أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فكري الأزراق - كارثة حقيقية في دولة الأوراش الكبرى، المغرب.














المزيد.....

كارثة حقيقية في دولة الأوراش الكبرى، المغرب.


فكري الأزراق

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 19:37
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    



إلى أين يسير المغرب؟ هل يتقدم أو يتأخر؟ يجيب كل واحد عن هذين السؤالين من الزاوية التي ينظر من خلالها إلى مختلف القضايا التي لها ارتباط وثيق بحياة الإنسان المغربي، ومن بين الأجوبة نجد مثلا من يقول بأن المغرب يسير بخطى حثيثة نحو النماء والإزدهار والديموقراطية، ومن يقول مثلا بأن المغرب حقق نتائج جيدة على المستوى الإجتماعي والاقتصادي...الخ، إلا أن الأجوبة اللحظية التي تُقال هنا وهناك لا تتضمن بعض المعطيات التي غالبا ما يتجاهلها الخطاب الرسمي وشبه الرسمي لأسباب يعرفها العادي والبادي، ومنها –أي المعطيات- ما يتعلق بوضعية الطفل المغربي باعتباره رجل الغد، وبالتعليم العالي الذي هو محرك التقدم.
وإذا استحضرنا واقع هذين المجالين في مغرب اليوم، وما يعرفهما من مشاكل قد تعصف بمستقبل الأجيال القادمة، وفي ظل مناخ سياسي يكتنفه الغموض من أكثر من زاوية، سنقف لا محالة على حجم الخطر الذي بدأ يدق على باب مغرب الأوراش الكبرى، كيف؟
تُنجز الكثير من المشاريع، التي تُوصف بالضخمة والكبرى وغيرها من الأوصاف التي سرعان ما تتكسر على أرض واقع مغربي يملأه البؤس من كل الجوانب، وهي المشاريع التي غالبا ما يُقال عنها بأنها تهدف إلى محاربة الهشاشة والإقصاء والإجتماعي... وغيرها من الخطابات الرنانة التي لا تستطيع أن تُغطي واقع مغربي أصبح مخيفا حتى لأكثر المتفائلين، فإذا نظرنا مثلا إلى واقع الطفل المغربي، رجل الغد، سنجده سيء من الأسوء، حيث أن أعدادا مهولة من رجال الغد يغادرون مقاعد الدراسة مبكرا، أو لا يلتحقون بالمدرسة نهائيا، وهذا معناه أن الأمية ستستمر في الإنتشار في زمن أصبح معلوماتيا بكل المقاييس، والكل يعرف الإنعكاسات الخطيرة للأمية والجهل على الحداثة والديموقراطية والتنمية...
وهذا الواقع المخيف تؤكده الكثير من المعطيات، منها ما يستقرء من الواقع اليومي، ومنها ما تؤكده أرقام وإحصائيات المؤسسات المختصة، فمثلا منظمة "اليونيسيف" في تقريرها الأخير تقول إن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بالمغرب بلغ 36%، وإن ما يناهز 200 ألف طفل دون سن 15 يُستغلون اقتصاديا، أكثر من هذا، يضيف التقرير، أنه يتم التخلي سنويا عن 7000 رضيع عند الولادة، وهذه أرقام لا تحتاج إلى تعليق ما دامت تعبر بنفسها عن حجم الخطر الذي يوجد فيه رجل الغد.
أما إذا نظرنا إلى التعليم العالي، فنجده ليس بالأفضل عن واقع الطفل، حيث يتموقع المغرب في الرتبة ما قبل الأخيرة (عربيا) في مؤشر الإلتحاق بالتعليم العالي، أي أن المغرب قبل "الدجيبوتي". والتقرير يتحدث عن الإلتحاق وليس التخرج، والمفارقة الغريبة أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة (عربيا) من حيث عدد حاملي الشواهد العليا المعطلين بعد مصر والجزائر، أي أن قلة فقط تلتحق بالتعليم العالي، وقلة القلة تحصل على الشواهد، وأكثر من نصف القلة نفسها لا يجد عملا، وهذا معناه أن أكثر من ثلثي المتعلمين يلتحقون مباشرة بالبطالة، فأين هي أوراش المغرب الكبرى؟ كيف يمكن أن يثق المغاربة، وخاصة منهم المتعلمين وخريجي الجامعات، في "الأوراش الكبرى" التي لا تستطيع أن تلبي حاجيات المغاربة من الشغل ليبقى أمامهم سوى حلم الهجرة لإجترار يأسهم بعيدا عن مغرب صار فيه الأمل يبدوا هزيلا مثل هلال قمر لحظة ولادته؟
المغرب يحتل المرتبة الثانية (عربيا) من حيث الإنفاق على التعليم التي يمتص 25.7% من ميزانية الدولة. ومع ذلك يحتل المرتبة الما قبل الأخيرة، وقلة فقط من متعلمي البلد يلتحقون بالتعليم العالي، وهذا معناه أن اختلالات بنيوية في تدبير الشأن التعليمي تتراكم لتُنتج أكبر عدد من المعطلين، وهذا ما يُنذر بهزات اجتماعية قد تقلب الكثير من الموازين السياسية ، خاصة إذا نظرنا إلى درجة الإحتقان الإجتماعي التي ترتفع تدريجيا داخل النسيج المجتمعي المغربي، حيث أن جيوب الفقر في توسع مستمر، رغم بعض مظاهر الغنى التي تظهر على ملامح "عُليةّ القوم" وأصبح أغلب المغاربة لا يحلمون سوى بالهجرة إلى أي اتجاه، رغم الأزمة الإقتصادية ومشاكل البطالة التي تتخبط فيها العديد من البلدان التي كانت إلى حدود الأمس القريب تستقبل تيارات الهجرة بشكل كبير، ووآخر تقرير للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية بفرنسا يقول إن المغرب ثالث دولة مصدرة للمهاجرين بعد المكسيك وأفغانستان، يعني أن في دولة الأوراش الكبرى ، القلة القليلة من خريجي تعليمها العالي نفسها معطل، وأغلب يدها العاملة مهاجرة أو في محاولة هجرة.
فهل سيدرك أصحاب الحل والعقد هذا الخطر المحدق الذي بدأ يدق بقوة على باب مغرب أنهكته القرارات العشوائية أحيانا والخاطئة أحايين أخرى، للخروج من الوضع الخطير الذي قيل عنه في السابق إنه "سكتة قلبي" واليوم يبدو أنه أقرب إلى "هزة عقلية"؟



#فكري_الأزراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن المخزني بالمغرب وحريق العيون
- الجمر والرصاص في مغرب الألفية الثالثة
- حقوق الإنسان تغرق من جديد في ظلمات سنوات الرصاص
- هل ستتبنى منظمة سيكوديل خيار الحكم الذاتي للريف بالمغرب؟
- تكامل أو تنافر؟
- هل ستدفع -أحداث العيون- الأمم المتحدة إلى فرض خيارات جديدة؟
- من أجل نظام جهوي يتوافق وتطلعات الإنسان الريفي
- خطة المخزن لاحتواء الملف أو مجرد صفقة تجارية بين رابطة الريف ...
- الجهوية الموسعة : إصلاح الجهة أو أعادة البناء؟
- احتفالات 1200 سنة : تكريس الهيمنة الفاسية وحرب بلا هوادة على ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فكري الأزراق - كارثة حقيقية في دولة الأوراش الكبرى، المغرب.