أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله خليل - استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة














المزيد.....

استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 971 - 2004 / 9 / 29 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست بصدد وضع إشارات استفهام حول الجزيرة وسياستها الإعلامية، أو اتهامها بخدمة أهداف ومصالح إمبريالية، عن طريق نقل أخبار وعرض أعمال (بطولات) الإرهابيين المتوحشة، وتصدير صورٍ قاتمة عن العرب والمسلمين، بالقول أنها مملوكة لدولة صغيرة لا تقوى عسكريا على حماية نفسها من غدر من قد يطمع فيها، ف(تضطر) لإقامة أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة، وتسعى ليتواجد على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالمين العربي والإسلامي، إن لم يكن في العالم أجمع، فأنا لست ممن سيطرت على عقولهم ووجدانهم ثقافة ونظرية المؤامرة، لا بل أختلف مع هذه الجماعات في رؤيتهم (الحولاء) للأمور، وتفسيرهم (الأعور) للأحداث، وعدم رغبتهم أو قدرتهم على التمييز بين مفهوم الدولة من جهة، ومفهوم الجمعية الخيرية أو المشيخة العشائرية من جهة أخرى، مؤكدا أن سياسات الدول والعلاقات فيما بينها إنما تحركها بشكل عام مصالح شعوبها، وإن هذه السياسات تتغير وتتبدل طبقا لحركة هذه المصالح وترتيب أولوياتها.
ولكن مهما اختلفنا حول السياسات الإعلامية للجزيرة، أو حول مجموعة (القيم والشيم) التي آلت على نفسها تسويقها وترسيخها في وجدان وعقل العامة، ومهما اختلفنا حول توجهات موظفيها، ومدى تطابق أو تناغم قناعاتهم مع أهداف الجزيرة، فيجب ألا يغيب عن أذهاننا أنهم في نهاية الأمر ليسوا سوى موظفين ينفذون ما يأمر به رب العمل، دون أن ننسى أن الجزيرة مؤسسة تجارية – لا جمعية خيرية – هدفها الربح وتحقيق مصالح سادتها الذين لم يبخلوا على مؤسستهم بالخبرات الإعلامية المتميزة القادرة على تنفيذ السياسات المرسومة، وتحقيق أعلى نسبة من العائدية، بكل براعة وحرفية.
كما إننا مهما اختلفنا حول سياسة الجزيرة وأهدافها، فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر مدى الفائدة التي تقدمها للمهتمين بقضايا التنمية البشرية، وتطور الأوضاع الفكرية والأخلاقية والتعليمية للمجتمعات العربية والمعربة، فقد شكلت الجزيرة لهؤلاء المهتمين بديلا عن تقارير منظمات الأمم المتحدة ومراكز الأبحاث الدولية، من خلال (استطلاعات الرأي) التي تجريها لمعرفة نسبة المؤيدين والمعارضين لرأيها في برامجها الحوارية السياسية، أو ما تطلق عليه اسم (الرأي الآخر) الذي تضطهده وتصادره مثلما تضطهده وتصادره بلدان أخرى، ولكن بطريقة فنية ذكية، فقد مكّنت هؤلاء المهتمين من التعرف على الخط البياني للتطور الفكري والسياسي والأخلاقي والتعليمي لشريحة من العامة، وعلى ما (تتمتع) به هذه الشريحة أو ما يقض مضجعها. والهوة التي تزداد اتساعا وعمقا يوما بعد يوم، وشدة الحقد والكراهية التي تعتمل في نفوس البعض ضد الآخر المختلف عنهم قوميا ودينا ومذهبيا وثقافيا، ومدى سيطرة ثقافة (عشق الموت وكره الحياة) عليهم، واستمتاعهم ودعمهم لأخبار ومشاهد وأعمال الخطف والقتل والذبح والتفجير دون التمييز بين طفل وامرأة وعاجز، ورفضهم لكل مظاهر التقدم والتطور والتعايش.
بطبيعة الحال لن يُمَكّن (المحاور، الضيف الخصم، الرأي الآخر) من التعبير عن رأيه بحرية وراحة، فالوقت دائما ضده، وملك لخصمه، إضافة للمتصلين الكثر، الجاهزين دائما لقطع حديث (الخصم) حين يستدعي الأمر، كما لن يُمَكّن أصحاب (الرأي الآخر) من الاتصال والتدخل – على عكس المناصرين- للتعبير عن آرائهم وإبداء وجهات نظرهم، وإن مُكّن (يتيم) ما، فلفترة وجيزة، من باب التعمية والتمويه، حيث مقدم- مدير البرنامج (الذي طُلب منه تسويق فكرة معينة) بما يملكه من(مهارات ونباهات) قادر على قطع الطريق على المتدخل إما بقطع الاتصال – بكل تهذيب- بدعوى أن الفكرة وصلت أو قيلت، أو بحرف اتجاه المتصل بعيدا عما يريد قوله في موضوع الحلقة، بمناقشته وسؤاله كذا.. وكذا، خارج الفكرة التي يريد المتصل إيضاحها، أو بتبسيط الأمور وحصرها في لونين أسود وأبيض، بقصد إحراج (الخصم) والضغط عليه للإجابة بنعم أو لا، أو ب مع أو ب ضد، أو السماح لضيفه - الذي طُلبَ إليه نصرته والتعاطف معه – بالحديث ومناقشة المتصل أو مهاجمته وتسفيه رأيه، أثناء الاتصال للتغطية على صوته والتعتيم على رأيه.
لكن ما يلفت النظر، هو الفرحة الغامرة التي تجتاح مدير - مقدم البرنامج، ونشوة النصر التي تنتابه، والفخر الذي يعتريه، وهو يعرض على (المحاور، الخصم، الآخر) نتائج الاستطلاع، التي تؤكد صحة وشعبية ما ذهب إليه مقدم البرنامج وضيفه المساند، وخطل الخصم وفساد رأيه، مستعرضا عدد المشاركين (الدائمين) الحاضرين في كل تصويت، والنسبة الساحقة للمؤيدين.
وللإنصاف، فقد لا تكون هذه الفرحة والشعور بالفخر والنصر، نابعين من إعجابه واتفاقه مع رأي المصوتين، بقدر ما تكون نابعة عن الارتياح العميق الذي غمره، بسبب النتائج الباهرة التي حققها في ترويجه للفكرة التي طُلب منه تسويقها.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله خليل - استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة