أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد التاوتي - العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم














المزيد.....

العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 23:46
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نقد الدين بالحوار المتمدن يكاد يقتصر على الإسلام.
الأمر مفهوم للعلمانيين من بيئة إسلامية، و هم يقومون بدورهم كل حسب طاقته. و يؤازرهم على ذلك كوكبة من المسيحيين العلمانيين بالمقالات و من المسيحيين المؤمنين في رواق التعليقات .

كما أن الأمر مفهوم بالنسبة للعلمانيين من بيئة مسيحية ، باعتبارهم يشاركون المسلمين في النتائج الكارثية لهذا الفكر الذي حكم المنطقة و خرب مجتمعاتها مسيحيين و مسلمين و غيرهم معا. و أعتقد بأنه لا ضير في أن يتضامن أصحاب القضية الواحدة مهما اختلفت خلفياتهم الدينية و العرقية ما لم يكن هناك تجاوز لأخلاقيات الحوار و منهجيات العلم و التحليل.

و لكن من منطلق اعتقادي بأن البيت الإبراهيمي و احد.، و إن الأعضاء المختلفين داخله أوجه متعددة لعملة واحدة.. أخشى من أن تكون اللعبة و الضحك على ذقن البشرية بتقاسم الأدوار تماما كتلك الأدوار التي يتقاسمها الجلادون داخل السجن الواحد من الشدة إلى اللين إزاء المسجونين.

أتفهم حجم الدمار الذي لحق بالشخصية المسيحية داخل العالم الإسلامي، و أقف جنبا إلى جنب معهم في المطالبة بإزاحة ذلك الثقل المهول بدآ من المواد الأولى للدساتير العربية إلى برامج التعليم و التربية .. إلى السب العلني اليومي عبر المكبرات.، إلى الهواء الثقافي عموما و المليء بالأحكام المسبقة و الصور المنمطة و المغالطات الرخيصة و المنافقة.

أتفهم كل هذا، و لكن أتفهمه على اعتبار أن المسيحيين يمثلون لونا ثقافيا مختلفا، و على المواطنة العربية العلمانية أن تستوعبه تماما كما تستوعب الألوان الأخرى، لا على أنهم يملكون الحقيقة أو يمثلون سر الكون. و ليس هناك أية مشكلة في تقبل هكذا ادعاءات صادرة عن البيت الإبراهيمي سواء كانت من طرفهم أو من طرف المسلمين او اليهود. بمعنى لا كبير جدوى من الدخول معهم في محاولة تبيان مدى خطئهم أو صوابهم.، فهم لا يدركون هذا و لكن يؤمنون به.. و الأمر سيان إزاء دورة الحياة و حركة التاريخ..

بيد أن الأمر يصير إلى مشكلة حقيقية و كارثة محققة إذا سمحنا لهذه الادعاءات أن تدخل في برامج تعليم الأجيال و تدس انفها في علوم الاجتماع و التاريخ و الفيزياء و غيرها.. على الدولة الحديثة، أو على العلمانية أن شئنا أن تحمي نفسها. و إذا لم تحتاط الدول فعلى الأفراد و الجمعيات و سائر من يمثلون المجتمع المدني أن تعمل على ضمان هذا الاحتياط الحيوي و الضروري. و هذا ما يشغلنا الآن، سواء في موقعنا هذا أو في جميع المنابر التقدمية الأخرى.

حسب العهد "البوعزيزي" الجديد بالوطن العربي الذي بدأت إرهاصاته تلوح في سماءنا، يبدو أن الحركات الإسلامية طوتها المرحلة، أو هكذا نرجو.. و لكن بحكم تخوفي من الأدوار التي يتقاسمها الإخوة الألداء داخل البيت الإبراهيمي أمكر الماكرين، أخشى أن تشرع العلمانيات العربية الجديدة في ترقية الفكر الكنسي على اعتبار أنه أضحى منذ الثورة الفلسفية الألمانية حملا وديعا تحت مشارح الانثربولوجيا و أنه لم يعد يشكل خطرا من جهة. و من جهة أخرى تضميدا لجراح نزفت لمدة 14 قرنا .

و هذا في تصوري يعطي الدور مستقبلا للمسيحية التي ستحمل المشعل عن اليد الإسلامية المنهكة، و هكذا تستمر المؤامرة إلى إشعار بعيد...

حدث هذا في البيت الإسلامي الواحد عندنا من ترقية الفكر الباديسي الوهابي إلى نقضه و ترقية الطرق الصوفية و الزوايا.. و كلاهما يخرب المجتمع بطريقته.
ثم إن المسيحية العربية نشأت و ترعرعت في مخيال إسلامي كبير، و مهما خلت نصوصها من المقولات السياسية السافرة، إلا أن طبيعة المرحلة بالنسبة للطور البشري ككل تقتضي من المؤامرة الإبراهيمية ، و في هذا الوقت بالذات، أن تغير من أدائها و من استراتيجيتها في التعامل مع الانسان..
و هذا المؤشر لوحده يدعنا نفكر في الأمر بحذر.
و إذا علمنا بأن العلمنة الثقافية بالوطن العربي تكاد تشوب الأنماط السياسية و فقط، فأن الأنساق الاجتماعية التي ترعرعت بها كنائسنا و مساجدنا معا لا تزال ابعد ما تكون عن الثقافة العلمانية...



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)
- أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)
- العنف ضد المرأة: من التباس المعنى الى تمييع النضال
- هل قتل الدين الابداع؟
- هل ينتهي الارهاب
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية: البعد السياسي.
- ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية
- الشغب الفلسفي و الأمر الواقع
- الشغب الفلسفي و الامر الواقع
- الأسئلة القاتلة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد التاوتي - العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم