أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فؤاد ابو لبدة - سيناريو امريكي غير مستبعد















المزيد.....

سيناريو امريكي غير مستبعد


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 09:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مفارقة عجيبة ومستغربة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي والأوروبي تجاه الثورة الليبية وما سبقها من ثورتي مصر وتونس , ففي الوقت الذي صالت وجالت به الإدارة الأمريكية وأوفدت مبعوثها الخاص فرانك بيزنر علي عجالة لتدارس الأمر ونقل وجهات النظر ما بين اوباما ومبارك عبر زيارات مكوكية من واشنطن للقاهرة وكذلك زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولين لنظيره المصري الفريق سامي عنان وزيارة الأخير لواشنطن ولقاؤه بمسئولين في الإدارة الأمريكية , ناهيك عن الاتصالات الهاتفية المباشرة ما بين واشنطن والقاهرة وخروج اوباما في اكتر من مؤتمر صحفي قبل وبعد خطاب مبارك وكذلك قبل وبعد خطاب عمر سليمان يطلب فيه بالتسليم السلمي للسلطة وبمفردات قطعية غير قابلة للاجتهادات فهو كرر مرارا وتكرارا كلمة الآن وعاد ليؤكد انه قصد بكلمة الآن يعني فورا , وكذلك التصريحات النارية التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بثورة مصر .
من المؤكد ان النظام المصري السابق بما كان يشكله من وزن وثقل سياسي ودور محوري هام وبوصفه أيضا اكبر حليف استراتيجي للولايات المتحدة استدعي أن تستنهض الآلة الدبلوماسية وتتحرك بها بشكل سريع لتحدد معالم وطبيعة الحياة السياسية لمرحلة ما بعد مبارك وخصوصا إن النظام المصري السابق تربطه علاقات سلام مع إسرائيل بوصفها اكبر مصلحة أمريكية في الشرق الأوسط وكان حري علي الإدارة الأمريكية أن تطمئن علي مستقبل تلك المصلحة , و صاغ اوباما مبرراته للتدخلات في الشؤون العربية الداخلية تحت شعار الديمقراطية وإطلاق الحريات واحترام إرادة ورغبات الشعوب في التغيير والتطلع لتحقيق الآمال والتداول السلمي للسلطات , تلك الشعارات التي تسلح بها ممثلي السياسات الخارجية في البيت الأبيض لم نجد لها أي ترجمة أو أي تداول لما يدور الآن في ليبيا ولم نسمع لأي تصريح أمريكي أو أوروبي سوي التصريح الخجول الذي جاءت به وزيرة الخارجية الأمريكية هنري كلينتون والتي وصفت انه ما يجري في ليبيا من حمام دماء هو أمر غير مقبول وغير مبرر , ولحني اللحظة لم يعقب الاتحاد الأوروبي علي ما يجري في ليبيا وما زال ملتزم الصمت , وكذلك وقوف المؤسسات الدولية الأممية وقفة المتفرج علي الأحداث رغم الاستقالة التي تقدم بها ممثل ليبيا في مجلس الأمن داعيا القذافي أن يتنحي معلنا انه ممثل للشعب الليبي وليس للنظام وطالب المجتمع الدولي بالتحرك السريع من اجل فرض حظر جوي علي ليبيا لإيقاف إمدادات السلاح للنظام الليبي ووقف تدفق المرتزقة من بعض الدول الإفريقية المجاورة وطالب المجتمع الدولي بالإسراع لتشكيل جسر جوي لتقديم المساعدات الطبية العاجلة للشعب الليبي وعقبها سلسلة من الاستقالات لبعض السفراء وأعضاء الهيئات الدبلوماسية في اكتر من بلد أوروبي إضافة إلي استقالة وزير العدل الليبي .
وما هو مستهجن اليوم هو الصمت الأمريكي القاتل لما يدور في ليبيا بعد خطاب سيف الإسلام القذافي والذي لا يمتلك أي صفة رسمية في النظام الليبي كان بمثابة إعلان الحرب علي الجماهير المنتفضة وسط حالة من التعتيم الإعلامي الشديد علي المجازر التي ترتكب تاركا أمام الجماهير عدة خيارات أحلاهما مر راسما أمامهم لوحة سوداء فيها عدة سيناريوهات مفادها تشبث النظام بالسلطة حتى لو عاشت البلاد علي بحر من الدماء , وما أن انتهي الخطاب حتى أفرط النظام الليبي في استخدام القوة والعنف ليصل الحد لاستخدام الطائرات الحربية وتقصف عدة أماكن آهلة بالسكان وقصف مدفعي همجي وغير إنساني لبعض الأحياء السكانية غير مكترث بما ستؤول إليه الأمور في ليبيا وما سيسجل عليه التاريخ من جرائم حرب منظمة تقترفها الأجهزة الأمنية التابعة له واللجان الثورية التي باتت تعمل بتشكيلات عسكرية اقرب إلي الميليشيات المسلحة تطلق النار من المدافع المتوسطة وإطلاق القذائف المضادة للدروع علي أماكن تجمع المواطنين العزل من السلاح لتفريقهم وخلق حالة من الترويع مستعينا ببعض المرتزقة الأفارقة ليستعيض بها عن حالات التمرد وانسلاخ قطاعات واسعة من وحدات الجيش المختلفة وانضمامها للثورة وهبوط طائرتين في احد مطارات مالطة رافضين الامتثال لأوامر النظام وقصف المدنيين .
ان سياسة ازدواجية المعايير الواضحة التي انتهجها المجتمع الدولي في التعاطي مع ثورات الشعوب والصمت المثير للشكوك إزاء ما يقترفه النظام الليبي من مجازر وحشية بشعة اتجاه الجماهير العزل يعزز القناعة لدينا حول طبيعة النظام الامبريالي الأمريكي الذي يفرض هيمنته علي مؤسسات المجتمع الدولي وكثيرا ما يتشدق بالحديث عن الحريات والديمقراطية ما هو إلا نظام يكرس الديكتاتوريات ويبقي عليها ويعززها إذا كانت تتماشي مع مصالحه الفئوية الضيقة ويعزز أيضا القناعة أن ما يجري الآن من مجازر نالت استحسان البيت الأبيض وعدم التعليق او التعقيب من قبل إدارة البيت الأبيض أو أيا من مؤسسات المجتمع الدولي علي الخطاب الناري لسيف الإسلام كان بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للنظام الليبي بالبدء في ارتكاب تلك الجرائم المنظمة بحق الجماهير , وتلتقي هنا مصالح الأنظمة العربية والاتحاد الأوروبي وإدارة البيت الأبيض في هذا الصمت الذي يعتبر ضمنيا قبول لما يجري وكما يقول المأثور الشعبي " السكوت علامة الرضا " وتتقاطع تلك المصلحة المشتركة للأطراف الثلاثة بما يلي :-
_ علي الصعيد النظام العربي الرسمي فهو منهار تماما ويعاني من التصدعات والتشققات والتي من المؤكد سقوطها مع رياح التغيير وتنتظر في أي من الأقطار العربية ستتوقف تلك الرياح وتري في الفشل للشعب الليبي سيكون رادعا لباقي الشعوب التي تفكر في التغيير وفي حال تمكن النظام من السيطرة علي الموقف دون أي تحرك أو محاسبة من المجتمع الدولي سيكون بمثابة سابقة لباقي الأنظمة لترتكب نفس الأعمال الإجرامية التي ارتكبها النظام الليبي , وتراهن كثيرا الأنظمة العربية علي معمر القذافي بحكم انه يغلب العقلية القبلية علي العقلية السياسية وهو نظام اقرب إلي المزاجية والعاطفة اكتر من لغة العقول ونظام متعود علي المغامرات السياسية والمجازفات الغير محسوبة .
_ الاتحاد الأوروبي وتحديدا الدول المستورة للنفط الليبي وتربطها اتفاقيات تجارية بالنظام غير معنية بالتغيير في ليبيا وكذلك الاتفاقيات الموقعة بين ايطاليا وليبيا والتي تتعلق بالهجرة غير الشرعية لمواطنين أفريقيا والذين كانوا يروا في ليبيا اقرب الطرق في الوصول إلي جزيرة مالطة ومنها لدول الاتحاد ووفقا لتلك الاتفاقيات قد احكم نظام القذافي سيطرته علي الموانئ البحرية واستطاع بشكل كبير أن يحد من تلك الظاهرة التي كانت وما زالت تؤرق دول الاتحاد إضافة لتخوف ايطاليا من هجرات غير شرعية لفلول النظام والقبائل الموالية له حال سيطرة الجماهير وهروب النظام وهذا السيناريو المحتمل عانت منه ايطاليا وما زالت من هجرات غير شرعية لأتباع بن علي بعد انتصار الثورة في تونس وكذلك التخوف في حال سقوط النظام وحالة الفراغ الأمني واستغلال سماسرة التهريب لتلك الفترة .
_ أما أمريكيا وهو الأهم هنا لأنه هو المحرك للمؤسسة الدولية وتحديدا مجلس الأمن والجمعية العمومية وتأثيره علي الموقف البريطاني الذي ارتضي لنفسه ان يلعب دور الكومبارس منذ عهد توني بلير ونستطيع أن نصور الصمت الأمريكي في أكثر من سيناريو
الأول - حجم الاستثمارات الامريكية من خلال نظام معمر لا يستهان بها ومن شانها ان تؤثر علي الاقتصاد الأمريكي وتتمثل هذه الاستثمارات بكبري الشركات الأمريكية العاملة في مجال التنقيب عن النفط منذ عام 2005 حين استأثرت شركة أوكسيدينتال بالحصول علي تسعة عقود بالتنقيب في تسعة مناطق في اكتر من مدينة من مدن الجماهيرية خمسة عقود منها للشركة بمفردها وأربعة أخري مشاركة مع وودسايد بتروليم المحدودة التي تتخذ من أستراليا مقرا لها. إضافة إلي وجود عدد آخر من الشركات الأمريكية النفطية تعمل لجتي الان في ليبيا مثل شركات ماراثون- كونكوفيليبس- هيس- إكسون موبيل- أوكسي .
الثاني - تخوف أمريكي من تنامي دور الإسلاميين المتشددين في ليبيا بعد أن كان نظام القذافي يشكل اكبر عملية كبح جماحهم واعتقالات وتصفيات لرموزهم والتخوف من أن تكون الصحراء المغربية ملاذا آمنا لتنامي دور تلك الجماعات وخصوصا إنها تنشط في المغرب العربي والصحراء وموريتانيا ومالي .
الثالث - إدراك إدارة الأبيض لطبيعة النظام الليبي بأنه منهور ومزاجي ومن السهل أن يتورط بارتكاب مجازر وبالتالي ستعمل علي استصدار قرار أممي بنشر أسطول الناتو قبالة السواحل بحجة حماية الجماهير الليبية ولكن الهف من ذلك أبساط السيطرة علي عرض البحر المتوسط بعد المناورة الإيرانية الأخيرة وإرسال بارجتين حربيتين الي سوريا هذا من جانب ومن جانب أخر أن تتمركز ما بين بلدين حققا النصر بثورتين تونس ومصر ولم تتحدد لحني الآن طبيعة البلدين ولم ترتسم طبيعة الحياة السياسية بشكل واضح وجلي في كلا البلدين بحكم ان طبيعة المرحلة لكليهما هي مرحلة الانتقالية .
أي كان اقرب السيناريوهات تجسيدا علي ارض الواقع فانه يبطل تماما تحت إرادة الجماهير والتي ينبغي عليها ان تستمر بثورتها المباركة حتى الحرية والتحرر .



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة
- الاخوان المسلمين بمصر من السلفية الدينية الي العلمانية
- الثورة المصرية دروس وعبر
- الثورة ومبارك وسياسة عض الاصبع
- سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك
- يا شيخ امام جاءوك بالبشارة
- بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك
- خطابي اوباما ومبارك غزل عفيف وصريح
- اوباما واعادة رسم المنطقة العربية
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم
- جندي تونسي يستحق ارفع الأوسمة
- رسالة عاجلة الي اليسار الفلسطيني


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فؤاد ابو لبدة - سيناريو امريكي غير مستبعد