أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصمة!















المزيد.....

أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصمة!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ثمة قناة فضائية أو وسيلة إعلام أخرى في عصرنا البالغ الانفتاح والتنوع والتعقيد دون هنات أو أخطاء أو زلات. لكنْ، أن تكون تلك الهنات دافعا لخنق صوتها الوطني المناوئ للطائفية بامتياز، والمدافع عن بسطاء العراق، والباحث عن الحقيقة، والرافض للعنف التكفيري وجرائم الاحتلال، وهي الصوت الوحيد تقريبا الذي لا "يتناسى" جرائم الدكتاتورية البعثية الصدّامية فخصصت لها مسلسلات ضخمة كـ " بيوت الصفيح/ مع تحفظنا على اسم هذا المسلسل إذ لا وجود لبيوت الصفيح في أهوارنا الجنوبية بل هي من القصب أو الطين أو كليهما" و مسلسل "قنبر علي" فهذا هو الظلم بعينه.
لا علاقة تربطني شخصيا بقناة "البغدادية" كمؤسسة سوى علاقة المشاهد بوسيلة إعلام، ولكنَّ لي تجربة شخصية صغيرة معها بصفتي مدرس للغة العربية تستحق أن تروى هنا كشهادة لصالح القائمين على هذه القناة تؤكد احترامهم لآراء المشاهدين وتواضعهم المهني:
بصفتي هذه، تستفزني أحيانا الأغلاط والأخطاء الفظيعة التي تقع فيها مذيعاتنا مذيعونا العراقيون والعرب في البغدادية أو غيرها، مع أنني، أو أي شخص آخر، غير معصوم من الوقوع في الأخطاء اللغوية ولكن بحدود معقولة. وكنت غالبا ما أحاول التنفيس عن غضب "مدرس العربية" بكتابة رسائل إلى عدد من القنوات العراقية، ضاربا لهم أمثلة على تلك الأغلاط في اللغة وفي الأداء وبما تعلق بمخارج الحروف والركاكة الأسلوبية وعدم الانسجام البلاغي في نشراتهم الإخبارية وتقاريرهم وبرامجهم الحوارية. وأذكر مرة، أنني أرسلت رسالة إلى قناة عراقية أخرى لن أذكر اسمها هنا، حول تقرير مصور بثته عن أهوارنا الجنوبية، وكان ذلك التقرير باللغة العربية الفصحى كما زُعِمَ، وليتهم كتبوه بأية لغة أخرى إلا باللغة العربية التي يسمونها الفصحى ويسميها أهل الاختصاص "اللغة الوسيطة"، فاللغة العربية الفصحى تلاشت تقريبا، ولم يتبقَ في عصرنا غير خليط من بقاياها ومن العامية الحديثة، يمكن أن نسمي هذا الخليط الذي يكتب ويذاع في وسائل الإعلام والكتب، اللغة العربية الوسيطة. لقد كان ذلك التقرير حول الأهوار مجزرةً لغويةً حقيقيةً و موسوعة كبرى في الأخطاء الكارثية اللغوية والبلاغية وحتى المعلوماتية لدرجة انك تجد في الفقرة الواحدة ثلاثة أو أربعة أخطاء. وللتمييز بين الخطأ والكارثة، أتذكر هنا، كشهادة وطُرفة ، أن أستاذي الضرير الدكتور صفاء الجلبي في كلية الآداب ( أطال الله عمره إن كان حيا وغمره بفيوض رحمته إن توفاه ) والذي كان يدرسنا "ألفية ابن مالك" في السنة الجامعية الأولى في سبعينات القرن الماضي، يميزُ في كلامنا وكتاباتنا - نحن طلابه - بين الخطأ النحوي فيبتسم ويقول : عيني، هذا خطأ نحوي بسيط سامحناك عليه، ولكن أن ترفع المجرور فهذه جريمة لغوية أغاتي!
وأعود إلى قصة تلك القناة، فقد أرسلت الرسالة لتلك القناة ولكنهم أهملوها كما يبدو، بل وزادوا فأعادوا عرض هذا التقرير "الريبورتاج" البائس بعد أيام قليلة مرة أخرى. ربما، كنوع من المماحكة، أو كأنهم يقولون: الرسالة وصلت وهذا هو ردنا! وقد لا يقصدون هذا ولا ذاك بل أن مرد الأمر إلى المصادفات..
في مقابل هذا المثال، هاكم آخرَ مختلفا حدث لي مع قناة "البغدادية": ذات مرة، كان هذا قبل شهر أو يزيد قليلا، استمعت لتقرير سياسي من مراسل البغدادية من بغداد. وكان التقرير بالغ السوء لغويا وأداءً فكتبت للبغدادية رسالة مماثلة وعددت فيها الأخطاء والملاحظات حول تقرير مراسلهم هناك. واعترف بأن رسالتي كانت قاسية وفجة كثيرا..وجاءني الجواب في اليوم التالي، وفيه يكرر الأخوة في إدارة "البغدادية" أسفهم ويشرحون لي أسباب هذه الركاكة اللغوية في أداء المراسلين والمذيعين الشباب. وكانت أسبابهم - والحق يقال - أسباب مقنعة ومقبولة. أكثر من ذلك، وهذا ما فاجأني، أبلغتني إدارة "البغدادية" بأنهم وزعوا رسالتي على جميع المراسلين والمذيعين والمذيعات في القناة ومنهم صاحبنا المراسل البغدادي الذي صببتُ عليه جام غضبي للاستفادة منها كما قالوا، وإنهم سيبذلون جهودهم لحسن أداء مذيعيهم ومراسليهم ..
لَكَمْ شعرت بالاحترام والاعتزاز بهذه البادرة والرد! بعدها مباشرة كتبت معتذرا للإدارة وللمراسل الشاب لأني قسوت عليه في رسالتي الأولى.
ملاحظة هامشية ولكنها في السياق: كتبت تلك الرسالة وأرسلتها بالبريد الإلكتروني إلى إدارة "البغدادية" على عنوانهم الرسمي على "النت" وبكنيتي المعروفة بين معارفي والتي أوقع بها بعض كتاباتي الخفيفة وهي "أبو سومر"، على الرغم من أن لي تواصل ومكاتبات مع المذيع المهم في قناة "البغدادية" الأخ عبد الحميد الصائح ولكني لم أرسلها له مباشرة، وفضلت إرسالها على بريد موقع القناة لأسباب لا تخفى على اللبيب .. ولكنَّ ردَّ "البغدادية" السريع والموضوعي على رسالتي الغاضبة حسم الأمر، وأكد جديتها ونزاهتها في التلقي ومتابعة واحترام الناس والرأي الآخر المختلف والمخالف حتى وإن كان قاسيا.
ولكن هل خلا أداء "البغدادية" من الأخطاء والمثالب والهنات؟ كلا قطعا، وهل خلت القناة من عناصر ربما تكون قد حاولت توجيه أدائها لخدمة أطراف سياسية وعناوين معينة بعضها يمت لعهد النظام السابق؟ قطعا لا، والأمثلة كثيرة في بعض نشرات أخبارها وتقاريرها وبرامجها الحوارية. أما بخصوص السبب الذي قيل بأنه كان وراء إغلاق البغدادية، وهو التعامل مع أطراف تكفيرية مجرمة خلال مجزرة كنيسة سيدة النجاة فما كُشِفَ النقابُ عنه حتى الآن لا يثبت تورط القناة أو منتسبيها في مكتبها في بغداد في هذه الجريمة لا من بعيد ولا من قريب، بل إن القضاء أطلق سراح أحد المنتسبين الذين اعتقلوا بعد يوم أو بعض يوم من اعتقاله، وعلى كل حال فالقناة نفسها وأوساط مستقلة عديدة رحبت بأي تحقيق نزيه وشفاف في هذا الصدد، ولنترك الكلمة الفصل للقضاء المحايد والنزيه والبعيد عن التسييس والتحزب ومحاباة الحاكمين، وليُفَكْ الحصار عن مكتب القناة في بغداد.
أخطاء كثيرة -كما قلنا- قد تقع فيها هذه القناة أو تلك، ومن ذلك يمكن التطرق لظاهرة منتشرة في عدد من القنوات الفضائية العراقية، هي تلك التي يمكن ان نطلق عليها ظاهرة تعميم الشحاذة وعقلية "الكدية" في المجتمع العراقي. فبدعوى الدفاع عن مصالح الناس البسطاء وطرح مشاكل ومعاناة الفقراء تنتهج تلك القنوات ومن بينها للأسف وإن بدرجة أقل قناة "البغدادية" نهج استدرار العواطف وترويج اللغة الشعاراتية المسطِّحة والمسطَّحة وشيطنة الخصم وتسقط عثراته وزلاته والتشكيك بكل شيء يفعله حتى إذا كان خيرا في خير، وتعميم عقلية خلاصتها "المسؤولون سرقوا كل شي و نحن كل شي ما حصلنا" وكأن جميع العراقيين يتنافسون على أن يكونوا لصوصا ومختلسين و فاسدين، أو كأن الموضوع يتعلق بمباراة تنافسية بين ( لصوص سرقوا كل شي وآخرين كل شي ما حصلوا) وليس بين شعب يعيش تحت خط الفقر في بلد محتل وبين حكام طائفيين وفاسدين يتشدقون بالدين والمذهب ودماء الشهداء زورا وبهتانا.
ثمة أيضا إصرار قناة "البغدادية" على الدفاع عن برامج فاشلة واستفزازية أساءت حقا للعراق والعراقيين مع أن هدفها -من حيث الظاهر- إدخال البهجة والسرور على نفوس المشاهدين، فثمة برنامج معروف بثته هذه القناة خلال شهر رمضان الفائت وهو من نوع " الكاميرة الخفية" تحول إلى علامة مظلمة في سجل هذه القناة الشجاعة والمتنوعة والواعدة ولكنها للأسف شنت حملة تحشيد وتصفيق وغسيل دماغ جماعي دفاعا عن هذا البرنامج الفاشل رغم كل الكلام الحريص الذي قيل والمناشدات الصادقة التي وجهت لها بهدف حذفه وإلغائه.
ومن بين الكثير من إيجابيات ونقاط قوة تحوزها هذه القناة يمكننا أن نسجل بُعْدَها الملحوظ عن الولاءات والنزعات الطائفية ونقدها المستمر لرموز الطائفية السياسية وتجلياتها الحزبية والمجتمعية في العديد من المواد التي عرضتها.
وأخيرا فالبغدادية – قناةً وقائمين عليها- ليست كاملة ولا هي معصومة بل هي صوت وطني أصيل يحاول أن يقدم ما عنده بكل إخلاص وشفافية وسبحان من لا يسهو أو يَزِل!
وكمشاهدين، أو كأحد المشاهدين – إن شئنا الدقة - أريد للبغدادية أن تكون قناة وطنية ونقدية، وليس قناة معارضة من أجل المعارضة ولا أن تكون مع هذا الطرف السياسي أو الحزبي ضد ذاك، وأن تحرص داخليا على أن تنظم السير على هذا الصراط وتعالج فورا أية محاولة لأصحاب الشعارات والنوايا الحزبية لحرفه و إمالته.
وختاما: لتكن قناة البغدادية باحثة بشراسة عن الحقيقة ومع العراق والعراقيين ضد الهمج المحتلين والحاكمين الفاسدين وليتذكر القائمون عليها قولة الإمام علي "ع": أيها الحق ما تركت لي صاحبا!
فطريق الحق موحشة لقلة سالكيها..العالم 30/12



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الركابي في -أرضوتوبيا العراق.. من الإبراهيمية إلى ظهور المهد ...
- حزب- الدعوة- والانتحار السياسي بزجاجة -عرق-!
- هادي العلوي وإشكاليات محمد أركون: تفكيك المصادرات الأورومركز ...
- لماذا لا يغلق اتحاد الأدباء ووزراة الثقافة ويترك النادي مفتو ...
- الغرب ومسيحيو الشرق: إذلال واستعباد وإهانة
- التسامح كخيار أخلاقي للعقلانية ومحنة المثقف في الحضارة العرب ...
- حماقة إعدام طارق عزيز
- من أجل ردِّ الاعتبار للملك الشهيد فيصل الثاني / مع شهادة بقل ...
- المفكر الراحل نصر أبو زيد.. إشكاليات التأسيس و ثمن الريادة
- نكبة ابن رشد من منظار الجابري : هجاء -المتسلط الأوحد- في مدي ...
- حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟
- دستور غالبريث و الدولارات الكردية
- أبو زيد وإشكالية العلاقة بين التراث والعلوم الحديثة : أهل ال ...
- تاريخانية الفكر الإسلامي لدى محمد أركون : الدائرة في مواجهة ...
- المفكر الراحل نصر أبو زيد في بواكير أعماله : المجاز والتأويل ...
- مذبحة جديدة بسكاكين القاعدة لعلماء الدين السنة العراقيين
- الهروب الأميركي الكبير..ودروسه
- إعادة إنتاج -الحادثة- في السِّير الذاتية التقليدية من منظور ...
- الخيانة ليست وجهة نظر: تهافت حجج دعاة بقاء قوات الاحتلال من ...
- بين البعث العراقي والقاعدة ..حروب صغيرة


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصمة!