أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر جميل - سجون العقل العربى














المزيد.....

سجون العقل العربى


بيتر جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 08:44
المحور: حقوق الانسان
    


يعانى العقل العربى على المستوى العام من بعض الامراض العضال التى تنتهك و تستنفز كل قدراته,تظهر هذه الأمراض بشكل أو بأخر فى شكل من اشكال السجون الافتراضية التى يحبس العربى فيه عقله بشكل مزرى فتجده يعانى من شيزوفرينيا شديدة الوضوح عند التعامل مع هذه السجون فهو من ناحية يرفض أى حديث عنها او تلميح بحجة انها تمثل مقدسات يصعب و يتعذر علينا البشر العاديين الخوض فيها و من ناحية اخرى فى احاديث ضيقة تجده يخوض فى تفاصيل هذا السجن كالعالمين ببواطن الامور ,فهو فى المشهد الاول يدعى الحياء أو حرمانية الحديث عن تفاصيل معينة تابوهية و فى المشهد الاخر ينزع غطاء الحياء نزعا تاما بل و تتضح بشده افة العربى حين تجده تارة يدعى الفهم الكامل لشىء معين و تارة اخرى يؤكد انه استلهم افكاره و استقاها من بعض المصادر الثقات و يجزم بأن كل ما اتى به لا غبار عليه وللأسف فى نفس الوقت لا يضيع وقتا فى تسفيه الاخر ورأى الاخر.


هذه السجون الافتراضية تكثر و تقل و تشتد و تلين وفقا لبعض المعطيات منها الظروف الاجتماعيه او الاقتصاديه التى تحاصر الفرد و تحدد ما اذا كان هذا الفرد سيجد وقتا اصلا لمحاولة التفكير و اعمال العقل فى بعض الشئون, أيضا تؤثر الخلفيات الثقافية و الدينية و اساليب تربية الفرد فى كيفية اتخاذ قرارات متصلة اتصالا مباشرا بهذه السجون المزعومه و تعطى مؤشرات و لو بسيطه على مدى تحرر الفرد.

عند التعاطى مع هذه السجون علينا دائما و ابدا ان نكون حذرين لأنها تمس اشياء تمثل-بدون مبالغه- كل شئ عند اغلب افراد مجتمعنا العربى -أو هكذا زعموا- و من ضمن اعظمها على الاطلاق هو الدين.
لا ينفك العربى و لا يتورع عن وصف من يتعرض للدين من قريب و بعيد بأبشع الالفاظ, فعلى سبيل المثال اذا كتب مفكر ما بحثا او دراسة عن صحابى ما و انتقده بشكل خاطف يتم توصيف هذا الرجل على انه هادما للدين و من ثم اتهامه بالكفر البواح,و مثال اخر اذا كتب احدهم كتابا او ما شابه يتعرض فيه لأباء الكنيسة الاوائل بدون إضفاء القداسة الكاملة عليهم يتم اتهامه بأنه يكره الاقباط و يضطهدهم وكأن الشغل الشاغل للمسيحى العربى هو الدفاع عن الكهنه و القديسين بدلا من البحث عن حقوقه المسلوبة.

أنا لا اعلم لماذا يصرون على أن يحدثونا عن آلهة لا تخطىء بل و تصيب على طول الطريق بل و اعلم ان جميعهم بشر يخطئوا و يصيبوا بل و يخطئوا اكثر نظرا لثقل الاعباء فهم لهم رسالة ما فى زمان ما و مكان ما أما قدسية الرسالة من عدمها فلا تعنينى انا و غيرى بل تحسب لهم اولا و اخيرا و ليس علينا.

ببساطة اعنى ان ندع للجميع الفرصة للتعبير عن الاراء بموضوعية و دون تجريح فلن يضير و لا دين ما سوف يعبر عنه هولاء,فإن اصابوا بكتاباتهم و افادونا يكون هذا خير لنا و لهم اجران و ان اخطاؤا فلهم اجر الاجتهاد و لنا ان نحاججهم اى نواجههم بالحجة و الدليل من دون دعاوى تكفير و حسبه و تهديد و وعيد.



#بيتر_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و الديمقراطيه
- هرطقه و رد اعتبار


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر جميل - سجون العقل العربى