أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مصر التي في خاطري...!!!















المزيد.....

مصر التي في خاطري...!!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 19:03
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أنم طوال ال72 ساعة الماضية إلا أقل من 8 ساعات..قضيتها متسمرا أمام التلفزيون ومتنقلا ذهابا وإيابا بين فضائيات العربية وال بي بي سي والمصرية... وطبعا لم انس سمو الأميرة (الجزيرة)..!!
للذاكرة وللأجيال القادمة....
انتفاضة عفوية بدأت يوم 25يناير بدعوة من شباب (الفيس بوك) المصري ونتيجة طبيعية لتراكمات مقيتة من الظلم والبطالة و الفقر والفساد والتزوير والقهر الاجتماعي من نظام حاكم مستبد يقوده مبارك منذ 30 عاما.
وكان من الطبيعي أن تنتقل عدوى أنفلونزا الانتفاض الجماهيري ضد القهر الداخلي من تونس إلى مصر تماما كما انتقلت بسرعة ظاهرة الشواء على الطريقة التونسية التي أبدعها (البوعزيزي) إلى القاهرة والخرطوم وصنعاء والجزائر..!!

مر يوم 25 يناير بسلام بين شباب متحضر وواع يطالب بالتغيير وامن مسئول وملتزم إلا انه مع قدوم ضحى يوم 26... استيقظت أحزاب المعارضة من نومها متأخرة وتمطت متثائبة كالبنات الفافي..!! ثم نظرت إلى الشارع من خلال شرفات مقراتها وبانتهازيتها المعهودة هبطت بالباراشوت وركبت الموجة مع (البرادعي) رجل أمريكا البديل فيما يبدو وبطل مسرحية لا تزال في الذاكرة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ..!!
فتغير التوجه والأسلوب.. وارتفع سقف الشعارات وأصبح المطلوب تصفية حساب تحت عنوان(الشعب يريد إسقاط النظام) وبدأ الاحتكاك بين المتظاهرين ورجال الأمن المركزي سيء السمعة.. الأمر الذي أدى إلى ما أدى إليه قتل واعتقال وتخريب وخوف...!!
قمة الدراما كانت في يوم 28 (يوم الغضب) وبعد صلاة الجمعة حيث تسارعت الأحداث وامتدت المظاهرات إلى كل معظم مدن المحروسة بسبب قصور فهم النظام الحاكم لطبيعة ما يدور على الأرض واندفاع ذراعه الأمني الأرعن وراء لعبة الاستفزاز والتحدي من عناصر حزبية وتخريبية مندسة ..!!
وكان يوما داميا ...انهزمت فيه شرطة مصر أمام الجموع الغاضبة ليدخل الجيش على الخط....كما توقعنا وحسب السوابق التاريخية القريبة عام 77 وعام 86 وأعلن منع التجول...!!
هنا المفارقة ...وهنا العجب ... جيش مصر الطيب السمعة بدباباته الصفراء لم يمتثل لأوامره احد..!! وبقي المتظاهرون في الشوارع يحرقون صور الحاكم العسكري بل ويكتبون على مدرعاته (يسقط مبارك )..!!
وبدأت عمليات النهب والسلب المنظم للما ل العام والخاص حرق مقرات الشرطة والحزب الحاكم أمام أعين قادة وحدات الجيش الذين كانوا يوزعون الابتسامات ويلتقطون الصور التذكارية مع بعض المتظاهرين..!!
في المساء يظهر ( عصام العريان) احد أعضاء مكتب الإرشاد على القناة المفضلة في مقعده الفاخر وبلحيته المشذبة واثقا جدا من فتح القاهرة ..!! وعلى يمينه (واعدوا) بين سيفين..!!
الإخوان لم يرفعوا راياتهم او شعاراتهم ذكاء ولكن كل شيء يوحي بوجودهم وتوجيهاتهم وخاصة عند محاولة حرق ونهب ( أصنام الرجس) في المتحف القومي ..!!
التلفزيون المصري أدهشني عندما تجرأ واخذ زمام الموقف من الفضائيات الأخرى ولو متأخرا ظهيرة يوم الغضب وفعل ما لم يفعله تلفزيون عربي رسمي من قبل فبدأ يعرض الأحداث ببث حي ووعدنا بخطاب هام للزعيم بعد ربع ساعة..!!
ومضت الساعات والأحداث تتابع بسرعة مخيفة
سألت وتساءلت بحزن شديد مع كل المشاهدين والسنة اللهب تتصاعد من وجه مصر ،وبعض البلطجية يعرض غنيمته بفخر أمام كاميرات الجزيرة !!...بينما استغاثات الحرائر تتعالى من كل مكان...!!
أين هيبة حماة مصر.. .؟ وماذا يحدث..؟ هل هو انقلاب...؟ ...اين الحزب الوطني.. وأين أغلبية ال88%في انتخابات طازة..؟!!بل اين يختفي رئيس مصر..؟!!

بعد منتصف الليل.. اطل علينا بأناقته وشعره المصبوغ والقي كلمة معدة بعناية وبصوت متحشرج يعبر عن الخوف من مصير يراد له لا يقل عن مصير زين العابدين.. ويقيل حكومة (نظيف) غير النظيفة..!!!!
(احمد عز) أمين الوطني الحاكم، وملك الحديد ،وملياردير حكومة رجال الأعمال يذهب غير مأسوف عليه ..!!
لم يتغير شيء مع صباح يوم 29 بل زادت الأمور تعقيدا ونزف دم السويس أكثر وأخذت التظاهرات اتجاها بالانتقام من فلول الأمن المركزي والمباحث هناك إلى درجة ذبح (قنديل) احد المخبرين كدجاجة..!! بينما قتل 5 من رجال شرطة شمال سيناء بصمت على يد بدو ملثمين..!!
صور مبارك تضرب بالجزمة ...!! تذكرة بما جرى لصور صدام...
القرضاوي ... يندفع بحماس ويتوعد مبارك بالرحيل وإلا..؟!!
الجزيرة تستبق الأحداث إلى ما بعد النظام..!! وتسكب مزيدا من الزيت على النار ،وكتاب الفاصوليا الخضراء يحتفلون بالنصر قبل الأوان...!!

اسرائيل تبدي قلقا حذرا..فترحل دبلوماسييها وتهدد عبر (يديعوت احرونوت) باحتلال رفح ..!!
مبارك المرتعش يعين (عمر سليمان)العسكري نائبا له لاغيا مبدأ الثوريث ..!! ويعين (احمد شفيق)العسكري ايضا رئيسا للحكومة..!!
التلفزيون المصري يعرض صورا لمن قاموا بالنهب والسلب وبينهم ملتحين..!!
في يوم 30 يرفع (مبارك) بعصبية الكارت الاحمر للجزيرة الطاهرة التي أخذت تتحدث عن مصر بلسان (أم كلثوم) الكافرة..!! ويطردها عن مدار النيل ..!! ويظهر مع قادة الجيش في غرفة العمليات،
بينما طائرات ف16 مصرية تدوي في سماء المعركة..!!
التظاهرات مستمرة ويشارك فيها لأول مرة قضاة وعمائم أزهرية...!!
بينما يعلن شيخ الأزهر والبابا شنودة تأييدهما لمبارك..
خلفية الصورة تتضح قليلا ،فيظهر اختلاف وهشاشة المعارضة الكرتونية أكثر .. رغم إصرار شباب مصر المحاصر بالدبابات على الاعتصام والتظاهر حتى النهاية.
أمريكا تعطي (البرادعي) ضوء اخضر فيتحول بتفويض.. إلى (عرابي) جديد في ميدان التحرير ..!!بينما صاحب الكرامة (حمدين صباحي) ينفي ويستنكر أن يقفز أحد على الموقف..!!
الجيش المصري الذي يتصرف باتزان لا يزال رسميا مواليا مبارك وهو الوحيد القادر على تقرير مصيره
عودة رجال الأمن إلى مواقعهم على استحياء.. أصاب بعض متعجلي السقوط بالإحباط..!!
البرادعي و القرضاوي و أيمن نور وحزب الوفد وحزب التجمع بدأوا يشعرون بالتوتر والقلق..!! لان بطاطا النصر لم تنضج بالسرعة المطلوبة، و لان كلا منهم كان يمني النفس بخراب مصر والجلوس على تلها..!!
التخريب والنهب والحرق والهروب الكبير للمحرمين ، وعدم وجود قيادة واضحة... نقاط ضعف تسيء للجموع الحاشدة..!!
في ساعات المساء ..تبدو مصر على الفضائيات المزايدة والمحايدة كأرملة فقدت كرامتها وهناك من يريدون الزواج منها قبل انتهاء العدة كل على طريقته وهواه..!!
فمنهم من يريدها أمريكية!! و منهم من يريدها ملكية..!! ومنهم من يريدها ظلامية..!! ومنهم من يريدها يسارية...!! ومنهم من يريدها مهلبية..!!
موقف واشنطن المائع والمشبوه من مبارك درس قاس لكل ظالم يتحزم ويتاجر بأمريكا على حساب شعبه...
لاحظوا .... لا شعارات ترفع ضد إسرائيل او أمريكا....!!

ما يراد لمصر هو أن تتخلص من قهر حزب حاكم حرقا... لتقع في أيدي أحزاب الفقمة و مماليك المعارضة الذين سيعيدونها أما إلى حقبة من الانكفاء الفرعوني أو إلى عصر الليل والحريم ..!!
ولكن تجلى المعدن الوطني العظيم في جموع الشباب الذي انتفضت ضد القهر...والتي شكلت في نفس الوقت دروعا بشرية لحماية أم الدنيا مصر من اللصوص والفارين من وجه العدالة..!!
عندها غنت في ذاكرتي (شادية) أغنيتها التي يرتعش لها كل مصري وكل عربي (يا حبيبتي يا مصر)..!!
همست لكل الذين أحبوها بصدق :
ادخلوها امنين ... وقد أحرقت عن عمد عيونها الساهرة وهرب من السجون أشرارها..!!
أقول لله والتاريخ...ما أشعر به الآن وما قد تثبته الأيام القادمة أو تكذبه
دون الخوض في الأمور بعقلية المؤامرة....!!
هناك ما يعد وينفذ بعناية ودقة لمصر وللمنطقة... وما حدث ويحدث منذ هبة تونس إلى الآن ليس إلا جزء يسير من صفقات ومقايضات وتغييرات مذهلة..!!
ولازال الفيلم التونسي على الارض المصرية في عرض مستمر ...!!
أحدهم مع عودة الغنوشي الى تونس يدشن (الخلافة) في الزيتونة فهل نرى من يعود ويدشنها في القاهرة...؟!!

أحيانا.. أفكر بطريقة أخرى و بفانتازيا مغايرة..
لم لا نقول : رب ضارة نافعة...
فقد نصحو غدا لنرى البرادعي رئيسا بمباركة أمريكية صريحة....!! ونرى الإخوان يقودون حكومة قوية تعلن فورا الحرب على إسرائيل وتبشرنا قناة الجزيرة تباعا بالأخبار العاجلة عن بلاغات التحرير من النهر إلى البحر..!

أيها القراء... اعذروني
لم تسعفني السخرية بقدر ما غلبتني الدموع
بكيت على مصر ولم ابك على مبارك ..
لقد كرهت مبارك امتدادا للسادات وكرهت في نفس الوقت وجوها انتهازية في معارضة مفلسة منذ 40 عاما
بكيت على مصر...التي تتربع في ذاكرتي بتاريخها و نيلها وأبطالها وشهدائها ونجومها وسماحة شعبها...
بكيت على (مصر التي في خاطري) والتي أحبها أبي حبه لعبد الناصر و مجطة باب الحديد ونخوة الصعيد الجواني..!!
بكيت على (خالد سعيد) وأكثر من مائة شهيد من الشباب الغاضبين ..!!
وأخشى أن يكونوا وغيرهم مطية لمن يقومون بسرقة المشهد في أخر لحظة ..!!
تركت مكاني أمام التلفزيون ولازالت قناة الجزيرة على المدار الأوروبي تمارس هوايتها في نفخ كور الأحداث...لعل وعسى!!

نحن لا نريد سوى السلامة لمصر بمبارك او بغيره ... والتعافي مما يحيكه الحاقدون والانتهازيون والظلاميون لها...!!
قلت لنفسي : لو ضاعت مصر... !! لم استطع أن أكمل الجملة...تملكني الرعب...فلجأت إلى ربي وتمتمت بدعاء من القلب..!!
أجابني صوت أم كلثوم و بلسان مصر مخاطبة كل عربي حر (أنا ان قدر الإله مماتي...لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي)
حماك الله يا مصر
رعاك الله يا محروسة..
وبنحبك ..قوي قوي..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفارم..يا أميرة..!!
- بنحبك...برشا برشا..!!
- بدناش..في 2011
- ملدنت...!!
- العلاقة...بين فتة الحمص والانطلاقة..!!
- واااادكتوراه..!!
- بكل الحب..!!
- رئيس جمهورية نفسي..!!
- حمرا يا بندوره..!!
- أحبتي...وداعا
- توم وجيري...!!
- نحن الحمير ...نحن الخونة..!!
- شكرا لكم ..!!
- ما أقبح انسلابك يا غزة..!!
- مااااااء...كهربااااااء...!!
- منك لله..؟!!
- خيط النول..في حكاية الأسطول..!!
- حريق.. ونشاف ريق..!!
- كفاية ..خوتونا ع الفاضي...!!
- كيف الحال... يا شركة جوال..؟!!


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مصر التي في خاطري...!!!