أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - من ينقذ الإسلام والمسلمين؟















المزيد.....

من ينقذ الإسلام والمسلمين؟


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 951 - 2004 / 9 / 9 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا شيء يقتل الإسلام والمسلمين أكثر من الفظائع التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون المتأسلمون باسم الإسلام، والذين يتنافسون فيما بينهم على قتل الناس وذبحهم بحجة الجهاد الذي يعني القتال لنشر دين (الإسلام)، إيمانا منهم أن الطريق إلى الحوريات لا بد أن تعبده جثث القتلى، وتسقيه دماء الأبرياء، واعتقادا منهم أنه كلما كان عدد الضحايا أكبر كلما سُجّل للقاتل حسنات أكثر تساعده على زيادة مخصصاته من الحوريات الجميلات، وربما تؤهله أن يختارهن بنفسه، لو كان المذبوحون من الأطفال والنساء والفقراء، ففي ظنهم أن هناك علاقة طردية بين دخول الجنة وهكذا أفعال.
للتو قرأت خبرا على إيلاف يقول: (أن عشرين مسلحا اقتحموا مقر جمعية إيطالية إنسانية تطوعية تدعى: جسر إلى بغداد – واختطفوا موظفتين إيطاليتين، وهذه المنظمة تهتم بالتنمية الثقافية وتنقية المياه، أُنشئت عام 1991 بعد انتهاء حرب الخليج للنهوض بالمعونة الإنسانية المقدمة للعراق، ومكافحة العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على البلاد آنذاك. وكان صحفي إيطالي قد ذُبح على أيدي خاطفيه الشهر الماضي)، ومن سوء حظ هاتين الفتاتين أنهما ستعتبران سبايا، ومن ملك اليمين، فهل هناك صورة ورسالة أوضح من ذلك يقدمها للعالم، الإرهابيون المتأسلمون، عن الإسلام والعرب والمسلمين؟ وكيفية رد الجميل؟
وقبل هذا، إثنا عشر نيباليا كانوا يبحثون عن لقمة عيش يرسلونها إلى أهلهم وأبنائهم، نحرهم الإرهابيون المتأسلمون ورموا بجثثهم في الطرقات المهجورة كما تُرمى النفايات، ليرسلوا إلى ذويهم ومواطنيهم أجسادا بلا رؤوس، بحجة أن أولئك الفقراء المساكين كفارٌ بوذيون، أرسلهم إلههم بوذا لنصرة المسيحيين، واليهود أحفاد القردة والخنازير، (مما يعني أن الإرهابيين المتأسلمين أصبحوا يؤمنون بنظرية داروين، بعد أن رفضوها دهرا واعتبروها كفرا وزندقة وضلالا). والتهم هي ذاتها، جاهزة ومكررة ضد الآخرين في كل عصر وأوان، مدعومة بفتاوى الشيوخ المتأسلمين من كل حدب وصوب ولون، مع الجهل التام من قبل هؤلاء المشايخ وأدواتهم القاتلة، بالديانة البوذية والديانات الأخرى، بسبب سياسة التعتيم والتجهيل والتكفير المفروضة على الناس منذ قرون وقرون ضد حب الإطلاع، والمعرفة والتنوير، إلا ما حُشيت بها أدمغتهم الجامدة من مقولات وخرافات وأضاليل توارثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ عصور الجهل والظلام، مما شكل عندهم حالة نفسية عدوانية، وحالة فكرية بدائية متخلفة. ومما يثير الغضب والتقزز أنهم فخورون بجهلهم وتخلفهم واحتقارهم للعلوم الحديثة والحضارة الإنسانية، ليس هذا فقط بل يتوهمون أنهم خير الناس وأفضل ما خلق الله من بشر، برغم فساد الأخلاق والمعاملات الذي اكتسح بلاد المسلمين، والغش والتضليل والسرقة والتزوير، وسوء الظن، والكذب على مدار الساعة، وبرغم العادات والتقاليد والثقافة التي تعادي الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، وتدعو للتواكل والاستبداد، وتضمر الحسد والكره والحقد، ليس للآخر فحسب، بل بين أبناء القبيلة الواحدة أيضا.
وبعد ماذا كانت نتيجة ذبح النيباليين؟ حرق المساجد ومهاجمة الأقلية المسلمة في النيبال، والتشهير بهم، والإساءة لهم، والحقد عليهم، وكرههم واحتقارهم، وضحايا من المسلمين فاقت أعدادهم بكثير على عدد القتلى النيباليين.
لا أحد في العالم يستطيع أن يفهم أو يتخيل كيف يمكن لبشري أن يزرع الألغام في مدارس الأطفال (بسلان- اوسيتيا- روسيا) ويقتل (400) أربعمائة طفل وامرأة، ويجرح ما يقارب (700) سبعمائة آخرين، وكيف تمكنه عواطفه ومشاعره أن يمنع الماء والهواء عن أولئك الأطفال والنساء قبل قتلهم. لقد كانت صدمة مذهلة للعالم اخترقت قواعد التكوين الأنثوي، أن يسمع ويصدق أن أنثى يفترض فيها رقة المشاعر والأحاسيس، ويُفترض أن حب الأطفال يغمر قلبها ويملأ كيانها، بفعل غرائز الأمومة التي تتملكها وتتحكم بها، أن تفجر نفسها عن سابق تصور وتصميم بين جمع من الأطفال بقصد قتلهم وتمزيق أجسادهم، مهما كانت ضخامة الجائزة التي تنتظرها.
وماذا كانت نتيجة هذا القتل والذبح أيضا؟ أليس الكره والحقد والعداء للإسلام والعرب والمسلمين من قبل دولة كانت وما تزال تناصر الحقوق العربية وخاصة في فلسطين؟ ثم زيادة التعاون والتحالف بين الروس وإسرائيل لمحاربة الإرهاب، والقضاء عليه. أليس هذا العمل انتصارا لإسرائيل، وخذلانا للفلسطينيين والعرب والمسلمين؟
وليس مستغربا أن يكون هناك من أفتى وأجاز لهؤلاء الإرهابيين المتأسلمين قتل الناس جميعا من أجل الحصول على المال، بحجة تمويل(الجهاد والمجاهدين)!! وإلا ما معنى قتل المصريين والأتراك والباكستانيين، واختطاف الأردنيين والكويتيين والسعوديين، وقبض الفدية من الشركات التركية والكويتية، وطلب فدية مقدارها خمسة ملايين دولار أمريكي للإفراج عن الصحفيين الفرنسيين، من دولة صديقة مثل فرنسا ستغير بالتأكيد موقفها قريبا. ثم ما هو ذنب المخطوف إن كان فقيرا غير قادر على دفع الفدية، كي يُذبح؟ أين تكمن علة هؤلاء القوم؟ أهي في الثقافة ؟ أم التاريخ؟ أم الإفتاء؟ أم الجهل؟ أم في الطبع والتكوين؟ أم في كل هذا معا؟
يتشكى العرب والمسلمون من ابتعاد العالم عنهم، وعزوفه عن مساعدتهم ونصرة قضاياهم، ومن أنه يوما إثر يوم يعاديهم ويتحالف ضدهم. متناسين أو متجاهلين -عن عمد أو سذاجة- ما قام ويقوم به الإرهابيون المتأسلمون باسم الإسلام من أفعال وأعمال إجرامية شنيعة تقشعر لها الأبدان وتتقزز منها النفوس، وتقرف من همجيتها وحيوانيتها عيون البشر ومسامعهم، وتسيء للعالم، دون أن يقف أحد من المشايخ، صراحة وعلانية ضدهم، أو يرفع صوته – بدون استعمال كلمة لكن – في وجوههم، ويدين جرائمهم ويحرّم أفعالهم التي أثارت السخط والغضب لدى العالم أجمع، وانعكست على العرب والمسلمين بأبشع الصور والردود والمواقف، فمن كينيا إلى تنزانيا إلى تدمير تمثالي بوذا الأثريين، مرورا بغزوتي منهاتن وواشنطن وتدمير برجي التجارة العالميين وقتل أكثر من ثلاثة ألاف إنسان عدا عن خسارة العالم مئات المليارات من الدولارات كانت يمكن أن تساهم في القضاء على المرض والفقر في كثير من بلدان العالم الثالث، وما قام به هؤلاء المتأسلمون في بالي ومدريد وتونس والمغرب والمحاولات الإرهابية الأخرى الكثيرة الفاشلة في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرهما كثير من بلدان العالم.
لقد شوه الإرهابيون سمعة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، وبفضلهم - بعد الأحداث الأخيرة - أصبحت صفة إرهابي أهم صفات المسلم في أمريكا وأوروبا، مما حدا ببعضهم إلى ترك الإسلام والالتحاق بدين الضحايا المذبوحين تعاطفا معهم، ورغبة في التواصل مع الناس، وإبعاد صفة الإرهاب عنهم.
من المستفيد من هذه الأعمال الإجرامية الوحشية؟ هل تنعكس هكذا أعمال إيجابا على الدعوة الإسلامية، وجموع العرب والمسلمين، وبلدانهم؟ أم قصورا فخمة وثراء فاحشا على أمراء القتل وشيوخ المتأسلمين؟
إن الساكت عن الحق شيطان أخرس. وقد آن الأوان كي يتخذ الغيورون على صورة الإسلام والعرب والمسلمين، وأصحاب النفوذ، موقفا واضحا متشددا يكفل القضاء المبرم على حفاري القبور، وعلى هكذا أعمال لا تمت لله وللإنسان بصلة.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- -أمنستي- تتهم إسرائيل بارتكاب -الإبادة- في غزة: ما الدلائل و ...
- شهود: الجيش الإسرائيلي قتل أربعة أطباء بمداهمة لمستشفى كمال ...
- وزير الداخلية الأردني يعلن إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 250 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- روبوتات ذكية لتطوير الزراعة في مصر
- أردوغان يخاطب الأسد: مددنا لك يدنا فلم تستجب.. واجتماع بين ط ...
- الكونغ فو.. ملجأ الشباب الكيني من براثن البطالة
- أزمة الحكومة في كل من ألمانيا وفرنسا وتبعاتها على الاتحاد ال ...
- الأردن يغلق معبر جابر الحدودي مع سوريا
- تطورات الأوضاع في سوريا وحولها لحظة بلحظة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - من ينقذ الإسلام والمسلمين؟