أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر














المزيد.....

مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فى واحدة من أكبر الكوارث التى يمكن تخيلها تقف اليابان الآن، كارثة لا أستطيع التوقف عن مقارنة واقعها بواقع عالمنا العربى ولأكون أكثر تحديدا سأقول واقعنا المصرى. مقارنة ليست عادلة لا لليابان ولا لمصر. فاليابان تشهد كارثة لم تشهدها مصر بدورها، وغير عادلة لمصر لأن ما تنقله الصور يعبر عن عالم أخر يختلف كليا عما نعرفه فى منطقتنا وفى عالمنا وأقليمنا الشرق أوسطى

فالقول بأن اليابان تواجه زلزالا ليس دوما خبرا تتهافت عليه الصحف ووسائل الإعلام كما يحدث الأن، والقول أن اليابان تقدم مساعدات لدول تواجه زلزال كان خبرا عاديا يحدث بشكل متكرر وفى كل كارثة مشابهة وهو ما ينبع من حقيقة أن اليابان دولة تواجه الكثير من الزلازل فى العام، وهو واقع جعل الخبر شبه عادى وجعل خبرة اليابان فى التعامل مع الحدث أمرا مميزا. ولكننا نتحدث فى زلزال اليابان ٢٠١١ عن واقع مختلف، نتحدث عن زلزال يدعو اليابان لطلب مساعدات دولية، وواقع يجعل حدث زلزال فى اليابان محل اهتمام وسائل الإعلام المختلفة

تلك الصورة ليست فقط هى التى أقف أمامها، وربما ليست أيضا صور الدمار الممتد والذى لم تتضح كافة أبعاده بعد، وليست صور تعدد أبعاد الكارثة ما بين زلزال وتسونامى وما بينهما... كل تلك الصور تظل مهمة، وتظل مطروحة للنقاش والتساؤل حولها وحول اليابان ما بعد كارثة زلزال ٢٠١١ ولكن سأقف هنا عند صور تبدو عادية فى سياقها اليابانى وضخمة للغاية فى عالمنا.. صور تتعلق بما يهمنى دوما بشكل شخصى، صور تتعلق بالبشر، تلك الصور هى محور التعليق الأول عن زلزال ٢٠١١


ربما يكون ترتيب الحدث غير مناسب، ويكون الأفضل أن أبدا بالكتابة عن ضخامة الحدث، وأبعاده المختلفة، ولكن لأن الصور هنا تتحدث عن البشر، ولأن البشر هم أساس اختلاف اليابان ومحور كل ما يخصها، أبدأ بملاحظات سريعة على الكارثة عبر تلك الصور

الصورة الأولى: الإنسان أولا
هل هو شئ غريب لتلك الدرجة؟ أليس الطبيعى أن يكون الإنسان أولا وأخيرا فهو الهدف والوسيلة، وأليست القوانين والمواثيق تقر بتلك الحقيقة؟ الإجابة نعم ولكن
القوانين تقر فى عالمنا ولكن القوانين تقر والواقع يتحدث فى اليابان. خطاب رئيس الوزراء يتحدث عن المواطن أولا، ضرورة حماية البشر والحفاظ على الهدوء وروح التعاون والتضامن اليابانية.. يتحدث ويتحرك بمؤسسات الدولة من أجل عمل ما يلزم ليس من قبيل المن ولكن من قبيل الدور والمسئولية المفترضة
الإعلام يغطى صور للبشر فوق أسطح المنازل وهم يلوحون بالمظلات وغيرها من أجل جذب انتباه طائرة لتنزل لإنقاذهم، واقع تمنيناه كثيرا فى كوارث أقل حجما ولكن ظل ضحية للفساد

الصورة الثانية: الكل يعمل معا
رئيس الوزراء والطاقم الوزارى وغيره من المسئولين يظهرون فى ملابس بسيطة موحدة بين معظم الأشخاص وتشبه ملابس العمل، أو بمعنى أدق ما يسمى "بعفريته" العمل، تلك التى يرتديها العمال كجزء من واقع يؤكد فيه أنه جزء مما يحدث وليس فى حدث رسمى يحتاج إلى رباط عنق وبدلة رسمية. صورة جذبت انتباهى بشدة، وعندما سألت قيل أنها عادية فى كل أزمة أيا كان القطاع حيث يخرج المسئول مرتديا زى العمل فهو فى مهمة عمل حتى تجاوز الأزمة وليس كمسئولين كثر يخرجون علينا مبتسمون وسط الكارثة

الصورة الثالثة: الكارثة كبيرة والطبع غالب
مشهد لا يمكن أن ينسى مهما مر الوقت، مشهد خاص ويعبر عن فارق ضخم فى العقلية التى تحكم السلوك. فالزلزال الذى تجاوزت قوته الثمان درجات بمقياس ريختر (٨.٨ درجة وفقا للمصادر اليابانية) لا يمكن تجاهله فالجميع شعر به فى المناطق المصابة وفى طوكيو العاصمة والمناطق المحيطة، حدث قد يدفع البشر إلى الخوف والهلع والتصرف بدافع غريزة البقاء وتحت دعاوى الحفاظ على الحياة. حدث قد يفهم منه أن يتدافع الجميع للفوز بفرصة نجأة مما هم فيه من خلال الحصول أولا على الفرصة المتاحة للعودة للمنزل أو الحصول على المياه أو الغذاء التى تعرضت للنقص فى بعض المناطق المصابة بشكل مباشر بالزلزال و/ أو التسونامى. تلك وغيرها قد تكون صور متخيلة ومحتملة لمواقف مشابهة لما يحدث فى اليابان ولكنها فى تفاصيلها قد لا تحدث فى الواقع كما تحدث فى اليابان

فالشعب اليابانى المعروف بالنظام لم يخرج عن تلك الصورة النمطية، مشهد الطوابير المنتظرة لركوب الأتوبيس أو الحصول على الماء بعد انقطاعه فى عدة مناطق مشهد لا يمكن نسيانه، أشعر اننى فى حاجة لمقارنته بصور التدافع فى رمضان على سيارة أجرة أو أتوبيس عام فى شوارع القاهرة وشتان بينهما رغم فارق الخطر والتهديد القائم ضد الفرد والحياة

مشاهد تستدعى للذهن صور متعددة، لماذا لم يخرج من يسرق تلك المحلات أو يرتكب الجرائم مستغلا للحدث؟ لماذا لم يتجاوز الناس فكرة الصفوف والنظام رغم احساسهم بالخطر؟ لماذا كلمة تلح كثيرا والإجابة واحدة أنها العقلية والآلية التى تدار بها الدول والمجتمعات

عندما يتعامل النظام على أساس أن الشعب هو الأساس وهو الهدف والوسيلة تتضح العلاقات وتستقر الأدوار، لا يملك أحد أن يغير شعار فيغير دوره من حماية الشعب للإعتداء على الشعب، لا يملك أحد أن يجعل مسمى الوطن فوق الجميع عامل لتهديد أمن الجميع، لا يخاف أحد من الدولة ولا تخاف الدولة كنظام وحكومة من المواطنين فتنسجم العلاقات

على الجانب اليابانى فأن تلك تلك الصور هى التى تطرح نوع من الثقة فى الغد فى أشد لحظات الكوارث، فشعب استطاع أن يرتفع من وسط دمار الحرب العالمية الثانية قادر على تكرار المعجزة لأنه عرف أن البشر هم الأساس

وفيما يخصنا من الصور فأن أشياء كثيرة تستحق الذكر فى المشهد الكلى ولكن المشهد الجزئى يعبر عن الكثير من الصور التى نرجو أن يكون لدينا يوما النظام القادر على بناء واقع ينتج تلك الصور فهل يتحقق الرجاء يوما أم يبقى حلما



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...
- على هامش الثورة المصرية (١٤): مصر تريد رئيسا.... ...
- على هامش الثورة المصرية (١٣): مصر والثورات العرب ...
- على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح و ...
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...
- على هامش الثورة المصرية (١٠): المواطن المصرى وفو ...
- على هامش الثورة المصرية (٩): قالو وقلنا
- على هامش الثورة المصرية (٨): فى العالم العربى
- على هامش الثورة المصرية (٧): قائمة الشرف والعار: تصور ...
- على هامش الثورة المصرية (٦): تعليقا على خطاب العفو وال ...
- على هامش الثورة المصرية (٥): مشاهدات البشر على الفيسبو ...
- على هامش الثورة المصرية (٤): عالم من علامات التعجب
- على هامش الثورة المصرية (٣): كلمات شكر واجبة
- على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة
- على هامش الثورة المصرية (1) استعادة الجماهير للسيطرة على الش ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر