أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق















المزيد.....

عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 13:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ان عمليات الابادة الجماعية والخطف وقتل الانسان وتشويه خلقته والتي تمثل ادنى درجات التخلف الانساني، لا بد وان تدخل ضمن الارهاب، مهما كانت اسبابها وغاياتها.

كلنا يعرف ان صدام الاجرام وزمرته الدموية جاء بالعديد من التبريرات لافعالها الدموية بحق الشعب العراقي من قتل جماعي واغتصاب وتشويه الوجوه والاجساد ( قطع الاذان والانوف والاطراف وغيرها)، فمرة يتعذروا بالخيانة الوطنية واخر بالهروب من الجبهة وغيرها بالعداء لشخص الرئيس والحزب و......ولكننا نجد اليوم انه حتى الذين وقفوا الى جانب صدام ونظامه سابقا لا ينكروا وحشيته وابتعاده عن الحس الانساني، خاصة في تعامله مع ابناء شعبه. كما ان العديد من الدول المعارضة للحرب على العراق وممن لم تشارك فيها للتخلص منه ومن زمرته المجرمة، اقرت بوحشية صدام وزمرته.

طبعا من الخطأ ان نقول ان حزب البعث، الذي انتمى اليه صدام، كان يحمل الصفة الارهابية في منهجه والتي تربى عليها صدام وغيره. فحزب البعث، كما الاحزاب الاخرى، جاء بافكار واجندة لخدمة الشعب العراقي، عربية قومية (من سوريا خاصة)، وان كانت عنصرية في الكثير من الاحيان، واخذ بتطبيقها على الشعب العراقي، ووجد الارضية الصالحة بين ابناء الشعب في الوقت الذي كان الجميع يتطلع الى نظام ديمقراطي مستقر يخدم العراق. وقد انتمى الى هذا الحزب العديد من ابناء القوميات الاخرى ( الغير عربية) كالكردية والتركمانية والاشورية والارمنية والايزيدية والصابئة وغيرهم، بالاضافة الى العرب. ولكننا نجد ان التناحرات الحزبية التي حدثت بين المسؤولين البعثيين، والتي رفعت صدام الى كرسي الحكم، كانت ارهابية بحد ذاتها. فبكر وطلفاح اطلقا ايدي صدام وعصابته لقتل وابادة خصومهما السياسيين في نفس الحزب ومن ثم عاد صدام وتخلص منهما ايضا بنفس الارهاب.

فمشكلة الارهاب او مرض الارهاب في نفسية صدام اساسا لم يأتي من المنهج البعثي وتربية حزب البعث، ولكنه كان متأصلا في تربيته العائلية منذ الصغر، ومن يتابع حياة هذا الارهابي، يجد ان ظاهرة القتل والتصفيات الجسدية هي الطاغية وهي التي جعلت من صدام ذو شأن في بيته وبين بعض اقربائه ( طلفاح والبكر مثلا).

بعد سيطرة صدام وزمرته على كرسي الحكم استخدموا الارهاب بحق الشعب العراقي للانخراط في صفوف البعث بغرض دفع الاشتراكات الحزبية لهم، كما انهم اجبروا الشعب على دفع تبرعات الحرب مع ايران، حيث كان يجبر الموظفين والعمال كل شهر على التبرع اما بالمال او الذهب بالاضافة الى استقطاع مخصصاتهم منهم منذ الحرب العراقية الايرانية. كذلك نجد التجار ورجال الاعمال واصحاب المحلات كانوا يجبرون على التبرع من قبل ازلام صدام الذين كانوا يجوبون المحلات بين فترة وفترة لجمع الاموال والذهب للحرب ولعيد ميلاده ايضا. هكذا انخرط العديد من العراقيين الى الحزب خوفا من سيف الجلاد وايضا حماية لمصالحهم وعوائلهم.

ان مسألة اجتثاث جذور البعث لهي بحاجة الى دراسة مستفيضة وعميقة وتطبيقها على الواقع العراقي اليوم يتطلب استتباب الامن والقانون اولا، ثم وبناءا على التقارير والاثباتات والشهود يتم تحديد الجناية لكل بعثي تلطخت ايديه بالدماء. اما اتخاذ القرارات الفردية واقبال البعض على التصفية الجسدية لخصومه، دون انتظار عدالة القانون، فهو اعتداء وتجاوز على القانون اولا، وتهرب من مسؤولية المواطنة الصالحة، التي يجب ان يتحلى بها كل عراقي يريد الخير والسلام والديمقراطية لوطنه، والا ما معنى ان نقوم بمحاربة الدكتاتوية والفاشية الصدامية في العراق في الوقت الذي نسمح لانفسنا بانتهاج هذه السياسات الرعناء والغابية المتخلفة بحق الشعب. نعم صدام وزمرته يستحقوا الموت بكل جدارة، ولكن حتى الموت نفسه لن يؤلمهم كما يؤلمهم عودة القانون والنظام والعدالة في العراق وسحب جميع مستحقات الشعب العراقي منهم وعوائلهم ومؤازريهم ، ثم ان العيش الكريم واستتباب الامن والقانون وعودة الحقوق المغتصبة لاصحابها،هي ما الشعب العراقي بحاجة اليه اليوم، وبعد كل سنين الحرمان هذه. هذه الزمرة الدموية يجب ان نحاكمهم قانونيا وعلنا امام العالم وعوائلهم ومؤيديهم، لئلا ينقلبوا الى شهداء وابطال مستقبلا.

كذلك بالنسبة للوثائق في دوائر الامن والاستخبارات والتي استولت عليها العديد من الاحزاب والجهات ، هذه الوثائق تعتبر قضية للشعب وهي ملكه ويجب نشرها بعد استتباب القانون تباعا، ففيها ما يثبت بالدليل القاطع من الذي تلطخت اياديه بالدماء ومن وشى بالعراقيين الابرياء ومن ساوم على حساب الاخرين وغيرها من المواقف. وهذا ما نحن جميعا بحاجة اليه للوصول الى الكثير من الحقائق. نعم العديد من البعثيين تلطخت ايديهم بالفساد والدماء ولكن هنالك ايضا غير البعثيين ملطخة ايديهم بالفساد والدماء، وهنالك العديد من البعثيين لم تتلطخ بالدماء او الفساد، فليس من العدل ان نطالب اليوم باجتثاث جميع البعثيين، دون ان يأخذ القانون مجراه في العراق ودون ان يقف الجميع امام القانون.

كذلك الحال مع الممتلكات والاراضي التي طردوا مالكيها واستولى عليها صدام وزمرته بدون وجهة حق وعادوا بعد سنوات وباعوا القسم الاكبر منها الى مواطنين اخرين ليجنوا المليارات من الاموال. هذه المعظلة يجب ان يتم حلها بالقانون ايضا، لانه هنالك المواطن البسيط الذي اشترى الارض او الدار من الدولة ولا علاقة له بارهاب السلطة اطلاقا، فليس من العدل ان يقوم المالك الاول بترهيب المالك الثاني واجباره على ترك داره وملكه لانها تعود اليه، لان الثاني قد اشترى الملك كما اشتراه الاول. على الدولة ان تعيد مال صاحب الملك الثاني وتبقي المالك الاول او حسب اتفاق الاثنين وحسب اجراءات القانون، وتقوم الدولة هنا بتصفية هذه المعظلة والدفع من الاموال المجمدة لصدام وعائلته وزمرته. هذه المعظلة ايضا لن تحل الا بالقانون وفي ظل استتباب الامن. ارجو ان لا يفهم القارئ اللبيب كلامي على انه يأتي من فراغ وبأننا لا نملك شيئا، نحن ايضا لنا اراضي ودور اغتصبها صدام قبل وبعد ان اعدم اخي ( الشهيد يوسف توما 34 سنة) وزج ابي ( المناضل توما هرمز 78 سنة) في سجونه لثلاثة سنوات، وصادر جميعها واسكن فيها مسؤلي الامن والاستخبارات لعدة سنوات حتى ( بردت القضية كما يقال) ثم عادوا وباعوها لمواطنين اخرين وهؤلاء باعوها لاخرين وهكذا. وما زلنا مصرين على استتباب الامن وسلطة القانون ونطالب بها قانونيا وليس ارهابيا.

فالارهابي هو الذي يتربى على التشدد والتزمت والتعنت الفكري، واعتبار فكره وايمانه هو الاصح والاوحد والاكثر سموا، ويعتبر كل من يخالفه مجرم او كافر يستحق القتل، ثم يعطي الاجازة لنفسه باستهداف الاخر المخالف لفكره، ليلغيه، مستخدما سياسات القمع والتصفيات الجسدية، كما فعل صدام وزمرته في اروقة حزب البعث ومن هناك طبقوا سياستهم الدموية مع الشعب العراقي والاحزاب العراقية الاخرى.

نعود ونقول ان التربية الوطنية والانسانية مهمة جدا في حياة الفرد وحياة المجتمع، ولهذا يجب ان تبنى المناهج الدراسية والتربية الاجتماعية على اساس الاخلاق الانسانية والوطنية واحترام القانون واحترام القوميات والاوطان والامم الاخرى وكذلك احترام الرأي الاخر، والمخالف بشكل خاص، ورفض اخلاقية التعصب والتشدد الديني والقومي والحزبي، والا لن تنتهي مشاكل العراق لا الداخلية ولا الخارجية. بل لن تنتهي مشاكل الشرق الاوسط بشكل عام.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا
- رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي
- ليكن عامنا الجديد عام الحرية الفكرية نعم لمسيرات الاحتجاج .. ...
- هل كانت سميرة الشاهبندر تفاوض التحالف ؟؟؟؟
- تحية الى الحوار المتمدن واخراجه المرتب
- المرأة والمومس
- مواجهة الكلاب السائبة
- سلاّمة
- منصب نيابة الرئيس للنساء فقط
- اوجه الشبه بين الشيعة والاشوريين في العراق
- الجهالة سبب بلاء البشرية
- الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟
- المنفذ للخروج من الأزمة العراقية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق