أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - دولة ال لا - لا














المزيد.....

دولة ال لا - لا


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 11:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس: دولة على طريق النفي: لا للعرب، ولا لليهود ولا للعالم؛ ولا للاجانب ولا للتجميد ولا للقنبلة ولا لمبادرة السلام ولا لازالة الحصار ولا لسوريا. ثروة لغوية ضئيلة على نحو مخيف، ومعجم وطني فيه كلمة واحدة. غابت نعم عن جملة الله. لا يعلم أحد بعد 62 سنة من نشوئها الى أين تتجه. ما الذي تريده وما الذي يريده قادتها وإلامَ يطمح مواطنوها. أي دولة يريدون؟.
هذا خاصة مفاجيء من دولة كانت أعجوبة انشائها مصحوبة دائما بالرؤى. كتلك التي أصبحت واقعا ورؤى باطلة، ورؤى مضللة ورؤى إيهام لكنها رؤيا دائما ونظر الى الأمام للمستقبل الذي لا ينتهي بنشرة الاخبار التالية.
كان بنيامين زئيف هرتسل ذا رؤيا، وكان دافيد بن غوريون ذا رؤيا، وكذلك زئيف جابوتنسكي وموشيه سنيه. وكانت لمباي رؤيا، وعندما تولى مناحيم بيغن السلطة انقض عليها بمختلف المبادرات، من اعادة بناء الأحياء حتى السلام مع مصر مرورا بحرية الجهاز الاقتصادي التي هي ثمرة رؤياه. كان لكل حزب خطة عمل منظمة وواضحة ماذا يفعل لا عكس ذلك فقط. كان من أرادوا مجتمع مساواة – اشتراكيا، وأراد آخرون مجتمعا مدنيا – برجوازيا، علمانيا أو متدينا، وصبغة اوروبية أو سامية، وارض اسرائيل الكبرى أو الصغرى – كان كل شيء واضحا محسوما. وكانت روح عامة. كان فيما كان مصباح وحيد في طرف الحي وأضاء طفولتنا الصغيرة: عرف كل ولد من يؤيد ماذا لا من يعارض ماذا فقط.
ما هي الروح العامة الاسرائيلية اليوم؟ أقصف ايران؟ أإبعاد حماس؟ أدرع وقاية اجتماعية واقتصادية لكل عامل وملاذ لكل ساكن؟ أ "يهودية وديمقراطية"، في حين لا يعلم أحد ما معنى ذلك؟ حاولوا أن تفهموا ما الذي تريده الاحزاب الكبيرة، وحاولوا ان تسألوا كل مواطن يعرض لكم في طريقكم ماذا يريد ان يكون له هنا، أي مجتمع وأي دولة. لن تحصلوا على جواب. لا شيء. يريد الجميع الخبز والعمل والهدوء والأمن والبقاء ويُراد أن يكون مع عطلة استجمامية – وأن يبدو الجميع حولنا مثلنا بالضبط.
الحياة الطبيعية في ظاهر الامر، كجميع الشعوب وإن يكن بعضها كالامريكي يُدبر اموره في ضوء رؤيا معلنة على الأقل. لكن دولة ما زالت تتلمس طريقها في الظلام، وما زال محيطها لم يقبلها ومجتمعها مجتمع المهاجرين بعيد عن أن يكون مبلورا، آخذة فقط في التمزق إربا؛ وغير قليل منها ما زال مغروسا على الماء، ونظامها الديمقراطي هش على نحو مخيف وليست فيها مؤسسات راسخة قوية سوى جيشها، وقيمها غامضة مطموسة – تحتاج هذه الدولة الى اتجاهات واضحة وهي ليست موجودة.
يكاد يعلم كل مواطن امريكي وكل مهاجر الى الولايات المتحدة أن يتلو سطرا من المباديء والقيم التي تطمح دولته الى العيش بحسبها. وليس ذلك عندنا. لن يُحل هذا بوسائل سخيفة كادخال دروس صهيونية اخرى في المدارس في حين أن هذا المصطلح، أي الصهيونية، مشوش عليه منذ زمن ولا بواسطة جولات في "المواقع التراثية". يجب أن نقرر الى أين نتجه. هل نقبل المواطنين العرب أم لا؛ هل ننوي البقاء على الأبد في المناطق المحتلة أم لا؛ هل نتجه الى الاندماج فيما حولنا أم لا؛ هل نريد مجتمعا متعدد الثقافات مفتوحا أم مجتمعا قوميا مغلقا؛ أدولة شريعة أم فصل الدين عن الدولة؛ هل نطمح الى انشاء مجتمع مدني المؤسسة الأمنية فيه حلقة واحدة في سلسلة مؤسساته فقط أم نتجه الى استمرار العيش في مجتمع شبه عسكري؛ هل اتجاهنا الى العالم أم الى تعميق انغلاقنا وعزلتنا. هذه سلسلة اسئلة مصيرية لا تُطرح هنا في جدول العمل ألبتة.
ليس هناك من يطرح هذه الموضوعات على مائدة المباحثات. لا القيادة ولا وسائل الاعلام ولا جهاز التربية ولا المجتمع المدني الذي يكاد يكون غير موجود. الانشغال هو بالتافه والسخيف والفضائح اللحظية: التهويد في الجيش الاسرائيلي والحريق في الكرمل أو بـ اوري بار ليف. وماذا بقي؟ ان نقول: لا، لا، ولا. لا بأية حال. فماذا نعم؟.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - دولة ال لا - لا