أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - ملاحظات في السكان والتنمية















المزيد.....

ملاحظات في السكان والتنمية


هاشم نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يحضى موضوع السكان والتنمية باهتمام متزايد من قبل الباحثين والدارسين في الدول المتقدمة والنامية ويتم التركيز على إيجاد آليات لدمج السكان في عملية التنمية الاجتماعية –الاقتصادية لتفادي بروز مؤشرات الخلل في هذه العلاقة . والعراق مقبل على عملية إعادة أعمار وتنمية يفترض أن تشكلا منعطفا مهما في تاريخه بعد عقود من تسلط الأنظمة الاستبدادية التي أعاقت أي تنمية جادة ومتوازنة . وإثارة بعض الملاحظات هنا ربما تكون ذات جدوى في هذا السياق .

بسبب تعقد عملية تخطيط التنمية فأن الأمر الذي لا مفر منه هو أن تدخل العوامل الديمغرافية في هذه العملية أما بشكل صريح أو ضمني . ومن أجل الاندماج الكامل بين المكونين يجب أن يكون هناك وضوح فيما يخص الاعتبارات المادية للسكان في خطط التنمية والعمل من أجل اتساق وتعزيز المكونات ذات التأثير المتبادل في الأهداف ووسائل العمل في كل من السياسة الاجتماعية – الاقتصادية والسكانية .

وقد حددت الأمم المتحدة الاندماج بأنه " يشمل إدخال العوامل السكانية بشكل نظامي في عملية التخطيط لأنها تؤثر وتتأثر بشكل كبير بالمتغيرات الأخرى المتعلقة بخطط التنمية "

وبينت تجارب الكثير من الدول النامية بأن النجاح في صياغة سياسة سكانية من الصعب إنجازه في دول تواجه مشاكل كبيرة في مسار التنمية . وتستطيع المساعدات الدولية المالية والتقنية أن تساعد في إنجاز هذه المهمة بدرجة كبيرة لكن تبقى الظروف الاقتصادية الملائمة على المستوى الوطني هي الحاسمة في نهاية الأمر .

تقر الكثير من الدول النامية بأن التوزيع المكاني لسكانها غير مرضٍ ومنها العراق وبأن تركز السكان في المدن الكبيرة ( أكثر من مليوني نسمة ) يمكن أن ينعكس سلبا على التنمية . على أية حال المشاكل المسببة لتركز السكان في المدن الكبيرة يمكن التغلب عليها في مجرى عملية التنمية الاجتماعية -الاقتصادية إذا كانت تسير في الاتجاه السليم .

ففي العراق هناك اتجاه صاعد ومستمر في نسبة سكان المدن الكبيرة من مجموع السكان الحضر إذ ارتفعت من 34% في عام 1947 إلى 58% في عام 1965 ونتوقع أن هذه النسبة بقيت مرتفعة في التعدادات السكانية اللاحقة في 1977 و1987 و1997 . أما الأصناف الأخرى للمدن فقد سجلت انخفاضا في نسبتها . وتعزى هيمنة المدن الكبيرة وبالأخص بغداد إلى النقص في تكامل التنمية الاجتماعية -الاقتصادية على المستوى الوطني والإقليمي وإلى غياب المشاريع الصناعية والإنتاجية في المناطق الريفية مما حفز الهجرة الريفية نحوها خصوصا بغداد . ونتيجة هذا التركز استحوذت بغداد على الجزء الأكبر من العاملين في المشاريع الصناعية إذ بلغت نسبتها 54% في حين بلغت نسبة البصرة 8,5% وبابل 7,4% ونينوى 6,8% وذي قار 0,8% والقادسية والنجف 0,6% لكل منهما . ويفرز تركز السكان في المدن الكبيرة وتوسعها العشوائي العديد من المشكلات التي بات يصعب حلها كلما زادت وتيرة التركز وتنعكس هذه في خلق المعوقات الجدية أمام عملية التنمية الاجتماعية –الاقتصادية .


هناك أهمية كبير ة للربط بين العوامل السكانية والتخطيط الحكومي للإنفاق حيث لوحظ بأن الكثير من أنماط الإنفاق تعتمد جزئيا على الأقل على التغيرات السكانية . فعلى سبيل المثال لو أردنا المحافظة على مستوى ثابت من الخدمات فان الإنفاق الحكومي على التعليم سوف يتغير بقوة ارتباطا بالتغيرات التي تحدث في حجم السكان الذين هم في عمر المدرسة . بينما النفقات الأخرى مثل تلك التي تخص حماية المواطنين والممتلكات ربما نسبيا لا تتأثر بسرعة بالتغيرات السكانية .

خطط التنمية يجب أن تأخذ في الاعتبار توزيع تكاليف ومنافع التنمية على مختلف فئات السكان مع تجنيب الفئات الفقيرة ما يرهق كاهلها . فمثلا سياسات التغيير البنوية للاقتصاد التي نُفذت من قبل الكثير من دول أمريكا اللاتينية أضعفت بشكل جدي جهودها لتقليل مستوى الفقر .وكانت تأثيرات الفقر قد انعكست في انخفاض مستويات التغذية والتعليم والمشاركة في القوى العاملة . هذه العوامل ذات التأثير الكبير يجب أن لا تهُمل من قبل مخططي التنمية .

لقد حدث تحول دراماتيكي في كثير من الدول من الاقتصاد ذي التخطيط المركزي إلى اقتصاد السوق . وفي عدد من هذه الدول يمكن القول أن الطرق السابقة في تخطيط القوى العاملة لم تعد ضرورية واستقراء الماضي يبين أنها كانت ذات قيمة قليلة . وهناك متغيرات هامة تؤثر في حجم ووضعية القوى العاملة منها :

- زيادة تأثير الهجرة الخارجة الوقتية والدائمة حيث أن الكثير من المهاجرين يتمتعون بتعليم عالٍ وهم من أصحاب الكفاءات العلمية وهجرتهم تعني خسارة كبيرة في الرأسمال البشري . وهذا ينطبق على العراق حيث تصاعد تيار الهجرة بالأخص وسط هذه الفئة بعد مجيء نظام البعث للسلطة في انقلاب 1968 ففي دراسة صادرة عن الأمم المتحدة عام 1974 قدر أن 50% من حملة الشهادات الجامعية الأولى ( البكالوريوس ) في العلوم الهندسية و90% من حملة شهادة الدكتوراه هم خارج العراق . وقد اعترفت أوساط النظام المنهار في عام 1999 بأن عدد الأكاديميين وأصحاب الكفاءات العلمية الذين تركوا العراق وأقاموا في الخارج زاد على 23000 .
- الاتجاهات الديمغرافية الجديدة التي تؤثر في حجم القوى العاملة . ففي الماضي القريب وفي عدد من الدول أرتفع معدل الوفيات وسط القوى العاملة وقد نتج جزء من ذلك من التلوث الحضري والصناعي الشديد . غير أن إعادة بنية الصناعة والبرامج النشطة لمكافحة التلوث يمكن أن تؤدي إلى عكس هذا الاتجاه . وهذا يعني أنه سوف تكون هناك ملايين إضافية من الأحياء ضمن هذه القوى . ومن جانب آخر فأن محددات سلوك الخصوبة السكانية ( الإنجاب ) سوف تؤدي إلى انخفاض معدلها حتى في الدول النامية ومنها العراق وهذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تخطيط القوى العاملة .

أخيرا التوقعات السكانية تزودنا بمعلومات هامة حول التغيرات التي تحدث في معدل الإعالة لصغار وكبار السن وتأثير ذلك على السكان العاملين حيث تم الإقرار بأن ذلك يعد مسألة رئيسية اقتصادية وسياسية . ففي الدول الصناعية انخفاض معدل الوفيات ومتوسط عدد أفراد العائلة يعني ضمنا بأن الحجم النسبي للشباب وللسكان العاملين سينخفض وفي الوقت نفسه سيزداد عدد المتقاعدين وهذه التغيرات تكون لها تأثيرات كبيرة على البنية السكانية . وفي العراق يفترض أن توضع توقعات سكانية متوسطة وطويلة المدى كي تدعم نجاح عملية التنمية .



#هاشم_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في الجغرافية الانتخابية
- هل من سياسة سكانية في العراق ؟
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الثاني
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الأول
- التعداد السكاني وتحديد المناطق الحضرية والريفية
- التعداد السكاني المرتقب والجاليات العراقية المقيمة في الخارج
- رؤية في التعداد السكاني المرتقب
- مؤشرات التحول الديمغرافي في بلدان المغرب العربي
- هجرة العراقيين : اتجاهاتها وتأثيراتها
- التنمية المستديمة في المناطق الجافة إدارة وتحسين الموارد الص ...
- قراءة في كتاب - التنمية المستديمة في المناطق الجافة تقييم وم ...
- أولوية بوش في العراق ليست الديمقراطية
- ظاهرة التصحر وأبعادها البيئية والاقتصادية –الاجتماعية في الع ...
- التركز الحضري ومشكلاته في العراق
- الهجرة السكانية وحرب الخليج رؤية في أنماطها وتأثيراتها- الجز ...
- الهجرة السكانية وحرب الخليج رؤية في أنماطها وتأثيراتها - الج ...
- الهجرة السكانية وحرب الخليج رؤية في أنماطها وتأثيراتها - الج ...
- الهجرة السكانية وحرب الخليج رؤية في أنماطها وتأثيراتها- الجز ...
- قراءة في كتاب -أوروبا :قارة واحدة وعوالم مختلفة
- تهنئة حارة للحوار المتمدن في عامه الأول


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - ملاحظات في السكان والتنمية