وتفاعلها مع الاحداث ومطالبها المطروحة في هذا الحراك، بالاضافة الى ارتباطاتها الخارجية والداخلية وتساوقها مع المطالب الشعبية .
ورغم كل ما ذكر انفا، الا ان المبادئ الاساس التي لا تقبل التأويل أو التفسير، أن الموقف اليساري الشيوعي الثوري يحتم أولا، وقبل كل شيء، نصرة حق الشعوب والتضامن مع هباتها الشرعية في وجه الظلم والاستبداد والنهب الذي عانت منه مجمل الشعوب العربية، وأن كان بنسب متفاوتة ، وتثبيت هذا الحق . ومن هنا فأن لا نقاش حول حق الشعب المصري والتونسي واليمني والبحريني والسوري وجميع الشعوب العربية في الثورة على الانظمة القامعة والمستبدة التي حكمتها أو ما زالت حتى اليوم .
أن ما يحدث في مصر الثورة وتونس أيضا يؤكد أن هذه الثورات لم تنته بعد ، صحيح أنها تمكنت من الاطاحة برأس الهرم والمربع الصغير حوله من أعوان ومتنفذين ، الا أن قلع جذور هذا النظام المتأصلة في دوائر المجتمع المختلفة من نظام الحكم وهيكليته وبنود الدستور وقوات الجيش المتنفذة ،التي اكتسبت قوة جديدة في انتصارها للجماهير الشعبية منذ الاسابيع الاولى للثورة ، مما جعلها صاحبة نفوذ لا يستهان به في الفترة الانتقالية ما بين الثورة الشعبية والمأسسة لهذه الثورة في وضع اسس النظام الجديد، هو أمر لم يتم حتى الان وما زالت هذه الثورات المباركة تتعارك وتتصارع معه ومع قوى الردة والقوى الامبريالية التي تحاول اقتناص الثورة في فخ الثورة المضادة ويبقى التعويل كما ذكرنا سابقا على أن هذا المارد الشعبي الذي ثار سيحمي الثورة ومنجزاتها .
و من منطلق الاحتكام الى تحليل العوامل المختلفة المتداخلة في كل تحرك شعبي ، لا يمكن التعاطي مع ما يجري في سوريا بمبدأ الرومانسية الثورية فقط، دون النظر الى العوامل الاخرى المتصارعة والتي بدأت بوادر امتطائها للتحرك الشعبي العفوي الاولي تظهر بوضوح . ورغم الوعي الكامل الى أن المصالح الامبريالية المرسومة في دهاليز الادارة الامريكية والمتساوقين معها من دول اوروبية ونظم عربية، ما زالت تجثم على صدور شعوبها في المنطقة ، لن تركن ساكنة في هذه الفرصة التاريخية التي تتيح لها محاولة رسم حدود الخارطة الجديدة للشرق الاوسط . وسيكون من السذاجة ان لا نتعاطى مع هذا المعطى الهام الذي يتمثل في مجموعة من الحقائق من ضمنها التصريحات الرسمية لادارة براك أوباما وشروطه على نظام بشار الاسد ، كما وردت على لسان وزيرة خارجيته ، هيلاري كلينتون ، والدور الذي تلعبه تركيا في المعادلة انطلاقا من رغبة حكومة وحزب طيب اردوغان باعادة تركيا الى دور اللاعب المركزي في المنطقة والمسوق للسياسة الامريكية بتقديم الجزرة حينا والعصا حينا أخرى .
أن التحرك الشعبي الذي انطلق في سوريا كانت بواكيره تظاهرة يساريين من نشطاء، يشهد لهم تاريخهم بالنشاط الشعبي ضد مجمل مظاهر القمع وتحديد الحريات في سوريا، ممن قبعوا مرارا في اقبية الاعتقالات وتعرضوا للملاحقات مرارا، اصحاب مواقف يسارية وطنية لا يشك بهم، عندما تظاهروا في دمشق مطالبين باطلاق سراح زملائهم من المعتقلين السياسيين فتعرضوا هم بذاتهم للاعتقال والمطاردة والتخوين . وتتالت التظاهرات، لتتجاوز النخب وتكتسب مدا شعبيا، مطالبا برفع الظلم رافعا شعار " الشعب السوري ما بنذل" و" واحد واحد واحد ..الشعب السوري واحد "، وكان المطلب الاساس اجراء الاصلاحات ورفع نظام الطواريء وتغيير البند الثامن في الدستور والذي يمأسس لحكم حزب البعث وحده دون غيره .
فأين حدث الانعطاف؟ ولماذا كان الرد في تلك المرحلة من قبل النظام، قمع لهذه المظاهرات واطلاق نار حي على المتظاهرين وأعتقال الالاف ، ورغم الاعلان عن الغاء قانون الطواريء خرجت الدبابات الى الشوارع واطلقت النيران . ورغم الاعلان عن تشكيل لجنة حوار وطني، اتضح أن عضويتها كانت رموز حاليين من حزب البعث، مندوب واحد عن الحزب الشيوعي السوري وسفراء ووزراء سابقين بمعنى آخر بقيت اللجنة تدور في فلك الحزب الحاكم وفردانيته . كل ذلك رافقه تصعيد خطير على أرض الواقع من قتل وتدمير وتهجير وتهم متبادلة بين النظام وبين قوى المعارضة .
قد يكون هناك ايضا بين قوى المعارضة، مثل أي ثورة، مندسين بأجندات مشكوك بأمرها ، وارتباطاتهم مشبوهة، يقدمون خدمة، من حيث يدرون أو لا يدرون، الى أعداء الهبة وأعداء الشعب السوري كله، ولكن تبقى الاسئلة التي تحوم في اذهان الكثيرين ، أن كانت رواية النظام حقيقية فلم لا يفتح النظام أبواب سوريا للاعلام ، ولن نقول الحر، وانما الاعلام بكل أطيافه لنشر الحقيقة عما يجري ؟
والسؤال الاخر الذي ما زال يطرق العقول وبعنف ، لماذا يجب أن يكون خيار الشعب السوري في هذه المعادلة واحد من أمرين : اما نظام قمعي متسلط، ودكتاتورية بائسة لعائلة تتوارث الرئاسة وقيادة الجيش وراس المال ، فيما يخضع الشعب للمهانة والجوع والفقر، واما الانضواء تحت لواء الامبريالية والتساوق مع مخططاتها الاستعمارية والاقتصادية في المنطقة والاحتكام الى الهيمنة الامريكية . هل حقا لا يوجد بديل وخيار ثالث، أمام الشعب والنظام السوري، وهل عملية الجمع بين الديموقراطية – وأن كانت ليبرالية – والعدالة الاجتماعية أو الاشتراكية الحقة والممانعة للخطط الامبريالية والصهيونية أمر مستحيل وغير وارد في السياسة الشرق أوسطية ؟.
نطرح هذا السؤال رغم أن التجربة المصرية على حداثتها تطرح بدايات لنموذج آخر وتثبت أن ذلك ممكن ، وسلسلة القرارات التي نفذتها مصر الثورة مؤخرا من فتح معبر رفح والدور في اجراء المصالحة الفلسطينية وتسخين العلاقات مع أيران كلها تشهد بأن ذلك ممكن .
سؤال أخر يطرح ذاته وبقوة، هل يمكن لنظام أن يكون وطنيا ممانعا لمؤمرات امبريالية في وقت لا يسند فيه هذا النظام ظهره ويحتمي بارادة شعب مقاوم، فخور بمواقف دولته، رافض لأي تدخل اجنبي علني أو متخف بشعارات براقة ؟ وان وجد هذا النظام فهل من الطبيعي والشرعي تخوين ارادة شعب باكمله ؟ وأين حدود بسط سيطرة النظام ، وأين يكمن دور نظام يفيق يوما ليكتشف بعد أن لاحق النخب المطالبة بالاصلاح والحريات وسجنها، ليجد قطاعات من داخل الشعب " ترتكب خيانة الوطن وتستعين بقوى خارجية لتمزيق لحمة الشعب " ، أين كان هذا النظام وما هي الخطوات التي من الممكن أن يتخذها ليقود البلاد الى بر الامان ؟ .
نحن ضد التدخل الامبريالي الاجنبي في أي بلد عربي . ونحن ضد أخضاع الشعوب العربية للهيمنة الامريكية الامبريالية ولكننا وفي الوقت ذاته ضد قتل المدنيين ، وضد تهجير العائلات والاطفال ، وضد تجويع الطبقة الكادحة ، تحت أي مسمى كان ، ممانعة أو مقاومة أو ...
عندما تسيل أنهار الدماء، تكون المسؤولية الاولى على نظام بشار الاسد في وقف النزيف السوري، بحكم كونه النظام وبحكم كونه يرتكب الجزء الاكبر من هذا القتل . وبحكم هذه المسؤولية يكون عليه اعتقال كل مخل بالامن وكل من يطلق النار على قوى الامن والمدنيين وتقديمهم للمحاكمة أمام العالم كله لا أن يقصف بالطائرات وأن يدمر بالدبابات .
يبدو أن تدارك الامر الواقع يتم فقط بخطوات فذة تقلب موازين القوى لصالح المطالب الشعبية العادلة، وباسرع وقت ممكن، فتحقن الدم السوري وتفوت الفرصة على كل القوى العابثة بمصير هذا البلد . أن مساحة المناورة أمام النظام السوري بين ابقاء الوضع على ما هو عليه ، والمقصود عدم أجراء الاصلاحات المطلوبة عليه والتي قد يكون الزمن تجاوزها الى تغيير النظام بسبب انهار الدم ، وبين أجراء التغيير الحقيقي ، وتأمين المطالب الشرعية لقطاعات الشعب السوري الكادحة . مساحة المناورة تضيق يوما بعد يوم .
ومن المهم أن تلتفت قوى المعارضة، وبشكل جريء وواع، الى محاولات اختراقها والى انتماءات قطاعات اندست في داخلها، تحاول حرف التحرك الشعبي، وأن تحمي ثورتها بيدها كما فعل شباب الثورة في ميدان التحرير في القاهرة ، نقول ذلك رغم الوعي بأن الاحداث والتدخل العسكري يصعب المهمة ويزيدها تعقيدا .
أن الخيار الثالث وارد، خيار الديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والحريات وحقوق الانسان مجتمعة مع نظام ممانعة يتصدى للمؤامرات الامبريالية والصهيونية، هذا هو الخيار الوحيد والمارد الشعبي العربي كفيل بالوصول اليه وان تضاعفت الاثمان وان امتد الزمان .



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولتين وحلم الدولة
- نضال العمال الاجتماعيين والدرس المُستفاد
- اشكالية نسبة الفتيات العالية في -الخدمة المدنية-: إستغلال سل ...
- التمثيل النسائي في العمل البلدي الجبهوي
- غادرتنا ابتهاج خوري، العلم والمشهد العكي النابض بالحيوية وال ...
- ليكن هذا القرن قرن النهوض المتجدد للاشتراكية الثورية في كل ا ...
- نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا لانه يزرع فينا قيما تنتفض ضد ...
- ضد -ملكوت الجمال-، ولكن!
- نحو حوار مجتمعي يعالج العنف ضد النساء


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايدة توما سليمان - الخيار الثالث وارد، وان بهظ الثمن