أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!















المزيد.....

الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!

نعيم عبد مهلهل

في البدء أعترف أنني لم أعي تماما المقصود الدقيق من مانشيت الندوة وعنوانها ( أثر الترجمة في عالمية القصة العراقية ) وكان بإمكاني أن أسأل صديقي جواد المظفر عن المعنى الدقيق لهذا العنوان إلا أنني أثرت أن اكتب في مساحة فهمي للمنطوق وهدفه معتقدا انه يحمل رؤيتين الأولى ماذا قدم الأدب القصصي العراقي المترجم للعالم على قلته وندرته ؟
والثانية فهم يتحدد برؤية الأثر الذي فعلته التراجم الأخرى للأدب العالمي وتأثريها على عالمية القصة العراقية في رؤاها .
وأعتقد أن الفهم الأول هو الأكثر احتمالا وسأشتغل عليه من خلال خواطر معرفية تخص ثقافتي وإحساسي بالأمر دون اللجوء إلى مؤرشف تاريخي وإحصائي ، إنما أنا هنا اكتب هاجسا عاما يلفهُ الكثير من أسى الغموض الذي يرتسم على وجه القارئ الأجنبي والناقد الأدبي الأجنبي لأنه لايعرف الكثير عن القصة العراقية عدا محاولة هنا وأخرى هناك ( وهذا رأي شخصي ) وتلك المحاولات يتحمل عبأها الاسم الأدبي الشهير لأحدهم وآخرين بسبب منطقة العيش في أوربا خاصة والغرب عموما .
وغير ذلك لأثر لهذه العالمية سوى في فهارس المكتبات العالمية .
فمثلا أثناء مراجعتي لفهارس مكتبة هارفرد عثرت على عناوين لكتبي القصصي . وعندما تحريت عنها من أمين القاعة الشرقية وجدتها في العربية فقط .
الذي اعتقد أنهم حركوا الماء الراكد في آنية القصة العراقية لتعبر حدود الذاكرة العراقية والعربية إلى قارئ أجنبي ( نخبوي ) لايتعدوا عدد الأصابع ومنهم المرحوم فؤاد التكرلي وعالية ممدوح وعبد الرحمن الربيعي ومحمد خضير ونجم والي ، وأسماء لاتحضرني الآن ومنها لمواهب شابة كتبت ولكن ليس بلغتها الأم بل هم عراقيين وكتبوا بالانكليزية مباشرة وربما كل فحوى الفكرة القصصية أو الروائية آتية من تأثير الحضارة الجديدة .
هناك بعض الكتاب اليهود من أصل عراقي ممن هجروا في عام 1948 كتبوا بالعربية عن هاجس المكان العراقي وترجمت أعمالهم إلى العبرية والانكليزية .وهناك من هو عراقي وكتب بلغة أقليته كالسريانية والكوردية وترجمت أيضا إلى اللغة الانكليزية في اغلبها .
ولكن هذه التراجم لم تنتشر بمساحة الاهتمام ولم تشكل أي منها ظاهرة أدبية عامة بل بقيت حبيسة القارئ المتخصص والنخبوي .
وربما رواية مغربية واحدة قد تفعل فعلها في عالمية قصة بلادها أكثر مما يفعله مجمل التراث القصصي العراقي في هذا الجانب ، وذلك مدعاة حزن وألم أن يقبع الحكي العراقي في خانة الصدفة وعدم الجدية ومهما أرادت المؤسسات أن تضع لهذه الرؤية الحضارية المتميزة فأن الأمر يقف عن حدود تلكؤ المشروع والمسئول .
وعندما نرى مجلة جلجامش كواحد من تلك المشاريع الحضارية فإننا نرى أنها تترجم قصة واحدة في كل عدد شهري أو دوري ، ومساحة توزيعها محدودة وأعدادها قليلة وربما لاتسعى دار المأمون للترجمة المسئولة عن المجلة لتوزيع هذا المطبوع في أسواق الغرب الأدبية عن طريق السفارات والملحقيات الثقافية وذلك للعلاقة التاريخية المتشنجة والطاردة بين السفارات والثقافة.
وأنا شخصيا سألت الملحق الثقافي لواحدة من سفاراتنا العتيدة في الخارج .لماذا لاتقيمون أماسي أدبية وتصدرون مطبوعا دوريا .
كان جوابه : إن هذا ليس من اختصاصه . فعمله فقط هو تصديق الوثائق الدراسية وتنظيم أمور طلبة البعثات الدراسية .
ولأننا لانملك مراكزاً ثقافية ، وكان لنا مثلها في باريس ولندن ومدريد واختفت الآن بسبب اتهامها بدور مخابراتي وامني أيام صدام ، فلقد انقطعت الصلة بين وزارة الثقافة والعالم الخارجي .
وحتى معارضنا الخارجية التي يشارك فيها العراق ممثلا بدار الشؤون الثقافية لاتفعل شيئا يذكر ، وربما لمست هذا جليا في فقر العناوين المشاركة ورداءة جودة المطبوع أثناء زيارتي لمعرض فرانكفورت للكتاب عام 2009. وهالني ما رأيت من أن الفتاتين اللتين جلبتا من بغداد بإيفاد دسم لم يفقها أي معنى لثقافة التعريف بالكتاب العراقي للزائر الأجنبي ــ الألماني .
وربما بالكاد يتحدثن الانكليزية بكلماتها ركيكة ، ولم أجد غيرهن وقت زيارتي وكنت أتمنى حينها أن أجد الصديق نوفل أبو رغيف المدير العام لدار الشؤون الثقافية لأتناقش معه حول جدوى المشاركة بدون فعل مؤثر لدى شعب ثقافته صعبة ورصينة كالشعب الألماني حيث لم أر أي كتاب عراقي مترجم للألمانية والكتب تباع فقط لقراء عراقيين وعرب وربما ثلاثة أو أربعة من المستشرقين ومتكلمي العربية من الألمان .
والأدهى من ذلك إن الفتاتين ليستا صاحبتا اختصاص معرفي بل هما واحدة موظفة تدقيق وأخرى موظفة حسابات على ما أظن .
واكتشفت أيضا أن صرفيات المعرض العراقي كانت أربعة أضعاف صرفيات المعرض الإماراتي .
لكن المعرض الإماراتي كان بواجهة حضارية ومعرفية وتنظيمية تتفوق كثيرا على المعرض العراقي.
نعود إلى المقارنة بين عالمية القصة المغربية والقصة العراقية وبعيدا عن تأثير الجغرافية الحضارية في هذا الأمر فسأكون شاهد عيان للهوة الهائلة بين القصتين في جانبها العولمي .
في تموز 2006 زرت بيت الروائي المغربي المعروف محمد شكري الواقع في شارع تولستوي في مدينة طنجة برفقة واحد من أصدقاءه المقربين . وأثار انتباهي إلى وجود أربعين نسخة مترجمة من روايته الشهيرة ( الخبز الحافي ) وكل ترجمة صادرة بلغة حتى بعض الترجمات بلغات محلية فإضافة إلى إن الرواية ترجمت إلى كل اللغات الأوربية فقد ترجمت أيضا إلى الصينية واليابانية والكورية والتايلندية وهناك ترجمة مختصرة لها باللغة الكمبودية والفيتنامية واللاوسية.
هذا المثل يرينا القصور العولمي في مساحة انتشار القصة العراقية بالرغم من أن الأدب القصصي العالمي كان له التأثير الكبير في تطور الفن القصصي العراقي وتنوع التجارب الإبداعية للأجيال عديدة ابتدأت ملامحها من بدايات القرن العشرين وحتى اليوم .
وربما تكاد فترة السبيعنيات وتأسيس دار المأمون للترجمة والوارد من مطابع بيروت واغلبها في الإصدارات المترجمة الأثر الكبير في تطور هذا الفن في ملامحه وتجاربه الجديدة على مستوى الرواية والقصة .
وبالرغم من هذا في كلا الفهمين لعنوان الندوة الرصينة هذه .اختصر الأمر بأن أريكم وجهة نظر وخاطرة عابرة .وربما ضيق الوقت والمحدود من الكلام يوقفني عند فهم نشترك فيه كلنا من أن للترجمة الأثر الكبير في جعل القصة العراقية قصة كونية وليست قصة محلية .
وربما مثال غابريل ماركيز خير مثال عندما امتلكت قصته وروايته كونية أسطورية في عدد القراء على مساحة الكرة الأرضية كلها . وقد جاء من بلد تشكيلته الحضارية الحديثة هجينا بين الهندي الأحمر والأوربي وهو بلد ثلث أراضيه مزارع للحشيشة ومعامل الهيروين .وجزء من تركيبته السكانية تهيمن عليها عصابات تهريب المخدرات وبالرغم من هذا فأن قصته التي تدعى ( أثار دمك على الثلج ) والمترجمة في كتاب قصص عالمية صدر عن دار المأمون منحت الكثير من قصاصي العراق آفاق التخيل الجديد لبناء قصة ممتعة في حداثتها .
وطبعا كولومبيا التي منحت العولمة ماركيز والمغنية العالمية شاكيرا ليست بعراقة وارث تاريخ وحضارة العراق ونحن منذ أول الحكي صنعنا القصص الأولى من خلال أساطيرنا المدهشة ولكلنا توقفنا عن تصدير هذه الدهشة منذ احتراق أور وتهديم بابل ونينوى وحتى اليوم..
أقول إن العالمية لكي تسكننا تحتاج إلى رؤية ومشروعا حضاريا مدروسا.وليس لي سوى أن اصنع الأمل والتفاؤل من اجل هذا وأقول :أن غد لناظره قريب .!

دوسلدورف في 26 ابريل 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين ورومي شنايدر ....!
- المعدان* ورومي شنايدر ....!
- الصابئة المندائيون وأعيادهم ..!
- أور أول المدن المقدسة على الأرض....!
- مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!
- المعدان وبابا نوئيل ......!
- الأسكندر ومعدان سمرقند ...!
- الناصرية ...مدينةٌ يليقُ الغرام لها..
- المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!
- الثورة وشاكيرا …والقبلات.!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!