أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - نعم، الجواب: نعم..!!














المزيد.....

نعم، الجواب: نعم..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم، الجواب: نعم..!!

توقف غسّان شربل، رئيس تحرير جريدة الحياة اللندنية، في افتتاحية يوم أمس الاثنين، أمام عبارة للرئيس السوداني عمر حسن البشير يقول فيها: "إذا اختار الجنوب الانفصال سيعدّل دستور السودان، وعندها لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوّع عرقي وثقافي وسيكون الإسلام والشريعة هما المصدر الرئيسي للتشريع".
علّق شربل على كلام البشير قائلا: "فاجأني الكلام أن اللبناني الخائف على بلده من أزمة مكوّنات شبيهة بتلك التي عصفت بالعراق. فاجأني وفجعني. هل هذا كل ما يستطيع قوله رئيس بلد يواجه خطر خسارة وحدته في غضون أسابيع، ولماذا يرجح المسؤولون الشماليون أن يختار أبناء الجنوب الانفصال في استفتاء التاسع من الشهر المقبل؟ وهل صحيح أن غياب التنوّع يستحق الاحتفال حتى لو تمزقت الخريطة؟ ومن قال إن إغراء الطلاق سيقتصر على الجنوب".
واختتم شربل تعليقه بالقول: "إننا في بدايات موسم الطلاق. يجدر بالدول العربية أن تقرأ جيدا دروس إقليم كردستان العراق وجنوب السودان. العجز عن اللقاء بالآخر في رحاب دولة مؤسسات وحقوق وواجبات ينذر بمزيد من التمزقات أو الأقاليم أو حفلات الطلاق".
يستوقفني في كل ما تقدّم السؤال التالي "هل هذا كل ما يستطيع قوله رئيس بلد يواجه خطر خسارة وحدته في غضون أسابيع؟".
الجواب: نعم. هذا كل ما يستطيع قوله رئيس يواجه بلده خطر خسارة وحدته في غضون أسابيع. فلو كان لديه ما يقوله غير هذا الكلام لما تمكنّا من سرد الحقائق التالية:
أولا، يزيد عدد الأميين في السودان على ستين بالمائة من عدد السكان.
ثانيا، لا يتجاوز دخل الفرد في السودان 400 دولار في العام.
ثالثا، نسبة وفيات الأطفال في السودان من بين الأعلى في أفريقيا والعالم العربي.
رابعا، يحصل ربع السودانيين، فقط، على مياه صالحة للشرب.
خامسا، ينفق السودان على التسليح والجيش أكثر مما ينفق على التعليم.
سادسا، وهذه المعلومات مستقاة من التقرير العربي للتنمية الاقتصادية، ومفادها أن سبب التخلّف في السودان يعود إلى 1- انتهاكات حقوق الإنسان. 2- عدم تمكين النساء. 3- الخلل في بنية المؤسسات. 4- ندرة المعارف التقنية، أي أن قوة العمل والكادر الإداري يفتقران لمؤهلات تقنية. 5- نقص إنسان الحكم الصالح، وهذا يعود بنا إلى فكرة المواطنة والحقوق والواجبات، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، والشفافية، والمحاسبة، وهي أشياء يبدو أنها لم تتوفر بعد.
وإلى كل ما تقدّم ربما نضيف الحقائق التالية:
أولا، يعاني السودان من حرب أهلية بدأت منذ أواسط الخمسينيات، وتعتبر أطول الحروب الأهلية في القارة الأفريقية. وقد حصدت حتى الآن أرواح مليونين من المواطنين السودانيين.
ثانيا، الفترة التي قضاها الرئيس البشير في الحكم هي الأطول في تاريخ الحكّام السودانيين منذ الاستقلال. وقد وصل إلى سدة الحكم عن طريق الانقلاب العسكري، متحالفا مع حسن الترابي، زعيم الإسلاميين السودانيين، وأطاح به بعد فترة من الوقت، بعدما صادر واحتكر لنفسه شعاراته الدينية.
ثالثا، ثمة مشكلة انفصالية في دارفور، أيضا.
رابعا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
على ضوء هذا كله نفهم لماذا لا يملك الرئيس السوداني كلاما من نوع آخر قبيل انفصال الجنوب، الذي يتأكد يوما بعد يوم، وتمزيق الوحدة الترابية للدولة السودانية. فلو كان صاحب مهارات سياسية وإدارية يُعتد بها، ما عدا مهارة البقاء في الحكم، لما أصبحت بلاده على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية.
ومع ذلك، فلنفكر في أمر آخر، أي في العبارة التي اختتم بها شربل مقالته، والتي تكلّم فيها عن بدايات موسم الطلاق، وعن ضرورة وقوف العرب أمام الدرسين العراقي والسوداني.
هذه المسألة ذات أبعاد إستراتيجية بعيدة المدى، وهي مسألة ثقافية وسياسية في المقام الأوّل، وفي العمق منها يتجلى احتمال تفكك الدولة القومية، التي عرفتها وعاشت في ظلها شعوب وأقليات مختلفة في العالم العربي على مدار قرن من الزمن.
وحتى إذا وضعنا الأقليات القومية جانبا فإن الانقسام في بعض البلدان العربية، التي لا توجد فيها أقليات قومية ودينية ولغوية، ربما يحدث استنادا إلى تناقضات دينية وطائفية وجهوية. ففي دارفور، مثلا، أغلبية السكّان عرب مسلمون، لكن نـزعتهم الانفصالية في تزايد، وكذلك الشأن في اليمن، ومناطق أخرى كثيرة.
كان الشرق، دائما، فسيفساء عرقية، ودينية، ولغوية. وإذا كنا لا نستطيع النظر بكثير من الإعجاب إلى طريقة الجيل الأوّل من بناة الدولة الحديثة في العالم العربي، في معالجة الفسيفساء العرقية والدينية واللغوية، إلا أننا لا نستطيع تجاهل حقيقة أنهم كانوا أكثر حساسية إزاء الواقع الاجتماعي لبلدانهم من أجيال لاحقة أصابها هوس التعريب والصهر القوميين.
ولكن ما يستحق التذكير والتنبيه أن الأصولية الدينية تستكمل اليوم مشروع التعريب والصهر القوميين من خلال عملية مزدوجة عنوانها الأسلمة، وفك وتركيب الدولة القومية الحديثة، حتى لو اقتضى الأمر تمزيق وحدتها الاجتماعية والسياسية، والجغرافية.
عند هذا الحد نعود إلى سؤال في افتتاحية شربل: "وهل صحيح أن غياب التنوّع يستحق الاحتفال حتى لو تمزقت الخريطة؟ "
الجواب: نعم، مع ملاحظة أن شعارات البشير الدينية مطعون فيها، على الأقل من جانب حلفائه السابقين، الذين أطاح بهم، ووضعهم في السجون. وراء كل بشير، في كل مكان آخر، حلفاء سابقون، وما لا يحصى من الطعون. المهم أن غياب التنوّع يستحق الاحتفال حتى لو تمزقت الخريطة. نعم. الجواب نعم.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!
- الثقافة والسياسة والسلطة..!!
- فكر الحداثة في فلسطين..!!
- من المفيد الكلام عن أشياء أخرى..!!
- دولة إسماعيل..!!
- يوسا وحرب نهاية العالم..!!
- مديح الأدب القاسي ..!!
- ظاهرة جديدة ومُفرحة..!!
- ليلنا طويل والنجوم قليلة..!!
- ماذا حدث للمصريين؟
- كتاب البطر في أخبار قطر..!!
- أما في السياسة فحدّث عن المآسي ولا حرج..!!
- محمود درويش يحتاجنا لأن بلادنا تحتاجنا..!!
- عن النرجيلة والملابس الداخلية للنساء!
- مديح الشيوعيين..!!
- العلمانية في فلسطين


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - نعم، الجواب: نعم..!!