أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء














المزيد.....

قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء
لم نعد نصدق بأن زمن المكارم قد ولى مع دكتاتورية البعث حتى نفيق على مكارم جديدة يتكرم بها أُولي ألأمر والنهي في عراق ما بعد هذه الدكتاتورية البغيضة . وكما في المكارم السابقة ، فإن مَن يقوم بتقسيم هذه العطاءات الحكومية لم يضع امام عينيه إلا مصلحة الشعب والحرص عليه ، كما إدعى السابقون لهذه المكارم وكما يدعي اللاحقون منهم. المكرمة الحكومية للشعب هذه المرة ليست دجاجة بكاملها أو زيادة عشرة غرامات على مفردة الشاي في البطاقة التموينية أو ما شابه ذلك ، بل انها من نوع جديد لم تفطن إليه دكتاتورية البعث قدر فطنة قاسمي العطاءات هذه في العراق الجديد . فقد تكرمت الحكومة العراقية بثلاث ملاعب بكاملها ليصول الشعب بها ويجول ويصيح ويستغيث بكل قواه ومن الصباح حتى المساء وليواصل الليل بالنهار في إحتجاجاته تحت ظل الظروف الديمقراطية التي تكرمت بها عليه حكومته ، حكومة الشراكة الوطنية ، والكل أصبح اليوم يدرك جيداً ما الذي تعنيه مفردة الشراكة هذه . المهم في الأمر ان هذه المكرمة التي يتقاسمها الشعب بين الملاعب الثلاث ، الشعب والكشافة والزوراء ، لم تأت إعتباطاً ، بل جاءت وفق خطة مدروسة أخذت إحتياجات الشعب بنظر الإعتبار . وأول هذه الإحتياجات هي سلامة المتظاهرين ، كما أكد قاسم هذه المكرمة . نعم سلامة المتظاهرين ، ولكن لم يعط هذا القاسم سلامتهم من مَن ؟ فقد قال السيد القائد حفظه الله ورعاه " تحديد ملاعب الشعب والكشافة والزوراء في العاصمة لإقامة التظاهرات المرخصة بدلاً عن ساحتي التحرير والفردوس لتأمين سلامة المتظاهرين " إنتهى قوله لا فُض فوه . على ما يبدو فإن ساحتي التحرير والفردوس مليئتان هذه الأيام بشتى انواع المخاطر التي سيتعرض لها بنات وابناء الشعب إذا ما تظاهروا هناك . وبالرغم من أن السيد القائد قاسم هذه العطاءات والمكارم لم يتطرق في بيانه إلى نوعية هذه المخاطر في هاتين الساحتين ، فإنه راهن هنا على ذكاء الشعب العراقي الذي شخص وانتبه إلى هذه الاخطار منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي والتي تستمر بخطورتها حتى اليوم وستظل مستمرة إذا لم يوقفها قائد الشعب وحاميه . هذه الأخطار تجلت منذ ذلك الحين بالشعارات التي طرحها الجياع في بلد الغِنى والفقراء في بلد المليارديرية والعاطلون علن العمل في بلد المشاريع الكارتونية وأرامل شهداء الحركات الوطنية ضد دكتاتورية البعث في بلد خلفاء البعث في كل شيئ إلا في الإنتماء لحزب البعث. الشعارات التي ملأت الأجواء صارخة بأن " نفط الشعب للشعب مو للحرامية " والخوف على الشعب المقصود منه هنا من هؤلاء الحرامية الذين لم يستسيغوا سماع مثل هذه الشعارات فقتلوا ما قتلوا وأصابوا ما أصابوا واعتقلوا ما اعتقلوا من المتظاهرين الذين يحرص قاسم العطاءات والمكرمات الجديدة على حمايتهم من حرامية النفط . ولكن المضحك في هذا الأمر ان هذا السيد الوهاب ربط كثيراً من الأمور التي لا علاقة لها بحماية المواطنين المتظاهرين لتبرير مكرمته هذه بإهداء ثلاثة ملاعب بكاملها إليهم . فقد ذكر ، حفظه الله ، " ولضمان عدم غلق الطرق والجسور " . ولا من عاقل يجد مبرراً لغلق الطرق والجسور امام 250 أو 350 " مكموع " في مدينة كبغداد بمساحاتها الشاسعة وملايينها المتعددة . فحينما يذكر هذا القائد " أن الجُمع الأربعة الماضية كان عدد المتظاهرين بين 250 إلى 300 أو 350 " فإن مثل هذا العدد لا يمكن ان يشكل أي عائق امام حركات المرور ، خاصة إذا ما كان تجمع هؤلاء المتظاهرين في منطقة محدودة ومحاطة بكل وسائل القمع والتفريق كساحتي التحرير والفردوس التي تبدو لناظرها اليوم كقواعد عسكرية أكثر منها ساحات شعبية ترفيهية . إلا ان الحرص الشديد على الشعب دفع بقيادة الشراكة في أمور هذا الشعب وخيراته إلى عدم ترك اية وسيلة يمكن من خلالها جعل تظاهراته المُرخصة طبعاً في مأمن من حرامية النفط وسارقي قوته الذين لا يستسيغون سماع هذه الأصوات وسط مدينة بغداد وفي ساحتين من أشهر ساحاتها .
والأمر المضحك الآخر الذي تفتق عنه ذهن السيد القائد قاسم العطاءات هذا قوله " أن القرار جاء ايضاً تلبية لمطالب التجار الذين تغلق محالهم بسبب ذلك " . ولابد من وقفة هنا مع هذا القول الذي يبدو وكأن قائله لم ير شوارع واسواق بغداد ومحالها التجارية في أيام الجُمع التي جعلها الكثيرون أيام راحة ولم يعتبروها من ايام العمل التي يمكن ان تدر الربح الكثير على مزاولي العمل في مثل هذه الأيام . ثم ما قيمة 350 شخص على الأكثر ، هذا العدد الذي سجله القائد بالتمام والكمال ، امام الحشود التي تتواجد يومياً في اسواق بغداد كالشورجة وشارع الكفاح والميدان وشارع الرشيد وشارع السعدون وغيرها في مناطق بغداد المختلفة التي تعج يومياً بالآلاف من الناس .
إن الشعب العراقي إذ يشكر قيادته على هذه المكرمة الجديدة فإنه يعاهدها على المضي في ترديد صيحات نفط الشعب للشعب مو للحرامية ، هذه الصيحات التي سيسمعها حرامية النفط حتى لو انها إنطلقت من الملاعب وليس من الساحات . وكما نعيش اليوم احدات الساحات السياسية التي حولنا ، فإن اصوات الشعوب ستظل هادرة تهز مضاجع الحرامية واللصوص بأي جبة تجلببوا ولأي حزب إنتموا واينما تحصنوا.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصداء العيد السابع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي
- التحرك الجماهيري في العراق ... أصالة مُتوارَثة
- المناضل الأممي عبد الله أوجلان في شارع المتنبي
- السقوط في مستنقع العداء للشيوعية
- حينما تتحول القمم إلى قمامة
- عنجهية المجرمين
- تاء التأنيث أللعينة ...
- التيار الديمقراطي العراقي بين الشك واليقين
- بحث البطون وبحث العقول
- خطاب العقل وخطاب القتل
- اليعقوبي يفتي لنفسه
- نعم...نحن بعض المأجورين...فمَن أنت يا رئيس مجلس محافظة بغداد ...
- قوانين الدكتاتورية في خدمة ديمقراطية الملالي
- فرسان جُدد لحملة قديمة ...
- الأعراب أشد كفراً ونفاقاً (التوبة 97) وعائض القرني خير مثال ...
- صورة واحدة لطا غيتين
- ايها الكورد ...البعثيون قادمون لكم ، فتأهبوا لأنفال جديدة
- المقصود كان عيد الأضحى .... إصبروا فالعجلة من الشيطان
- شيئ من الفلسفة ... فلسفة المرأة مثلاً
- الدولة الدينية دولة دكتاتورية شاءت ذلك أم أبت


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء