أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مولود الطالبي - علي مولود الطالبي ، يجعل للماء ضوءً !!














المزيد.....

علي مولود الطالبي ، يجعل للماء ضوءً !!


علي مولود الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


قراءة :

أ . د . محمود العلي
من أسوار دار رند للطباعة والنشر والتوزيع ، أصدر الشاعر علي مولود الطالبي مجموعته الشعرية الأولى ، والتي حملت بيديها عنوانا ( ضوء الماء ) بكتاب ذات قطع متوسط ، مسجلٌ برقم إيداع 1924 في المكتبة الوطنية العراقية للعام 2010 ، يضم بين أزقته خمس وثلاثون نصا ، تقسمت حروفها على مئة وخمسين صفحة ، يكشف فيه علي مولود الطالبي من خلال بوح قصائده عن إمكانيةٍ شاعريةٍ فذة ، وذائقة تصويرية متقنة ، وموسيقا خليلية راقصة المذاق ، حيث الأحلام والآمال التي تطرق بابه بين الحين والأخر كانت تضوع من أعطاف قصائده ، يفتتح الطالبي مجموعته بقصيدة مبتكرة على طريقته الخاصة ، تحمل عنوانا ( علّميني ) يتغزل فيها بتلكم الفتاة الغارق في اللجوء إليها ، لتنقذه مما هو فيه ، وتعلمه كل ما يتوق علمه منها ، فهو الحب العذري لتلك الفتاة التي شخص في حبها كما يقول لها :
علميني .. أرشف الحب .. وأغفو في يديك
ويتغنى بها مستمرا مدهشا قارئيه بتلك الفتاة أللتي حالما نكتشفها كما يقول فيها :
إيه يا بغداد يا أنثى .. على خصلاتها .. صلّى النهر
فاتحا بهذه اللمحة باب العودة للتأمل ببغداد ومناشدته لها أن تعلمه كي يتعلم هو وغيره منها ، مستفيدا من بحر (الكامل) وتفعيلته المتقنة على أكتاف الصور الأخاذة التي سبغ حبرها على ربوع الورق ، ومن هذا التعلم الذي اتخذه الطالبي ، يحلق في جنائن الشعر بذكاء مغبط ، ينفرد ربما علي فيه عن أقرانه بلونه الخاص في أرشفة كلماته ، ذاك لا يخفيك ما صوره من كون متكامل في واجهة مجموعته ، بداية من عنوان المجموعة ( ضوء الماء ) فالضوء هو عنوان النهار ، بدء الحركة ، صباح دون ضوء كيف يكون ؟ يوم خالي من الأضواء كيف تتخيله ؟ وكأن علي يريد أن يقول بأن قصائدي هي ضوءٌ ومنار للمعاني التي تحملها والتنهدات التي تضمها ، ثم يأتيك الماء ، الذي جُعِلَ منه كل شئ حي ، في القران الكريم ، فلولا الماء لما دامت أية مقطوعة على أرضية الوجود ، ثمة لوحة المجموعة والتي تحتاج لوقفة كاملة عندها ، إذ تجد الوجه قد قُسِم نصفه ، وكان سجنا ، وهذا السجن مؤكد حُبست فيه أنثى ، هذه الأنثى أراد الشاعر علي أن يحررها ، فكسر لها باب السجن ورمى قفله على الأرض المخضرة ، وحلقت في سماء الكون كحمامة زرقاء ، تلطم قباب الغيم ، وتلامس بزوغ الشمس ، ويسقط عناقها شعرا على ارض الورق ، فتخضر به الأرض وتزهو ، من سماء زرقاء مثلها لون الغلاف ، وتقسيمات الألوان ، إذ إن عنوان المجموعة كان باللون الذهبي ، وحين تقرأ المجموعة تجد إن هناك لون العمود الشعري ، الذي هو ذهب لا يصدأ مهما تعرى ، ثم تنتبه إلى كلمة شعر التي خُطت بالون الأسود وهو لون شعري متَخَذ من سيد الألوان ، وهو دليل لوجود لون شعري آخر في المجموعة وهو التفعيلة نجيبة السياب ، ثم لون اسم المؤلف والذي وُشِم بالأزرق الداكن ، وهو دليل آخر للون النثري الذي مازال عليه جدلا ، فتعمّد الشاعر مع ذائقته الكبيرة على التأثير على فنية المصمم وجعله يسير وفق رغبته لينتج شيء جميل من آيات الروعة ، ما أراه يميز هذه المجموعة وجعلني أخوض في غمارها ، هو النضوج المولع بالجمال والطقس الشاعري الحميم ، ذلك الربيع الرقيق المرصع بالرومانسية التي صبغت طابع المجموعة ، بلغة شفيفة تحاكي لون البحار وأنغام الطيور وترسم أملا على كل يوم ، نصوص المجموعة من أولها إلى آخرها كُتبت بشاعرية عالية وجنوح تعبيري دلالي وانزياحات لغوية موثقة جدا ، وحكمة وبصيرة بعيدة المدى ، منطلقا الطالبي من دقة نظمية تشعرك بقدرته المثلى على الابتكار التصويري ودلالاته الموحية للقصص والانفعالات التي تزاحم مشاعره وتنبض بواقع مجتمعه ، وتشارك نبع خيالاته ، لتغرقه في شواطئ الكَلِم ، وتُنبت منه أثمر القصيد ، متلذذا برمزية صورية عالية ، ودلالات تعبيرية موحية طافحة بالغة معافاة وسليمة البيان ، المتأمل لقصائد علي الطالبي يجد في كل سطر ألف سر مقدس ، ومليون تميمة مبهمة ، ومليار عمق وإيحاء تعددي ، الطالبي طرق الوطن بألوانٍ عدة ومن جماليات تصويره ما صاغه في قصيدة رجل في سماء الحكاية ، التي ضمت العمود الشعري في أجمل صوره ، والتفعيلة في أبهاها ، والنثر في ابتكاراته ، جمعهم كلهم في شاعرية متقنة عظيمة المبنى والسبك والغور في أبحر من جمال باذخ .
يتطرق الطالبي من خلال نصوصه الكبيرة والتي حملت عناوين عده كان من بينها :
علميني ، ورجل في سماء الحكاية ، وحلم مضرج باليقين ، و تحرير ، و للراقدين على الريش ، و ثغر النخيل ، و صمت العنفوان ، كقصائد وطنية وشمّت بها المجموعة ، إضافة إلى نصوصٍ أخرى مثل : رسومات طفولية ، نبوءة الأسوار ، لحظات هاربة ، تزاوج الحب ثورة ، ضوء الماء ، أرجوحة بلون الصباح ، إليكِ الغرام ، ثمن الهوى ، عرق الضفاف ، رعشة على الرمال ، حفيف الغصون ، بعض نيسان ، افتقدكِ ، نبض الأجراس ، رسالة عجل ، أكون أو لا أكون ، أماه ، حافة السماء ، تحت خط اللاوعي ، فراغات ، لست ادري ، مملكة الجميلات ، تأمل السواقي ، صهيل الجسد واشتعال الأظافر ، قرار لها ، لؤلؤ ذوقي ، رصاصة قبل الاحتضار ، لستِ موطني ، نصوص فيها الكثير الكثير من الفن والشاعرية والدقة والدلالة والبيان والتعبير والإتقان فهذه ليست كل ما تضمه المجموعة ولكن ذا بعض أشجان الطالبي وأحاديث أحاسيسه ومن سيركب قارب الطالبي مؤكد انه سيكتشف منه العديد من الخفايا والأسرار والوقفات المهمة والمدهشة فيه ، لان ضوء الطالبي ميز الكثير الكثير من الجمال في سطوره .
وخلاصة ذا الديوان الأول للطالبي هو كون مصغر بكل ما يعنيه المعنى من دلالة .



#علي_مولود_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات هاربة
- ثغر النخيل
- يحيى السماوي .. وقنديله الشعري


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مولود الطالبي - علي مولود الطالبي ، يجعل للماء ضوءً !!