أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - تونس تكتب تاريخا جديدا للمنطقة العربية














المزيد.....

تونس تكتب تاريخا جديدا للمنطقة العربية


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ هروب الرئيس زين العابدين بن علي من تونس في جنح الظلام ، والمنطقة العربية تعيش في مرحلة من التفاعلات السريعة المتتالية ... او ما يمكن تسميتها ، مرحلة الثورات العديدة في وقت واحد . انها ثورة الامال الكبيرة والاحلام العريضة التي فتحت المجال واسعا امام تلك الشعوب المضطهدة من قبل حكامها ، ان تفتح امامها الفرص لنبذ ظروف قهرها وتخلفها وحرمناها بعد ان عانت من سياسة حكامها وقادتها الوان من الاضطهاد والكبت والارهاب والوحشية القاسية التي لا تعرف الحدود ، نتج من كل ذلك تدمير مادي وروحي عميق في وجدان تلك الشعوب ، وما اصبها من جهل وجوع وتخلف بالرغم من خيراتها الوفيرة . تلك الاوضاع كانت محل رضى القوى العالمية الكبرى متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الاوربين من خلال دعم تلك الانظمة الفاسدة والدكتاتورية بحجة تعاونها في مجال مكافحة الارهاب ، متغاضية عن سياسة تلك الدول في مجال انتهاك حقوق الانسان وعدم احترام التوجة الديمقراطي والفساد الكبير الذي ميز تلك الدول وطبقتها الحاكمة من خلال نهب ثروات شعوبها .

ان هذا الهروب السريع للرئيس السابق غير المتوقع من قبل الشعب التونسي والعالم اجمع ، خلق وضعا سياسيا صعبا ، افقد التوازن لكثير من قوى المعارضة التونسية الحقيقية في الداخل والخارج ، مما اعطى الفرصة لقوى النظام السابق مثمثلة بالوزير الاول محمد الغنوشي من العمل على تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية اغلب عناصرها من التركيبة الحكومية السابقة مع وضع بعض الحقائب الوزارية لشخصيات ترتبط بالاتحاد العام للشغل التونسي وحزب التكتل الديمقراطي على اعتبار ان تلك الحركتين كانت معارضة للنظام السابق ... في حين يعتبرها البعض انها كانت مهادنة لنظام الاستبداد والدكتاتورية طيلة اكثر من ثلاثة وعشرون عاما من عمر رئاسة ابن علي . هذة الحكومة الجديدة رفضها الشعب التونسي واعتبرها التفافا على ثورثة الباسلة وسرقة لانتفاضتة الكبيرة ، وتوالت الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة المتصاعدة ضد رموز النظام السابق ، بالرغم من الاعمال القاسية التي استخدمت في تفريقهم من قبل شرطة مكافحة الشغب ، مما اسقط هذة الحكومة باعتبارها تكريس من نوع اخر لسياسة النظام السابق .

وتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة برئاسة محمد الغنوشي بعد اقصاء عدد من الوزراء المحسوبين على النظام السابق ، بالرغم من مطالبة الشارع التونسي وقواة الوطنية باسقاط حكومة الغنوشي ، باعتبارة يمثل الحرس القديم لنظام بن علي السابق ، وكان طوال ( 12 ) عام يشغل منصب رئاسة الوزراء. وغلب على التشكيلة الوزارية ان جل اعضاءها من الشخصيات التكنوقراط المستقلين ، وانها تمثل حكومة تصريف اعمال لحين الانتهاء من الفترة الانتقالية والتهيأ لاجراء انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي . وفي اولى تصريحات للغنوشي بعد اقرار الحكومة الحالية ، ان التحديين الرئيسسين في تونس اليوم هو ضمان الانتقال الديمقراطي وتنشيط الاقتصاد والمزيد من العدل الاجتماعي . اما القوى التي شاركت في قيام الثورة الشعبية وهزيمة راس النظام فلها مطالب رئيسية منها ... الاعتراف بكل الاحزاب والحركات السياسية مهما كانت ايدولوجيتها ، عفو عام عن جميع المعارضين السياسيين ، حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي باعتبارة وراء كل ما لحق بالبلاد من خراب ، انتخابات حرة نزيهة باشراف دولي خلال 6 اشهر ، يجب الاعتذار من قبل الغنوشي ورجال العهد القديم للشعب التونسي عن فترة حكم بن علي ، فتح تحقيق في ارصدة زين الدين بن علي وحاشيتة من قبل الحكومة التونسية وتجميد ارصدتهم المالية في بنوك سويسرا والعالم .

لهذة المرحلة مخاوف تساور غالبية الشعب التونسي وقواة الوطنية والديمقراطية من خطر محاولات التدخل الخارجي ، وما خطاب القذافي عشية هروب بن علي خير دليل على هذا التخوف . وداخليا محاولة السيطرة على الوضع الجديد الناشيئ بعد الانتفضة الشعبية التي استطاعت تفكيك وتسقيط نظام سياسي عرف بدكتاتوريتة وفسادة الكبير ، من قبل بعض القوى الاسلامية المتطرفة ، او اعضاء من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي مستغلة الفراغ الحاصل في السلطة.... وهل ان الاحزاب الاسلامية في تونس تعترف بانشاء دولة مدنية ؟؟؟ اساسها الاعتراف بحقوق الانسان وحرية المرأة وحقوقها وثقافة المساواة وحرية الرأي والمعتقد وحرية التعبير والقرار، ام ان هناك في المستقبل أشارات لااجهاض العملية السياسية التي يعتقد انها ستقوم على اسس ديمقراطية حقيقية ، بااعتبار ان العلمانيين يدًعون ان الثورة خطط لها منذ سنين . واوضح مثال على هذا النوع من القلق ، قيام مئات من النساء التونسيات عشية عودة زعيم حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي من المنفى في تونس العاصمة بمظاهرات رفعت خلالها لافتات تقول ( لا للظلامية نعم للحداثة ) و ( من اجل جمهورية ديمقراطية علمانية ) ... وقالت المحامية آمال بالطيب ( نحن هنا للتاكيد على المكاسب التي حققتها المرأة التونسية ونقول اننا غير مستعدات للتفاوض حول حريتنا مع الاسلاميين ) ... اذن الحل الملائم لهذة المرحلة كما عبرت عنة القيادات السياسية التي ساهمت في الانتفاضة ، تأليف حكومة مؤقتة من رجال مشهود لهم بالوطنية لا مكان فيها لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي ، وقانون انتخابات جديد ، يتبعة سن دستور جديد للبلاد ، من خلال تنظيم انتخابات تشريعية حرة وحقيقية.



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آة يابغداد
- نوًرث أولادنا ... شأتم أم أبيتم
- مذ عرفت الطريق اليك
- طريق القوة ضد الشعب وعر وخطير
- عامر رمزي ... حبك هو الباقي
- خذوا بنصيحتي ... سيثور الجياع !!!
- البانتوميم ( pantomim )
- ابوح لكم ... هذا الهاجس يؤرقني
- الانتخابات ارست دعائم بناء العراق الجديد
- الدعاية الانتخابية فن وعلم جديد في العراق
- في مهرجان النور ابدعت المرأة العراقية واثبتت جدارتها
- النانو تكنولوجي nano technologe ثورة القرن الحالي
- تاريخ اغنية ( أقبل الليل ) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم
- هل نمتلك التفكير الأستراتيجي لأدارة المعركة ضد الارهاب
- تأملآت برلمانية تسترعي الانتباة !!
- ضرورة اصدار قانون لتنظيم عمل الاحزاب السياسية في العراق
- عندما يغوص القلم في الوحل !!
- التحديات الكبيرة لتكاثر السكان في العالم
- أطفال العراق ... اجيال المحًن وثقافة الحروب والأرهاب !!
- التحرش بالمرأة ..هل هو نتاج الأزمة الاخلاقية التي نعيشها ؟


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - تونس تكتب تاريخا جديدا للمنطقة العربية