أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - الهانم حرم الديكتاتور














المزيد.....

الهانم حرم الديكتاتور


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 22:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يقال وراء كل عظيم امرأة وكأن كل العظماء لو لم يكن متزوجين لما وصلوا الى مصاف الشهرة وطرقوا أبواب الصيت اللاذع ولكن أي رئيس جمهورية او رئيس وزراء او ملك غير متزوج من واحدة وربما اكثر اذ ليس هناك داعٍ لكي يبقى عازباً لأنه لن يرهق كثيراً ويبذل جهداً عظيماً في البحث عن شقة او وظيفة او سيارة أجرة تجعله يشقى في الشوارع ولا حتى عن بنت الحلال التي تقاسمه عرش السلطة وكرسي الحكم ذو العقد الطويل الأمد، فجميع الظروف مؤاتية ولاتوجد أية عوائق تقف في طريقه.
ولو بدأنا من أحبائنا رموز الأمة العربية الخالدة لوجدنا ان قائمة حرم الديكتاتور طويلة ومزدحمة بــ(الهوانم) الذين يديرون دفة الحكم من وراء الكواليس ويجيدون اسلوب تغيير الأسماء والوجوه بطريقة هستيرية ناعمة كنعومة الحرير ويضعون لمسات أصابعهم الشفافة على كل تغيير وزاري او قرار سياسي يتعلق بمصلحة البلد وعلاقاته مع دول العالم وفي أحيان كثيرة نجد ان حرم الديكتاتور تمارس سلطاتها وصلاحياتها على نساء البلد ابتداءاً من المرأة الغير متعلمة التي تسكن الأرياف وضواحي المدن الى المرأة التي كابدت الصعاب ونالت اعلى درجات التعليم وباتت تستحق ان تكون طرفاً في عملية البناء والمشاركة الفعلية في خدمة البلد الا ان الجميع يجب ان يخضع لإرادة حرم الديكتاتور لأنها تحمل فكراً ثورياً برائحة الزعامة والعقيدة الـ( ) لايختلف كثيراً عن إبداع الزعيم الذي افنى عمره في صياغة الأمن والسلم والرقي لبلاده وضحى بسنوات النضارة والشباب من اجل ان يعيش شعبه تحت خط الفقر ويبلل الخبز بدمعة عينيه.
في تونس الخضراء التي انتعشت بعبق الياسمين كانت (ليلى) حرم زين العابدين بن علي تمسك بعصا الحكم وتهيمن على مجريات السلطة في بلادٍ كانت فيه أيادي الحاكمين والمنتشين بهيلمان الزعامة تمسك على عيون المحكومين كي لايروا وعلى افواههم كي لايتكلموا.
الطرابلسي التي كانت مجرد(كوافيرة) فبل ان تخطف بن علي من زوجته الأولى وكان سمعها لايعرف سوى صوت(السيشوار) تحولت الى سيدة تونس الأولى والآمرة الناهية في بلد الشابي، وحقاً لها ان تتغطرس وتضع يدها على الكنز الذي امتلكت مفاتيحه فيما بعد وغرقت من أمواجه بلا حسيب ولا رقيب وجاءت بكل من يمت لها بصلة ووضعته في مراكز المال والسياسة.
قال عناه محمد الغنوشي إنها من كانت تحكم تونس في أواخر عهد بن علي وعرف عنها غطرستها المقيتة وفي فرنسا يرمز لليلى بثلاث كلمات Sechoir،Trottoir،Pouvoir بمعنى نفوذ، رصيف، سيشوار. ولولا ثورة الياسمين ماكان لجشع سيدة قرطاج ان يتوقف،فقد كشفت صحيفة(لوموند) الفرنسية عن خطة كان يعد لها لتولي ليلى الطرابلسي مقاليد الحكم مطيحة بزوجها في بداية عام 2013 في سيناريو يشمل الإعلان عن استقالة الرئيس لأسباب صحية والدعوة لإنتخابات عامة تمتاز بشفافية التزوير والتلاعب لكي تتوج ليلى برئاسة الجمهورية حيث يرشحها الحزب بعد ان ينظم مسيرة مليونية بتونس العاصمة تطالب بذلك.
وكأي زوج باع زوجته الأولى واستبدلها بـ(باربي) لعوب تصغره بعشرات السنين دفع بن علي الثمن غالياً وانتهى به الحال الى شخص يبدي الطاعة العمياء لزوجته دون ان يتفوه بكلمة.
إذن وراء كل حاكم ديكتاتور مستبد(عقيلة) تدفع به نحم مزيد من الإستبداد ونهب خيرات البلاد كي ترضي غرورها وجشعها، ترتدي أرقى الماركات وابهضها ثمناً، ثمن كفيل بستر عورة الأف العرايا، وتتزين بحلي قيمته ميزانية دولة وتقضي رحلات استجمام تكلفتها كفيل بعلاج الأف المرضى، وتضع في حسابها الخاص في بنوك سويسرا مايكفي لبناء العشرات من المجمعات السكنية.
وامام هذا المشهد الحزين للشعوب العربية تأتي حرم هذا الديكتاتور وذاك لتظهر على شاشات التلفاز كالملاك الطاهر وتوزع بسخاء الإبتسامات المقدسة على مرضى شبعى بالعلل والآهات في مستشفيات فقيرة تسكنها القطط ويلعب فيها المسؤولون كيفما شاؤوا، او توزع الدمى التي لاتسمن ولاتغني من بؤس للأطفال اليتامى ثم تعود لقصرها راضية مرضية بعد ان كلفت نفسها كثيراً واقتطعت جزءاً كبيراً من عمر التاريخ الوطني للبلاد لكي تقوم بهذه الأعمال الإنسانية العظيمة وعلى من تكرمت عليهم وشملتهم رعايتها(الحنونة) أن يكونوا ممتنين ويرفعوا أياديهم للسماء بأن يحفظ السيدة الأولى وان يطيل الله في عمرها لكي تستمتع بمال قارون ابد الدهر، ويبقى المظلومون يستظلون تحت فيئ جور الهانم التي حظيت بلقب(ديكتاتورة حرم ديكتاتور) وخلفها حكومة ظل من حريم الوزراء والسفراء وعشيقاتهم...واستبداد بلمسات أنثوية.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - الهانم حرم الديكتاتور