أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميسون نعيم الرومي - عراقيّون عالقُون في { الزنگة }















المزيد.....

عراقيّون عالقُون في { الزنگة }


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 03:10
المحور: كتابات ساخرة
    


كل حكومات دول العالم هبـّت مذعورةّّ لإنقاذ أبناء لها عالقين في دولة رعب مغسولة حكومتها من قيم الحياة والدين والاخلاق , لاتردعها قيماً انسانية , فقد خلقت مجردة منها , لا ضمير لها ، إذ هرب من وجدانها يوم توليها على رقاب شعب جائع منكود , نشرت ولم تزل تنشر الموتَ ، والدمارَ في كل زاوية وفي كل بيت وفي كل { زنگــَـة } ، وكل درب ، ومدينة بلا حساب يطالها , ولا رادع يردعها تنتعش بسفكها دماء شبيبة بيد حفـنة من مرـتزقة دُفـعـَـت أجورهم من قوت الشعب الليبي .
تغاضى دعاة الديمقراطية ، من الذين نصّبوا أنفسهم حماة للعالم ، عن محاسبة الدول التي تصـَدّر هؤلاء المرتزقة، الذين يقبضون الدولارات في سوق النخاسة, لكي يرتدعوا ويعودوا الادراج الى الجحور والحفر ، والتي هي مستقرهـم ، الذي خرجوا منه.. ليعودوا إليه .
حكوماتُ رجالاتها أوغاد متوحشين ، غاشمين ، سفـّاحين ، يمشون عميان البصيرة والقلوب ، متخبطين على أجساد تكدست موتا ، لشبيبة أبطال ، هم حاضر الشعب ومستقبله .
توهـّم الطاغية المأفون , المدمن على حبوب الهلوسة ، المتخـَم بها جسمه , لتوهمه أن ذبح الشبيبة سيكون قربان لديمومة حكمه ، ليبقى ملتصقا بكرسيه المنخور الايل الى السقوط حتما ، ولكن هيهات وألف ألف هيهات ، فلقد عجزت الانظمة النتنة الحاكمة من قبله بمصادرة حق الشعوب في حياتها وتقرير مصيرها . يوم صارت كل قطرة دم من دماء أبنائها شعلة غضب تنير الدرب للجماهير ، ونار تحرق عروش المجرمين الفاشست ، سارقي ثروات الشعوب وسالبي حقه في الحياة

كل حكومات دول العالم تحركت ضمائرها ، وسعت بكل امكاناتها لانقاذ ابنائها من اتون المحرقة الرعناء إمتثالاً لأحكام دساتيرها , فارسلت الطائرات والبواخر و وأصدرت التعليمات بكيفية المغادرة من الأجل المحتوم .

أما الدول الاخرى التي لاتملك الكثير فقد استنجدت بمن يجيرها لمساعدة شبيبة دولها التي دفعها العوز , وارغمتها ظروف قسرية خارجة عن ارادتها واجبرتها على الابتعاد عن فلذات اكبادها وتحمل ويلات الهجرة المرة المقيتة من أجل لقمة العيش : { شيجـَـرعك المـُر غير الأمر منـّـه }

حكومات دول العالم قد هبت وبكل طاقاتها ، مفزوعة لانتشال العالقين من ابنائها.... الا انت يابلدي ... لقد نسيت ان لك ابناء في ليبيا كباقي شعوب العالم... يتطلعون الى اليد الرحيمة الأمينة التي يحلمون ان تنتشلهم واطفالهم من خطر الموت , فلم يجدوا الا السراب ... ثـم السراب

يابلدي المنكوب.. ابناؤك تائهون في كل مكان , فروا بارواحهم منذ عقود.. وعقود, يوم اعتلى مجرم دكتاتور دفة الحكم , فانتهك ارضك الطاهرة الثـَكلى بويلات الماضي , ودنس ترابك الشريف باجرامه وفجوره , وحكم بالحديد والنار وبالمقابر الجماعية ، وبسلخ الجلود وبطرق اخرى لاتعد ، وتصفيات لن تحصى .

فرض حكمه الدموي على أرضك السابحة على بحر من الخير والعطاء ، ترملـت النساء ، فجعت الامهات واكتوت ارواحهن بنار فراق أحباب لهن ... عندها تعطلت لغة الارقام ... موت بلا عـد ولا حساب ، بل ولا إحصاء . شبيبة يدفعهم دعاء قلوب أمهات للهروب من موت محتوم على أمل قرب عودة الى الديار.. تفرقوا كل في طريق ودرب وصوْب .. منهم من ابتلعته مياه بحر هائج , فضاع اسمه ، وماتت كنيته ، فلم يدرج إسمه في قائمة الاسماء .

واخريحلم بقرب انتشاله من انياب العوز ولوعة الانتظار في دول الجوار ،
فضاعت الأحلام ، وتبددت الآمال لتصبح جمرة تحرق الروح ، وتلسع الوجدان , سكت الكلام وتوقف عند كلمة عسى ان تفتح باب وطن يستضيفه واطفاله الذين ولدوا به كهول ، وعاشوا فيه شيوخ

آخرون وصلوا الى ديار ضنـّوها دار الامان بعد معاناة ، ومعاناة ، ولكل منهم قصة وصول , يشيب لها الوليد , وتقشعر لها الابدان , ويحتاج توثيقها الى مجلدات تلو مجلدات... تنفسوا الصعداء على أمل ان ينعموا بدفىء حياة تخفف بعضا من معانتهم المريرة وتفتح لهم باب غد مشرق ... بقوا يحلمون بيوم قريب للعودة إلى وطن اجبروا على مغادرته ... فيا للوعة الفؤاد ... مرت تحمل احزانهم الايام والسنون دون رجاء فانطفأ شعاع الضياء ، ومات نور الأمل ، فعزموا على البدء من جديد للسير مع ركب البلد , ولكن كيف ؟ والوطن وشـْـمٌ في الروح والوجدان والفؤاد

ومضت الايام , و جاءت الايام ، وسنين تفترس السنين ، والعمر مستباح ، وهم في مكانهم يراوحون... شهادات دفعت من اجلها زهرة العمر وعنفوان الشباب ... تراكم عليها غبار الدهر ومعاناة الزمن ، ولوعة الايام.. انتظار مرّ طويل حصد احلى ما في العمرمن سنين حتى ياس الانتظار من الإنتظار, ومل الصبر من الصبر ... بهت لون شهادات علومهم ، فتحولت حروفها وارقامها الى كلام غير مفهوم كلغة البلد الجديد التي تعلمها الاولاد ، فضاعت لغة التفاهم والانسجام بين افراد العائلة الواحدة ، و{ تعطلت لغة الكلام } ، وغزت الغربة القلوب والبيوت .

خبْـرات ، وكفاءات ، ومعارف وسيول من العلم والعطاء ، وُئدت بهدوء مقيت ، وبتعاقب ايام العمر التى مرت ثقيلة يزينها بكاء صامت ، ويفترسها أنين مكتوم تحول الى يأس وقنوط ، فترك جرح ينزف دما يتسرب قطرة اثر قطرة الى روح موجوعة يزيدها لوعة ، ذل الحرمان ، و حرقة القنوط .

آه ... يابلدي.. ياحبيبي ... هل نسيت ان لك ايضا ابناء كباقي الأبناء ، عالقون في أتون محرقة ليبيا الـگذافي ، منسيين يتطلعون الى من يجيرهم وينتشل اطفالهم ، وينقذ عوائلهم ليسير بهم الى بر الأمان .

اوليس الأجـدر بحكومة ساكني المنطقة الخضراء ان يقوموا بواجبهم لنجدة عوائل عراقية ، ويلتزموا بنصوص الدستور.. أليسوا هم موظفين لدى هذا الشعب ؟ ولكن كيف يقوم هؤلاء بذلك وقد حجبت اسوار المنطقة الخضراء عنهم رؤية حقوق الجماهير المشروعة ، التي يجاهرون بمجيئهم من أجل تحقيقها
واصبحوا يعيشون في برج عاجي سوف يملهم يوماً، يوم تحتج عليهم حتى جدران منطقتهم الخضراء .
ألم يحن الوقت بعد ؟ وبعد مرور ثماني سنوات عجاف ، الشروع بتوفير أبسط حقوق الشعب في العيش الكريم ؟
ألم يحن الوقت بـعـد لتنقذواالعراقيين المظلومين من مخالب الموت في زنـْـگـة ليبيا ؟؟؟ هل لديكم وقت ؟

رحم الله شاعرنا المتنبي حين قـال :
رماني الدهـر بالأرزاء حتى ـ فؤادي في سهـام من نـبال
فصرت اذا أصابتني سهام ـ تكسرت النصال على النصال
سـتـوكهـولــــم
3 / 3 / 2011



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 آذار تاريخ و طمًوح
- شَبيبَة ٌتَصنَع التأريخ
- الشعب يُريد ...إسْقاط الْنظام
- عَلامَ السكوت ؟
- بغداد لا ... ولن تَموت
- شباب مصر شعلة وضاءة تنير درب الشعوب
- الى متى يابلدي....الى متى حبيبي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميسون نعيم الرومي - عراقيّون عالقُون في { الزنگة }