أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها














المزيد.....

في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على ما يبدو أن كل هذا الهدر في الشارع العربي لم يلامس أسماع فضلا عن عقول الكثير من النخب الحاكمة وأدواتها في تلك الأوطان ، حتى وهو قد زلزل عروش الكثيرين منهم بل وأطاح بها ، فعلى ما يبدو أن ثمة سمة فارقة في سيكولوجيا الحكم العربي هي أن الحاكم ما دام على الكرسي فهو لن يصدق أن قوة - حتى قوة الله جلت قدرته - يمكن لها أن تخلعه عنه حتى يجد نفسه مخلوعا فعلا.

فمن لاحظ ردات الفعل على الجماهير الغاضبة في تلك الأنظمة التي ما زالت تترنح يتأكد من هذه السمة ، حيث التطابق الكبير في ردات الفعل والخطابات ، وكأنما كل هذا الهدر هو بالنسبة لهؤلاء مجرد هذر لا يعنيهم بشيء ، وهو بالكاد يلامس صيوان الأذن الخارجية ويرتد عنها سريعا !

ثمة من يريد الناس رغما عنهم أن يكتبوا بالدم على الجدران ويصرخوا : الشعب يريد بهدلة النظام في الشوارع بدلا من إن يكتبوا بالقلم ويحصلوا على ما يطالبون بأسلوب حر متحضر . حتى والنظام يعرف أن الشارع هو آخر المشوار وأن الوصول للشوارع يعني الوصول لنقطة اللاعودة . مع ذلك يراوغ ويضطر الناس على ذلك مرغمين.

لا يمكن لمن شب على شيء إلا إن يشيب عليه..ومن اعتاد الاجتراء على شأن وإن لم يكن من حقه ، فهو يحتاج لقوة تكبحه وتعينه على الفطام عن ذلك وإلا فلن يمتنع أبدا .. وهاهي قوة الجماهير في الشارع العربي تـُسمع إلا من أبى واستكبر وكان من الفاسدين. ومعظم الأنظمة العربية هي من هذا الصنف الأخير.

نقول هذا ونحن نشاهد شكل ردود الفعل المتشابهة والمكررة لدى الأنظمة التي تواجه رفضا ومقاومة شعبية .. ونقوله ونحن نستمع - على سبيل المثال - لمدير أمن البحيرة في مصر حتى بعد أن أطاحت الجماهير الغاضبة برأس النظام وهي في سبيلها لدحرجة بقية الرؤوس ..مع ذلك ما زال ذلك الضابط الجاهل يستخدم نفس اللهجة والخطاب وكأن كل هذا الذي حدث عدّى عليه ولم يُسلم :

http://www.youtube.com/watch?v=yxziuBBUA84&feature=player_embedded

ما يدل على أننا بحاجة لنضال معرفي ثقافي طويل ينير عقول هؤلاء ويفهمهم ما هو وضع ووصف الهيئات الحاكمة بالنسبة للأمة .. ومن هو السيد منهم ومن هو التابع ..من هو صاحب الشأن ومن هو المستخدِم ومن هو المستخدَم ؟

إننا في العالم العربي بحاجة لمثل تلك القوة الكابحة .. وحيث أن كل شيء يبدأ من الثقافة وطريقة التفكير ، وأنه : "كما نفكر نكون" لذا فإننا بحاجة لإعادة توصيف وتصنيف شكل العلاقة بين الشعب وسلطاته في الأدمغة والأذهان أولا ، ولا أقول بين الحاكم والمحكوم فتلك ثنائية وتسميات يجب أن تنتهي وتلغى من الخطاب ..بل هي قد انتهت فعلا مع هتافات الجماهير الثائرة وغدت وراءنا .. فلا الشعب محكوم بل هو الأمة التي هي مصدر السلطات ، ولا الهيئة التي تدير وتدبر شؤونه بتفويض منه هي " حاكم " بالصورة العالقة في الأذهان والتوصيف التقليدي للحاكم في الذهنية العربية.

ويتضمن ذلك إعادة تعريف السلطة تعريفا محددا وواضحا بصفتها كما أسلفنا "إدارة مفوضة ومكلفة من قبل صاحب السلطات وهي الأمة تفويضا موصوفا بكيفية محددا بزمن مقيدا ومراقبا بآليات يتضمنها ذلك التوصيف .

يجب أن تنتهي وتتنحى علاقة التبعية والسيادة التي تصف الحاكم كسيد ومتبوع والشعب كمسود وتابع أو راع ورعية .. والتصرف بوحي من ذلك الفهم بحيث يصور ويُقدم الهرم مقلوبا ، لصالح توصيف وتعريف جديد لعلاقة أخرى مختلفة ، فيها الشعب هو صاحب الشأن والولاية بينما أدوات الحكم والسلطة هيئات مفوضة من قبله .. تابعة له كما وصفنا .. هو صاحب السيادة وهي من تستمد منه تلك السلطة والسيادة المحدودة بوصف والمحددة بوقت.

إن من تعود أن يغصب الإرادات ويصادر حقوق الناس بغير شرعة ولا حق ، ويرغمهم على السكوت عن شره وموبقاته فلن يكف عن ذلك إلا بقوة تكبح جماحه وتفطمه عن كل ذلك .. وهي مهمة ليس بالسهلة بعد أن تعودوا أن كل شيء مباح لهم حلال عليهم .. وأن الحلال الوحيد لسواهم هو الرضا والسكوت والدعاء لهم ومدح مقاماتهم السنية .

إن هذا التوصيف وإعادة تحديد وتعريف العلاقة وأطرافها وترسيخ ذلك في الوعي والثقافة هي القوة الكابحة التي تحول دون مثل ذلك التغول السلطوي . حينما يُعرَّف الرئيس أو القائد بصفته مواطنا منتدبا ومكلفا بمهمة ومخولا بسلطة تساعده لأداء المهمة ، سلطة مفوضة له من الأمة ، مصدر السلطات ، مقيدة بشروط ومحدودة بزمن وموصوفة بكيفية.



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد أمة واحدة
- تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها