أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف سلوم - حدود الثورة السياسية ؛ الثورة مستمرة..














المزيد.....

حدود الثورة السياسية ؛ الثورة مستمرة..


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 20:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انفض الميدان ؛ ميدان التحرير، وانفض معه مبارك وعائلته. لكن النظام ؛ نظام مبارك ما يزال جاثماً على الصدور بنفس الجبروت .. حيث يتم التعامل مع الثورة المصرية من قبل ديناصورات النظام كما لو كانت لعبة أتاري افتراضية.
المجلس العسكري الأعلى والذي يمثل جيش النظام السابق بكل موبقاته ، يثبّت الحكومة التي اقترحها مبارك قبل سقوطه. والجيش يدعو المعتصمين إلى العودة إلى منازلهم ، فقد انتهت اللعبة. والجيش يهدد مثيري الشغب والفوضى بالعقاب . والجيش يعلن في بيانه الرابع أنه يحافظ على المعاهدات الدولية التي التزم بها النظام السابق ، ويؤكد ذلك أيضاً ، الناطق الإعلامي باسم الأخوان المسلمين !. والجيش يمنع اجتماعات للعمال في سعيهم لتنظيم تحركهم النقابي المستقل .
هذا هو الجيش المصري "الوطني" يظهر أنيابه ومخالبه الأميركية الصنع تجاه "ثوار" الفيس بوك ؛ انتفاضة الطبقة الوسطى المصرية ومعها جيش العاطلين عن العمل والمهمشين.
ليس غريباً أن يتزامن تنحي حسني مبارك في لحظة بدأت تتوارد فيها أخبار عن إضرابات عمالية في المصانع والمؤسسات وحتى الصناعات الحربية . هنا الحد الفاصل بين اللعب والجد . وهو ما تزامن باندفاع ثورة الشباب لاقتحام مقار سيادية كالقصر الرئاسي ومجلس الشعب ومقر الحكومة ، الخ.. ولو حصل اقتحام كهذا ، لكان معناه أن الثورة قد وصلت إلى حدود الاصطدام مع الجيش المصري "الوطني" ؛ جيش النظام السابق ذي القيادة المتأمركة ، وهذا ما لا يرضى عنه أو يتمناه أركان النظام الأميركي .
إذن الاعتصامات انفضت ، والتجمعات تبعثرت بين مكتف بسقوط مبارك وأسرته وبين آخرين يطمحون لتعميق الثورة واستمرارها باتجاه تحقيق الوعود التي قدمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
لكن الملفت أنه لم يتحقق أي شيء فعلي من مطالب الثائرين: فلم يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين على خلفية الثورة ، ولجمت حرية تشكيل النقابات ، ويجري الحديث عن تعديلات دستورية مشوش عليها بدعوى طرح دستور جديد. كل هذا التشويش والضبابية في مواقف المجلس العسكري الأعلى يجد تكملته في معارضة مصرية ليبرالية دينية ودنيوية انتهازية ، تنتظر فرصتها لأخذ عظمة من وليمة السلطة التي تركها مبارك كاملة مع غيابه الشخصي وعائلته المترفة!
الثورة مستمرة؟ نعم الثورة سوف تستمر ، لكن مع تشتت في القوى ، ومع قمع من قبل الجيش . هذا الوضع سوف يتطور إلى أشكال مسلحة وعنيفة ضد الجيش . وهو ما سوف يدخل مصر في ما يشبه حرب عصابات ضد الجيش ذو القيادة المتأمركة .
لقد شكل الجيش ضمانة للأميركيين في تونس ؛ ضمانة لحماية الاستثمارات الإمبريالية ، وحماية القوانين التي تسهل عمل الشركات الدولية الاحتكارية والتي هي سر تهميش وإفقار الشعب التونسي وكذلك المصري . الجيوش في مصر وتونس شكلت ضمانة النظام الأميركي في استمرار سيطرته على هذه البلدان . لقد ثبت خلال تجربتين أن انتفاضة المهمشين والعاطلين عن العمل ومعهم الطبقات الوسطى ذات الحركة الأسهل في الاعتصام والتظاهر غير كافية للتأسيس لعصر تحرر حقيقي ، وأن الإبقاء على الجيوش المتأمركة هو الضمانة لاستمرار العصر الأمريكي الإمبريالي وفاعليته الداخلية في هذه البلدان .
إن قيمة الانتفاض على التهميش والبطالة والظلم والإفقار ، وعلى الاستبداد السياسي واحتكار الثروة الوطنية وعلى نشر الفساد وانحطاط قيم التعليم وهدر كرامة الشعب والتعاطي الودي مع العدو الصهيوني كلها قضايا تستحق التقدير العميق . لكن تنحي مبارك لا يعني حلاً بدهياً وتلقائيا لجميع هذه القضايا ولا شفاءاً سحرياً .
على الثورة أن تتواصل لكسب الرهان بحل هذه القضايا العادلة والمحقة . ولن يتم ذلك إلا بتحصيل ضمانة أكيدة من الحكام العسكريين الحاليين بحرية التظاهر والإضراب وتنظيم النقابات العمالية والمهنية وبحق تشكيل الجمعيات السياسية وبحق العمل والعيش الكريم . وبمحاسبة الفاسدين والمتلاعبين بقوت الشعب المصري ، وبدستور جديد وجمعية تأسيسية . ومن دون ذلك تكون الثورة المصرية قد ضاعت في مناورات ودهاليز رجال السلطة وأحزاب المعارضة وزواريبهم المشبوهة .
تحية إلى انتفاضة الشعب المصري العظيم !
وإلى ثورة مستمرة، حتى تحقيق الأهداف والقضايا العادلة التي قامت من أجلها!



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الفراعنة!
- إصلاح -ميجي- سوري!؟
- تونس، الجزائر ومصر: تصاعد النضالات الطبقية
- التحالفات الطبقية في العصر الإمبريالي
- الفلسفة في مواجهة العصر الذري
- شَخْصُ باختين في النقد الأدبي الحديث
- تلخيص كتاب بليخانوف -أبحاث في تاريخ المادية-
- مطارحات عن الحزب الاشتراكي الماركسي
- خلاصة كتاب لينين:-الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية -
- لينين؛ أهمية فكره وحيوته في السجال الراهن
- ورقة مقدمة إلى اجتماع القاهرة للماركسيين العرب
- حواشي بيان الحزب الشيوعي
- من له عين لترى وأذن لتسمع!
- العرّاب الرأسمالي المحدث أو محامي الشيطان
- ما بعد الحداثة؛ انحطاط الروح البورجوازية
- أبعاد التحرك الدبلوماسي الروسي الأخير في منطقة الشرق الأوسط
- نقد المنهج الاعتباطي عند د. التيزيني في كتابه -بيان في النهض ...
- الارتدادات الإقليمية والأممية للحرب الإسرائيلية الأخيرة على ...
- النجاحات العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان وتداعياتها الأ ...
- الوطنية في سوريا والسياسة الثقافويّة/الإعلانيّة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف سلوم - حدود الثورة السياسية ؛ الثورة مستمرة..