أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأسكندر ومعدان سمرقند ...!














المزيد.....

الأسكندر ومعدان سمرقند ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 20:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأسكندر ومعدان سمرقند ...!
(( المعدان جمع (معَيدي ) والمعيدي غير المُعيدي وهو طائر جميل الصوت قبيح الصورة ومن هنا جاء في أمثال العرب قولهم (أن تسمع بالمعُيدي خير ٌ من أن تراه)..هذا يعني أن هذا المثل المتداول بين الناس والهدف منه الانتقاص من قيمة المعيدي هو لا يعنى فيه المعيدي كأنسان وأصل ونسب بل يقصد فيها هذا الطائر المسمى المعيدي ))..على هدي هذه الحكاية وهذا المعنى ، حاولت أن أعيد تكوين صيرورة هؤلاء الناس من خلال إحساس خاص اعتمد ليس فقط على ذاكرة التاريخ ،بل إن المعايشة والتجربة والمراقبة والبحث صنعت لدي كل تلك التصورات التي خلفتها برؤيا هي في تقديري عمل أدبي قبل أن تكون دراسة لتاريخ شعب ظل على مدى عقود يمسك أحلامه من خلال إحساسه بان الله خلقه لهذا المكان فقط.
فقد قدر لي أن أعيش معهم ردحا من الزمن في فترة عصيبة من حياتهم ، وما أكثر قسوة التاريخ على شعب يدرك فقط أنه شعب آت من حضارته البعيدة التي منحت العالم رسم الحرف ومعنى الكلمة ، وهم الشعب الوحيد في الكون من جعل الجواميس خيول معاركه وليس جياد الحرب التي ركبها قتيبة بن مسلم الباهلي وذهب بها الى سمر قند.وكنت دائما أضع قضاء الجبايش وهو واحد من أهم مدن الأهوار في مشابهة جمالية وروحية مع سمرقند المدينة الأوزبكية التي سحرت القائد المغولي جينكيزخان ، وظنها مفتاح الولوج الى العالم الجديد وامتلاكه ، عندما همس لقادته : إذا كنتم تحلمون ببغداد ، فعليكم أولاً بسمرقند. وتأمل الى وصف المؤرخ المغولي وحاكم بغداد بعد هولاكو عطا الملك الجويني في وصف المدينة يغنينا عن أي وصف آخر لها قوله :
((سمرقند أعظم بقاع مملكة السلطان مساحة وأطيبها ربوعاً ، وقديماً قالوا : أنزه جنان الله أربع ، وسمرقند أطيبها)).
صناعة المدن والأمكنة المتشابهة أمر ليس بسهل . أيتاليو كالفينو صاحب اشهر كتاب عن المدن المتخيلة يقول : عن صناعة مدينة مفترضة لواحدة كموجة في الواقع لابد أن ينال الكثير من الاسطرة .
وعليه فان جلب سمرقـند الى الجبايش يعني مفارقة غريبة ،فمن جاء بالأزوبك الى مدينة بني أسد وقرى المعدان الذين يطوفون بأخيلة الماء والنجوم كما تطوف الغيوم في كبد السماء ،فيما سمرقند لا تطوف فيها سوى زرقة الكاشان الذي يزين مآذنها وذاكرة تاريخ الأوزبك وهم يحلمون بالشرق الذي يرقد فيه أمام مذهبهم أبو حنيفة النعمان وبيت الله في نجد.
لهذا أتخيل أن سمرقند ثانية تطوف في أرجاء مكان تصبغهُ من كل جهاته اضوية اللازورد الأخضر وكتابات تتحدث عن سحر غامض لكنوز وامكنة كانت في يوم ما واحدة من اجمل أحلام الاسكندر الكبير. الذي غفت على كتفه الكثير من الأساطير ومنها ما كان يظنها هو أن جنوب بابل التي وصل إليها بخيول الرومان والإغريق والمقدونيين لعصية عليه بسبب أقوام البطائح والمياه المحصورة بين ضفتي دجلة والفرات ،وحتما كان يقصد المعدان.
ويبدو أن تصوير الشاعر الفارسي ( نظامي الكنجوي ) للأسكندر في قصيدته الشعرية النثرية والموسومة ( إسكندر نامه )الطويلة التي تحدث فيها عن مراحل حياة الإسكندر في صورتيه المفترضين ،تلك التي دونها التاريخ عنه بأسم الإسكندر المقدوني ،وتلك التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بأسم الإسكندر ذي القرنين بعد أن سأل عنه الرسول من قبل قريش وبإيعاز من أحبار اليهود . وفي نهاية فصولها الحكاية التالية عن الإسكندر وفيها ما اعتقده ربطا بالمكان واهله وخصوصيته قول الشاعر الفارسي الكنجوي :
(( ثم علم الإسكندر إنه وصل الى الأرض الظلام حيث يوجد ماء الحياة ، فأقترب من المنطقة ،وقابل الخضر ، فسار معه في الظلام وأخذا يفتشان عن ماء الحياة ، فعثر الخضر على عين ماء وشرب منها ، أما الإسكندر فقد تاه عنها وظل الطريق ، وظل يبحث عنها أربعين يوما فلم يعثر عليها ،فقفل راجعا الى بلاد اليونان )).
في تناص بنيوي تظهر هذه الحكاية ملائمة مع خصوصية المكان الذي عاش فيه عرب الأهوار ، حيث المكان ذاته الذي انطلق منه جلجامش للبحث عن خلود مفترض وصف بعدة أشكال ( تفاحة الحياة ،ماء الحياة ،عشب الحياة ، شجرة الحياة )، وربما يأتي شيئ من الربط في حكاية الشاعر الفارسي إن ثمة مكانا مقدسا يقع في الطريق الواصل بين مدينة الإصلاح ومدينة الفهود ضمن محافظة ذي قار / 360 كم جنوب بغداد .وناحية الفهود من أشهر مدن الأهوار التي يسكنها المعدان منذ البعيد تحوي مقاما يقدسه الناس ويزورونه في مواسم معينة يسمى مقام( الخضر حي الدارين ).
وربما هذا التناص في رؤاه البنيوية يقودنا الى تفكير آخر في علاقة الإسكندر في المكان الذي سكنه أهل سومر وهم سكان الأهوار القدماء وصانعو عصرها المجيد في سلالاتها الثلاث ، يقودنا الى شخصية الإسكندر ذي القرنين الذي ذكر في سورة الكهف وفي هذه الآية يصنع التناص وتقترب شيئا من الصورة عن المكان وخصوصيته ، فالإسكندر ربما وصل المكان وله مع المعدان جولات بالرغم من إن التاريخ لا يتحدث في هذا الأمر سوى ما تركته لنا رؤية أحد قادته الذين أرسلهم لاكتشاف المكان والسيطرة عليه وهذا القائد هو نيرخس. والآية الكريمة التي تحدث عندنا تلك المقاربة أو الظن هي (( وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى ، وسنقول له من أمرنا يسرا ( 88 ) ثم أتبع سببا ( 89 ) حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم تجعل لهم من دونها سترا ( 90 ).))
وربما يقترب القصد إن أولئك الذين تجعل لهم الشمس من دونهم سدا ،هم سكنة الماء الوفير الذين ينظرون في صباحهم الى أفق مفتوح لاينتهي ، حيث لا يسترهم حد فاصل أو جبل أو أي تضاريس طبيعية سوى الماء. فكانت الشمس بعض من سترهم الذي يحتمون فيه.....!
دوسلدورف في 16 ابريل 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية ...مدينةٌ يليقُ الغرام لها..
- المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!
- الثورة وشاكيرا …والقبلات.!
- عراق رومي شنايدر ...!
- قبلات وأساطير غرام وفتاوى....!
- مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!
- عولمة الديك والسعال الأبوي وهوشي منه ..........!
- ( مرثية الحميدية وطارق بن زياد )


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأسكندر ومعدان سمرقند ...!