أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا















المزيد.....

فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميزت فعاليات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام، بإحياء الأمل. ثمة تفكير جديد وروح جديدة، وكل ذلك خرج عن المألوف، سواء لجهة الخطاب والشعار او لجهة الأساليب، وهذا يعود لتدخل الشباب المتأثر بثورة الشباب في البلدان العربية بتراث الثورة والانتفاضات الفلسطينية.
الفعاليات شملت فلسطين الداخل والخارج. فقد اعاد الشباب المبادر عبر الفعاليات المتنوعة اللحمة بين الداخل والخارج -المفتقدة - منذ العام 1993. ويمكن القول، ان الشعب الفلسطيني قدم في ذكرى النكبة تمريناً لافتاً ومشجعاً لوحدة الشعب ووحدة الحركة السياسية والوطنية.
والفعاليات أكدت تحالف الشباب العربي الجدي مع شباب وشعب فلسطين في اكثر من عاصمة ومدينة، فقد اعاد الشباب المصري والاردني والسوري واللبناني الترابط بين حرية الشعوب العربية وحرية فلسطين، بدأ الشباب المصري يتجاوز القطيعة التي فرضها النظام المصري السابق بين الشعب المصري والقضية الفلسطينية، انطلاقاً من التجربة المريرة التي اكدت استحالة صنع سلام مع دولة تخوض الحرب الوحشية وتندفع بقوة خلف أطماعها الكولونيالية الاستيطانية وتفرض نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني. كانت هذه المفارقة منتهية منطقياً ولم يصدقها الشعب المصري لأن السلام لا يتجزأ، وبدأت هذه المعادلة بالتفكك بفعل ثورة الشعوب العربية. بل يمكن القول لقد وَلَّى عصر نجاح اسرائيل في قطف ثمار "السلام" ومعاظمة ثمار الاحتلال والحرب في آن.
وعززت فعاليات الذكرى 63 للنكبة تحالف أصدقاء الشعب الفلسطيني في ايطاليا وفرنسا وتركيا وغيرها من البلدان التي باتت تضيق ذرعاً بالابتزاز الاسرائيلي لسياساتها الخارجية، ذلك الابتزاز الذي فرض عليها نوعاً من التعامل بمعايير مزدوجة مع الشرعية الدولية والقانون الدولي في كل ما يخص إسرائيل، تعاملاً يمس بديمقراطيتها وبهيبتها. وكان لمشاركة البروفيسور اليهودي الاميركي نورمان فنكلستين في الاعتصام الحاشد حول السفارة الاسرائيلية في القاهرة أثر رمزي مهم وكبير، فهذا العَلَمْ الأكاديمي الذي قضت اسرته اليهودية في المحرقة النازية رفض صراحة استخدام دولة اسرائيل مأساة عائلته ومأساة اليهود في صنع مأساة جديدة للشعب الفلسطيني، وفي استخدام المحرقة لتبرير الانتهاكات والحروب والاضطهاد.
توحد الشعب الفلسطيني على اهداف تنسجم مع الحقوق الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف وهي: إنهاء أطول احتلال كولونيالي في القرن العشرين وحتى الآن، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حق اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم من خلال تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 194، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة في الاراضي المحتلة العام 1967، وتحقيق المساواة للشعب الفلسطيني في مناطق 48. هذه الاهداف المشروعة والمقرة دولياً وعربياً وإقليمياً لا يمكن تجزئتها او وضعها في مواجهة بعضها البعض، او تحقيق هدف على حساب هدف آخر. انها رزمة من الاهداف التي تشكل الحد الادنى الوطني او "العقد الوطني" الفلسطيني الضروري لوحدة الشعب ولانخراطه الجماعي والمشترك في النضال من اجل تحقيقها. لقد نجحت منظمة التحرير قبل اوسلو في استقطاب اكثرية الشعب الفلسطيني على برنامجها او على ذلك العقد الوطني، لكن اتفاق اوسلو أدى الى فرط العقد الوطني والى انفصام اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب في الوطن والشتات.
الآن وفي عهد الثورات العربية وفي ظل تشكل نظام عربي جديد، انتهى عهد مقاربة الحقوق لتتلاءم مع ميزان القوى الامني المختل لمصلحة دولة الاحتلال الاسرائيلي. تلك المواءمة التي مست قضية اللاجئين - جوهر القضية الفلسطينية – واقتطاع اجزاء حيوية من اراضي الضفة تحت بند مبادلة أراض، ووصلت الآن الى الاعتراف بيهودية الدولة التي تعني شطب قضية اللاجئين ومعها شطب حقوق الشعب الفلسطيني في مناطق 48. ميزان القوى العسكري في عصر الثورات العربية هو جزء من ميزان القوى الاشمل، فثمة عناصر أخرى يأتي في مقدمتها إرادة الشعوب وقدرتها في الضغط على المصالح. تستطيع الشعوب الحرة ان تتدخل في استخدام الاقتصاد والثقافة والعلاقات السياسية والدبلوماسية.
إحياء الذكرى 63 للنكبة تمخض عن عقلية جديدة في طرح الاهداف بواقعية وبحزم وضعاً كلاً من التطرف والتهافت جانباً، عقلية تفكر في استخدام اشكال نضال سلمية غير نمطية. مسيرات شبابية سلمية نحو الحدود كانت تمريناً اولياً على مسيرات اكبر وأوسع نحو الحدود. إن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة التي عجز النظام الدولي والنظام العربي عن تلبيتها، انتقلت ومن المنطقي ان تنتقل مهمة تحقيقها الى المستوى الشعبي الشبابي الذي عودنا على إبداع اشكال جديدة. لم يعد اللاجئون الفلسطينيون معنيين بانتظار الوعود والمفاوضات التي لم تسفر إلا عن مزيد من المعاناة وعن تهديد بالشطب. منذ اندلاع الثورات العربية، دقت ساعة العمل في كل مخيم وبيت وزنقة، ولم يعد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس معنياً بقبول نظام الفصل العنصري الذي يتحكم في تفاصيل حياته.
ان الشعب الفلسطيني الذي بادر الى الانتفاضات والعصيان في ظل السبات العربي الطويل، لن ينتظر طويلاً قبل ان يحاكي الشعوب الثائرة والمنتفضة بانتفاضة جديدة ضد النظام الاسرائيلي الكولونيالي الاشد استبداداً. ولن تكون الشعوب العربية في هذه المرة متفرجة ومغلوبة على امرها ولن تسمح باستفراد الآلة العسكرية بالشعب الاعزل. لقد قدمت دولة الاحتلال نموذجاً لقمعها الدموي ضد المسيرات السلمية على الحدود اللبنانية السورية، فسقط جراء ذلك عشرات الشهداء والجرحى.
ومن اللافت للنظر انه يقف في صف الشعب الفلسطيني نخب أكاديمية إسرائيلية ويهودية، تساهم في تقديم وعي جديد يتولى عملية تفكيك الثيمات والاساطير المستخدمة لاضفاء الشرعية على المشروع الكولونيالي الاسرائيلي. يقف في مقدمة هؤلاء "إيلان بابيه" صاحب مؤلف "التطهير العرقي في فلسطين"، "وشلومو ساند" صاحب كتاب" اختراع الشعب اليهودي"، ومجموعة "روح جديدة" التي تضم نحو 50 من المثقفين الاسرائيليين الشباب ذوي الاصول العربية، هذه المجموعة تأثرت بالثورات العربية وطرحت دمج اليهود العرب او الشرقيين ضمن تاريخ المنطقة وثقافتها ويعتبرون الثقافة العربية جزءاً من هويتهم. بقي القول ان الزمن صار في مصلحة الشعب الفلسطيني بعد ان بدأت الشعوب العربية تسيطر على زمنها، منذ نجاح الثورة في مصر وتونس واندلاعها في اليمن وسورية وليبيا وووو لم نعد مستعجلين ….



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية
- القذافي هو المسؤول عن استدعاء التدخل الخارجي
- ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!
- القرضاوي عالم دين ام رجل سياسة؟
- مكانة الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني
- قمة بدون قاعدة....!
- الحريم.. صراع العقل والجسد
- انفصالنا عن الرموز
- جورج حبش.. حي في ذاكرتنا
- غزة الأبية.. تستحق محاسبة الذات
- فيلم مغارة ماريا..ثورة ضد المسكوت عنه


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا